|
الإنتخابات الثلاثة في أقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأنتخابات في أقليم كردستان ، بأنواعها الثلاثة ، إنتخابات : مجالس المُحافظات / البرلمان / الرئاسة .. من المفروض أن تُجرى خلال الأشهر القليلة القادمة . فمن المُزمَع أن تجري إنتخابات رئاسة الأقليم والإنتخابات التشريعية ، في 15/7 ، في حين ان أربعة سنوات إضافية مّرتْ دون أن تجري إنتخابات مجالس المحافظات ! . أدناه بعض الملاحظات : - رغم حداثة التجربة ، ورغم أمراض المُحاصصة والفساد ، التي إكتسبَتْها مجالس المُحافظات ، من " العملية السياسية " ، فأنها أي مجالس المُحافظات في العراق " عدا أقليم كردستان وكركوك " .. قد لعبتْ دوراً في غاية الاهمية ، سواء من حيث دورها الرقابي على الأجهزة التنفيذية في المُحافظة ، أو ممارسة الضغط على الحكومة الإتحادية ومجلس النواب . نعم .. ان المُحاصصة المقيتة وآفة الفساد ، عرقلتْ مهام المجالس .. لكن في الحقيقة ، فأن عَمل المجالس هو بِمثابة ، تمارين جيدة ، في تعّلُم الديمقراطية وكذلك في التعود على مُمارسة الحُكم اللامركزي . حيث جرتْ عمليتَين إنتخابيتَين في 2005 و 2009 .. ومن المُؤمل ان تجري أيضاً في نيسان القادم ، وذلك بِحد ذاته ، تقليدٌ جيد .. إضافة الى ان بعض مجالس المحافظات ، عزلتْ مُحافظين ورؤساء دوائر وإستجوبَتْ الكثير من المسؤولين ، ومارستْ ضغطاً حقيقياً على الحكومة في بغداد . في حين ان مجالس المُحافظات في أقليم كردستان ، ورغم مرور ثمانية أعوام ، فأنها لم تستطع ان تتخلص ولو جُزئياً ، من هيمنة الحزبَين الحاكمَين ، ولا الفكاك من إسلوب الحُكم المركزي .. فلا هي تمكنَتْ من ممارسة دورها الرقابي داخل المُحافظة ولو في حدودهِ الدُنيا ، ولا إستطاعتْ ان تُمارس أي ضغطٍ حقيقي ، على الحكومة او البرلمان في أربيل . ومن الناحية العملية ، فأن " المُحافِظ " هو أقوى من المجلس ، والمجلس لايستطيع مُحاسبته في أي أمر ! . - وحتى في السليمانية .. ورغم ان " المُعارضة " المتمثلة بحركة التغيير ، قد حصلتْ على أصوات كثيرة في الإنتخابات التشريعية في 2009 ، حيث فازتْ ب 25 مقعداً في البرلمان .. في حين ليس لها تواجُد في مجلس المُحافظة . فالإتحاد الوطني الكردستاني ، مُسيطرٌ على مجلس محافظة السليمانية والمناطق التي يُديرها ، والحزب الديمقراطي الكردستاني ، مُهيمنٌ على مجلسَي مُحافظتَي أربيل ودهوك . ولهذا السبب ، فأن الحزب الديمقراطي ، ليسَ مُتحمِساً لإجراء إنتخابات مجالس المُحافظات ، مُتذرعاً بِحُججٍ وذرائع ، تتراوح بين : تَعّقُد العلاقة مع بغداد ، وضرورة التركيز على مُعالجة ذلك أولاً / خطورة الوضع الأقليمي ولا سيما في سوريا وتداعياته على الأقليم . وحتى الإتحاد الوطني ، لم يكُن مُستعجلاً لإجراء الإنتخابات ، ولكن كما يبدو ، فأن ضغط حركة التغيير وكذلك عدم رِضا بعض قيادات الإتحاد عن الوضع الراهن ، أديا الى ان يكون الإتحاد في الفترة الاخيرة ، من الداعين الى إجراء إنتخابات مجالس المحافظات . - إرتفعتْ الأصوات