أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - خالد الصلعي - الراعي والقطيع والهلاك الفظيع














المزيد.....


الراعي والقطيع والهلاك الفظيع


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 20:10
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الر اعي والقطيع والهلاك الفظيع
***********************
عندما تنهار الحصانة القيمية وتتراجع الأدوار العملية لحفظ حقوق العمال ، فان أي صراخ لن يكون الا ترجيعا لحالة الضعف البنيوي والوظيفي لهذه الكتلة البشرية ذات الأثر النافذ في تحريك عملية الانتاج داخل مجتمع ما ، مهما علا هذا الصراخ ومهما ارتفع عدده ، فالجوهر وعلة القوة هي في أساسها مفقودة أساسا . فلا يبقى غير تمثيل دور لايصدقه غير الممثل . فدور النقابة أساسا هو الدفاع عن حقوق العمال في تحسين شروط العمل والاستفادة من ظروف انسانية أثناء مزاولة العمل ، ومعاكسة جشع رب العمل ، وتقسيم عادل لانتاجية الانتاج .
لكننا نأسف حين نجد أن النقابة في المغرب أصبحت مجرد زريبة يساق عمالها ومنخرطوها كالقطيع اكراها او جهلا الى تنفيذ أجندات بعض لوبيات الاغتناء الامبريالي وسماسرة السياسة ، فتركبها أحزاب تدعي انتسابها لليسار ، واليسار منها براء .
وهذا ما يعطي انطباعا كافيا لغسل اليد من اليسار التقليدي والنفعي المغربي ، والبحث عن بناء يسار تنويري يحترم منطق العصر ، ويتماشى ورهاناته العقلانية الرفيعة .
واذا كانت مهمة النقابات هي الضغط على مختلف الحكومات للتأثير عللا القرارين السياسي والاقتصادي ، فان ثقافة العمل النقابي لا يمكن فصلها عن الهموم الفعلية للعمال ، وهي هموم يومية ومعيشية لا تربتبط بمناسبات بعينها ، ولا ترتهن الى ايديولوجيا خارج مصالح العمال وأهدافهم لتنمية مستواهم المعيشي وتحسين واقعهم الوجودي ، تحقيقا لمعطى التوازن الذي يحافظ على السلم الاجتماعي والسياسي لدولة ما في وطن ما .
لكن ما نتابعه هنا بالمغرب يخرج عن جميع قواعد العمل النقابي ومبادئه ، ليحنط بالصبغة السياسية المتهافتة ، وهو مؤشر فاضح على المستوى المنحط للعملين السياسي والنقابي الذي وصل اليه المغرب ، تعبيرا عن هذا الانحطاط الشمولي الذي يجتازه في العقد الأخير .
ان نقد الميوعة السياسية والنقابية هو محاولة لرصد الاختلالات والتهافتات العدمية في بنية المجتمع المغربي ، الذي أصبح يهرول نحو حضيضه الانساني والسياسي والاجتماعي والثقافي . وقد اصبح العمال كما قطاعات أخرى شبيهة بقطيع يساق الى مراعي عديمة الكلأ والماء ، فيقط قطعانه تباعا في صحراء الوهم بحثا عن خلاص يقودهم اليه ذئب شرس تخلى عن جميع مبادئ الوطنية ودمر كل فعل نزيه ، وحطم جميع الجسور الممكن اجتيازها للوصول الى آثار ونتائج تخدم راهن ومستقبل ، ليس العامل المغربي فقط ، وانما جميع شرائح المجتمع ، اذا ما تمكنا من برط العلاقات العمودية والأفقية في المجتمع للفرد العامل .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا مادمنا نروم نقدا بناء وموضوعيا لنتسائل أحد اقطاب التظاهرة الرباطية بتاريخ 31--3--13 وهو السيد الحبيب المالكي الذي أنيط به في عهد الحسن الثاني تدبير ملف الشباب ، واستوزر على قطاع الفلاحة ، والتعليم العالي ان يمنحنا جردا بفتوحاته ونتائجه العظيمة التي يمكن أن نهنئه عليها ، كما يمكن مساءلة السيد المين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر عن حصيلته الحكومية حين كان وزيرا في آخر حكومة مغربية ،قبل حكومة بنكيران . ثم نسائل السيد نوبير الأموي القائد الأزلي المعصوم الذي لا تقربه سنن التحويل والتبديل ، ماذا جنى من قيادته لنقابته طيلة أكثر من عشرين سنة ، وماذا أضاف لهذه النقابة ؟ .
واذا كان دور النقابات هو اشعال الضوء الأحمر عند كل ارتداد أو خسوف لعمل الحكومات المتعاقبة ، فأين كان دور النقابات في حكومة ةعباس الفاسي وقبله ادريس جطو ؟ هل فعلا استطاعت الحكومتان أن تلبي مطالب العمال ؟ بل اننا نتساءل عن هؤلاء العمال أنفسهم ، هل كانوا راضون بحصيلة الحكومتين كي لا يضغطوا على رؤسائهم لايصال مطالبهم وصرخاتهم واحتجاجاتهم ؟ . أم أن الأمر يتعلق برهانات سياسوية ضيقة ، يظل الشارع هو الحكم الأسمى في منح تزكيته لمن يراه أهلا لقيادة مرحلة من مراحله ؟؟
ان غياب الوعي اليومي والتاريخي والمستقبلي سيجعلنا دائما تحت رحمة المتهافتين وسماسرة السياسة ، بعد ان رحل السياسيون الحقيقيون ، ومن بقي أسلم شراعه للرمل بعد أن جف البحر ؟.



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداعية الشعر والواقع المبدع -3-
- البحث عن الغائب الحاضر -3-رواية
- البحث عن الغائب الحاضر -2-رواية
- اشكروا الظلام......اشكروا القتلة
- لا تتوتري
- البحث عن الغائب الحاضر -1-رواية
- عن أي مغرب يتحدثون ؟
- الاستقالة كتعبير حضاري
- لعبة الموت
- اسرائيل تعتذر
- استقلال القضاء واستغلاله، في المغرب أي علاقة ؟
- بين الثورة والثقافة -1-
- المغرب بين الدستور الجديد وعقل الحديد
- الارهاب حالة دولة
- ما زال للورد عطره
- كلمة صادقة الى الشعب السوري الأبي -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع -2-
- ابداعية الشعر والواقع المبدع-1-
- رسالة تحذير
- أمطار الجحيم -27- رواية


المزيد.....




- “سجل هُنـــا minha.anem.dz“ كيفية التسجيل في منحة البطالة 20 ...
- البطالة بالمغرب تصل 21.3% والهرم السكاني يتجه للشيخوخة
- تجدد الاشتباكات في جنين وإضراب تجاري للمطالبة بوقف الاقتتال ...
- “أهم التعديلات”.. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق وحقيقة رف ...
- إضراب لـ -الدفاع المدني السوري- بدمشق بسبب -الخوذ البيضاء-
- الحكومة توضح.. رفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار فى الأرد ...
- 100 ألف دينار عراقي في حســابك!!.. وزارة المالية عن زيادة رو ...
- موعـد صرف رواتب المتقاعدين شهر يناير.. وزارة المالية توضح هل ...
- “200.000 زيــادة وزارة المالية“!! زيادة رواتب المتقاعدين 202 ...
- وزارة المالية توضح/ موعد زيادة أجور المتقاعدين في المغرب 202 ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - خالد الصلعي - الراعي والقطيع والهلاك الفظيع