أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - خطوات نحو التوافق النفسي















المزيد.....

خطوات نحو التوافق النفسي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان كل مانفعله او نمارسه في حياتنا اليومية ما هو الا رغبة ملحة تنطلق من دواخلنا باتجاه الاخرين بغية احداث اعلى درجة من التقارب واقل ما يمكن من التباعد ،فعندما تومأ (ايماءة) برأسك للاخر في الشارع بعلامة تفسر على انها نوعا من القبول او التحية اوالقاء السلام العابربطريقة غير مباشرة ، انما يعني هذا سلوكاً بحال من الاحوال ، هذه الدوافع التي تنطلق من داخلنا تبحث عن المسلمات الانسانية التي جبٌل الانسان عليها وطرح على ارض الواقع باشارات تفهم على انها رغبة في التواصل او التفاعل الوجداني ، لذا ما نقوم به من انشطة مباشرة مع الناس وما نبديه من انماط من السلوك تجاه الاخرين هي اشباع لحاجاتنا النفسية وحتى العضوية ، اننا في ذلك نتعامل مع المواقف والامور والحاجات والاشياء بما تكفل لنا حق استمرارنا في البقاء اسوياء على تواصل مع الاخرين .. اننا نتعامل بهذه الاساليب للتعارف والتحدث والقاء التحية وصد المخاطر ومواجهة التهديدات ومعالجة المشكلات التي تعتري البعض منا بغية حلها ، انها عملية يسميها علماء النفس بالتوافق Adjustementويعرف التوافق بانه تلك العملية الديناميكية المستمرة التي يغير فيها الفرد سلوكه حتى يكون علاقات اكثر توافقاً بينه وبين البيئة . ويضيف علماء النفس بان التوافق يتضمن تفاعلا متصلا بين الشخصية والبيئة بحيث يؤثر كل منهما في الاخر ويتأثر به مما يؤدي الى خفض التوتر والتحرر من الاحباطات والصراعات ، ويربط علماء النفس ، التوافق دائما بالتكيف Adaptation والتي يعرف بانها محاولة الفرد احداث نوع من التوائم والتوازن بينه وبين بيئته المادية او الاجتماعية ، ويكون ذلك عن طريق الامتثال للبيئة او التحكم فيها ، او ايجاد حل وسط بينه وبينها ، والتكيف عملية مستمرة موصولة ، فلا تكاد تخلو لحظة من حياتنا من عملية تكيف ، لذا نستطيع ان نقول ان كل سلوك يصدر عن الفرد ما هو الا نوع من التكيف ، ولئن نجح الفرد في التكيف مع بيئته المادية والاجتماعية قيل انه " متوافق " adjusted وان اخفق فهو "سئ التوافق " ولسوء التوافق مجالات عدة ، فهناك سوء التوافق الاجتماعي ، وسوء التوافق المهني ، وسوء التوافق الاسري وسوء التوافق الديني ..الخ
حديثنا ينصب في السطور القادمة حول كيفية ان يخطو اي منا نحن البشر بخطوات نحو التوافق، وازاء ذلك يقول د. بشير الرشيدي ود. ابراهيم الخليفي في كتابهما سيكولوجية الاسرة والوالدية، الحياة الزوجية باعتبارها صورة مصغرة من الحياة بوجه عام ، يقوم فيها الزوج ولزوجة بعمليات توافق ، فأذا كانت هذه العملية – من كلا الطرفين – بهدف المحافظة على الزواج والوجود الاسري
من منطلق الحب المتبادل نكون بصدد حالة من التوافق الزواجي بين الاثنين بما يضمن سعادة الاسرة وقوتها وكفاءة الاداء الوظيفي لها . ويضيف المؤلفان : لكن السلوك التوافقي للزوجين لا يسير دائما على النحو المرغوب لديهما دائما ، وبالتالي تضطرب الحياة الزوجية بشكل او بآخر . فالزواج تلك الرابطة بين رجل وأمراة هي اساس الاسرة اولا والمجتمع ثانيا ، فان التوافق الزواجي في مثل هذه الحالة يعد طاقة وقوة نفسية واجتماعية للفرد والمجتمع على السواء ، منبعها من داخل كل منهما في اضفاء السعادة او ظهور المشكلات الاسرية .
اما التوافق في المجتمع ومع الاخرين وهو ما يسمى بالتوافق الاجتماعي فينطلق ايضا من نفس الذات المتزنة التي تعد امتداداها الطبيعي الى المجتمع بعد ان تشكل داخل الاسرة ، فسلوك القبول والرفض ، التسامح والعدوان ، هي عمليات نفسية اجتماعية جرى لها تطبيع اجتماعي داخل الاسرة مما اضفى عليها طابع القبول والموائمة مع الاخرين حتى صارت سلوكاً يتكيف من خلاله الفرد مع الاخرين داخل المجتمع الواحد حتى ليبدو لنا جميعا ان التوافق مع الاخرين واضحا في السلوك العام وتساعد المؤسسات التربوية والتعليمية في المجتمع بدور مكمل ومهم في تطوير قدرات الفرد نحو التوافق مع الاخرين في المجتمع حتى ترقى بالفرد وسلوكه الى المستويات الاجتماعية العليا ، لذا فالروضة والمدرسة ، هي مؤسسات تربوية اجتماعية تستطيع ان تساعد على نقل الثقافة والقيم وتوفير الظروف المناسبة للنمو الانفعالي والعقلي والنفسي والاجتماعي وتشذب الذات من بقايا السلوك الحيواني لدى الانسان قدر المستطاع . ان ما تمارسه المدرسة على السلوك الاجتماعي يتعدى وظيفتها التربوية والتعليمية ، فهي تعلم الاطفال الميكانيزمات " الاليات" الاجتماعية في عملية التنشئة الاجتماعية من خلال تدعيم القيم التي تسود المجتمع وتؤكد على ضرورة التمسك بها فضلا عن غرس المعرفة بشكل منظم وموجه بحيث يتعلم الفرد قيماً جديدة تخص حياته مثل المواظبة ، حسن الاستماع الى المدرس ، التحدث بانتظام ، عدم المقاطعة، تقليل الروح العدوانية قدر المستطاع من خلال قبول الاخرين ممن يجلسون معه على مقاعد الدراسة ، فضلا عن اللجوء بعض الاحيان لغرض التقويم السلوكي الى وسيلتي الثواب والعقاب في تدعيم القيم . اذن المؤسسات التربوية عامل مضاف ومساعد على ترسيخ القيم الاجتماعية والتوافق الاجتماعي .
