أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية في المسيحية!!














المزيد.....

الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية في المسيحية!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ينزح الانسان دائما الى إراحة نفسه في الدين فهو ملجأ مريح حينما تعصف به الفكر والافكار والفلسفات والايدولوجيات! فقد إنقسم المسلمين في بداية الاسلام الى الجهمية الذين يؤمنون بحتمية السلوك الانساني ، وأن كل شئ يفعله الانسان مُحتم عليه predestined ( وكله مكتوب على الجبين، وحياة الانسان ما هي الا وكتاب قد سبق كتابته) والمعتزلة؛ الذين رفضوا ذلك وقالوا بمسئولية الانسان عن أفعاله وبذلك فهو حر فى أفعاله بل حر في خلق سلوكياته. وقد أنتشرت الجهمية في نطاق واسع وتم إضطهاد المعتزلة.

وعلى الجانب الاخر في المجتمعات المسيحية ظهرت ذات الاشكالية الفلسفية وأنقسم الناس الى فكر أرمانيوس Armenius وفكر كالفن Calvin! فكالفن أكد على حتمية السلوك الانساني والتعيين المسبق predestination وقد أتفق مع القديس أغسطينوس في ذلك الذي كانت تتبع أفكاره في ذلك الكنيسة الارثوذكسية الشرقية، في أن أي سلوك قد يسلكه أي كائن لابد وأن يكون محتم مسبقاً من قبل الله! خيراً كان أم شراً! (فاذا ليس لمن يشاء و لا لمن يسعى بل الله الذي يرحم (رو 9 : 16) ) ومهما سعيت وأجتهدت أيها الانسان فمجهوداتك باطلة فالله هو مُعين سلوكياتك وحياتك مسبقاً!! وقد عارض هذا الفكر بشدة أبو الايمان الارميني الذي يتبعه قلة من الطوائف البروتستانتية في العالم وهو أرمينيوس الذي نادى بحرية الانسان في إختياراته دون تعيين مسبق وحتمية فما فائدة حرية الانسان أذا كانت سلوكياته مُحتمة، وكيف يتم معاقبته وحسابه أذاً! ولذلك فهو يحمل المسئولية الكاملة نحو أفعاله وعواقبها. وبذلك يمكن محاكمة الانسان لماذا سرق ولماذا زنى ولماذا سلك سلوك ما، ولكن كيف يتم محاكمته أن كان الله ( أو الشيطان ) هو المسئول عن أفعاله والانسان لا حول له ولا قوة؟!

فكر كالفن ستجد صداه بكثره فى الكتاب المقدس فهو لم يأتي بشئ من عنده! (ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك و مشورتك ان يكون (اع 4 : 28) ) ، ( لان الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين (رو 8 : 29) ) ، ( اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته (اف 1 : 5)) وغيرها من الاسانيد. وعلى الجانب الاخر نجد أسانيد الفكر الارميني في إرساء حرية الارادة منذ البداية (و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا (تك 2 : 16) و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت (تك 2 : 17) ) فقد خير الله الانسان وفي ذلك صدى في شواهد كثيرة في الكتاب المقدس!

وأقول ولا أكذب أن قلت أن الكتاب المقدس من جهة العقائد والاتجاهات ، ستجد فيه كل شئ وعكسه!! وأيضاً القراءن! فكلاهما يحتوي على فكر حتمية السلوك الانساني وأيضا حرية ومسئولية الانسان ! ومن نادي بحتمية السلوك الانساني هما الجهميون والكالفنيون ، ومن نادى بحرية ومسئولية الانسان هما الارمينيون والمعتزلة! وأقول بكل يقين للقارئ العزيز أنك ستجد ذات الاشكالية في أي دين أخر على وجه هذه الارض! فستجدها في اليهودية والبوذية والهندوسية والزرادشتية وغيرها! لأن كل هذا نتاج لفكر بشري ولا بد أن يتشابه البشر حينما تواجههم مشكلات، و السبب في هذه المشكلة فهناك من ينزح الى القاء العبأ على الله أو الشيطان وأنه برئ لانه مُسير! وهناك من لم يعتقد في ذلك بنضج وحكم على نفسه لانه مسئول عن أفعاله وراحوا يبحثون في كتبهم المقدسة عن صدى هذه الاتجاهات وكلّ قد وجد مبتغاه!!!

وأحتار الناس بين هذين النقيضين فلذلك تجد العقل البشري تحت لواء أي كتاب مقدس ، أصبح يولف عقيدة وفلسفة جديدة لا صدى لها في كتابهم المقدس تجمع بين هذين النقيضين. فهناك من قال أن الانسان مُسير في أمور ومُخير في أمور! ولقد سمعت مسيحي يرد على هذه الاشكالية بأنه يسير داخل نطاق مشيئة الله بكل حرية!! لا خارجها!!

فهكذا الانسان في كل عصر وكل دين، يبحث عن إراحة فكره وتكوين نظرية فكرية مترابطة منطقياً وهذا لا يجده في كتابه المقدس لذلك ينزح للفلسفة وتكوين نظرية جديدة تريح عقله!!

يا عزيزي القارئ: في الحقيقة الانسان مخير في كل شئ في حياته ولا أحد يجبره على فعل أي شئ في هذا الوجود!! فعش هانئاً وبالك مرتاح، وكن شجاع في حمل مسئولية أفعالك وعواقبها! فلا وجود لموسوس يوسوس لك أفعالك الشريرة وأيضاً لا وجود لكائن قد حتم أفعالك! ففكر فيما تفعل قبلاً حتى لا تندم بعداً ويروح عقلك الباطن - إراحة للضمير كحيلة دفاعية – أن يلقي الوزر على شماعة أخرى قد تكون ناس أخرين مسئولين عما تفعل وقد تكون الشيطان الرجيم وقد تكون أن كل شئ مكتوب ومقدر ومكتوب، وأنت أنسان غلبان! يا صديقي يا ليتك تنضج لينضج ويتقدم مجتمعك، فأحمل مسئولية أفعالك وأنبذ هذه الافكار الفلسفية الدينية الفارغة والتي تقيد وتقوض العقل والتفكير العقلاني والتي تحد من الانتاج وتساعد على إعاثة الفساد في المجتمعات!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!
- رحمة يا دنيا رحمة !!!
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...
- تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
- الصوم من منظور لا ديني
- قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا ...
- مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
- لا بيض بل حليب
- مجمل الأقداس
- كوانتم الشفاء


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية في المسيحية!!