|
تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 02:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أسمع أطفال ينادى لهم بأسماء لا تناسبهم إطلاقاً ؛ فأسمع من ينادى له بعبد الجبار وعبد الغفار وشفيق .... الخ وأشعر بالشفقة نحو هؤلاء الاطفال الذين أسماؤهم كانت يمكن أن تكون هاني أو باسم أو فاتن من الاسماء الجميلة التي تناسب الاطفال الكبار منهم والصغار!! ولكن أسماء الاطفال لها أثر عميق على شخصية الاطفال فيما بعد ، فأسم الانسان هو أغلي شئ لدى الانسان ويجب للوالدان أن يختارا الاسم بعناية شديدة.
والاسم يتم أختياره طبقاً لإعتبارات شتى في الوطن العربي الان؛ فهناك من يسمي طفله على أسم أبيه أو أمه أو أحد الاقارب أو شخص مرموق يتمنى الوالد أن يكون طفله مثله، وهناك من يسمي طفله لاعتبارات دينية لإحياء التراث الديني فرأيت زميل يسمي أبنه حزيفة! وأخر يسمي بنته سدرة! أو إتباع لتقليد ديني عند التسمية وهو مثلاً أفضل الاسماء هو (ما حُمد وما عُبد)!! فلا نجد بيتاً واحداً مسلماً في الوطن العربي الا ونجد في البيت ما عُبد من الاسماء مثل عبد الرحمن أو عبد الستار ، أو ما حُمد من أسماء مثل محمد ، وأحمد ، وحمدي ، وحمدان ، ومحمد، وحمدية ، ومحمود وغيرها!!
وفي الوسط المسيحي نجد أيضاً تقليد وهو أن الاسماء يجب أن تكون إما على أسماء شخصيات من الكتاب المقدس ، أو أسماء قديسين وقديسات من تاريخ الكنيسة، أو ما أستحدث من أسماء مقتبسة من لغات أخرى ويختارونها طبقاً لرونقها أو ندرتها دون أن يعرفوا أصل الاسم ومعناه في اللغة الاصلية!!
وبذلك يمكن أن نصنف تسمية الاطفال الى ما يلي :
1. أسماء وصفية من ذات اللغة العربية لصفة أصيلة مثل الكرم أو النجاح أو السلام ... الخ فنجد أسماء مثل سامح، وباسم ، و كرم، وكريم ، وكريمة ، ونجاح، وسلام، ومسالم ..... الخ! 2. أسماء عن الجد أو الاب أو احد الاقارب. 3. أسماء دينية ( إحياءاً للتراث الديني المسيحي أو الاسلامي) وهذا التصنيف هو الاكثر شيوعاً عند إختيار الاسماء. 4. أسماء جديدة أعجمية من لغات أخرى وهنا يختارها الوالدين طبقاً لرونقها وفرادة وندرة هذه الاسماء.
ولكن المهم هنا هو أن يناسب الاسم عمر الطفل وهو صغير لا أن يكون معقداًُ ومركباً لا يقوى الطفل على نطقه! وأن يقبل أن يصاغ منه أسم دلع ! دون إمتهان الاسم الديني ( وهذا إن تم اختيار ما عبد وما حمد من اسماء) حيث يدلع الاطفال الى عبده وحماده في اغلب هذه الاسماء وهناك من يمتعض من اسماء الدلع ويراها حرام مع الاسماء الدينية!! و أن يكون للأسم معنى معروف فأغلبية الناس اذا سألتهم عن معنى اسمهم نجدهم يردون ان هذا الاسم هو اسم القديس فلان او الشخصية الفلانية من التراث! وأكرر يا سيدي الفاضل ما معنى الاسم ويصعق هذا الانسان لانه اول مرة يُسأل عن معنى اسمه! فالانسان يحمل أسم دايفيد وهو متأكد أن دايفيد هي داود دون ان يعلم ان معنى داود في العبرية هو محبوب!! وهكذا سواء مع الاسماء العربية القديمة أو الاسماء من لغات أخرى!!
