|
تحطيم السلطة الرابعة بالهراوات !
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 21:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اثار ماحدث قبل يومين في ظهيرة نهار من نهارات بغداد، الحافلة بانواع مفاجآت الانفجارات، بل و في وسط العاصمة المكتظة بانواع السيارات الحديثة ـ في المجتمع الجديد !! ـ و التي تسير ببطء غير معقول بسبب انواع السيطرات الامنية التي لايزال رجالها يستخدمون ابراً و كاشفات عبوات، رغم انكشاف عدم جدواها و عدم آهليتها في مكافحة الارهاب . . اثار ذلك ردود افعال كبيرة داخلياً و خارجياً صعّدت من وتيرة احتجاجات الهيئات الدولية و الامم المتحدة على الوضع العراقي . . فبعيداً عن كل مايساق من اخبار عن اسباب و عن ماهية الصحف المقصودة و العاملين فيها . . هاجمت مجاميع مسلّحة من افراد مدنيين و صل عددهم الى مافاق الخمسين وفق انواع التقارير و البيانات الصحفية و الشفهية، و هم يحملون هراوات و قامات و سكاكين و بوكسات حديد . . هاجموا نهاراً جهاراً و في وقت متقارب، مكاتب اربع صحف في منطقة الكرادة المزدحمة بمقار انواع القوى الامنية المسلّحة العائدة لقوات عمليات بغداد !! و اعتدوا و هم بهيئات و وجوه مكشوفة، على العاملات و العاملين فيها بالضرب المفضي الى جروح و دماء، اضافة الى محاولات الإرعاب بالإهانات السيئة المتنوعة . . و دمّروا ابواباً و اثاثاً و اجهزة فيها، و حرقوا عددا من السيارات العائدة لها، وسط انعدام اية ردود فعل من قبل قوات عمليات بغداد المتواجدة بكثافة في منطقة الاحداث هناك . . و مما يتّضح حتى الآن، من خلال مانشر و ما ترشّح من صياح و نقاشات حادة من افراد تلك الجماعات على العاملين في تلك الصحف على مقالات و احاديث ثأر و فصل . . ان اولئك الافراد يعودون الى رجل دين واضح الهوية و الطائفة مدعوم مؤخراً من مكتب رئيس الوزراء في مواجهة تيار شيعي معروف يعارض سياسات رئيس الوزراء الفردية . . بعد انشقاقه عن ذلك التيار، وفق عديد من وكالات الانباء و الصحف . و بعيداً عن تفاصيل كثيرة منها حضور قوات للشرطة اثر الاتصال بها و لكن بعد انتهاء الاحداث ؟! . . يثير سكوت قوى الامن و قوى عمليات بغداد الموضوعة تحت القيادة المباشرة لرئيس مجلس الوزراء الحالي عمّا جرى، مذكراً بسكوتها عن احداث سابقة شبيهة و سكوتها عما يجري باستمرار من تضييقات متنوعة على الصحافة بشكل خاص و على الاعلاميين عموماً . . يثير تساؤلات و اتهامات كبيرة على حقيقة نظام الحكم الجاري في البلاد و على حقيقة ادعائه بكونه يحكم وفق نظام ديمقراطي دستوري من جهة ؟؟ و من جهة اخرى، يثير تساؤلات في هل ان ماجرى هو ضمن التحضيرات الحكومية لإنتخابات المجالس المحلية لضمان ( نصر مضمون) بتعبير عائدين لقائمة دولة القانون الحاكمة ؟ ام انه خطوة اكثر (تقدمّاً) على طريق انهاء الصحافة المستقلة و غير الحاكمة، بدلاً من تعزيزها و تطوير حريّتها و جعل دورها فاعلاً خدمة للمجتمع في ظل حكم يفترض انه دستوري . . و فيما ترى اوساط متزايدة في ان ماجرى و يجري ليس اكثر من اساليب اتّبعتها حكومات بائدة ، بغضّها النظر ـ على الاقل ـ عن اعمال جماعات من البلطجية، او جماعات ارهابية لاقانونية . . لتنفيذ اهداف تعيق الحكومة عن تنفيذها، القوانين المعمول بها او تعيقها ادّعاءاتها بالتمدن و التحديث و الديمقراطية، التي تشكّل الصحافة الحرة مصدر ازعاج، و بالتالي مصدر مخاطر جديّة على محاولاتها للانفراد بالحكم . فإنها تعبّر عن صدمتها في تفسير عودة السيد مشعان الجبوري علناً الى العاصمة و عقده مؤتمراً صحفياً ـ قبل ايام ايضاً ـ اعلن هو فيه اسقاط التهم عنه، وسط سكوت حكومة المالكي و القضاء، ثم ترؤوسه قائمة انتخابية الآن في محافظة صلاح الدين . . و الجبوري عضو مجلس النواب السابق و الشخصية المثيرة للجدل بعد ان اتخذت اجراءات قضائية بحقه بسبب الاختلاس، و دعم الارهاب و فلول الدكتاتور صدام من خلال فضائيّتيه: الزوراء و الرأي من سوريا . . و قد نحيّ بسببها من مجلس النواب و صار مطلوباً للانتربول الدولي الذي لايزال ينشر في صفحته الالكترونية مواصفاته و طلب الابلاغ عن مكانه لالقاء القبض عليه، فيما يصرّح مقربون من رئيس مجلس الوزراء بتفاصيل عنه، يفهم منها ان الجبوري غيّر من سياسته و انه صار مؤيداً لرئيس مجلس الوزراء ذاته الذي صدرت الاحكام عليه في دورته الرئاسية الاولى . و يرى مراقبون فيما مرّ من وقائع، بكونها اذا كانت تلقي اضواءً على ماهية السلطة القضائية المعمول بها و درجة تسييسها من جهة، فإنها تشير الى اي افق تسير (ديمقراطيتنا)، في وقت يعتبر فيه النظام الديمقراطي بدرجاته و اشكاله في كل بلدان العالم المتحضّر، يعتبر الصحافة و الاعلام الحر سلطة رابعة (*)، و ركن اساس من اركان دولة المؤسسات . . . و واهم من يعتقد ان بإمكانه اسكات الاصوات الحرّة و حجب الحقائق في عالم اليوم و وسائل اتصالاته السريعة المتنوعة .
4 / 4 / 2013 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) بضوابط دستورية تحميها و تحمي الحق العام و حق المواطن .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي ملتقى القوميات و الاديان و الطوائف!
-
من اجل الوقوف امام كارثة التمزّق . .
-
تحرر المرأة، تحرر المجتمع
-
القائد الأنصاري - خدر كاكيل -
-
لإيقاف تطورات مخيفة تهدد . .
-
في الذكرى الحزينة لإنقلاب شباط الدموي
-
هل الدكتاتورية افضل من الفوضى ؟
-
طريق لولاية ثالثة، بزجّ الجيش ؟
-
عن معادلة جديدة للحكم . .
-
انفجار الغضب الشعبي و الدستور
-
الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (3)
-
الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)
-
الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (1)
-
من اجل عدم الانزلاق الى الدكتاتورية مجدداً !!
-
الاستبداد و الانترنت (2)
-
الاستبداد و الانترنت (1)
-
الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (2)
-
الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (1)
-
لماذا تنعدم الثقة ؟
-
من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|