أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الربيعي - علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟














المزيد.....

علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 15:28
المحور: المجتمع المدني
    


ان قانون العين بالعين لينتهي بالعالم اجمع الى العمى.
لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد برئ باسم الله
المهاتما غاندي
في محلتنا التي اسكن فيها يتنوع الدين والمعتقد والقومية ، فلازلت أتذكر في نفس الشارع ،هنالك كان جارنا من الطائفة المسيحية وهو يزورنا دائما لأنه اخ لنا في الإنسانية ،والأخر الصابئي الذي يكن لنا كل الاحترام ويجد فينا أهله وعشيرته ، وكذلك الكردي والسني وأنا الشيعي ،فلم نتجراء في يوم من الأيام ان نسمي الآخر بمكونه ونستصغره ،بل كنا نسميه ياعمنا العزيز وياخالنا الفاضل ،ولازلت اذكر جيداً الجميع ممن ذكرتهم يتوافدون الى بيتنا في ليلة استشهاد ابا الأحرار الحسين عليه السلام لأحياء هذه الذكرى وكل منهم معه رسم معين لان الحسين يمثل نقطة الالتقاء فهو رمزاً ضد الظلم وان اختلف كل عناوينه وعنوان للمحبة والتسامح ،وهم معنا وأمي وخالاتي ونسائهم منهمكين في طبخ (التمن والقيمة)،وعندما ينضج الأكل الجميع يأكل منه ،فلا يوجد من يقول هذا حرام لأنه احل لغير وجه الله .
ان ثقافة الحب والتسامح والتواضع هي طريق أولئك الذين يترفعون بسمو خلقهم الرفيع ،فوق المسميات والأفق الضيقة التي لا تنم عن فهم وإدراك،في حين يبدو ان المجتمع لا يزال ينظر برؤية قاصرة لأولئك الذين يؤمنون بنظرية الحوار وبثقافة الاشتراك والتحاور على اساس المشتركات الانسانية والاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية ،فليس ضعفاً او خضوعاً أوجبن كما يسميه البعض عندما نصفح ونعفو عن الآخرين ،لأننا لانريد ان نقابل الإساءة بالإساءة بل بالإحسان ،فقد جاء احد الخوارج واسمه الخزيت بن راشد السامي الى الامام (علي ) بعد الانتهاء من معركة صفين فقال للأمام علي: لا والله لا أطيع أمرك ولا أصلي خلفك لا جمعة ولا جماعة واني غدا لمفارقك.قال الأمام علي تضر نفسك؟
قبل اربعة عشر قرنا من الزمان كانت هذه الحادثة هي اكثر ديمقراطية من اي ديمقراطية في العالم ،عبرت عن مضامين عديدة فهي تحترم الرأي المقابل و تؤمن بتعدد الاراء والافكار، وكنت ياعلي انساني النزعة.
رفضت البيعة الخاصة كنت تدرك انها بيعة مصالح ،فدعوة الى بيعة عامة في المسجد حضرها الجميع من كل حدباً وصوب،لا شك بايعك الفقراء والعبيد لأنك صوت المستضعفين والمظلومين ،وأنت من قلت (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته) .
وبعد هذا الفارق الزمني الكبير بيننا وبينك ياعلي ،تولدت هنالك أفكار تقصي الآخر لأنه يختلف في وجهة نظر يقولها،عفواً سيدي لا اقصد بالإقصاء الفكري ،أنما الفتوى الصادرة بالإقصاء الجسدي وإباحة أمواله وعرضه من الذين أقحموا أنفسهم بعالم الدين وهم لا يعرفون اي شيء، كما ان هنالك ثقافة لا اعلم ان كانت جديدة او قديمة في المجتمع تسخر وتهزأ من البسطاء والفقراء والضعفاء وحتى المثقف اصابته عدوى هذه الثقافة ،وشدة تمضي وتأتي شدة اخرى وجراحنا نعض عيلها ،حفاظاً على ارواح من حولنا ،والأخر يفسرانه عدم القدرة في المواجهة وجها لوجه،لقد قلت مراراً وتكراراً ان ليس هنالك قوة بالعالم تستطيع ان تلغي وجودي وكياني ومعتقدي لان الفكر لدينا هو منهج ثابت وليس حذاء يستبدل بين حين وأخر هم يقولون كلام ما انزل الله به من سلطان من زيف وافتراء على رموز قدمت نفسها قرابين لله،وتساءل ماذا لو قدرة لغاندي ان يعيش في امتنا هل كان له نفس التقدير والاحترام الذي حظي به في الأمة الهندية ؟
وفي حادثة فريدة من نوعها يحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار
وقد بدأ القطار بالسير
وعند صعوده للقطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه
فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية
وبسرعة رماها بجوارالفردة الأولى على سكة القطار
فتعجب أصدقاؤه
وسألوه
ماحملك على مافعلت؟
لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم
أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الإنتفاع بهما
فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ! ولن أستفيد أنا منها أيضا
وأما بردة الأمام علي(اما والله فقد رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها ، حتى قال لي قائل ألا تنبذها عنك ، قلت له اغرب عني فعند الصباح ينكشف القوم السُرى) ،لقد اثرت ياسيدي ان تطعم قاتلك وتسقيه من شرابك توصي بعدم التعرض له ، فبردتك تحمل بين ثناياها قيم الانسانية النيلة والتي أحسنت جدير الصنع حتى لمن عادوك وأرادوا الإساءة لك،ولكن لا اعرف بردة وعباءة رجال الدين الجدد ماذا تخبئ وراؤها من خبايا ومصائب ؟ وكأنهم نسوا ان حرمة المؤمن هي أفضل من حرمة الكعبة .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين
- المواطن ... وعقدة الفساد
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر
- الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد


المزيد.....




- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الربيعي - علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