وهناك ما هو فادح وكارثي ، حيث نجد أسماء مثل جاموس وأبو جاموس وطالع ونازل والنحس والجحش و شحات وشحاته ، وغيرها مما قبح من اسماء على وقع الاذان!! حيث يسميها الوالدين درءً للحسد والعين أو حتى يعيش الطفل ولا يموت!! وهذه الاسماء تدمر شخصية الاطفال منذ صغرهم لانه دائما الاسم هو أول ما يثير غيرة وحماسة وفخر الطفل ووقعه على نفسيته عظيم الاثر! فحينما يسمى الانسان كريم فقد وجهت الطفل نحو الكرم منذ طفولته وينزح الطفل لان يكون ما تسمى به! حتى لا يصبح أسماً على غير مسمىّ!! وأيضا حينما نسمى طفلاً بأسماء معناها قبيح في اللغة فنحن نساهم في إفشاله وتدمير شخصيته لانه لن ينجو من الإمتهان والتريقة عليه منذ الطفولة!!
ولذلك أنصح الاباء حينما يولد لهم أطفال بالاتي:
عمل بحث على الانترنت بأسماء مرشحة من قبلك ومن قبل زوجتك لإختيار المناسب منها ويجب أن يتوافر فيها الاتي:
1. أن يكون الاسم مفهوم او على الاقل معناه معروف لدى الطفل فيما بعد! 2. يجب أن يكون معنى الاسم ايجابي لتوجيه الطفل نحو هذه الصفة أن تكون سمة في شخصيته. 3. الابتعاد عن الاسماء الدينية بقدر الامكان! فقد تكون ملحداً فلماذا تسمى اسماء دينية؟! وقد تكون مسيحياً وتعيش في وسط اسلامي فلماذا تتسبب في طفلك الامتهان والتريقة من الاطفال الاخرين ؟! وهذا ما يحدث في الواقع المصري المؤلم في القرى التى اغلبها مسلمين! حيث يعتبر اسم جرجس وشنوده مرادفاً لشتيمة!! فينادي الاطفال المسلمين المسيحي بهذه الاسماء لا لشئ الا وامتهانهم وإغاظتهم قائلين يا جرجس! يا شنوده! بالرغم أن اسماؤهم غير هذه الاسماء فما بالك أن كانت هذه هي اسماؤهم الحقيقية!! فما المانع أن يكون الاسم مشترك بين الديانتين مثل شريف وحازم و يوسف و حاتم وباسم وغيرها!! 4. أن يكون الاسم نادر بقدر الامكان ويا حبذا أن صغت اسم جديد بالعربية او من اي لغة اوربية فلهذا اثر نفسي على الطفل ودفعة له ان يتعلم لغة اسمه!! وأياك أن تختار أسم لا تعرف معناه! وأقول معناه لغوياً وليس من تسمى بهذا الاسم من القديسين أو الاباء أو الصحابة!! وأترك فكرة إحياء التراث فما ذنب الاطفال أن يُعيروا بأسماءهم لإرضاء رغبة حضرتك في إحياء التراث الديني!! 5. الاصل في التسمية أن تفكر في وقعه على الطفل! لا ما تريد أنت أوما يريده الجد أو الجدة أو ما يريده الحزب أو طبقاً أو إتباعاً لتقليد ديني ما! فما هو الأثر النفسي لهذا الاسم أو ذاك على طفلي؟! كيف سيعامله الاطفال الاخرين؟! هل يمكن أن أصيغ أسم دلع منه ليناسب فترة طفولته؟! هل الاسم يبدأ بحرف أبجدي في مقدمة الحروف الابجدية حتى يكون أسمه دائما في مقدمة قوائم الاسماء؟! هل للأسم صفة ايجابية أحب أن يتسم بها طفلي حينما يكبر ، لان هذا على الاغلب سيحدث؟! هل هذا أسم أحد العلماء أو المشاهير حتى أوجه الطفل منذ البداية نحو مجال دراسي ما نبغ فيه من تسمى على أسمه؟!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الافيون .... والصحة النفسية!!
-
ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
-
هل تكلم الحمار؟!
-
زهقنا ! كل يوم فول!
-
الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية
...
-
الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج
...
-
أصبع الله.... أم عشوائية؟!
-
رحمة يا دنيا رحمة !!!
-
إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم
...
-
ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال
...
-
تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
-
المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
-
الصوم من منظور لا ديني
-
قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا
...
-
مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
-
لا بيض بل حليب
-
مجمل الأقداس
-
كوانتم الشفاء
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|