|
اليمن الجديد : التسوية السياسية والحراك الجنبي ...!!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 01:09
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
اليمن الجديد : التسوية السياسية والحراك الجنبي ...!!! مع انشغال اليمن وحكومته بالمرحلة الانتقالية بعد الاطاحة بالرئيس علي عبد صالح ،ووصول الرئيس الجنوبي عبد ربه منصور هادي للحكم ،كنت دول اقليمية تحاول استغلال الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد ،لتجنيد ودعم عدد من فصائل الحراك الجنوبي،وقد اكد ذلك الرئيس هادي بشكل صريح خلال زيارته للولايات المتحدة مؤخرا بتاريخ 29 ايلول "سبتمبر" 2012 . حيث اتهم صراحة جمهورية ايران الاسلامية بتقديم الدعم القوي للحراك المسلح " واحتضان علي سالم البيض ،وتوفير السلاح الذي اعلن القبض على بواخر قادمة من ايران من قبل البحرية اليمنية بتاريخ شباط "فبراير" 2013 .ففي محاضرة القاها هادي في مركز "دودر ويلسون الدولي للباحثين"يقول هادي :"بان الدعم السياسي العسكري والاعلامي والمالي لقوى الحراك المسلح"في جنوب اليمن ، فان الهدف من حالة الفوضى والعنف في اليمن هو احداث انقلاب امني وسياسي في اليمن لكي تستفيد ايران من الاوضاع المضطربة لتمرير اجندتها في المنطقة وتسعى الى جعل اليمن برأي هادي نقطة لممارسة دورها الاقليمي واستهداف دول الخليج العربي". التسوية السياسية اليمنية : تبقى عناوين التسوية السياسية التي طرحت لاخراج اليمن من ازمته والتي عرفت بالمبادرة الخليجية ،والتي اضحت تعرف" بالمبادرة السياسية "، الداخلية ،هذه المبادرة مدعومة بقرارات اممية تشرف الامم المتحدة على تنفذها ،وقد تضمنت تدابير عديدة لانقاذ اليمن من الانزلاق الى حروب اهلية ،ولمعالجة الازمة الناجمة وتحقيق مطالب الثورة الشعبية، وابرز ما في تلك التسوية انعقاد مؤتمر حوار وطني تشارك فيه كل الفعاليات السياسية والاجتماعية لمناقشة ابرز القضايا المستفحلة وتحديد معالجاتها تمهيدا لتنفيذها بادارة جماعية للعبور بالبلد الى المستقبل. القضية الجنوبية هي في صلب القضايا المطلوب من المجتمعين وحلها بطريقة عادلة ومنصفة للشعب اليمني كافة .اضافة الى العديد من القضايا الهامة التي تحاول ان تسيطر على اليمن وتكاد تعصف بالسلم الاهلي وعلى مكوناته ،ان الحوار يهدف الى تحديد شكل النظام للدولة وصياغة دستور جديد،وتحديد النظام الانتخابي المناسب وتحقيق المصالحة و"العدالة الانتقالية" الضامنة لعدم حدوث انتهاكات لحقوق الانسان والقانون الانساني في المستقبل، وتمهد هذه الاتفافات لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بين الفترة الانتقالية الحالية والتي تنتهي في شباط "فبراير" 2014. بحسب "مبادرة التسوية السياسية".لكن الجنوب بحراكه يحاول ان لا يدخل في هذه العملية الا بشروط الذي يحاول ان يفك الارتباط بين الجنوب والشمال ،واقامة دولة الجنوب،... من قبل اعضاء الحزب الاشتراكي اليمني السابق وبعض القوى الاخرى والاحزاب السياسية. مشاكل اليمن بظل رئاسة هادي: يعاني اليمن يشكل عام من عدة مشاكل ابرازها: 1-مشكلة الارهاب والتطرف: ان عدم معالجة مشاكل الارهاب والخطر الامني الذي تشكله مجموعات القاعدة سوف يجعل من اليمن دولة فاشلة ومستقبلها مشابه لواقع الحال المؤلم في الصومال وافغانستان وهما البلدان البعيدين عن اليمن. 2-الحركة الحوثية: ضرورة حل الصراع مع الحركة الحوثية الذي بدأ يؤخذ طابع الصراع المذهبي من خلال الدعم الايراني ،وتوجه بعض الحوثيين لاعتناق توجهات المدرسة الايرانية التي سوف يؤدي الى تزايد التدخل الاقليمي في اليمن. 