أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 125: الأساليب الأخرى في توصيل المعلومات















المزيد.....


جريمة الختان 125: الأساليب الأخرى في توصيل المعلومات


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 09:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ذكرت في مقال سابق أسلوب الجد في توصيل المعلومات، وفي هذا المقال اذكر الأساليب الأخرى.

أسلوب الهزل والسخرية
------------------------
إن كان من الضروري اللجوء إلى المنطق والتفكير الهادئ، إلاّ أنه يجب عدم تجاهل الفكاهة والكاريكاتير، فهما من وسائل العلاج الإجتماعي والنفسي التي لا ينكرها ذو عقل. لقد قال النبي العربي: «روّحوا القلب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت». وقد جاء في بعض كتب السيرة أنه كان يضحك حتّى تبدو نواجذه. وبطبيعة الحال، مثل هذه الوسيلة لا بد من أن تثير ضغينة فقهاء النكد على إختلاف دياناتهم الذين لا يبتسمون حتّى للرغيف الساخن.

ونحن لا نود تكذيب المثل القائل «أمر مبكياتك ولا أمر مضحكاتك». فنحن مع الجد ولو أبكى. ولكنّنا نؤمن أيضاً بالمثل القائل: «شر البليّة ما يضحك». والختان هو بليّة حقاً إنبلت بها البشريّة منذ قديم الزمان. فلم يكتف الإنسان بأن يبدأ حياته بصرخة، فأضاف إليها صرخات الختان، معتبراً ذلك شرطاً لإرضاء الآلهة ودخول جنّات النعيم. حتّى أن بعضهم يسارع في ختان الميّت قَبل دفنه إن لم يكن مختوناً وكأن للسماء أبواباً لا تفتح إلاّ بذكر مختون رغم إعتقادهم أنهم ما إن يخرجوا من هذه الدنيا حتّى تعاد لهم غلفهم. وتصوّر تزاحم جموع المختونين عند ولوج باب السماء، كل منهم يبحث عن غلفته كالمصلّين يبحثون عن أحذيتهم عند الخروج من باب الجامع. فهم لن يذوقوا لذّات النعيم مع حور العين الموعودين بها في الآخرة إلاّ إذا إسترجعوا ما إعتبروه في حياتهم الأولى نجساً لا تصح به لا صلاة ولا حج ولا زواج. ألا تتّفق معي بأنه كان أحرى بهم ترك تلك الغلفة التي خلقها الله على حالها حتّى لا يفوِّتوا وقتاً في البحث عنها في الآخرة؟

وقد يكون فشل المنظّمات الدوليّة في إلغاء هذه العادة هو إهمالها الفكاهة في خططها. ولعّل ذلك بسبب الخوف من الإتّهام بالتهكّم على معتقدات الغير ومعاداة الساميّة. ولكن لا أحد يمكنه أن ينكر إن المساس بالختان هو مساس بالمعتقدات. وكما أنه من غير الممكن عمل عجّة دون كسر البيض، لا يمكن إلغاء الختان دون كسر للمعتقدات الدينيّة والطبّية والإجتماعيّة والنفسيّة والقانونيّة. ويكفيك أن تقرأ مقال الصحفي الساخر محمّد عفيفي «مرشد الحيران في عمليّة الختان» حتّى يتبيّن لك ذلك. وقد نشرنا هذا المقال في الملحق 21 من كتابنا المذكور ادناه. وهو أجمل ما عثرنا عليه في هذا المجال.

ولا أكون مبالغاً إن قلت أن نص محمّد عفيفي هو النص الوحيد الذي يجده القارئ في هذا الأسلوب التهكّمي الذي يجمع بين خفة الروح والسخرية والجد. وقد تصفّحت الكثير من الكتب التي كتبت في الختان والفكاهة والضحك بحثاً عن نكت وفكاهة بخصوص الختان. ولكن جهدي ضاع هباءً. إلاّ أنني وجدت بعض الكاريكاتير في هذا الخصوص في المجلاّت والصحف المصريّة. ولا عجب إن كانت هذه الكاريكاتير صادرة عن فنّانين مصريّين معارضين للختان إذ إن مؤيّديه، وهم ممّن يعتمدون على الدين في تأييدهم لمثل هذه العادة، ثقيلو الظل لا يهضمون خفة الروح ولو كانت لصالحهم.

والفكاهة أكثر فائدة من آلاف المحاضرات والكتب للوصول إلى إلغاء الختان. فالختان مصيبة مبنيّة على خرافات ولا يحتاج المرء إلاّ للقليل من الجهد للإقتناع بسخافتها. ولكن من أين له ذلك الجهد وقد أقفل الدين على عقله؟ وملاذ البشريّة هو في إيجاد العبارة السحرّية التي تفتِّح العقول كما فتح «علي بابا» مغارة الكنوز بعبارته السحرّية «إفتح يا سمسم».

