أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة














المزيد.....

حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حياة حرّة من قيود الدين...[1]
--------------------------------------
? المعنى من الحياة
((في منتصف رحلة العمر، التي كتبت علينا... وجدت نفسي في غابة مظلمة... تهت فيها، وامّحى الدرب أمامي... غابة لا يطالها الوصف... مخيفة كالأدغال، موحشة كئيبة مقفرة... ذكرها يثير المخاوف... لا أظنّ الموت يفوقها مرارةً))
[دانتي ألجييري (1265-1321)، الجحيم، النشيد الأول، 1954: 28]
ما معنى حياتنا؟ وهل لها معنى أصلاً؟ كيف يكون لحياتنا معنى مغاير للمعنى الذي يضفيه الدين عليها؟ وكيف نعيش حياتنا إذا كان بلا معنى؟
قد نشعر في بعض الأحيان أنّنا تائهون، مشوّشون، ومهجورون. وعلى غرار الشاعر دانتي، قد نبدو تائهين داخل غابة غريبة وغير مألوفة بالنسبة إلينا، بأشجارها التي تعرقل سيرنا وتعترض سبيلنا وتشوّش نظرتنا، وطرق ودروب تذهب بنا إلى مختلف الاتجاهات. بعض الدروب تبدو جذّابة ومغرية في حين أنّ هناك دروب أخرى تبدو كئيبة ومحفوفة بالمخاطر. بعضها يبدو مستخدماً بشكل جيّد والبعض الآخر موحشاً ومقفراً. نحن لا نمتلك أدنى فكرة إلى أين نتّجه. بل أسوأ حتى، إنّنا لا ندري ما الذي نبحث عنه.
في زمنٍ معيّن، وعلى غرار دانتي، كنا قد قبلنا بالدين كمرشد لنا. فحينها، كنّا نعتقد أنّنا نعرف الطريق جيداً، لكننّا الآن قد فقدنا الثقة تماماً. لقد انضممنا إلى صفوف اللادينيين، ونحن اللادينيين يجب أن نتّخذ لنا سبيلنا الخاص. نحن لسنا أشراراً أو ملعونين، بل نحن أناسٌ أخيار وصالحين نبحث على سبيل دنيوي علماني خاص بنا، سبيل سيساعدنا على الابتعاد عن الله ويعيننا على عدم مناشدة عونه.
إنّ سعينا خلف المعنى بدأ باللحظة التي بدأنا في بالتفكير حول الحياة. نحن لم نقم بذلك طواعيةً، لكن مع اقترابنا من لحظة الموت أكثر، يصبح من الصعب تجاهل هذه المسألة وإنكارها. بإمكاننا، إذا أردنا ذلك، أن نتبع الآخرين بشكل أعمى، وأن ننخرط في القطيع. ورغم ذلك فالرهانات هائلة وعظيمة، فهذه هي الحياة الوحيدة التي سنعيشها، ولن نعيش سوى مرة واحدة. علينا أن نكتشف الأمور المهمّة بالنسبة لنا والتي تعنينا أكثر من غيرها، ثمّ استعمالها بشكل مفيد لرسم الدروب التي ستسير عليها حياتنا.
ليس هدفي هنا أن أقدّم تفسيراً لما تقوله الفلسفة الغربية المعاصرة بهذا الشأن وما تقدّمه من مساهمات في هذا المسعى. لا أزعم لنفسي أني أعرف المغنى أو المعزى من حياة الآخرين، أو حتى المعنى من حياتي أنا. علاوةً على ذلك، أعتقد أنّ البحث الفلسفي الحديث قد يعلّمنا شيئاً ما عن الطرق أو السبل التي لا تقودنا لأي مكان، ويمكنها أن تقدّم لنا إلى حدٍ ما بعض المعرفة حول طبيعة الشيء الذي نسعى خلفه.
الناس لم يعودوا يلجأون إلى الفلاسفة طلباً للحكمة. بل بدأوا يستعينون بدلاً عنهم بالمعلّمين الروحانيين، ورجال الدين، ومرشدي المساعدة الذاتية، والمعالجين النفسانيين. هذا النوع من المساعدة بات أكثر قبولاً، وهو مرتبط بشكل مباشر بحياتنا، أكثر حتى من كتابات الفلاسفة التي باتت تتميّز بالجمود والنزعة الأكاديمية المغرقة في أكاديميتها. فقد تخلّى أغلب الفلاسفة المعاصرين عن مهمّتهم في تقديم النصح للناس حول الحياة وماهيتها وجوهرها. وبالرغم من ذلك، ما زال بإمكاننا العثور على كنوز من الحكمة داخل عوالم الفلسفة المقفرة. الفلاسفة الأكاديميون هم بالتأكيد أناس أذكياء وواسعو المخيلة. فقد ابتكروا صيغ رائعة وحجج مثيرة وتجارب عقلية قد تفتح الذهن والعقل على آفاق واسعة جداً، لقد طوّروا معرفة كاملة يمكن أن يستفاد منها أيٌ منا خلال سعينا في البحث عن معنى للحياة.
المفاجأة، أنّ سعينا وراء المعنى ووراء الشيء الحقيقي والفعلي والمهم بحياتنا سيقودنا ذلك إلى الأخلاق. في هذا العصر الحديث، بات لدينا ميل واضح للمساواة بين الأسئلة الأخلاقية العامة والشاملة وبين المبادئ الأخلاقية الشخصية والمحددّة أو كيفية تعاملنا مع الآخرين. لكنّ المسألة لم تكن كذلك دوماً. فمن الناحية التقليدية كان للأخلاق مجالين اثنين فقط: المجال الأول يتعلّق بالالتزامات نحو الآخرين، أمّا الآخر يتعلّق بكيفية قضائنا حياةً مليئة وجديرة بأن تعاش. فالدراسات الفلسفية الأخلاقية المعاصرة قد عادت إلى التفكير بالمجال الثاني والأهم، حول طبيعة القيم وماهية الأشياء والأمور القيّمة في الحياة.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق المؤمن: الكوارث الطبيعية
- خمسون وهماً للإيمان بالله [13]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [12]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [11]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [10]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [9]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [8]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [7]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [6]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [5]
- الفرق ما بين الثرى والثريا (الإمّعات والآلهة)
- خمسون وهماً للإيمان بالله [4]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [3]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [2]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [1]
- الله والعلم (2/2)
- الله والعلم (1/2)
- الله والإلحاد
- اختلافات التجربة الإلحادية: بول كليتيور
- الإله: الفرضية الخاطئة


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة