|
رئيس وزراء الاردن يرحب باللاجئين السوريين رغم انهم - ضيف ثقيل- !!!
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 01:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما هو الحال مع رجل الشارع الاردني الذي يعيش حالة من القلق والتوتر بسبب الارتفاع الفاحش لاسعار السلع والخدمات، فقد سادت نفس الحالة من التوتر الممزوج بالغضب تحت قبة البرلمان الاردن في اخر جلسة له ، لا تعاطفا وتجاوبا مع الاحوال المعيشية الصعبة التي تعاني منها الشرائح الاجتماعية التي تعيش عند خطي الفقر المدقع منه وغير المدقع ، بسبب سياسة رفع الاسعار التي تنتهجها الحكومة ، بل لان القضية التي كانت مطروحة على جدول الاعمال هي قضية اللاجئين السوريين . فى هذه الجلسة التي تميزت عن جلسات سابقة بصخبها وسخونتها واختلاط الحابل بالنابل وكاد غالبية النواب بعد ان انتفخت اوداجهم بالغضب الساطع ان يتبادلوا اللكمات والتراشق بالصرامي والكراسي،’ او ماتيسر من الاسلحة البدائية الاخرى المتوفرة داخل قاعة البرلمان، في هذه الجلسة انقسم النواب الى فسطاطيين : فسطاط يدعم موقف رئيس الحكومة الدكتور عبداللة النسور والذي عبر عنه اكثر من مرة سواء في تصريحاته امام وسائل الاعلام، او في حضور ممثلي الدول المانحة للمساعدات والهبات والعطايا والحسنات للاردن وحيث كان يؤكد ان الاردن يفتح ذراعيه لاستقبال عشرات الالوف من اللاجئين السوريين " وتقاسم لقمة العيش معهم" لاسباب انسانية، ولانهم وهو الاهم" اشقاء لنا" وكان يقصد هنا انهم اشقاء للاردنيين من حيث العرق القحطاني وصلات القربى والدم والجوار والتاريخ اضافة الى تشابه اصناف الطعام التي يتناولها الشعبان الشقيقان والتي اغفل رئيس الوزراء التطرق اليها لاسباب دبلوماسية رغم انها من اهم القواسم التى تجمع الشعبين ! كما استغل بعض نواب هذا الفسطاط الجلسة من اجل القاء كلمات نارية تهجموا فيها على الرئيس السوري بشار الاسد واصفين الاخير " بالمجرم الذي يقتل شعبه ويدمر بلده سوريا " مرددين بذلك نفس العبارات التي نسمعها باستمرار على لسان الرئيس الاميركي اوباما ومن لف لفه من زعماء الدول الاستعمارية والصهيونية ، وكأن مقتل 20 الف عسكري وضابط سوري ، وتدمير نسبة كبير ة من اسلحة الجيش السوري الثقيلة ، اضافة الى مقتل عشرات الالوف من المدنيين السوريية وتدمير المرافق الانتاجية والخدمية في سوريا هي من صنع بشار الاسد ، وليس نتيجة العمليات الارهابية التي تمارسها عصابات جماعة الاخوان المسلمين تحت مسميات مختلفة :مثل عصابات جبهة النصرة، واحفاد الرسول ، وكتائب الفاروق وغيرها ذرا للرماد في العيون وتضليلا للراي العام ، وبان ما يجري من قتل وتخريب وذبح للابرياء وتهجير طائفي هو من صنع هذه الجماعات المتطرفة وليس من صنع الاخوان المسلمون ، وبان ما يقوم به الاخوان يقتصر على الاعمال العسكرية المكرسة للدفاع عن المدنيين السوريين وحمايتهم ضد شبيحة النظام !! واذا صح ان النظام هو الذي اقترف كل هذه الفظائع ، وهو الذي الحق كل هذه الخسائر الاقتصادية والبشرية : فهل يستطيع الاخوان المسلمون ومن لف لفهم من الجماعات التكفيرية والسلفية في اختطاف الحراك الشعبي السوري وعسكرته ان ينكروا انهم وراء تدمير احدث الطائرات الحربية الموجودة بحوزة الجيش السوري ، وتدمير مراكز الابحاث ، ومراكز المراقبة والتنصت على العدو الصهيوني ومن ضمنها مركز المراقبة القريب من مرتفعات الجولان المحتلة ،التابعة للجيش النظامي . الم يرقص ويكبّر مجاهدو جبهة النصرة عندما دمروا هذه المراكز ؟؟ وهل يستطيع الاخوان ان يتنصلوا من قتل العشرات من رجال الدين السنّة ، كالعلامة البوطي وذبح احد ائمة حلب ثم تعليق راسه على عامود في احدى الساحات تنفيذا لفتاوي مشايخهم وارهابا للمخالفين لهم في الراي ؟ او ينكروا سرقتهم ثم بيعهم اكثر من 1200 مصنع من مصانع سوريا الى سيدهم اردوغان الذي بايعوه خليفة للمسلمين في المؤتمر السنوي لحزب العدالة والتنمية التركي بابخس الاثمان؟ وهل ينكر الاخونجية ان عددا من مجاهديهم الاشاوس الذين سقطوا جرحى اثر اشتباكات مع الجيش السوري قد تلقوا العلاج في المستشفيات الاسرائيلية : الا يدل هذا ان الجيش الاسرائيلي حين بادر الى معالجتهم ومن قبل ذلك حين قام بتزويدهم ب3 الاف طن من السلاح والذخيرة لم يقدم العون لثورتهم العرعورية الا مكافاة لدورهم في استنزاف الجيش السوري وتدمير معداته اضافة الى تدمير المرافق العامة والاقتصادية ، وتاكيدا بان رئيسهم بيريس سيظل صديقا وفيا لطيفور والبيانوني وغيرهم من قادة اخونجية سورية ،مثلما هو صديق لمرسي العياط الرئيس الاخواني لمصر حسب ما جاء في برقية الاخير الموجهة لبيريس بمناسبة الاحتفال بقيام دولة اسرائيل ؟! مشكلة الفسطاط الاول من النواب انه لم يذرف دموع التماسيح حين تحدثوا عن مشكلة اللاجئين السوريين فحسب ، بل اوصى النواب رئيس الحكومة حلا لمشكلة اللاجئين وتسريعا لعودتهم الى سوريا ، تقديم الدعم للثورة العرعورية السورية متوهمين ان عصابات الاجرام قادرة بامكانياتها الذاتية والدعم الخارجي الاطاحة بالنظام السوري ،والحاق الهزيمة العسكرية بجيشه . وينسى هؤلاء النواب ان خلال سنتين من التدخل العسكري غير المباشر من جانب الولايات المتحدة في سوريا ومن يدور في فلكها من حلفاء اوروبيين وعملاء واذناب كاردوجان ومشايخ بني نفطان ، لم تتمكن هذه القوى المعادية ان تحقق اي انجاز عسكري ملموس ضد الجيش السوري، اللهم الا تدمير المرافق العامة وسرقة موجوداتها ، كما فشلت في اسقاط النظام . اما الفسطاط الثاني من النواب فقد اتخذ موقفا مغايرا مستندا في فهمه لمشكلة تدفق اللاجئين الى الاردن باعداد تفوق عدة مرات تدفقهم الى دول مجاورة لسوريا ، كتركيا ولبنان ، وحيث وصل عددهم في الاردن الى نصف مليون لاجىء، بانها مشكلة سياسية وناجمة اصلا عن الغزوة الاخوانية لسورية والمدعومة من اكثر الدول رجعية في المنطقة ومعاداة للديمقرطية ، وعن حالة الرعب التي دفعت بالعدد الاكبر من هؤلاء المدنيين اللجوء الى الاردن . واذا كان لابد من حل جذري لهذه المشكلة : فلماذا لا يتم اغلاق ابواب الاردن المفتوحة امامهم ، او ترحيلهم الى مشيختى قطر والسعودية باعتبارهما حاضنتين للثورة العرعورية ، ومصدر تمويل وتسليح لعناصرها ، والاكثرة قدرة من الاردن على استضافتهم وتحمّل تكاليف لجوئهم اليها؟؟ ما هو اهم من كل هذالسجال والملاسنة التي دارت بين الفسطاطين : ان رئيس الوزراء عبدالله النسور حين بق البحصة حول كلفة استضافة للاجئين السوريين اعترف بانها كلفة باهظة وسوف - تصل الى مليار دولار سنويا !! والسئوال هنا: اذا صح ان الكلفة لا تتحملها موازنة الدولة التي تعاني من عجز سيصل الى ضعف هذه الكلفة في نهاية السنة المالية الحالية ، واذا كانت استضافة اكثر من نصف مليون لاجىء ستكون على حساب حصة المواطن الاردني في الدخل الوطني ، وفي ثروات الاردن الطبيعية ا ‘ وعلى حساب حصته المائية الشحيحة ، اذا صح كل ذلك: فلماذا لا تبادر حكومة عبدلله النسور الى اتخاذ اجراءات عملية للحد من تدفق اللاجئين السوررين اليها ، واعادة الموجودين منهم في مخيم الزعتري الى سوريا ، كأن تمنع تدفق امدادت الاسلحة الى الجيش الاخواني السوري الحر ، والى العصابات الارهابية الاخوانية كجبهة النصرة وحيث اكدت مصادر اميركية وكرواتية موثوقة ان السعودية وقطر قد استوردتها من جمهورية كرواتيا من اجل دعم الثورة العرعورية ولم تنفها الجهات الرسمية الاردنية ، ويتم نقلها الى الاردن بواسطة 8 طائرات اليوشن تملكها احدى شركات الطيران الاردنية ومن ثم ادخالها الى في سوريا في مواقع حددها الجيش الحر ، كذلك لماذا لا تبادر الى اتخاذ تدابير مشددة لمنع تسلل السلفيين وغيرهم من الجهاديين الاردنيين والعرب الى سوريا ، او على الاقل اغلاق المعسكرات التي يتم فيها تدريب عناصر الثورة العرعورية تحت اشراف ضباط اميركيين ،؟ اليس هذا اجدى من ان نذرف الحكومة دموع التماسيح حزنا على اوضاع اللاجئين ، وحيث لا تسهل عودتهم الى سورية الا اذا جفت منابع تسليح العصابات الاخوانية، وتراجع عدد الارهابيين الذي يتسللون الى سورية تحت غطاء الجهاد بينما هدفهم الحقيقي هو الحصول على رواتب سخية من حاكم مشيخة قطر ؟ فهل كان ممكنا لعصابات النصرة والفاروق ولواء الاسلام وغيرها ان تنتشر في ريف دمشق والمعضمية وداريا ومخيم اليرموك ، وتنفذ عملياتها العسكرية ضد الجيش السوري اضافة الى عملياتها الانتحارية وقصفها للاحياء المدنية في محافظتي دمشق ودرعا ، وبالتالي اثارة حالة من الرعب والخوف في قلوب سكان هذه المناطق السورية دفعتهم للهرب الى الاردن طلبا للنجاة والسلامة : لوجفت منابع تسليحهم وتراجع عدد المجاهدين الذين يتسللون من الاردن ؟؟؟
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاردن يعلن الحرب على سورية
-
هل بات الاردن - ارضا للحشد والرباط- ضد النظام السوري؟
-
الملك السعودي يطالب بتبني مشروع دولى بعدم ازدراء ديانات الاس
...
-
مليشيات من القوميين واليساريين لاجتثاث العصابات الاخوانية من
...
-
لماذا يعزز مرسي العياط صداقته مع رئيس دولة -احفاد القردة وال
...
-
الاخونجية يحولون زحوفهم المقدسة من مسار تحرير فلسطين الى مسا
...
-
هيئة التنسيق المعارضة السورية تستنسخ اليريسترويكا انقاذا لسو
...
-
هكذا يرد العالمان الغربي والاسلامي على افلام تسيء لاله المسي
...
-
الابراهيمي يطرق ابواب بشار الاسد قبل طرق ابواب اردوجان وحمد
...
-
العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري
-
حكومة الطراونة والحلول المالية الترقيعية
-
هل بات الاردن ماوى للاجئين السوريين ام ماوى لعناصر الجيش الس
...
-
هل يسحب مرسي العياط دباباته من سيناء استجابة للتحذير الاسرائ
...
-
ابو الهول السوري يلتزم الصمت حيال الاخبار المتعلقة بانشقاقه
...
-
مرسي العياط ينفذ انقلابا بالتنسيق مع المخابرات المركزية الام
...
-
اخطاء قاتلة ارتكبها بشار الاسد لو ارتكبها رئيس اخر لاستقال م
...
-
حلب من منطقة امنة للاخوان الملتحين الى مقبرة لهم
-
الاردن يغادر المنطقة الرمادية في تعاطيه مع النظام السوري
-
تدمير الاقتصاد والجيش السوري هدية الاخوان المسلمين لاسرائيل
-
هل توجه مرسي العياط الى السعودية لتقبيل يدي خادم الحرمين الش
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|