اما مرحلة المراهقة ، وهي تعد السن العاصفة في حياة الفرد ، وهي فترة انقلابية في الحياة وترى الدراسات النفسية الميدانية في المراهقة وعلاقتها بتصنيف التوافق ، وجد ان 25 % من المراهقين يكونوا ضمن تصنيف النمو الطبيعي المستمر ، فهم يعيشون المراهقة بسعادة نسبية واحساس بالمرح ، اما 35 % من المراهقين فانهم يتميزون بالنمو المضطرب الدافق ولديهم معاناة ومشكلات اكثر من الاخرين ، وهم يميلون الى الغضب والاندفاع السريع بقوة ويلجأون الى العنف خلال الازمات ، ولكن تتغير سلوكياتهم بعد ذلك ، واستطاع البعض منهم التكيف بطريقة معقولة في معالجة مواقف الحياة بطرق جديدة .
اما 20 % من المراهقين تقريبا يكون سلوكهم اميل الى الاضطراب ، فتنتابهم ثورات انفعالية حادة وهم بحاجة الى التوجيه والارشاد النفسي المستمر وبشكل مكثف مع التدعيم والاثابة واحيانا كثيرة الى العقاب . اما الباقي فلم يكن تصنيفا دقيقاً على الرغم من انهم كانوا يشبهون النمط الاول الطبيعي المستمر والنمط الثاني المندفع الدافق ، وهم اكثر تشابهاً احيانا مع النمط الثالث وهو النمط المضطرب النمو .
ان التوافق الجيد او السئ اثناء فترة المراهقة ينطلق اساساً من الوالدين ، فالاب المتسلط المضطرب يشرك ابناءه في هذا السلوك بشكل مباشر او غير مباشر ، فالاب المتسلط ، اب مضطرب ينعكس سلوكه على ابناءه ، واول تلك الانعكاسات الاستخدام الكثير للاساليب العقابية والقوة بتطبيقها ، واجبار الابن المراهق على الامتثال لاوامر الاب دون النظر الى الفروقات القيمية، واساليب التربية لكل زمان ولكل حضارة ، فالاب يصر على ابناءه بالطاعة العمياء له حتى وان تعارضت مع دوافعهم ،فلا يحدث توافق ناجح لدى المراهق ، ولا لدى الاسرة ، فتضطرب الاسرة ، والعكس صحيح تماماً فالتوافق اثناء المراهقة يحتاج الى سعة صدر الاب واستخدام اساليب التوجيه والارشاد النفسي البعيدة تماما عن الاوامر والنواهي والتلويح بالتهديد بالعقاب دائماً ..
اما التوافق المهني والرضا عن العمل ، فهو يقوم على مبدأ القناعة في العمل الذي يؤديه الفرد ، والعوائد المالية التي يحققها سواء كان راتباً شهرياً او اسبوعياً او عملا يدر امولا غير محدودة ، فالرضا عن العمل والتوافق معه يعتمد على المكانة الاجتماعية التي يحققها العمل والعائد المالي ، رغم ان الدراسات السيكولوجية تطرقت الى الوظائف الرتيبة التي تناسب البعض من الناس بينما لا تناسب البعض الاخر فتحدث لديه حالة من عدم التوافق في العمل ينعكس على حياته المهنية والاسرية ، فالرغبة في العمل تحددها ضوابط اتجاهات الفرد نحو العمل ، لا سيما ان العمل العقلي يناسب البعض بينما لا يناسب البعض الاخر وكذلك الحال في العمل الميكانيكي والعمل الاداري .. الخ من الاعمال ، يقول علماء النفس الصناعي والتنظيمي ان الملل والاغتراب في العمل امور مرتبطة ببعض انماط العمل المهني ويضيف علماء النفس ان الرضا عن العمل مرتبط بالرضا الكلي عن الحياة . ان ما يهمنا في هذه السطور بالدرجة الاولى هو كيفية احداث التوافق عبر مراحل الحياة من الحياة الزوجية الى التربية الاسرية الى التنشئة الاجتماعية ودور المدرسة في تنميتها ومراحل التوافق عبر مرحلة المراهقة ومن ثم التوافق المهني .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الشيزية -الفصامية-
- الشخصية القلقة
- الكبت والقمع هل هما عوامل قوة ام ضعف في الشخصية؟
- الشخصية الشكاكة
- التعصب ..اشكالية في التفكير، اشكالية في السلوك
- الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-
- اللاعنف قمة التوافق النفسي
- الارهاب ..نزاع ضد الابرياء
- المعقول واللامعقول في العنف
- لِمَ العنف في العراق
- المرأة ..مدورة* الاحزان
- كيف يعالج الدماغ المعلومات
- الاحباط والضغوط النفسية
- انفعالات العنف
- اسلام ضد الاسلام


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - خطوات نحو التوافق النفسي