الداعية ، الى ان يكون نظام الحُكم في الاقليم [ برلمانياً ] وليس رئاسياً .. ويكاد يكون الحزب الديمقراطي الكردستاني ، هو الوحيد المُتمسك ب [ رئاسية ] الحُكم .. فليستْ المُعارضة وحدها ، هي التي تدعو الى برلمانية الحُكم ، أي أن يُختار رئيس الأقليم مِنْ قِبَل البرلمان وليسَ من خلال إنتخابات مُباشرة .. بل ان الإتحاد الوطني ، أيضاً يدعو الى ذلك ، وكذلك غالبية الأحزاب الصغيرة . في حين ان الحزب الديمقراطي ، مُصِرٌ على تمسكه برئاسية الحُكم .. لاسيما ان ذلك متطابق مع دستور الاقليم .. وان تغيير ذلك ، بحاجة الى تعديلٍ دستوري . - لم يتبقَ على الموعد المُفتَرِض لإجراء الإنتخابات التشريعية وإنتخابات رئاسة الاقليم ، إلا حوالي المئة يوم فقط ، أي في 15/7/2013 .. ومن المفروض ، ان تقوم حكومة الاقليم بِمُفاتحة مُفوضية الإنتخابات وتبليغها بموعد الإنتخابات منذ الآن ، لكي تقوم بإتخاذ الإجراءات اللازمة . لكن هنالك خلافٌ بين الاطراف السياسية حول الموضوع .. وبالأحرى : فأن الحزب الديمقراطي الكردستاني بالذات " وبعد تزايُد الضغوطات المُختلفة عليهِ بِصدد ضرورة إجراء الإنتخابات " .. فأنه يُفّضِل ان تجري إنتخابات مجالس المُحافظات أولاً .. ثم ان تجري الإنتخابات التشريعية والرئاسية بعد ذلك بفترة .. في حين ان الإتحاد الوطني وحركة التغيير والأحزاب الإسلامية والاحزاب الاخرى ، كُلها ترغب ، بإجراء الإنتخابات الثلاثة في يومٍ واحد ، وليكُن في 15/7 مثلاً ، أو بعد ذلك بأسابيع ، على أقصى تقدير . - هنالكَ مَيلٌ عام ، أن يشترك كُل من الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، في أي إنتخابات قادمة ، بقائمتَين مُنفصلتَين .. وحتى احزاب المعارضة ترغب في ذلك . أعتقد ان إصرار الحزب الديمقراطي ، على إجراء إنتخابات مجالس المحافظات أولاً ، يهدف الى أمرٍ مُهم : وهو معرفة نبض الشارع ، وإتجاهات الرأي ، والقوة الفعلية لكُل طرف .. والإستفادة من نتائج الإنتخابات ، لبناء [ تحالفات ] من عدمهِ ، لخوض إنتخابات البرلمان والإنتخابات الرئاسية . فلو حصلتْ حركة التغيير ، على أصواتٍ أكثر من الإتحاد الوطني بصورةٍ واضحة ، في السليمانية وكرميان واربيل .. فان الحزب الديمقراطي ، سيسعى الى تبديل خارطة تحالفاته الإستراتيجية ، في المرحلة القادمة .. ورُبما يتفاهم مُسبقاً مع حركة التغيير حول كيفية إدارة الأقليم ولا سيما الملفات الكبرى ، ويُنسِق معها بِصورةٍ من الصور بالنسبة الى إنتخابات البرلمان والرئاسة . أما إذا نجحَ الإتحاد الوطني ، في المُحافظة على " حجمهِ " الذي حصل عليه في 2009 ( رغم غياب زعيمه جلال الطالباني ) .. وحّدَ من نفوذ وشعبية حركة التغيير .. فان الحزب الديمقراطي ، سيلجأ الى إدامة تحالفه القديم معه ، ورُبما يرضخ الى إجراء بعض التحسينات في مفاصل الإدارة والإمتيازات ، التي يصرُ عليها الإتحاد ! . من الطبيعي ، ان هذه المُعادلة ، تشمل أيضاً الأحزاب الإسلامية المُعارضة ، وحتى الاحزاب الأخرى " الصغيرة " . حيث لا يمكن إستبعادها من الحسابات .. بل رُبما ستلعب في المرحلة القادمة ، دوراً بارزاً في ترجيح كفة هذا الطرف او ذاك . - الحزب الديمقراطي ، يشعر انه من المُؤكد ، ان يحصل على أغلبيةٍ كبيرة في مجلس محافظة دهوك ، ورُبما أغلبية في مجلس محافظة أربيل " لكنه كما يبدو ليسَ مُطمئناً كثيراً من ذلك ! " .. ويعرف انه لن يكون له حصة مُؤثرة في السليمانية وكرميان .. ويدرك أنه لابُد من القيام ببعض الإصلاحات الجذرية ، حيث بات من غير المُمكن ، الإستمرار في نفس إسلوب الإدارة وتقسيم السلطة والهيمنة على كُل شئ .. أرى ان الحزب الديمقراطي ، يريد إجراء إنتخابات مجالس المحافظات أولاً .. ليتمَ على ضوء نتائجها .. صياغة " الإصلاحات " و " تقديم التنازلات " للأطراف الأقوى في السليمانية وبعض أجزاء اربيل ، وإعطاءها جزءاً من السلطة والإمتيازات .. والمُحافظة في نفس الوقت ، على اغلب مُكتسبات الحزب الديمقراطي المتراكمة منذ أكثر من عشرين سنة ! . - الإتحاد الوطني ، يرى انه لولا دعمه للسيد " مسعود البارزاني " في إنتخابات رئاسة الاقليم في 2009 .. لما حصل على 69% من الأصوات .. ويعتقد بعض قيادييه ، ان التخلي عن الإتفاق الإستراتيجي بينه وبين الديمقراطي ، بما في الإتفاق من سلبيات وتغطية على الفساد .. سيفيد الإتحاد ويعيد إليه بعض رونقه وشعبيته . بينما نجحتْ حركة التغيير خصوصاً " والأحزاب الإسلامية المعارضة جُزئياً " خلال السنوات الأربعة الماضية ، في الصمود بوجه المُضايقات والمُحاصرة والمُحاربة ، من ناحية .. وعدم الرضوخ للإغراءات ومحاولات الشراء والرشوة ، من ناحية اُخرى . أعتقد انها حافظتْ على شعبيتها ، ورُبما إزداد عدد مؤيديها . وهنالك إحتمالات أن تفوز بمقاعد كثيرة في إنتخابات مجالس السليمانية وكرميان ورُبما اربيل أيضاً . لهذا تسعى حركة التغيير والإتحاد الوطني ، على إجراء الإنتخابات الثلاثة في وقتٍ واحد .. لكي تضع الحزب الديمقراطي أمام الامر الواقع ، وإحراجه ورُبما فقدانهِ لبعض المواقع التي كانتْ من ضمن مناطق نفوذه تقليدياً . ......................... ما زالتْ مفوضية الإنتخابات ، في إنتظار ما ستسفر عنه مُناقشات الاحزاب الكردستانية ، حول موعد الإنتخابات ، وهل ستجري معاً أم لا ؟
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة .. وأقلام التأريخ
-
مُراسلونَ وخَدَم
-
متى ستسقط الحكومة ؟
-
- صخرة البَصَل - .. والكعبة
-
رسالة أوجلان .. ملاحظات أولية
-
الموصل ... مدينةٌ خطيرة
-
مِنْ حّقِنا أن نَحلَم
-
دُولٌ تأفَل .. ودولٌ تظهَر
-
شعب أقليم كردستان أكثرُ طَمَعاً
-
مُستقِل وليسَ مُحايِد
-
- حَركة الشَواف - ومُظاهرات الموصل
-
ليسَ هنالك ، بشرٌ مُقّدَس
-
بعض الضوء على الساحة الكردستانية
-
مأساةٌ .. عشية اليوم العالمي للمرأة
-
إحتكارات .. وتسويق
-
هل ستجري الإنتخابات في 20/4
-
- سعيد - يبتهلُ الى الله
-
المالكي .. وتفريغ البانيو
-
على المُعتدلينَ أن يرفعوا صوتهُم
-
مُظاهرات العراق . الى أين ؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|