أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية الناقصة -الضئيلة-















المزيد.....

الشخصية الناقصة -الضئيلة-


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 09:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيراً ما يتحدث الناس عن اشخاص لديهم عقدة نقص واضحة ، وتبدو بشكل ظاهر وملموس لعامة الناس ، لاللمتخصص في علوم النفس فحسب ، بل لدى ابسط الناس ، وهذه العقدة "نقص " هي سلوك ، ويعرف السلوك بأنه كل ما يصدر عن الفرد من استجابات مختلفة ازاء موقف يواجهه او ازاء مشكلة يحلها ، او قرار يتخذه او مشروع يخطط له ، او ازمة نفسية يكابدها . فالسلوك اذن هو مفتاح معرفة الشخصية بما تحمل وما يدور بداخلها ، وهو يعتمد ايضاً على تقدير الفرد بقيمته ولاهميته مما يشكل دافعاً لتوليد مشاعر الفخر واحترام النفس او عكسه ، الشعور بالنقص والذل والضألة .
يقول علماء النفس ان الكثير من الناس يعانون من نقص او آخر في كيان شخصيتهم ، وقد يستطيع الكثيرون منهم التقليل من مظاهر النقص وشعورهم بوجوده عن طريق التعويض بصورة ما عن توفر مثل هذا النقص ، وقد تكون محاولتهم للتعويض ناجحة الى الحد الذي يقلل الانطباع في نفوسهم وفي اذهان الناس الاخرين عن النقص الذي يعانوه ، غير ان هناك بعض الناس الذي يظهر النقص في التكوين الكلي لشخصيتهم .
اننا بشر نكتسب التقدير الذاتي من خلال انجازاتنا التي نقدمها لانفسنا اولاً وللاخرين ثانياً دون الشعور بأدنى حساسية تجاههم سواء في التعامل المعنوي او المادي او تقديم العون والمساعدة ، دون اشعارهم بأننا متفضلين عليهم او تحسيسهم بالدونية ، فيحصل عندئذ الرضا بقدر ما ادى هذا العمل من نجاحات ، فيبني التقدير الذاتي على ما يحصله الفرد من انجازات ، بينما نشاهد ان الفرد الذي يتميز بالشخصية الناقصة " الضئيلة " ، انه يعلن دائماً ويقوم بتضخيم اعماله وعطاءاته ، وتكبير المساعدة وتجسيمها الى الحد الذي يصبح معيباً وكأنه "منيّة " لاعطاءً لله بدون مقابل ، وهو بحد ذاته شعور بالنقص والضآلة .
ومن مظاهر الشخصية الناقصة هي كون صاحبها لايستطيع توفير القدر الكافي من الاستجابات الضرورية في مجال العاطفة والحركة التفاعلية في العلاقات الاجتماعية ، وبهذا فهو يعاني من عجز دائم في مواجهة التزماته الحياتية ضمن اسرته وعائلته الاوسع او في مجتمعه ، وهو بسبب هذا العجز يجد
نفسه مضطراً لاتخاذ مرتبة ادنى في التعامل مع الاخرين ، ويقبل لنفسه مرتبة الخضوع والخنوع ، ومن ميزات اصحاب الشخصية الناقصة " الضئيلة " ، من يتجه نحو الانسياق الى خدمة الغير في مجالات الانحراف والابتذال ، وتقديم الخدمات الرخيصة على حساب شرفهم وسمعتهم ، ومن امثلة ذلك ايام حكم الدكتاتور المخلوع "صدام" في العراق ، ان الدكتاتور يعتبر كل ما يعطيه من المال العام للدولة هو مكرمة شخصية منه ، وينتظر من المستلم " المستفيد " الثناء وطول العمر والمديح ، اما ابنه الاكبر سئ السمعة والصيت تربية وخلقاً ، فما انجب الناقص غير الناقص مثله ، فكان يجند الكثيرين من ضعاف النفوس والناقصين لخدمته حيث يقدمون له خدمات رخيصة مثل اصطياد الجميلات من طالبات الجامعات ودوائر الدولة ، لكي يفترس المسكينات دون ان يشعر بالامتلاء النفسي ، لان عقدة النقس ظلت تلازمه وهو يمتلك السلطة والمال ، فكان هؤلاء الاشخاص ممن يعملون في خدمته يقدمون له القرابين ويعتقدون بأن خدماتهم جليلة تقربهم الى ابن الطاغية ، ويفسر علماء النفس هذه الظاهرة ، بأن هؤلاء الاشخاص لا يميلون الى هذه المجالات بالضرورة ، وانما لانها توفر لهم المستوى المقبول لامكانياتهم المحدودة ، ومن انماط الشخصية المقاربة لهذه الشخصية ما يعرف بالشخصية الاقل او المتدنية او الواطئة Inferior Person وهوتعبير لاينوه بمعاني خلقية بقدر ما يعرف بأن صاحب هذه الشخصية له مكونات الشخصية ما هو اقل مما يتطلبه تقدير الذات .
اننا ازاء نموذج تعارف عليه الناس ولمسوه في التعامل تماماً ، حتى انه اصبح مألوفاً في حياتنا اليومية ، هذا النمط من الشخصية حمل الكثير من الصفات ، فهو يشعر بالضآلة والنقص حتى لو امتلك الاموال والبيوت والعمارات والسيارات الفارهة ، ونجح في العمل التجاري ، او حقق ذاته في الحصول على اعلى المستويات العلمية او السلطة ، الا ان عقدة النقص والشعور بالضآلة تظل تلازمه وهويمتلك المال والجاه والسلطة وزمام الامور في حياته ، فتراه ينظر الى الاقل منه مرتبة مالية او ادارية او علمية ، نظرة ملؤها الحسد والغيرة ، رغم ان ما يملكه صاحبنا صاحب الشخصية الناقصة الكثير والكثير ، اٍلا انه يظل ناقصاً في اشباعاته النفسية ، لذا كانت بعض ميزاته :