3-الجيش والامن: مشكلة اعادة هيكلية الجيش والقوى الامنية التي كانت خاضعة للرئيس السابق والعائلة الحاكمة التي بات مطلبا شعبيا ووطنيا في توحيد ودمج المؤسسة العسكرية والامنية التي توفر الامن للمواطن والاسثمارات. 4- المشكلة الاقتصادية: يعاني اليمن من ازمة اقتصادية متفاقمة، بدات تلقي ظلالها على اليمن وشعبه بسبب غياب الاسثمارات الخارجية نتيجة الفوضى الامنية والسياسية التي تفرضها حالة الاضطراب على حياة اليمن وكذلك الحالة الامنية التي تحمي الاستقرار الاقتصادي. 5-حركة الانفصال في الجنوب: ان نجاح حركة الانفصال الجنوبي سيشكل عنواناقادما لمرحلة التشرذم والفوضى التي ستفرضها عمليا لاعادة النظر بصياغة ورسم كيانات جديدة في المنطقة تقوم على اساس الاثنية والمذهبية والقبلية. قوى الحراك الجنوبي : يعتبر الحراك الجنوبي من القوى السياسية اليمنية الجنوبية التي اخذت تشكل ازمة للحالة اليمنية الحالية وتثير القلق بعد ان كان حراكها سلميا ،لقد ظهر الحراك الجنوبي في بداية الامر بصورة مطالبة حقوقية عام 2007،ثم ظهر مصطلح الحراك الجنوبي للمرة الاولى،حينما نظمت جمعيات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين مظاهرات بذكرى انتصار معسكر الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تموز "يوليو" عام 2007 ،وطالب المتظاهرون حينها بالعودة لوظائفهم التي تم طردهم منها. ينقسم الحراك الجنوبي الى فصائل متعددة ،قدرها بعض الباحثين بنحو 18 فصيلا اضحت اليوم تختلف على العديد من القضايا والاستراتيجية التي باتت تتغير في برامجهم السياسية بالرغم من كونهم يتفقون على الكثير من الاهداف ،ولكن الاسليب مختلفة ،وهن يمكن ان نقسم الحراك وفقا لاهدفه الى ثلاثة معسكرات سياسية: 1-المعسكر المتشدد ويمثله المجلس الاعلى للحراك السلمي الذي يقوده القيادي البارز "حسن باعوم" في الداخل ويحسب على نائب رئيس الوحدة "علي سالم البيض "، ويطالب هذا المعسكر بفك الارتباط وانفصال الجنوب عن الشمال ،واعادة دولته التي كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،والذي رفع السلاح اخيرا بوجه قوات الامن والجيش. 2- المعسكر الثاني: يتزاعم التكتل و يقوده في الداخل "محمد احمد" العائد من لندن الى عدن ، وهو المحسوب علي الرئيس السابق لليمن الجنوبي علي ناصر محمد،ورئيس وزراء دولة الوحدة السابقة،حيدر ابو بكر العطاس ويطالب هذا المعسكر بدولة فيدرالية في اطار الوحدة مع الشمال،ثم بعد ذلك تقرير المصير واستقلال الجنوب. 3-المعسكر الثالت : الذي هو مؤلف من مجموعة من الاحزاب السياسية وقيادة جنوبية قبلية ،ويطالب هذا المعسكر بحل القضية الجنوبية في اطار الوحدة اليمنية واصلاح قضايا الاراضي،ورد الظالم ،والاقصاء التعسفي. الحراك الجنوبي : استفادت قوى الحراك الجنوبي جميعها من ثورة الربيع العربي في اليمن ،ومن المناخ الداعم للثورة ،وعملت على اقامة ساحة اعتصام لانصارها في ساحة الشهداء في عدن، رغم ان الحراك سبق الحراكات الاجتماعية الشعبية التي ااحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح ،لكنه بقي دون غطاء شمالي طوال ثلاثة سنوات ،قبل اندلاع الثورة الشبابية في ميدان الستين ،فالثورات الشعبية التي عمت المدن اليمنية كافة فرضت نفسها على قادة وقوى الحراك الجنوبي، التي اعتبرت مراحله ممرا اجباري لهم للوصول لاهدافهم، ولتأخذ طريقا حقيقيا لتلبية مطالبهم ، لكن نجاح الثورة اظهرت مدى الانقسام داخل الحراك الجنوبي بكافة فصائله ومدى