أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق















المزيد.....

بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 17:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وجدت الأفكار المساواتية في المشرق العربي و العثماني حتى قبل حدوث الثورة البلشفية في روسيا .
فهناك ذكر لحالم متهور من أصل يوناني انطلق في 18شباط ( فبراير ) 1894 إلى كسب عمال القاهرة إلى جانب ((الاشتراكية و الفوضوية )) . و قال في نداء وجهه إلى (( العمال المضطهدين )) : (( تذكروا أن اليوم هو الذكرى السنوية لقيام العاميّة ( الكومونة ) في باريس , لذلك دعونا نرص الصفوف بهذه المناسبة و نرفع أصواتنا معلنين : الموت للمستغلين الجشعين ... عاشت الثورة الاشتراكية ... عاشت الفوضوية )) .
و كانت إحدى أوائل الاشارات في الأدب العربي الحديث للمشرق العربي إلى جماهير المجتمع صدرت عن عبد الرحمن الكواكبي ( 1848 – 1902 ) , ((السيد )) المولود في حلب و المسلم الاحيائي البارز الذي عرف بين أهله بلقب (( أبو الضعفاء )) . كتب الكواكبي في حوالي سنة 1900 يقول : (( إن الرجال تقاسموا مشاق الحياة قسمة ظالمة ..... )) .
و لم يكن الشاعر العراقي معروف الرصافي يردد إلا صدى الكواكبي عندما وقف يوم 7 حزيران ( يونيو ) 1937 في مجلس النواب العراقي ليعلن : (( إني شيوعي ... و لكن شيوعيتي إسلامية لأنها وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى : (( وفي أموالهم حق للسائل و المحروم )) ( الذاريات : 9 ) .
و كان لروسي يهودي هو جوزيف روزنتال , الصائغ في مدينة الاسكندية , أن يدخل الشيوعية إلى مصر . و في سنة 1921 كتب رئيس الشرطة السياسية البريطانية في القاهرة يقول : (( إن الحركة الشيوعية في مصر عبارة عن استعراض يقدمه رجل واحد .... هو روزنتال )) . وعلى العموم فقد نظم روزنتال في سنة 1920 إضرابات قام بها الخياطين و الحلاقين و تحركا احتجاجيا قام به أصحاب المحال التجارية ضد ارتفاع ايجارات هذه المحال . و في السنة نفسها شكل روزنتال في الاسكندرية (( النادي الشيوعي )) و (( جماعة الدراسات الاجتماعية )) , كما شكل في سنة 1921 (( جماعة علاوتيه )) و الحزب الاشتراكي المصري .
و كان النادي الشيوعي يتألف بشكل رئيسي من العمال الذين كان ميدان نشاطهم هو (( الكونفدرالية العامة للشغل )) .
و ضم الحزب الاشتراكي المصري أساسا مصريين عربا , وكان من بين الأمور التي حققها الحزب هي : أولا , ترجمة بعض مقالات لينين إلى العربية , و ثانيا , جمع الأموال اللازمة لإرسال أحد أعضاء الحزب إلى روسيا , و كان هذا العضو هو محمود حسني العرابي الذي حضر خلال العامين 1921 و 1922 دورة تدريبية في مباديء الأممية الشيوعية .
و في بغداد , كان هناك حزب اسمه (( الحزب السري العراقي )) و وهو حزب قومي منذ نشاته سنة 1922 و لكنه حول غضبه فجأة نحو الأثرياء .
وفي الوقت نفسه , و بشكل منفصل تماما , كانت البذور الأولى للشيوعية تزرع في العراق , ففي أحد صفوف المدرسة السطانية في بغداد التي كان يدرس بها أرسين كيدور – عضو الهشناق وهي جماعة كانت تؤمن بالأفكار الاشتراكية – سنة 1914 جلس صبي في الحادية عشرة من عمره , والذي أصبح أحد المفكرين العراقيين المهمين لاحقا , قدر له أن يكون اول ماركسي عراقي هو حسين الرحال .
وكان الرحال متحدراً من أب عربي و أم تركمانية , و كان أبوه قد قدم من الرحالية التابعة لمحافظة الدليم و و كان ينتمي إلى طبقة الجلبيين الذين كانوا تجارا يتبوأون مراكز اجتماعية ممتازة. إذ كان آل الرحال يملكون أسطولا كبيرا من السفن الشراعية و لكنهم فقدوا ثروتهم في وقت لاحق بسبب تدمير عاصفة لمعظم سفنهم التي كانت تبحر في أسطول , كما ساهم حضور السفن البريطانية البخارية إلى المياه العراقية خلال القرن التاسع عشر و احتكارها للتجارة فيها إلى عدم قدرتهم على منافستها .
