|
الجُمعة العَظيمة أَمْ الحَزينة!
ليديا يؤانس
الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 10:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الجُمعة العَظيمة "Good Friday" هُوّ اليوم الذى صُلِبَ وَمَات فيهِ يسوع المسيح في الجُلجُثة. ويُسمى هذا اليوم أيضاً بالجُمعةِ الحَزينة أو جُمعَة الآلام. هَذَا اليوم لهُ قُدسية خاصة وطُقُوس وأصوام وصَلَوات يُؤديها المسيحيين كَذِكرى لِصَلبْ ومَوتْ يسوع المسيح. سَألني صديق: نَحنُ نَعلم أن ذلك اليوم هُوّ الذى صُلِبَ وتَألم فِيِهِ يسوع المسيح إذن لِماذا تَدعُونَهُ عَظيماً؟ هل هُوّ يوم حُزنْ وأَلَمْ أمْ نُصرة وفَرَحْ؟ أجَبتَهُ قَائِلةً: الإثنان مَعَاً ؛ العَظَمة مع الألم ؛ الحُزن مع الفرح ؛ فالإثنان كَوجهي عُملة واحدة. نَعم هُوّ يَومُ عَظيم بِالرغمِ مِنْ هَولْ الحَدَثْ. لقد تآمروا على قتل القُدوس البار. عَبرْ القُرون إحتَدَم النِقاش حَول مَنْ المسئول عن صَلب يسوع المسيح. البعض يَلوم الرومان لأنَهُم هُمْ الذين حَكمُوا عليهِ وقَتَلوُه. والبعض يَلوم اليهود وخاصة الكَهنة والقادة لأنهم هُمْ الذين طَلَبوا مِنْ بيلاطس أن يَصلُبه. أيضاً أحد تِلميذي عِمواس رَثى صلب يسوع المسيح بقولهِ أن الكهنة وقادة اليهود هُمْ الذينَ أَسلََمُوه لِلصَلب. وأيضاً في عِظة بُطرس للجِمُوع قال لَهُمْ لقد سَمَحَ الله أن تَقبُضُوا عَليهِ وتَصلُبوه وتَقتُلوه بأيدى الأثمة. المُهِم في وقت الصلب أخذَ بيلاطس يسوع وسَلمهُ لِجُنودهِ فَجَلَدوهُ وإستهزأوا بهِ. الجنود الرومان ألبسوه إكليل من الشوك وثوباً إُرجوانياً وقال بيلاطس لليهود "هوذا الإنسان" (يو 5:19). عَلَقوه بالمسامير على الخشبة. دم يسوع إختلط بعرقهِ وإختلط بالترابِ الصَاعِد مِنْ الأرض بسبب تَحرُك الجنود المُستمر بأخذيتهم الثقيلة فَصبَغَ جسده بتركيبة ألوان لا تستطيع تحديد لونها بالضبط. بسبب الجَلدْ والمسامير وإكليل الشوك الدم غَطَاه مِنْ قِمة الرأس لإخمص القدمين. وجهه أصبح بلا معالم من الكدمات والبروز من الضرب بأيدى الجنود الرومان. يسوع كان مُحتقراً ومُزدرى به من الناس ؛ الكُلْ إستهزأ به ؛ كان مضروباً ومذلولاً وبِالرغمِ مِنْ ذلك لم يفتح فَاه وكأنهُ حَمَلْ سِيقَ إلى الذبحْ. أليس ذلك مُؤلِماً لهُ وَلَنَا؟ هذا هُوّ الوَجه المُؤلِم والمُحزِن. ولِذلك نَقول جُمعة الآلام أو الجُمعة الحَزينة.
أما الوجه الثانى ( أى الجُمعة العَظيمة) فَيُمثل مَدى البَرَكات العَظيمة التى أخذناها بسبب مَوت يسوع المسيح. هل كان هُناك ضَرورة وَحَتمية لِصلب المسيح؟ نعم. يَقول الكتاب المقدس: خَلقَ الرب الإله آدم وأوصاه قائِلاً مِنْ جَميع شجر الجنة تَأكُل وأمَا شَجرة مَعرِفة الخير والشر فلا تَأكُلْ مِنها لأنك يوم تَأكُل مِنها مَوتَاً تَموت (راجع تكوين 2). ولكن أدم وحواء لم يُطيعا الله فَوجَب حُكم المَوت عَليهِما وعَلينا. وبما أن الخطية كانت ضِد الله شَخصياً فالذى يُقدِم كفارة عن هذة الخطية لابُد وأن يكون الله نفسه ولذلك كان هُناك ضَرورة وحَتميه لِتجَسُد المسيح من أجل خلاص البشريه كلها. فالمسيح جَاء لِكى يَدفع ثَمَنْ خَطَايَانا جَميعاًً. ولِذلك يسوع حَمَلَ مَعَاصينا وأحزاننا ؛ سُحِقَ من أجل آثامنا ؛ تَأديب سَلامنا وَقعَ عَليهِ بدلاً مِنا وبِجراحاتهِ شُفينا (راجع أشعياء 53). أليسَ ذَلك عَظيماً ومُفرِحاًً لهُ وَلَنَا؟ ولِهذا نَقُول الجُمعة العَظيمة. الجُمعة العظيمة هي جُمعة صَلب المسيح. فالصليب هُوّ أساس المسيحية وبِدون الصَليب لا تُوجد مَسيحية.
عَظَمة الجُمعة العظيمة تَتَجلى كَالآتى: • عِندما حَملَتْ العذراء ظهر الملاك ليوسف النجار وقال لهُ مريم سَتَلِد إبناً وتَدعو اسمهُ يسوع لأنهُ يُخلِصْ شعبه مِنْ خَطَاياهم. يسوع جاء لِيموت مِنْ أجلنا بِسبب خَطَايانا بل لم يَكُنْ مَجيئهُ مُجَرد صُدفة أو حادث عَرضى ولكن طِبقاً لِخطة إلهية مِنْ قبل تأسيس العالم لإن الله الكُلىّ المَعرِِفة عَرَفَ مُسَبقاً أن الإنسان سَيسقُط ومِحتاج لِلفداء تكفيراً عن خطيئتة التى كانت ضد الله شخصياً. أليست هذة هِيّ الجُمعة العَظيمة! • من أجل مَحَبة الله وَرَحمتهِ بالعالم سُرَ بأن يُقدم ابنه الحبيب الوحيد ذبيحة حب لخلاص العالم لننال الفداء ومغفرة خطايانا على حساب دم الصليب. أى أن الصليب أصبح موضع سرور الآب لإنقاذ خليقته التى يُحِبها. أليست هذة هِيّ الجُمعة العَظيمة! • المسيح قال عن نفسهِ في (يو 3: 14-15) "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان لكى لا يهلك كُلْ مَنْ يُؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يا من تؤمن بيسوع المسيح المصلوب الذى مَاتَ وَقَام مِنْ أجلك إفرح لإن المسيح بصليبه أنقذك من الهلاك الأبدى وأعطاك الحياة الأبدية. أليست هذة هِيّ الجُمعة العَظيمة! • المسيحية هى الديانة الوحيدة والمُتميزة والفريدة من نوعها التى مات مُؤسسها ليُنقِذ كل من يؤمن به. أنه لم يأتى لكى يُعطى تعليم ووصايا مثل باقى الديانات بل بجانب التعليم والوصايا أعطى بِموتهِ حياة لِكُل من يؤمن به. أليست هذة هِيَ الجُمعة العَظيمة!
إلهنا ومُخلصنا الصالح يامَنْ سَفكت دمك الطاهر مِنْ أجلنا نَحنُ الخُطاة نعم هذا هو اليوم الذى صَنَعتُة مِنْ أجلنا فَلنَفرَح ونَتَهلل بهِ. لكَ القُوة والمجد والبركة والعِزة إلى الأبد عِمانوئيل إلهنا ومَلِكنا. لكَ القوة والمجد والبركة والعِزة إلى الأبد يا رَبَنا يسوع المسيح. آمين.
#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مِحتَاجِينْ زِيَارةِ إلِهيةِ!
-
النَاصِري والنَصَارى والنَاصِريِيِنْ
-
العُنفْ دَليلْ الضَعفْ
-
المرأة في مَحكَمِة الإنسانية
-
هل هذا جوع جنسي ولا .......؟
-
أرسلتُكُم للعالم لا لِتُهينوا العالم!
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|