ضياء حميو
الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 16:54
المحور:
سيرة ذاتية
في الساعة الرابعة من اليوم الرابع في الشهر الرابع ، نيسان الولادة عند البابليين ،تولد ُ " لانا " ابنتي الكبرى وفي بابل.
كنت أتمنى ان تكون بنتا قبل ولادتها ،وكانت.
" لانا " لم تكن بنتنا أنا وأمها وحسب، بل كانت رفيقة فكر ودرب..!!
نعم....في السنة الأولى والثانية،كانت أمها تخبيء في ملابسها " أوراق فقراء الوطن الحالمين بالحرية والخلاص،العدالة الاجتماعية والمساواة " لتجتاز بها المدن بأمان من " غول " لم يكتف من الدماء حتى قتله صحبه.
" لانا " العراق ،من أبوين مسلمين ومن طائفتين وقوميتين مختلفتين في الثالثة تتعلم " الكلدانية " وتغني بها مع أقرانها أبناء الوطن الأصلاء الطيبين " مسيحيي " عينكاوة،وتقيم معهم بنفس البيت..!
أليس هو هذا العراق..!!
لانا التي لسنوات ظلت تعرف أبويها باسمين مستعارين ولاتعرف إسميهما الحقيقين ،خوف البطش..!
ما اهمية الأسماء..الا لتحميك من " عين الحسود أو المخبر "..مالفرق بين "علي وعمر وكَوركَيس"..!!
تبا لكم ..ياسفلة اليوم...هل سأل الرافدان " دجلة والفرات " يوما أبناءهما عن الأسماء قبل ان يغدقا بعذب مياههما..!!
لانا التي تصر ان تتعلم العربية في الدنمارك..ولتجيدها قراءة وكتابة..وتحب " الشكو ماكو " العراقية الأصيلة ،المشاكسة ، الذكية ، الروح المرحة، الكريمة النفس التي تستلف نقودا دوما من أختها الصغرى " دانه " وتنسى أن تعيد مااستلفت..!
وهذه الأخيرة " وُلدتْ الساعه الثامنة في الثامن من الشهر الثامن " وان تذمرتْ تضحك وتقول" ماحيلتي إنها أختي "..!
للعراق السلامة كل السلامة " أيام غبراء ستمضي ياوطني،تتجذر اسماءُ النخلِ...زهدي وخستاوي وبرحي ".
وللانا نيسان كله ،والعمر كله.
ولامها الحنون..التباريك،والعرفان بأم رائعة.
ول"دانه"..الصبر والسلوان...بديون كديون العالم الثالث لا حل لها سوى التسقيط والنسيان،والأكتفاء بأخت وصديقة رائعة تحبها وتحنو عليها.
ولي ضحكتها عبر الهاتف هذا الصباح،كانها العالم فاتحا ذراعية حانيا ومحتضنا: " رفقا بنفسك،ولاتشبّه حزنك ببقايا عود بخور منسيٍ في شق جدار".
#ضياء_حميو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