- استحقار ذاته او عدم معرفة الاجابة الصادقة حتى عند حصول الاطراء والثناء .
- الشعور بالذنب دائماً ، حتى ولو لم يكن هناك علاقة بالخطأ .
- الاعتقاد " لاشعوريا " بعدم الاستحقاق لهذه المكانة او العمل .
- الميل الى سحب او تعديل رأيه خوفاً من سخرية او رفض الاخرين .

أظهرت الدراسات النفسية المتخصصة ان هؤلاء الاشخاص " اصحاب الشخصية الناقصة " يحملون انفسهم على التمييز ، فتراهم يمشون ببطء مطأطئين رؤوسهم بحيث يبدون غرباء على العالم ، ويحاولون الانكماش على انفسهم فلا يريدون ان يراهم الاخرون ، وهناك صفات اخرى تكاد تميز هذه الشخصية عن غيرها وهي :

- القلق والتوتر
- الاحتمال المتزايد للاكتئاب
- تدني التحصيل الدراسي
- افساد في العمل
- الشعور الدائم بالدونية

ا ن مشاعر النقص لاتتحول بالضرورة الى عقدة نقص ، مالم يضٌف الانسان الى ذاته اضافات زائفة ، فالذات المضخمة تسعى الى اضافة مفاهيم جديدة مثل الكبرياء ، الجاه ، الثروة .. الخ لتقارن ذاتها بكل ذات اخرى وتكون مثلها ، الامر الذي يجعلها معقدة بنقصها – عقدة النقص – التي اشار اليها عالم النفس الشهير " الفرد ادلر" وعقدة العظمة التعويضية ، وعلى هذا الاساس تضيف مشاعر الفردية "الانا" اضافات كاذبة الى نفسها لكي تغطي شعورها بالنقص ، الامر الذي يجعل الشعور بالنقص يتضخم الى عقدة النقص مع وجود الاستعداد والتهيؤ الى وجود شخصية ضئيلة –ناقصة- .
اذن نستطيع القول ان معظم الذين يعانون من هذا النمط من الشخصية يتقبلون لانفسهم مكاناً هامشياً ، ثانوياً في الحياة ، وهم يعيشون عالة على الاخرين ويتطفلون بدون ان يجدوا في ذلك ادنى حياء او يحرك في انفسهم وازعاً لاحترام انفسهم .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات نحو التوافق النفسي
- الشخصية الشيزية -الفصامية-
- الشخصية القلقة
- الكبت والقمع هل هما عوامل قوة ام ضعف في الشخصية؟
- الشخصية الشكاكة
- التعصب ..اشكالية في التفكير، اشكالية في السلوك
- الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-
- اللاعنف قمة التوافق النفسي
- الارهاب ..نزاع ضد الابرياء
- المعقول واللامعقول في العنف
- لِمَ العنف في العراق
- المرأة ..مدورة* الاحزان
- كيف يعالج الدماغ المعلومات
- الاحباط والضغوط النفسية
- انفعالات العنف
- اسلام ضد الاسلام


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية الناقصة -الضئيلة-