أنور مكسيموس
الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 15:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعوب تستحق حكامها
وهذا ليس شماته أو شئ يفرح. فيجب على القارئ ان يميز بين النقد للبناء والنقد للهدم. النقد لاننى اريد أن اراك أفضل, واتمنى لو أنك لم تفعل الخطأ أو الشر الذي فعلته .
معظم شعوب الشرق الاوسط أذكى من معظم الشعب الاوربى والشعب الامريكى, لكن ليس هناك اختلاف بين حكام امريكا واوربا وحكام الشرق الاوسط, والقارئ الذكى يفهم ما بين السطور.
العالم كله الآن يعيش فى خوف وفوضى وقلق يومى..بطالة واحتياج وازمات مالية واجرام وارهاب فى كل مكان. والشعوب فى تلك الظروف تميل الى تصديق الاكاذيب والاشاعات, عن اعمال الفكر للوصول الى الحقيقة. ان الظروف المحيطة تقريبا بكل اوربا وامريكا والشرق الاوسط جعلت الشعوب مرهقة فكريا وذهنيا ومشغولة بصفة دائمة وهذا هو المطلوب لتمرير برامج واهداف ليست من صالح شعوب تلك الدول. لا أحد الآن يميل الى تحليل الاحداث كما هى على ارض الواقع واستخلاص الاسباب والنتائج لتلك الاهداف الخفية والمدمرة...سوق الاوربية مشتركة وشرق اوسط كبير فوضى الخلاقة,...
الحقائق سوف تدعو من يعرفها الى الايمان بها فيعتنقها وتصبح أحد اهدافه الوطنية فى بلده والانسانية عموما. سوف يجد هؤلاء انفسهم مضطرين لعدم الصمت واتخاذ قرار او عمل ايجابى, وهذا فقط لاصحاب العزيمة والارادة الحرة, الذين اختفوا أو تم اخفائهم وتهميشهم وترويضهم.
معظم الشعب فى أمريكا واوربا تعودت على تصديق ما يقال لها, يساعد على ذلك الاعلام العميل المضل و الاعلام المضلل. فلا يسأل الانسان الاوربى أو الامريكى لماذا سقطنا فى هوة تلك الازمات المالية والاقتصادية والامنية والبطالة وغير ذلك كثير, برغم كل تلك القرارات والعبارات التى تنادى وتعد بالرفاهية والديموقراطية لكل الشعوب, وتدعو الى حقوق الانسان فى حياة آمنة وكريمة داخل بلادهم وخارجها.
لكن كثيرون من شعوب الشرق الاوسط, لا يصدقون حكامهم فيما يقولون, لانهم ينظرون الى ما يقال وما يتم على أرض الواقع من واقع خبرة طويلة وتاريخ ممتد من علاقة الحكام بالمحكومين.
لذلك فان الشعب الامريكى يستحق حاكمه اوباما وحاشيته من الحزب اليموقراطى. كما استحق من قبل كل حكامه ونوابه الذين يخرجون- فقط - من الحزبين الرئيسيين وهما الديموقراطى والجمهورى. وتستحق الشعوب الاوربية أيضا رؤسائها ورؤساء وزارئها ووزرائها واحزابهم ونوابهم وكل شئ. تستحق كل تلك الشعوب كل تلك الازمات التى تعيشها وقد تؤدى بها الى بيع أصولها بمن عليها لمن يستطيع أن يشترى!...
ويتبادر الى ذهنى سؤال هو كيف يرضى شعب حر ديموقراطى مثقف بأفكار الحضارة الحديثة, أن يقف أو يجلس مرشحى الرئاسة أمام الميديا الاعلامية وخاصة التليفزويون يتصارعان مثلما تتصارع الديوك فى حلبة, أمام مشاهدين يهوون ذلك النوع من المصارعات, وتسيل الدماء من كليهما ويبقى ديك على قيد الحياه فيأخذه صاحبه ومعه جائزئته, وعندما يهرم يتم ذبحه وأكله, ويتلاشى الى فضلات!...
وهذا لن يختلف عن فيديو أخر في حلبة مصارعة بين قرد بابون وكلب شرس, الاثنين لشراستهما امتلا كل منهما بدمائه ودماء الآخر وفاز فى ذلك الفيديو قرد البابون!...
كيف يقبل مرشحى رئاسة ويقبل شعب تلك الممارسات, وهل هذا الرئيس يكون قادرا بشخصه على اتخاذ قرارات مصيرية, يغير بها مسار دولته, وهل بعد ذلك يشعر ذلك الرئيس باحترامه لنفسه وللشعب الذى وضعه فى ذلك الموقف. اليس لهؤلاء المرشحين سجل يقول ما هى المشاكل والازمات التى واجهتهم؟.. .وكيف كان حالهم؟...ثابتين...مهزوزين, وما هى قراراتهم وخطوات حلهم للمشكلة؟...وايهم كان اكثر فاعلية وسرعة واقل تكلفة واضرارا. هكذا يكون ترشيح الرؤساء ورؤساء الوزارات والوزراء والنواب ارض الواقع وليس بما يقول. فيشعر المرشح الفائز بأنه مقدر ومحبوب فيزداد حبا لخدمة شعبه, ويزداد احترام شعبه له ويعاونه أكثر, حتى لو كان شعبا من خليط من جنسيات مختلفة ولائها الاول لدولها الاصلية, مثلما الحادث الان فى أوربا وأمريكا. اسألوا أساتذة علم النفس والسلوكيات والاجتماع والفلسفة, واستعينوا بكثيرين منهم فى نفس المجال, لان بعضهم سوف يكون أمينا, اما الآخرين؟!...