أسلوب الأدب والشعر والفن
---------------------------
رغم إننا نعيش عصر التخصّص، إلاّ أن الإنسان يبقى محكوماً في تصرّفاته بعناصر مختلفة منها العقل والشعور والدين. وإن كنّا كلنا نتوق إلى أن تكون تصرّفاتنا عقليّة ومنطقيّة، إلاّ أننا لا نسد آذاننا للمشاعر الإنسانيّة. فالبعض يتذوّق الشعر، ويهتز لسماعه، فيؤثّر في حياته. وهناك من يتأثّر بالنكتة وخفة الروح أكثر من الجدل الجاد المتعب. وهناك من يقتنع بمثل عامّي. ويرى معارضو ختان الذكور أن هناك حلقة مفقودة في معركة ختان الذكور ألا وهو الأدب والإحساس. ويشدّد أحد المحامين على أهمّية أن يعتمد الدفاع في قضيّة الختان على المعطيات العلميّة كما على المشاعر.

ونحن نؤكّد على أن للخطيب والشاعر والأديب وكاتب المسرحيات ومخرجي الأفلام والممثّلين دور يساوي، إن لم يكن يفوق، دور المتخصّصين في الدين والقانون والطب وغيرها من العلوم، لأنهم وسيلة للتوصيل، وهم الذين يعرفون كيف ومتى يمكن التأثير على قلوب الناس وعقولهم. ونشير هنا إلى أن المؤتمرات التي تنظّمها منظّمة مكافحة الختان تلجأ إلى هذه الوسائل وتنشر ضمن أعمالها قصائد شعريّة ضد الختان.

أسلوب الفعل
-----------
بالإضافة إلى الأساليب السابقة، هناك من لجأ إلى المظاهرات أمام المستشفيات والهيئات الطبّية. وقد شاركت في إحدى تلك المظاهرات عام 1994 في واشنطن، قام خلالها بعض المتظاهرين بحرق وثيقة ميلادهم التي سجّل عليها إسم الطبيب الذي ختنه. كما أحرقوا وثيقة حقوق الإنسان لأنها لم تتضمّن الحق في سلامة الجسد.
وقد بدأ معارضو ختان الذكور في أمريكا ما يسمّى «إقتحام المستشفيات»، بإقامة مظاهرات صاخبة أمامها تأييداً للممرّضات التي يتعرّضن للفصل بسبب رفضهن المشاركة في عمليّات الختان. وقد ذكرنا كيف أن أحد المعارضين قام بسرقة الآلة التي يتم الختان عليها كرد على سرقة قام بها المستشفى عليه قَبل 20 سنة عندما قطع غلفته.

ويقول معارضو الختان أن الأفعال تتكلّم بصوت أعلى من الكلام، وإذا إجتمعا فتكون النتيجة أيضاً أكبر. فالذين أصيبوا في جسدهم يستطيعون أن يعبّروا عن آلامهم بصورة مؤثّرة أكبر من الكلام الأكاديمي البحت.

شريط قصير حول ختان الذكور بالعربية
-----------------------------------------
ادعوكم الآن لرؤية شريط قصير للطبيبة المصرية سهام سنية عبد السلام حول ختان الذكور
http://www.youtube.com/watch?v=q33bqA8J6a0
والدكتورة سهام هي زميلتي في مناهضة الختان منذ أكثر من 15 سنة

--------------------------------------
لطلب كتابي عن الختان ورقيا أو تحميله مجانا أنظر هذا الرابط
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
أنظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من9000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الختان 124: اسلوب الجد في توصيل المعلومات
- جريمة الختان 123: مكافحة الختان من خلال الدين
- جريمة الختان 122: الختان والحروب
- جريمة الختان 121: الدراسات الشاملة لمكافحة هذه الجريمة
- جريمة الختان 120: الختان والحلقة الجهنمية
- جريمة الختان 119: الختان والعنف الإجتماعي
- أكثر من مليون زيارة لصفحتي في الحوار المتمدن
- هل هناك امكانية لإصلاح الإسلام وكيف؟
- العبقرية السويسرية: حوار مع مهجرة سورية
- الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم
- مسلسل جريمة الختان 118: أثر الختان على العلاقة مع الأهل
- مسلسل جريمة الختان 117: آثار صدمة الختان على الطفل
- مسلسل جريمة الختان 116: الغرب وازدواجيّة المعايير
- مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإ ...
- نسخة جديدة من القرآن بالتسلسل التاريخي
- مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار
- مسلسل جريمة الختان 113: ختان الإناث ومعادة الإسلام
- مسلسل جريمة الختان 112: إتّهام اليهود بنشر ختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان 111: ختان الذكور ومعاداة الساميّة
- مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 125: الأساليب الأخرى في توصيل المعلومات