أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - تونس: السياسيون لا يفقهون في خطاب التحرر














المزيد.....

تونس: السياسيون لا يفقهون في خطاب التحرر


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ القوى السياسية اليسارية والتقدمية عموما تشتكي فقرا مُدقعا بخصوص آليات الخطاب الإقناعي الذي من الضروري التوجه به إلى عامة الناس كي يقنعوهم بالبدائل التقدمية، وإن لم توجد هذه الأخيرة فعلى الأقل كي يدمجوهم في السعي إلى إيجاد البدائل.

لا المناضل الرمز حمة الهمامي ولا قادة المسار ولا الجمهوري ولا التحالف الديمقراطي ولا غيرهم من الزعامات التقدمية يمتلكون اليوم المقاربة المتناسبة مع الحاجيات الحقيقية للشعب ومع طموحاته وتطلعاته نحو المستقبل. ولمّا نضيف إليهم قادة الرأي في نداء تونس ومنحاهم البرغماتي التابع للفلسفات والرؤى المحافظة، بيمينها وحتى بيسارها المحافظ، وإذا أضفنا إلي تلط الأطياف كلها الفكر الإخواني، اللازماني واللامكاني، للإسلام السياسي بكل ألوانه، يكون المشهد العام قاتما ومهتزا وفوضويا. وهو كما أراده مروجو نظرية "الفوضى الخلاقة".

فالمشكلة التي يتخبط فيها الفكر التونسي والعربي عموما ليست غيابا للنضالية أو للأفكار المستنيرة. وإنما المشكلة تحديدا تنقسم إلى ثلاثة أجزاء مكملة لبعضها بعضا: مشكلة فهم للواقع أولا ثم مشكلة تصور للرؤى ثانيا فمشكلة بناء ثالثا. في الأثناء جُل هؤلاء السياسيين يريدون إفهام الشعب ما لا يريد أن يفهم وتعليمه ما لا يريد أن يعلم عوضا عن تدريبه على كيفية فهم ما يريد أن يفهم وتعليمه ما يريد أن يتعلم، والإصغاء إليه إن تعذر لديهم توفير المنهاج المطلوب وذلك لكي يشرّكوهم في صياغة الخطاب البديل.

لو اضطلع السياسيون بهذه المهمات سوف لن يمنعهم ذلك من أن يبقوا زعماء وقادة للرأي. فما الذي يخشونه إذن؟ حسب اعتقادنا ما يخشونه هو إراقة ماء الوجه في حال لا ينصاع الشعب لطروحاتهم ونظرياتهم. وبالتالي تراهم بدورهم، على غرار السلطة، يتمسكون بالمنهج الاستبدادي لفرض آرائهم عليه. وإلا فلماذا لم يتفطنوا إلى كون خطابهم لم يتماشَ مع ثقافة الشعب ولماذا لم يراجعوا خطابهم؟

بينما في المقابل شعبنا شعب مسلم بطبيعته أي بثقافته وبتاريخه وبنضالاته فضلا عن عقيدة المؤمنين منه. والشعب المسلم يعني الشعب الذي لا يريد أن تُفرَض عليه الآراء والنظريات. وشتان ما بين الصورة الحقيقية لهذا الشعب المسلم وبين تلك التي يريد الإسلام السياسي غرسها في المخيال المجتمعي، بأن يوحى إليه أنّ الإسلام يترادف مع الانصياع ومع الولاء ومع الخنوع ومع الاستسلام.

ولكن الشعب المسلم في الوقت نفسه شعب يقبل الآراء والنظريات التي تتميز بمنهجية تحررية. أمّا السياسيون في تونس وفي الوطن العربي فأثبتوا أنهم لا يفقهون شيئا في هذا المجال. وما عليهم إذن إلا العودة إلى ما يؤمن به هذا الشعب أصلا لا اصطلاحا، ممارسة لا إنشاءً، لكي يصبحوا فقهاء بخصوص مناهج التحرر ولكي يصوغوا خطابا متسقا مع الشعب.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: هل النهضة ستبقى النهضة؟
- تونس: حكومة بلا فكرة محركة؟
- تونس: أية حكومة جديدة في ظل فكر سياسي جامد؟
- هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟
- رحيل بلعيد والحاجة لحكومة تصلح الدولة قبل المجتمع
- استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية
- المبادئ الأساسية لتعريب الحداثة
- الإعلام المحلي يقود تونس إلى الكارثة
- تونس: برنامجنا للإصلاح التربوي والعام
- تونس: حتى لا تكون التربية على المواطنة صفقة خاسرة
- تونس: منهجية الإصلاح متوفرة فماذا تنتظر وزارة التربية؟
- على -اتحاد تونس- استهواء أنصار النهضة وإلا فالفشل
- تَعرَّينا...
- شعب تابعٌ لنخب مهووسة بانتقاد السلطة
- اللغة كسلاح للتصدي لاستعمار تونس وسائر الوطن العربي
- إلى من يريد نظام الحكم البديل..
- بلادي بين مفاصل الوفاق وعضلات الإضراب العام
- هذا ما يريده الشعب التونسي، فماذا تريد -النهضة-؟
- هل طاب من الخطاب ما يمحو الاستقطاب؟
- هل مِن خيار سوى تسييس اللغة؟


المزيد.....




- -حرب الشاشات تندلع في القاهرة-.. بعد واقعة شارع فيصل شاشات ع ...
- أول خلاف لنائب ترامب؟ وصف بريطانيا بأنها دولة إسلامية نووية ...
- الشرطة العمانية تعلن مقتل 3 من منفذي الهجوم المسلح على المسج ...
- ثبتيها الآن وفرحي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بإشارة ...
- كيف أحيا المسلمون الشيعة ذكرى عاشوراء؟
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية
- المقاومة الاسلامية تنفذ سلسلة عمليلات ضد مواقع وانتشار جيش ا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - تونس: السياسيون لا يفقهون في خطاب التحرر