|
إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم موت المسيح!!!
توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 09:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بمناسبة الصوم المقدس وقرب الاحتفال بذكرى موت المسيح وقيامته الذي سيكون الاحتفال به في مصر يوم 5 مايو القادم ، دعني يا عزيزي القارئ أسرد بعض الايات من العهد الجديد ( الانجيل) هنا:
1- فاجاب و قال لهم جيل شرير و فاسق يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي (مت 12 : 39) 2- جيل شرير فاسق يلتمس اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي ثم تركهم و مضى (مت 16 : 4) 3- و فيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول هذا الجيل شرير يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي (لو 11 : 29) 4- لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل (لو 11 : 30) 5- لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال (مت 12 : 40)
لقد شبهت الاناجيل فى العهد الجديد في خمس مواضع مختلفة بأن أية يونان النبي تشبه أية المسيح وكان رد المسيح على من يريد معجزة من المسيح ( أية) لإثبات بأنه مرسل من عند الله هي أية يونان النبي التي ستطبق فيه! بالرغم من أن اليهود جميعهم وحتى تلاميذه لم يفهموا مقصده الا بعد مماته في القبر وقيامته ( بحسب مزاعم الانجيل). وهذا واضح من الخمسة نصوص السابقة ولكن دعني أيها القارئ أن أحلل الاية الاخيرة ؛ (لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال (مت 12 : 40) ):
في هذه الاية يضع المسيح نفسه في مقارنة بين ما سيحدث له وبين ما حدث ليونان النبي ليوضح لليهود كيف سيعطيهم الاية. والتشبيه أو المقابلة لها ثلاث أوجه: 1. المكان 2. المدة 3. الحالة
أما عن المكان فقد كان يونان ( يونس) في بطن الحوت ( والقارئ يمكنه أن يقرأ سفر يونان النبي ليعرف الملابسات التي جعلت الحوت يبتلعه)، أما المسيح فكان في قلب الارض أي القبر. وأما عن المدة فهي ثلاث أيام وثلاث ليالي ( ولن أتناول هنا هل هم ثلاث أيام كاملين أم جزء من اليوم الاول واليوم الثاني بمجمله وجزء من اليوم الثالث بخصوص المسيح لانه قد أشار بعض العلماء أن المدة بمجملها هي 36 ساعة فقط!) وأما عن الحالة فيجب أن يتشابه يونان والمسيح فيها بما أنهم قد تشابهوا فى المكان والمدة! ولذلك يجب التسليم إما أنهما معا قد ماتاً أو لم يموتاً حتى يكتمل التشبيه والمقابلة التي أوردها المسيح عن ذاته!
أيقبل المسيحي موت يونان في بطن الحوت؟! مع أن هناك أدلة على ذلك : فقد أنتهى الاصحاح الاول من سفر يونان بالاتي (و اما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال (يون 1 : 17) ) وهذا معناه أنه مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالي قبل تفوهه بالصلاة في بداية الاصحاح الثاني أي أن الصلاة كانت في نهاية المدة! ويبدأ الاصحاح الثاني بكلمة ( فصلى) بأستخدام الفاء التي تفيد التناوب والسرعة :
1 فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت 2 وقال: دعوت من ضيقي الرب، فاستجابني. صرخت من جوف الهاوية، فسمعت صوتي 3 لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار، فأحاط بي نهر. جازت فوقي جميع تياراتك ولججك 4 فقلت: قد طردت من أمام عينيك. ولكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك 5 قد اكتنفتني مياه إلى النفس. أحاط بي غمر. التف عشب البحر برأسي 6 نزلت إلى أسافل الجبال. مغاليق الأرض علي إلى الأبد. ثم أصعدت من الوهدة حياتي أيها الرب إلهي 7 حين أعيت في نفسي ذكرت الرب، فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك 8 الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم 9 أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك، وأوفي بما نذرته. للرب الخلاص 10 وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر
أنظر يا صديقي الى كلمات ( من جوف الهاوية) ، ( طرحتني في العمق) ، ( نزلت الى أسافل الجبال) ، ( مغاليق الارض عليّ) ، ( أصعدت من الوهدة حياتي) . هل يا قارئي العزيز هذه المعاني يمكن أن تنطبق على بطن الحوت أم مكان أخر وقد ذكره يونان : ( الهاوية) وقد أجمع كل العلماء المسيحيين أن الهاوية هي مكان إنتظار الارواح وبذلك نكون قد أثبتنا أن يونان ذهب الى الهاوية فعلاً، الى العمق، الى أسافل الجبال ، الى مغاليق الارض ، الى الوهدة أي بإختصار مات لمدة ثلاث أيام كاملين ثم أقامه الله من الموت مع معجزة حفظ جسده من الاحماض التى قد تذيب الاشجار في معدة الحوت!! وقد أدلى بهذه الصلاة بعد قيامته مباشرة التى تلاها أمر الله للحوت بأن يقذف يونان الى البر!