الهوه بين الشعب الجنوبي الذي يعتبر الحراك يمثله ويحاول ان يفرض شروطه وقرارته عليه ، بالرغم من طرح مبدأ الانفصال من قبل تيارات الحراك ، دخل على الخط عامل جديد لا يريد الحراك الاعتراف به، وهو نمو التيارات الاسلامية المتشددة في الجنوب ، وسيطرة القاعدة على مناطق ومدن جنوبية لم يسطع الجيش اخراجهم منها بعد اتفاقات بين القبائل والحركات الاسلامية السلفية ليتمكن الجيش من دحر القاعدة التي استغلت الثورة اليمنية وانشغال القوى والجيش في هذا الحراك لتقدم نفسها جزاءا من هذا الحراك ، وتبسط سيطرتها على هذه المناطق لتشكل منافسا عنيدا لقوى الحراك الجنوبي لذا فان مستقبل اليمن ومصيره في حال تم تجاهله وعدم معالجة مشكلته جذريا،سوف يترك اثارا سلبية واسعة على دول الجوار وتهدد استقرارها واهمها اللملكة العربية السعودية التي كانت تشارك اليمن حدودا طويلة وتداخل جغرافي وسكاني واسع،كما يعمل عدد كبيرا جدا من اليمنيين في المملكة العربية السعودية ، الى جانب تهدد الملاحة البحرية الحيوية للاقتصاد العالمي في مضيق باب المندب،بحيث يصبح البحر الاحمر تحت رحمة دولتين خاضعتين للفوضى والارهاب وهما اليمن والصومال التي تقع على الطرف الاخر من مدخل باب المندب عند القرن الافريقي ،لذا يجب على المجتمع الدولي دعم الرئيس الحالي واستيعاب تداعيات هذه الصراعات الداخلية والعمل على وقف التدخل الدولي والاقليمي في دولة اليمن واعطاء الشعب اليمني الفرصة لاعادة بناء نظامه السياسي وتطويره والحفاظ على وحدته وسيادته ،وعدم الانزلاق في حرب اهلية مدمرة بين مكوناته السياسية والقبلية والمذهبية المتناحرة لاسباب شخصية خاصة ولاهداف اقليمية واضحة لذلك ضرورة الحفاظ على طاقاته وموارده بشكل صحيح لتنمية اقتصاده ورفع مستوى السكان الاجتماعي والحد من البطالة المتفشية وسط الشعب اليمن والتي تدفع بالعديد بالهجرة نحو الخارج . د.خالد ممدوح العزي كاتب وباحث مختص بالشؤون الدولية والاقليمية . [email protected]
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق صوت الضمير العربي ،النائم في ظل السطوة المذهبية ...!!
...
-
...!!!السوري :هجرة او نزوح الى لبنان ...!!!
-
صيدا اللبنانية : ما بين الدين والسياسة ،في ترجمة للمشكلة الس
...
-
للترجمة دورا مميزا في التواصل وتعزيز الثقافة بين الشعوب واثر
...
-
روسيا البوتينية : حماية أقليات أو تسعير نارها ..!!! (5- 5)
-
فلسطين هي القلب النابض للعرب : -في الثورة ،الفكر ،الدم ،الاد
...
-
الاعلامية هبة قضامي في حوار مفتوح عن تجربتها الاعلامية الساب
...
-
العلاقات اللبنانية -الروسية .....
-
عيد المرآة العالمي : والنساء العربيات بعيدات عن حقوقهن المشر
...
-
للاعلام التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي دورا اساسيا في ح
...
-
نسرين المصري وكالة اخبار مستقلة على شبكات التواصل الاجتماعي
...
-
روسيا- سوريا : محنة إنسانية وروسيا تساهم بالكارثة الإنسانية
...
-
الاعلام السوري مابعد الثورة السورية ...!!!
-
مضيق هرمز :ورقة لحماية المصالح القومية ،ام منطقة تجاذب للاعت
...
-
العراق الجديد نظرة على الواقع السياسي والاقليمي الحالي ...!!
...
-
تاريخ روسيا يختلف في العرض والمضمون ....!!!
-
روسيا - تركيا: اتفاقات اقتصادية كبيرة مع انقرة وتوافق سياسي
...
-
فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!
-
الحركة الفيمنية: حركة- نسائية أوكرانية: سلاحها التعري للاعتر
...
-
مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|