أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - الفصامية في السلوك المصري !!














المزيد.....

الفصامية في السلوك المصري !!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 03:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصامية في السلوك المصري لا يمكن إعتبارها حادثة عارضة او حوادث فردية بل ظاهرة إجتماعية Phenomenon أنتشرت في المجتمع المصري لتصبح سمة به! فنجد دائماً وأبداً في ذهن المصري وربما العربي أن ما بنفسك ، أو ما تراه صحيح أياك والتفوه به! أياك والمصارحة به على الملء! بل سر خلف الرائجة والشائعة لتفلح! هذه هي الحكمة المصرية التي بالطبع تنجح في المجتمع المصري فقط، فهذا مرض إجتماعي في بلدان أخرى! فبدلاً من فضح العيوب في الشمس لملاشاتها بعد مناقشاتها مع الاصدقاء والزملاء ، نجد أن هذا عيب فادح في ذهن المصري والعربي! فلا تظهر أبداً ما تبطن! ( وداري على شمعتك تقيد!). فمن هنا سميت هذه الظاهرة الفصامية، فالانسان يفعل عكس ما بداخله! يؤمن بشئ ويفعل شئ مغاير تماماً! والاصل في الايمان أن يظهر فى السلوك! وما سلوكيات الانسان وأقواله الا أنعكاس لايمانياته وعقائده وأيدولوجيته! فإن حدث خلاف ذلك فذلك ينم على وجود فصام ربما لا يكون في العقل ولكنه في السلوك!

رسم Lloyd نموذج للثقافة وأوضح فيه أربع مستويات للثقافة على هيئة أربع دوائر بداخل بعضهم البعض. الدائرة الصغرى الداخلية كانت بخصوص Worldview او المنظور الحياتي الذي من خلاله يرى العالم وهذا المنظور ربما يكون بنيان عقائدي منبثق من فلسفة أو أيدولوجية أو ديانة ما! ومن هذه الدائرة انبثقت دائرة أكبر هي المبادئ Principles والتي تنبثق بالطبع من ايدولوجية الفرد أي كان نوعها سياسية ام اقتصادية ام اجتماعية ام دينية ام جميعهم. ومن هذه الدائرة تبزغ دائرة ثالثة تدور حول القيم Values التي تنبع من المبادئ التي يعتنقها الفرد والمنبثقة من منظوره الفلسفي الايدولوجي الديني. اما الدائرة الخارجية المنظورة فتتناول السلوكيات Behaviors ومن خلال ما يفعله او يقوله الفرد من سلوكيات وأقوال وأتجاهات من المفترض الحكم على ما يؤمن به الفرد من عقائد! فحينما نجد سلوك عنف أو كذب أو نفاق بين جماعة بشرية وليس لفرد، هذا ينم بالتأكيد على فساد الايدولوجية التي يعتنقوها حتى ولو كان المعلن من عقائدهم أمور أيجابية! فأفعال الانسان تظهر جوهره حتى ولو نادى بغير ذلك! وإن رأيت حزب أو جماعة بشرية تنتشر بينهم سمة الامانة أو الوفاء ، فهذا ليس سلوك فردي بل سلوك جمعي نابع من بنيان فكري عقائدي سليم، وأفراد الجماعة صادقين مع أنفسهم في أتباع ما ينادون به! هذه الجماعة لا بد أن تكون نافعة للمجتمع ولن تضره أبداً ويمكن دائما التنبؤ بسلوكياتهم والحكم عليها ولذلك لا بد من دعمها! بعكس هؤلاء المنافقون الذين لا أمان لهم لأنك تجدهم ينادون بشئ ويتناقشون ويتجادلون بل ويدافعون عن أمور هم أنفسهم لا يفعلونها ولا يطبقونها أبداً في حياتهم! ومن هنا نستطيع أن نفهم الفصام الاجتماعي في سلوكيات الانسان العربي وخاصة المصري! ولن تجد أبدً أن هذا سلوك شخصي فردي، بل هناك منهج خفي Hidden Curriculum للسلوك هكذا من قبل هذه الجماعة البشرية من عصور خلت وما الجيل الحالى منها الا نتاج لتربية وثيقة بأن تنادي بما هو مفروض في المجتمع ، ولكن أفعل ما شئت بعد ذلك ( وإن لم تستحي فأفعل ما شئت) وطالما لا يوجد ناس أستحي منهم، فسأفعل كل ما هو قبيح وفظيع وضد الاعراف والسنن في الخفاء! مما يسبب إنهيار المجتمعات!!


تمكنت هذه الفصامية من العقل المصري لدرجة كبح المشاعر الانسانية البسيطة حتى لا يحكم علينا الاخرين! فمثلاً هناك من يكبح حزنه أو فرحه أو غضبه أو ملله مما يتسبب في أمراض سيكوسوماتية كثيرة ناتجة عن هذا الكبت ( فالحزن الذي لا يجد منفذه فى الدموع يجعل اعضاء للجسم أخرى تبكي أي تمرض وتعتل!!) وهذا شائع جدا في المجتمع المصري!

أنظر للأفلام المصرية الحديثة وفي الافراح والمناسبات الشعبية، كيف يمكن لأغنية حزينة مُبكية أن تثير الرقص وترنح الاجساد بدلاً من البكاء والحزن!! كيف يمكن لراقصة أن تفضل أغنية حزينة لترقص عليها مدعية أن هذا إفراغ لحزنها! ربما يحدث هذا ! ولكن هذا الامر غير طبيعي. فلماذا لا يمكن لكثيرين ممارسة أعراض السعادة كالقفز والرقص حينما يسمعوا ما هو مفرح من أغاني، بل يفعلوا هذا حينما يسمعوا ما هو مبكي من أغاني؟! أليس هذا فصام؟!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
- الافيون .... والصحة النفسية!!
- ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
- هل تكلم الحمار؟!
- زهقنا ! كل يوم فول!
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!
- رحمة يا دنيا رحمة !!!
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...
- تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
- الصوم من منظور لا ديني
- قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا ...
- مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
- لا بيض بل حليب
- مجمل الأقداس
- كوانتم الشفاء


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - الفصامية في السلوك المصري !!