دخل والد حسين الرحال سلك الضباط الأتراك وتقدم في القيادات العليا للمدفعية . و حملته واجباته العسكرية إلى أنحاء كثيرة من العراق والإمبراطورية العثمانية . و رافقه ابنه حسين دوماً , مما أتاح له مشاهدة طرق عيش شعبه عن قرب . و حملته السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الأولى إلى أوربا , ولم يستطع منع نفسه من المقارنة بين أحوال العراقيين و أحوال الأوربيين المتطورة . و في نهاية الحرب كان الرحال الشاب يتلقى علومه في مدرسة ثانوية المانية في برلين . و كان ما زال في العاصمة الألمانية عندما أقام شيوعيو (( سبارتاكوس بند )) متاريسهم في شوارع المدينة . وعندما عاد إلى بلاده في سنة 1920 ( عام النكبة ) , إذ وقعت سوريا في أيدي الفرنسيين و تمزق الإرث العربي نتفا , و أخذ المرجل العراقي بالغليان خلال أشهر قليلة .
شكل الرحال أول خلية ماركسية سنة 1924 , عندما كان طالباً في مدرسة الحقوق , التي كان مقرها شبه الرسمي في غرفة صغيرة في جامع الحيدر خانة في بغداد , و من خلال الاطلاع على جريدة هذه الجماعة ( الصحافة ) التي ظهرت في 1924 – 1925 ثم لفترة قصيرة في سنة 1927 , كانت تكفي لكشف فكرهم الماركسي .
و كان من بين الأعضاء الأساسيين للجماعة محمد سليم فتاح , طالب الطب و ابن المسؤول السلبق في الدولة العثمانية و صهر الرحال , و مصطفى علي , وهو معلم مدرسة و ابن نجار , و الذي اصبح وزيرا للعدل في عهد الزعيم عبد الكريم . و عبد الله جادو الموظف في دائرة البريد و البرق و ابن متعهد ثياب , و عوني بكر صدقي , وهو معلم – صحافي و ابن مسؤول صغير , أصبح في أواخر الخمسينيات رئيس تحرير (( صوت الأحرار )) ذات الميول الشيوعية , ومحمود أحمد السيد , الأبرز في المجموعة و أول روائي عراقي .
أخذت جماعة الرحال تعبر عن أفكارها من خلال جريدة ( الصحافة ) ابتداءً من كانون الأول ( ديسمبر ) 1924 . و كانت تسيطر عليهم فكرة واحدة , هي الاطاحة بسلطة التقاليد الموروثة مما جلب عليها هيجان غير طبيعي من جانب القوى المحافظة , و صارت خطب الجمعة تصليهم نارا حامية , واستنكرتهم المضابط على أساس كونهم مرتع الكفر و الالحاد .
و لم يستكن الرحال خلال فترة انقطاع جريدته , فقد كان له دور اساسي في تاسيس (( نادي التضامن )) في أواسط 1926 الذي دعا من خلال برنامجه المعلن إلى وحدة الشباب و نشر المعرفة وتشجيع الصناعة الوطنية . و على العموم فإن الأخبار التي وصلت إلى مكتب (( الخدمة البريطاني )) أوحت بأن النادي كان مهتما جدا بتشجيع الأفكار الاشتراكية في العراق , و أن قادته كانوا على اتصال بالأممية الثالثة .
مصدر المقالة الكتاب الثاني للكاتب حنا بطاطو ( الحزب الشيوعي ) .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجبا لأمر السلفية
- نوري السعيد و صالح جبر يعودان إلى بغداد
- حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في م ...
- الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه ...
- حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )
- ملاحظات حول مقالة (( أسباب اضطهاد الشيعة )) للكاتب عبد الخال ...
- رسالة إلى أبي إسراء
- الأسباب الكامنة وراء استشراء في العراق
- ما الذي يحصل في المناطق المصنفة سنية ؟
- إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003
- لا لأخونة الدولة المصرية
- الرئيس الأمريكي أوباما يفوز بولاية ثانية
- وددت لو أني بكيت
- ليرحم الله الأفكار الحداثوية
- الديمقراطية بين الوهم و الحقيقة
- حول قانون المجالس المحلية العراقي
- حركة 14 تموز 1958 بين الانقلاب و الثورة
- لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز
- الربيع العربي بين سطوة الاسلام السياسي و ضعف اليسار


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق