أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فوزي الاتروشي - حرية ورفاهية المواطن ..اساس وجود الحكومات














المزيد.....

حرية ورفاهية المواطن ..اساس وجود الحكومات


فوزي الاتروشي

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 15:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الثقافة كما في السياسة، الصوت الواحد حين يسود يخنق ويسد منافذ التنفس ويمنع الهواء الطلق من الوصول الى الرئة. وفي النهاية يختزل الابواب في باب واحد والنوفذ في نافذة واحدة ومن ثم يتحكم بنوعية وكمية الهواء الذي نستمتع به. وبالمقابل كلما تعددت المنافذ وطال امد انفتاحها تكون مسامات جلد الانسان والوطن قد تلقت الصحة والعافية والخير .
هكذا هي الحياة فالادب والفن والاعلام والسياقات السياسية في تعددها وتنوعها تشكل القاعدة الصلبة للديمقراطية وتمنع الحاكم في كل هذه المجالات من التحكم لوحده, ليصبح الحكم اقرب ما يكون الى نبض الشارع وليصبح القرار احد الاختيارات الراجحة من بين احتمالات عديدة, وليس كلمة مفروضة ورأياً لا يتقبل التعديل والنصح والمشورة .
ان الديمقراطية قبل ان تكون دستورا وقانوناً وتعدداً في منابر الاعلام, فانها ثقافة وتربية واحتكام للحوار وللتبادل السلمي للسلطة وقبول الآخر وتقديس حرية الرأي والتعبير وقبول حقيقة ان لا صحيح مطلق ولا خطأ مطلق, وانما الحقيقة في الاصل لها اوجه عدة وتجسيدات عديدة كلها قابلة للصحة او للبطلان بحسب الظروف واللحظة والمكان والملابسات المحيطة بهذا الحدث او تلك الظاهرة. ونحن في العراق بأمس الحاجة الى ثقافة ديمقراطية تبدأ من رياض الاطفال صعوداً الى التعليم الجامعي وما بعده, لاسيما ان شعبنا عاش ثقافة الشمولية والقمع على مدى (35) عاماً ظل فيها منطوياً على ذاته منعزلا عن العالم لا يرى في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء الا صورة الدكتاتور ومقولات حزبه. لذلك فاننا منذ (2003) اصبحنا فجأة مرتبطين بالعالم الذي سبقنا بالتطور الاجتماعي والاقتصادي وانفتحت امامنا افاق التواصل من خلال الثورة المعلوماتية, لكن ادواتنا الفكرية للتطبع مع العالم والاندماج فيه وضمنه واستيعابه والتزود بنعمة الحضارة القافزة الى الامام بوتائر شديدة السرعة, نقول ان ادواتنا هذه كانت وما زالت فقيرة ومتهالكة لان ثقافة الماضي والبناء اللاديمقراطي الهش الذي ورثناه من النظام السابق لم يكن قابلاً لمساعدتنا على التناغم مع العالم المتحضر. والانكى من ذلك ان الفعاليات السياسية بعد التغيير لم تلجأ الى تغيير البيئة الاجتماعية والشروع ببنيان ديمقراطي على اساس دولة المواطنة والحقوق المدنية, بل انهمكت في الصراع للتسيد والفوز في الانتخابات وفق قاعدة كسب الاصوات دون حيازة برنامج اقتصادي سياسي اجتماعي مدني طويل المدى لعراق ما بعد التغيير, فلجأت هذه الاحزاب الى الطريق الاسهل والاسرع لكسب الحكم وهي الدين والطائفة والعشيرة, ومن هنا اصبح التخندق وفق هذه المعايير وليس حسب معايير صدقية برنامج الاقتصاد والحقوق والخدمات .
وفي خضم الصراع على السلطة نسي الجميع في العراق ان ثمة قضايا مطلبية تتجاوز كل هذه الهويات الصغيرة, في بلد يعتبر بامتياز وطن الايتام والارامل والعاطلين عن العمل وضحايا حروب الدكتاتورية وضحايا الارهاب المدمر الذي استشرى في المجتمع العراقي ليحصد الاخضر واليابس .
كان لهذا الواقع ان يدفع الاحزاب وكل قوى الضغط السياسي الى البرهنة انها قادرة على بناء دولة الخدمات بعد الزيادات الفلكية في ارقام الميزانيات السنوية, فكل خدمة في اي مرفق يتعلق بالمواطن هي لبنة للسلام والوئام والاستقرار, وايلاء الاهتمام الاستثنائي بالثقافة يعني تسريع الخطى لبناء الديمقراطية من تحت - وهذا هو المهم- صعوداً الى الاعلى, لكن الاهتمام السياسي بالثقافة انحسر الى الحد الادنى والولاء للطائفة او للعشيرة وللمنطقة والحزب قفز الى الامام بشكل جنوني. لذلك صار الوطن ساحة للتنافس والتصارع والتكالب على كسب المغانم, بدلاً من ان يكون واحة عامرة بالخدمات واساس الرفاهية الاجتماعية التي تقود بالضرورة الى الرخاء ومن ثم دحر الارهاب .
العراق بحاجة الى سلم اجتماعي وتعددية حقيقية في كل الوان الادب والثقافة والفن والآراء السياسية وحق انشاء المنظمات المعنية بمفاصل الحياة. وقد يقول قائل انها موجودة بوفرة ونقول نعم ولكن ينبغي ان يكون وجودها طبيعياً الآن وفي المستقبل وان يكون للفعاليات السياسية كلها قناعة بها لتحصينها وتحصين الديمقراطية .
اما احداث ثقوب يومية في جسد الديمقراطية العراقية وفي رؤية المواطن وفي رسالته الجديدة في الحياة, فانه امر يبعث على التشاؤم. لنكن جميعاً مؤمنين ان التنوع والتعددية على اساس البرامج الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والسياسية هي مفتاح تدشين الحرية الحقيقية لتصبح هي مثل الخبز اليومي الذي لا يمكن التنازل عنه. ان الدين لله والوطن للجميع والطائفة قناعات فكرية محترمة, اما خدمة المواطن ورفاهية الوطن وسيادة القانون والمساواة بين الرجل والمرآة وصيانة المال العام فهي اساس واصل وجود الحكومات .

29/3/2013



#فوزي_الاتروشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاحياة لثقافة اللون الواحد
- الحوار جميل..ولكن اي حوار
- مشعل التمو
- الرئيس العراقي ملاذ آمن للعراقيين
- الغاء المادة الثامنة من الدستور السوري...سراب
- المسؤول العراقي وبدائية التفكير والتصرف
- بعيداً عن زخرفة الكلام ... ماذا نريد للصحافة الكوردية
- العراق المخزون في ذاكرة الشعراء ... سيبقى حياً
- اليونان والعراق ... صداقة تستحق التنمية
- لا للورود الاصطناعية والحب الاصطناعي
- من اليونان لوجه بغداد ... تحية حب وتضامن
- الثقافة العراقية ومسافة الالف ميل ...
- اعلان حب لأربيل
- وقلبي معك يا صافيناز كاظم....
- نوروز يوم دموي لأكراد سوريا
- يا رب أحفظنا من الزاهدين في العمل .. والطامعين في المال والك ...
- حلبجة عنوان قضية ... ورمز مأساة شعب
- دمك ايها المطران الشهيد ضريبة الحرية
- حضارة دون نساء .. محض سراب
- الشاعر جكر خوين : سجل للشعر الكردي المقاوم


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فوزي الاتروشي - حرية ورفاهية المواطن ..اساس وجود الحكومات