|
اللغة المزدوجة والعنصرية واسلوب الرد في الإعلام المصري
وحيد حسب الله
الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 10:02
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
أن ما يلفت النظر بعد الانفجار الإرهابي الذي حدث في منطقة الأزهر ، هو ما كتبته الصحف المصرية بعد الحادث بيومين وما تلاه من تصريحات المسئولين التي تدين هذا الفعل الأثيم . هذا الموقف يجعلنا نغوص في ماضي هذه الصحافة ومواقفها الازدواجية في مواجهة هذه الأفعال الإجرامية . لقد شجعت هذه الصحافة وألأجهزة الإعلامية المختلفة مثل هذه الأفعال في البلاد الأخرى ولنا في العراق مثلاُ بدون أن تدين أو تصف هذه الأفعال بالإجرامية بل بوقاحة وصفتها بأنها عمليات بطولية ، وخاصة أنها تصيب أعداد كبير من المدنيين العراقيين أو غيرهم في بلاد أخرى . وهو ما يجعلنا نعتقد أن هناك اتفاق ضمني بين أجهزة الدولة والصحافة المصرية كمؤسسة تابعة لها . بمعنى أن الصحافيين يقبضون مرتباتهم منها وهم بذلك ملزمون بتنفيذ أوامرها . وهي تعكس ما وصل إليه المجتمع الصحفي من تدهور وتلوث في ضميره. أولاً أننا لا نتهم جميع الصحافيين الذين بينهم قلة مدفونة ما زالت تراعي ضميرها ومسئوليتها تجاه مستقبل مصر آخذة في الاعتبار مصلحة الشعب . ولكن ، بكل آسف ، دخل مجال الصحافة عدد كبير وهم الأغلبية باعوا ضميرهم من أجل على الحافظ على مرتباتهم ومراكزهم أو من أجل حفنة من الريالات والدراهم . وهؤلاء الموظفين أو المأجورين الذين ترعاهم الدولة قصدنا بهم تعبيرنا "الردح" بمعنى التخصص في السب والشتائم والقدح والقذف . فعلى الساحة الداخلية ، يقوم هؤلاء الذين ادعوا أنهم صحافيين بكتابة مقالات هدفها هدم التلاحم والسلام الاجتماعي بين مسلمي ومسيحي مصر وذلك باستفزاز الواحد ضد الآخر و نشر ثقافة الكراهية والحقد بينهم وبالتالي إعطاء صورة سيئة عن المسلمين في مصر والعالم أنهم شعوب ترفض الآخر كمواطن مساوي لهم في الحقوق والواجبات ، أنما تقبل هذا الآخر من باب التسامح وسماحة الإسلام . فهم مواطنين ولكن مواطنتهم ناقصة ولا يمكن أن يتساوون بالمسلمين بأية حال من الأحوال . هذا بالإضافة إلي مهاجمة إيمان الآخر وتحويله إلي عدو يجب القضاء عليه ، وهو ما يحدث على الساحة الداخلية من اعتداءات على الأقباط وكنائسهم وممتلكاتهم وأنفسهم . إما على الساحة الخارجية وهي التي تهمنا بنفس القدر ، فهي الحملة الشرسة التي تتفق عليها القاعدة العريضة من هؤلاء الصحافيين في مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ونعته بمعاداة الإسلام والكفر وقيامهم بحملة صليبية وصهيونية جديدة ضد الإسلام والعرب ، متجاهلين ما فعلته أمريكا والغرب بالدفاع عن مسلمي يوغسلافيا ضد الصرب المسيحيين . والدفاع عن مسلمي دارفور ضد العنصرية العربية المهيمنة على حكومة الخرطوم ، وليس الدول العربية والإسلامية . وهم الذين سارعوا بمساعدة المسلمين وغيرهم بعد كارثة تسومي ، ولو كان هدف الغرب القضاء على الإسلام والمسلمين لتركوا هذه الكارثة تؤتي عليهم بالفناء وتكون في هذه الحالة أياديهم نظيفة ، إنما السماحة الحقيقية تظهر هنا . وهنا كسرت كل أقلام الصحافة الصفراء ولم تشيد بموقف الغرب تجاه المسلمين ، في حين جميع الدول الإسلامية لم تمد لهم يد المعونة وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، لأن الجميع يعرف أن الغرب يعمل على إنقاذ المسلمين في كل ظرف وكارثة . وما أريد أن أذكره هنا أيضاً الحملة الشرسة التي توجهها صحافة حزب الوفد ضد أمريكا والسر في ذلك ، في رأيي ، هو فشل حزب الوفد في الحصول على دعم مالي من أمريكا أثناء اللقاء الذي حدث بين السفير الأمريكي دافيد وولش وقادة حزب الوفد . فما كان من صحيفة حزب الوفد إلا أن ضاعفت من الهجوم الشرس على الولايات المتحدة بذريعة التدخل في الشئون الداخلية . أعتقد أنه حان الوقت لتتوقف صحافة الردح الحكومية والمأجورة من السعودية وأن يفيقوا الصحافيين من نومهم وأن يكفوا عن اعتبارهم أوصياء على مصير الشعوب العربية والإسلامية . وليكتفوا بإصلاح أنفسهم وتطهير ضمائرهم وأن يعوا جسامة ما يقومون به من زرع الحقد والضغينة والكراهية ، أنما الأفضل لهم أن يزرعوا الحب واحترام الآخر. يجب أن يتصور هؤلاء ماذا يمكن أن تكون نتيجة كتابتهم السوداء على مستقبل بلد مثل مصر . هل سيفرحون عندما تسيل الدماء في شوارع مصر ؟ هل سيكنون في سعادة متناهية وهم يشاهدون الدمار يعم كل جزء في مصر؟ حان الوقت أيضاً أن يتحرك النائب العام وينفذ القانون الخاص بالوحدة الوطنية ليس فقط فيما يخص الاعتداءات ضد المسيحيين ، وإنما أيضاً ضد كل صحفي تسول له نفسه بكتابة مقالات تبث الحقد والكراهية بين طوائف الشعب المختلفة ، وكذلك المقالات التي تزرع الحقد بين الشعب المصري وشعوب العالم الأخرى . فحرية الصحافة تعتمد أولاً وأخيراً على احترام الآخر ، إما السب والقدح والذم فلا يدخل في نطاق حرية الصحافة .
#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة الإرهاب وفشل أمن الدولة في مصر
-
الحكومة المصرية تساند شريكتها في جرائم الحرب ضد قرار مجلس ال
...
-
نفاق المنظمة العربية - لمناهضة- التمييز العنصري
-
جهالة الكتاب والإعلام بقانون النصح والإرشاد
-
محاربة عودة الأقباط للحياة السياسية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|