أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - الشَّرَف القاتل














المزيد.....

الشَّرَف القاتل


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 18:41
المحور: المجتمع المدني
    


وكان مساء.. قبل يومين اثنين، والفندق القابع في احد أحياء عمّان
يتنفّس بهدوء ، فالضيوف الذين لم يرغبوا في التسوّق في سيتي مول وتاج مول وجبل الحسين،جلسوا على الكنبات يتداولون أطراف الحديث .
جلسوا ؛ وكان بعضهم من السعوديين والخليجيين والسّواد الأعظم ممّن ييُطلق عليهم عرب ال 48 كما يحلو للبعض ان يُسمّينا ، إلا انا ، فانا من اولئك الذين يمقتون مثل هذه الأرقام : فلسطينو ال 67 ، عرب ال 48 ...و...
وفجأة انقطع حبل الصمت ، انقطع بشدّة غريبة ، فصالت الطبول والصنوج والقِربة الاسكتلنديّة بين أيدي الشبّان المتلفعين بالكوفيّات ، الذين يستقبلون كما العادة العريس والعروس والأهل ...انهم يأتون رجالا ونساءً الى الفندق بالطبول والزمور ، ثمّ ينزوى الرجال في قاعة والنساء في قاعة أخرى في حين يدخل العروسان الى المخدع ، والكلّ ينتظر " النَّصر العظيم "..
وكنت هناك وكان الكثيرون معي الذين راحوا يشاركون الاهل فرحتهم ، فصفّق البعض وراقب البعض الآخر بفضول .
وكان بيننا شابّ بسيط طيّب ، معاق ، يكدّ ويعمل في مؤسسة ما من اجل لقمة عيش عائلته..كان الشّاب لا يسمع ولا يتكلّم، شدّته المشاهد وجذبه الفضول، فما لبث أن " سَحَبَ " جوّاله وصوّر العروس بكلّ براءة ، وما درى المسكين ، وما دريت أنا ، أنَّ في الأمر جريمة لا تُغتفر ...فرآه احدهم فصرخ في وجهه ان يمتنع فلم يسمع المسكين ، وكيف يسمع وصوت الطبول يصمّ الآذان المفتوحة فكيف بك بالصمّاء؟!
وقامت القيامة ولم تقعد ....
فلم يعرف المسكين من أين تأتيه اللكمات والضربات والرفسات و " الكلام المعسول "، والكلّ يجاهد في سبيل الشَّرَف الأعظم وهم يصرخون : شرف نسائنا !! إنّه " يقتل" شرف نسائنا .
وحاولت جاهدًا مع البعض وبصوتي العالي والذي بُحَّ وما زال ، حاولنا ان نُفهم القوم الغاضبين أنّ الشّاب مسكين ، بسيط ، لا يسمع ولا يتكلّم ...ولكن دون جدوى ، فالكلّ " يؤاجِر " كما نقول في الأتراح.
ولم ينته الأمر إلا بعد أن ذاق الشاب الأمرّيْن وسط صراخ زوجته وبكائها.
وانتهى الامر او كاد..فبعد الجهاد الحَسَن والبطولات و" تخريب العرس " !!!!! فهم أخيرًا أصحاب الشّرَف الرّفيع أنّ المتّهم مسكين ، لا يعرف بعادات القوم ، وأن للشرف عنده معانٍ تختلف بعض الشيء ، وأن نواياه ما كانت بقدر شكوكهم ..فجاء وجهاء القوم و " باسوا " رأس الضحيّة معتذرين وتنازل أقرباء الشّاب تسامحًا ...ومخافة من أنّ تقديم الشكوى للشرطة الأردنية قد تنقلب ضدّهم.
"باسوا" رأسه... في حين كانت الدّموع تسيل من عينيه وهي تقول كلّ شيء..تقول وهو يقول وقد أدبروا: " تفو".. .. "تفو "



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلمناكِ وما زلنا نظلمكِ
- الماضي الجميل
- الزّمن غفلة
- عامٌ جديدٌ وآمالٌ جديدةٌ
- بائعة الورد
- المجد لله في العلا...
- فرعونكم أنا
- مصر كبيرة عليك يا مرسي
- كرمالو اهجر بلاد ( ترنيمة)
- السّلاح يقضُّ مضجعنا
- حانَ الوقت لنُعيِّد معًا
- الرّاتب العنيد
- أيام - المرحبا- تركض نحونا
- أترانا ضعفاء ؟!
- مواويل مسيحيّة
- نسمات لاذعة
- لو صرخَت الحجارة !
- أغلى عقد بجيدي ( ترنيمة)
- سوريّا جرح نازف
- ازرع صلاة...(ترنيمة)


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - الشَّرَف القاتل