الذى لا يأتى على خاطر المواطن الامريكى, أن كلا المرشحين يتم تدريبهم جيدا على الخطابة...على الدخول فى حوارات...يتم تدريبهم على كيفية الرد والكذب بثقة توحى للمشاهد او المستمع وكأن ما يقوله هذا المرشح هو ان أحلامه أو أهدافه ومبادئه هى هى احلام واهداف ومبادئ الشعب. سوف يكذب ويتلون وبثقة متناهية ويسمع المولطن الامريكيى ما يريد سماعه. يتم تدريبهم ايضا كيف يكون المرشح خفيف الدم يرد بالتعليقات والنكات الفكهه. كيف يرد بسرعة وكيف يلتف على السؤال وغير ذلك كثير جدا...
وهل مثل هؤلاء المرشحين الذين يتلقون الهدايا هم وزوجاتهم ومعاونيهم ومستشاريهم والذين تدعمهم ريالات ودينارات ودولارات ويورو واسترليني من رجال مال واعمال معظمهم فاسدين قادرين على اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة ولصالح دولهم وشعوبهم. كم رد أوباما من مئات الملايين من الدولارات من خزانة أمريكا لمن ساعدوه ودعموه. وكيف رد ساكوزى الجميل للقذافى كناحية أخلاقية على الاقل لشخصه وهل أسعدته تلك المعاملة ووتلك الميته البشعة لذك الحاكم الليبى؟...بالتأكيد لا يلتقى الصالح والطالح على موقف انسانى أو عقد شريف. هذين مثالين مختلفين من مئات الامثلة فى أوربا وامريكا. وانظروا ما يحدث فى تلك البلاد من فضائح أخلاقية جنسية ومالية, وهى طريقة رخيصة التكاليف للاستحواذعلى ثروات ومقدرات بلاد من خلال أفراد!...
هل مثل هؤلاء يصلحون لقيادة دول ذات مفردات قيادة وفلسفات كثيرة جدا, وهل مثل هؤلاء يصلحون ليقيموا دولا أخرى غير التى يحكمونها؟!...اذا كانوا فاشلين وغير مؤتمنين فى دولهم هل ينجحوا فى دول أخرى مستخدمين العناصر الاخلاقية الانسانية, أم انهم مرغمون على تصدير سياستهم الفاشلة الى العالم, حتى تكون الفوضى عامة داخل بلادهم وخارجها...لكن السؤال المهم جدا جدا كل مرة لصالح من؟!...وماذا يستفيد هؤلاء السياسيون لتطبيقهم سياسات مفروضة عليهم ليفرضوها على الجميع؟!...
ألم تصبح هذه الدول تعج بالفوضى والازمات الماليه والبطالة والارهاب والجريمة المنظمة وغير المنظمة...
والسؤال بصيغة أخرى: لماذا يتفق الجميع – سياسين اوربا وأمريكا - على سياسات موحدة بالرغم من تبيان خطأ تلك السياسات مرة تلو الاخرى؟!. والنتائج هى نفسها كل مرة, والأعلام الضال والمضلل هو هو؟!...نفس التجربة تلو الاخرى ونفس الأخطاء ونفس النتائج, والعالم كله فى فوضى عارمة, دون أن يتقدم أحد ويتبنى أحد القضايا بأمانة وشرف وبكل ثقة وعزيمة؟!....
هل يتم تخريج هؤلاء السياسين من نفس المعهد أو الاكاديمية الدولية ذات نفس الاهاداف والمنافع والمصالح؟!...,هل يوجد لذلك المعهد أو الاكاديمية فروع فى كل دول العالم؟!...ولصالح من تصب كل الاهداف والمنافع والمصالح...
يجب النظر من المستفيد من كل تلك الفوضى التى تسود العالم, ولصالح من صبت فوائد ذلك الخراب الدولى؟!...ولماذا لا يتم التعرف حتى الآن على المستفيدين من كل تلك الفوضى العالمية...هل لان الاعلام وحده هو العامل الرئيسى فى اخفاء المتسفيدون وأهوائهم. الى أين يسير العالم؟...
واعتقد أنه, سوف يعود مذيع وربما نفس المذيع على مرشحى رئاسة وبالتأكيد نفس الاسئلة ويحصل على نفس الاجابات... ليخرج بنتيجة عبقرية نهائية حديثة جدا ويقول للعالم أن هناك تغيير يحدث على ارض الواقع, وأن اليوم غير الامس, والعالم يسير بخطى واثقة نحو الامام...على أى حال الشعوب ذاكرتها ضعيفة, وذكائها على قدر يومها وتقبل كل ما يقال لها...عالم عجيب عجيب!...
لكنى لن انسى او اغفل, ان اقول أن دولا مثل روسيا والصين ليست بعيدة عن تلك المخططات. لكن حمدا لله ان دولة مثل روسيا يحكمها رجل سبق ان عمل بجهاز مخابرات بلده, والصين دولة عقائدية. لكن اللعب سوف يكون على دولة استرتيجية دولية وذات علاقات مهمة مع كل من روسيا والصين. هذه الدولة هى الهند, ذات اعظم ديموقراطية فى العالم, وهذه هى تكون نقطة ضعفها. سوف يستغلون الديموقراطية فى الهند لاسقاط الهند. وقد بدأ اختبار ذلك, بالتحرشات والاغتصابات الجنسية, وغير ذك من الاحداث. وبسقوط الهند فى المشاكل واثارة القلاقل والنعرات الطائفية, تبدأ المشاكل بين الهند وكل جيرانها واصدقائها...وتستكمل سياسة الشر والدمار بقية السيناريوهات؟!...
أفق أيها العالم النائم على فوهة بركان وافيقى ايتها الشعوب الغافلة عن النيران الزاحفة نحوك بقوة وسرعة!...
#أنور_مكسيموس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