|
سيزيف قريش...
محمد السباهي
(Mohamed Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 20:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سيزيف قريش ... الوليد بن المغيرة المخزومي ... سيزيف هو بطل اللاجدوى ـــ البير كامو . القُذَّةُ : ريشةُ الطائرِ كالنَّسْر والصَّقْر، بعد تسويتها وإِعدادها لتركَّبَ في السَّهم . يُضرَبُ مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان . وفي الحديث : لتركَبُنَّ سنَنَ من كان قبلَكم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّة ، وحذو النعل بالنعل، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه. قال صاحب القضيب والبغلة والنجيب (ص): " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع ". فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: ومن الناس إلا أولئك ؟. من خلال هذا المدخل البسيط الذي قدمناه نريد ان نبين من خلاله طريقة أو منهاج (السلف الصالح) في بيان وتبيان= تفسير الآيات القرآنية الكريمة، حيث يتبين للمطلع عدم وجود (منهاج) أو آلية للتفسير يُرجعُ إليها. وأن المفسر/ المؤول يستقي روايات الصف الأول=(النخبة/الصحابة)، وعند عدم وجود روايات للصف الأول يتم الانتقال إلى رواة الصف الثاني، حيث لا يتم تجاوز الوراة النخبة إلى رواة الصف الثاني(التابعين) أو رواة الصف الثالث (تابع التابعين)بإحسان ليوم الدين إلا عند عدم وجود رواية أو حديثٍ شريف أو مدخل تبريري كما هو الحال في حديث ابن عباس مع نافع بن الأزرق بالعودة للغة من خلال طرح شاهد شعري على صحة المدعى.
وسنطرح من خلال تقريب الشاهد بمثال اسطورة (سيزيف/ برومثيوس) تمثيلاً: سيزيف هو شخصية اسطورية إغريقية، والحالُ لا يختلف مع برومثيوس، عرفهما التاريخ جيداً ، وطبقت شهرة الاسطورة الأفاق، ونحن هنا لا نحتاج كثير عناية في سرد تفاصيل من هاتين الاسطورتين. لكننا سنورد شذرات من حياتهما للتقريب، ثم بعد ذلك نطرح التفسير الإسلامي للآيات الشريفة من خلال هذا المنهاج. حكمت الآلهة على سيزيف بأن يدحرج بلا انقطاع إلى قمة الجبل صخرة تعود لتهوي إلى الأسفل بسبب ثقلها. فقد ظنوا، ولسبب معقول، أنه ليس هناك عقاب أبشع من العمل التافه والذي لا أمل منه. وإن صدَّقنا ما قاله هوميروس، فإن سيزيف كان أكثر الفانين حكمةً وحصافةً. (البير كامو). سيزيف أو سيسيفوس كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، حيث استطاع أن يخدع إله الموت ثانتوس وتكبيله، مما أغضب كبير الآلهة (زيوس)، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى إصعادها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي. وذكره الشاعر بدر شاكر السياب في قصيدته (رسالة من مقبرة): و عر هو المرقى إلى الجلجلة و الصخر يا سيزيف ما أثقله ...
ـــــــــــــ برومثيوس... سرق بروميثيوس شعلة المعرفة من عند زيوس كبير الآلهة ليعطيها للبشر. كان بروميثيوس إلهاً كذلك، لكنه ارتأى أن المعرفة لا يصح أن تبقى لدى الآلهة فقط، و لم يكن أبداً مؤيداً لزيوس في عزلته عن البشر و احتقاره لهم. وبالرغم من تحذيرات زيوس له بأن المعرفة المقدسة لا تصلح للبشر، فقد خدعه بروميثيوس وأعطى للبشر- الساكنين في الكهف المظلم آنذاك- ما قد يفتح لهم مجال الألوهية. فوهبهم حرفة النجارة، و علوم الفلك لمعرفة الأزمان و النجوم، ثم أعطاهم الكتابة. وأخيراً سرق شعلة النار المقدسة من عند زيوس و وهبها للبشر! حين أضاءت النار المقدسة الكهف المظلم، تفجّر الإبداع لدى البشر! و بدا أنهم قد يصيرون هم ايضاً آلهةً أو ما شابه. عندها، حمى غضب زيوس - كبير الآلهة - على بروميثيوس و على البشر؛ فقرر أن يعاقب الجميع! عوقب بروميثيوس - الإله الطيب - بأن عُلِّق على جبل القوقاز عارياً، بينما النسر الإلهي يأكل كبده. و حتى يدوم عقابه للأبد، فقد أمر زيوس بأن يُخلق له كبدٌ جديد كلما فنى واحد…
ـــــــــــــــــــــــ الوليد بن المغيرة المخزومي ... حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله [ ص: 266 ] صلى الله عليه وسلم قال: " ويل: وادٍ في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، والصعود: جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا، ثم يهوي به كذلك فيه أبدا " . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن - المعروف بعلان المصري - قال : حدثنا منجاب ، أخبرنا شريك، عن عمار الدهني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( سأرهقه صعودا ) قال: " هو جبل في النار من نار يكلف أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت، وإذا رفعها عادت ، فإذا وضع رجله ذابت، وإذا رفعها عادت " . وهذا المذكور في هذا السياق هو الوليد بن المغيرة المخزومي، أحد رؤساء قريش - لعنه الله - وكان من خبره في هذا ما رواه العوفي، عن ابن عباس، قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة ، فسأله عن القرآن، فلما أخبره خرج على قريش فقال : يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة، فوالله ما هو بشعر، ولا بسحر، ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله، فلما سمع بذلك النفر من قريش ائتمروا، فقالوا: والله لئن صبا الوليد لتصبون قريش، فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال : أنا والله أكفيكم شأنه، فانطلق حتى دخل عليه بيته ، فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة ؟ فقال: ألست أكثرهم مالا وولدا، فقال له أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه، فقال الوليد: أقد تحدث به عشيرتي؟ فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة ، ولا عمر، ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلا سحر يؤثر، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم:( ذرني ومن خلقت وحيدا ) إلى قوله: ( لا تبقي ولا تذر ). (تفسير بت كثير/ إنه فكر وقدر ( 18).
#محمد_السباهي (هاشتاغ)
Mohamed_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الحديقة
-
الجن وعصر صدر الإسلام
-
القزم الجديد
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|