يا قارئي المسيحي أمامك الادلة بأن يونان قد مات وقام وهناك سبع معجزات قيامة في الكتاب المقدس بجانب معجزة قيامة المسيح فلماذا ترفض حادثة ثامنة للقيامة التى تخص يونان؟!
فأما أن تدلي بإعتراف بأن الكنيسة قد خدعت المسيحيين لقرابة عشرين قرن من الزمان – أو أنها كانت جاهلة بالأمر ويجب حينئذ أن تقر بعدم عصمة تعاليمها وإمكانية وجود ممارسات خاطئة أخرى ولذلك يا ليتك تتحلى بالتفكير الناقد تجاه كل ما تمارسه الكنيسة – حيث كانت تعلم المسيحيين بأن يونان ظل حياً في بطن الحوت لمدة ثلاث أيام بل أقرت بصيام ثلاث أيام كل عام تخليداً لهذه الذكرى!! وإما أن لا يكون المسيح قد مات بتاتاً في القبر وبذلك يكون كلام القرأن صحيح عن المسيح (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً [النساء : 157] ) ، ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً [مريم : 33]) !!!
فيا صديقي المسيحي أمامك خياران لتكتمل مقابلة المسيح لنفسه ليونان بوجوب موت الإثنان أم عدم موت الإثنان، فإن أخترت عدم موت يونان في بطن الحوت لأنك ولدت في ظل هذه العقيدة بل صمت عشرات الصيامات الخاصة بيونان النبي ( يونس النبي) طوال عمرك وترفض الإقتناع بأن الكنيسة ربما تكون على خطأ وترفض قبول فكرة إمكانية وجود مغالطات وممارسات كثيرة جدا تقوم بها الكنيسة وخاصة الارثوذكسية مستمدة من أساطير وثنية وفرعونية وليس لها اي رابط بالكتاب المقدس!! إذا أقررت بعدم موت يونان في بطن الحوت فأنت دون أن تدرى تقر بعدم موت المسيح في القبر!! فالمسيح نفسه هو من قال (لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال (مت 12 : 40) ) ولا بد لإكمال المقابلة أن يكون المسيح أيضا لم يمت مثله مثل يونان!!
أو تعلم أنك بذلك تهدم أسس العقيدة المسيحية التي تقوم على الفداء الذي من متطلباته سفك دم المسيح وموته من أجل الخطاة وان لم يكن المسيح قد مات فهو بالتالي لم يقم من الاموات وقد أقر بولس الرسول بعدم جدوى الكرازة المسيحية بل بطلان الايمان المسيحي بمجمله حينئذ (و ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم (1كو 15 : 14).
وإن إخترت موت يونان في بطن الحوت مع إقتناع مضطر فأرجوك تيقن أن هناك العديد والعديد من الممارسات والعقائد الكنسية مثل هذا الامر مكذوبة وخاطئة، فقط تحلى بالتفكير الناقد والتجرأ بالتشكك فيما هو حولك في الكنيسة والحياة المسيحية بصورة عامة وستكتشف بنفسك!!
فالمسيحي دون أن يدرى كان يفعل وينادي بما يقوض أسس الايمان المسيحي وبطلانه، بإيمانه بمعجزة بقاء يونان حياً في بطن الحوت!!!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال
...
-
تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
-
المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
-
الصوم من منظور لا ديني
-
قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا
...
-
مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
-
لا بيض بل حليب
-
مجمل الأقداس
-
كوانتم الشفاء
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|