أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي














المزيد.....

الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صناعة الإرهابي لا تختلف عن أي صناعة أخرى، مادية أو روحية، وأنت تستطيع لو كنت تملك المواد اللازمة لعمل الخلطة الدقيقة أن تصنع جنديا باسلا، وحارس سجن قاسيا، وطباخا ماهرا، وتلميذا فاشلا، وشابا مدمنا، ومعكرونة بالبشملة والتوابل الهندية، وأسمنتا مغشوشا يسقط البنيان فوق رؤوس ساكنيه بعد فترة محددة ومحسوبة، وفنانا رقيقا يستخرج من الطبيعة سحرها وجمالها ليعرضه على عينيك، ومهووسا جنسيا يرى الدنيا كلها امرأة حتى لو ظهرت له عفريتة من الجن الأزرق فسيتخيلها عارية في فراشه!
لكنك أيضا تستطيع أن تصنع إرهابيا بكل المواصفات المطلوبة وفقا للحالة شريطة توافر كل المواد الداخلة في هذه الصناعة الحديثة التي اكتسبت ُبعدا هاما!
والإرهابي لا يتبنى قضية يدافع عنها، لكنه يتلقاها جاهزة ويحفظها عن ظهر قلب، ثم يدفع بها إلى حواسه كلها فيشم بها، ويتذوق عن طريقها، ويسمع العالم من خلالها، ويرى الدنيا بعينيها، وتملك عليه كل مشاعره.
وهناك صناعات تستغرق وقتا طويلا، ويبذل فيها صانعوها جهدا غير عادي فتخرج قيادات إرهابية ليست صغيرة في العمر، وتستطيع أن تزاول هي الصناعة كما تشاء.
في الواقع فإن أكثر المواد المستخدمة في صناعة الإرهابي الحديث مستخرجة من الفهم السقيم للدين، ومن عالم مسحور ببخور الكراهية، ومن تخيلات مريضة لإله قاس وغليظ يستمتع بمشاهدة قتل الأبرياء، وأحكام التكفير، وظلم النساء، واهدار الحقوق، والغاء العقل، والاحتكام لأبعد الأموات عن زمننا وعالمنا الحديث.
قبل عمل الخلطة عليك التأكد من أن الشاب الذي أمامك يملك ثغرات كثيرة يمكن النفاذ منها، كأن يكون محروما جنسيا، أو لديه تصور لرب الكون العظيم بأنه إله ينتظر بشغف شديد عباده ليدخلهم الجحيم، ولا يرحم إلا قليلا، ويحاسبهم حسابا عسيرا، وأنه مشغول فقط بتتبع كل صغائر الذنوب والآثام والأخطاء، ثم تكبيرها وجعلها سببا لالقاء عباده في نار سعر.
عليك أيضا وأنت تبدأ في صناعة الإرهابي أن تجعله يبغض الدنيا، ويكره من حوله، ويفشل في علاقاته الإجتماعية والفكرية والوجدانية، وأن تبعد عن مرمى بصره وأذنيه أي اشياء تتسلل إلى مواطن الجمال والخير في
نفسه، فهو يرى غير المسلمين كفارا ولو لم يسمعوا بالإسلام قط، وينفر من كونسرتو بيانو هاديء وجميل يرقق الطباع، ويرى السيمفونية الثامنة لبيتهوفن، وأعمال عمر خيرت، وشعر محمود حسن إسماعيل بموسيقى عبد الوهاب، ووقف يا أسمر لفيروز، والعزف المنفرد لأيوب طارش، ودليلي إحتار لكوكب الشرق أصواتا للشياطين لأنها لا تقوم على الشرع الذي حدد الدف فقط لكي ينفد بها المسلم من عذاب مقيم إذا وسوست له نفسه وقرر الاستماع في حضور الشيطان للموسيقى.
هنا تكون قد حاصرت الشاب، وقمت بمحاولات ناجحة لتفريغ مواطن الجمال من أي شيء يجعل صاحبها يحب الحياة التي أهداه إياها رب العالمين.
لا تتعجل فصناعة الإرهابي ليست بهذه السهولة، وعليك الآن أن تجعله يكره المرأة، ويراها سببا لكوارث البشر، وأن أكثر أهل النار من النساء، وأنها لا تتحرك أو تخرج أو تتكلم أو تعمل أو تتسوق أو تصحب أطفالها إلا بحضور محرم، أي رجل يحميها من اغراءات الشيطان، ولك أن تسأل: لماذا لا يسافر الرجل السفيه أو الأحمق أو الضعيف بدون محرم، أعني بدون رجل آخر يحميه من نفسه، ويبين له أخطار الايدز إذا ارتمى في حضن عاهرة، ويحذره من الرشوة والمحسوبية والغش والفساد، فملايين من الرجال المسلمين يحتاجون لــ ( حماية ) أكثر مما تحتاج النساء!
لا عليك، فلن تجد الإجابة، بل إن سؤالك يدخل في صميم استنفار قوى الشر لدى الإرهابي، ولو طرحت عليه سؤالك هذا فربما تكون أنت الضحية القادمة!
صناعة الإرهابي لا تقوم لها قائمة بدون عالم الفتاوى الفجة والتي يعلم واضعوها أنهم لن يصطدموا بعقل يفكر، وخيال يسبح في ملكوت الله، ونفس مؤمنة بالتسامح والرحمة وترك يوم الحساب للعلي القدير.
لا يمكن أن يفجر إرهابي مُجَمّعا في الرياض، وبناية في الكويت، ويقتل سياحا زائرين آمنين في مصر، ويحكم بالإعدام على كاتب أو فنان أو مطرب إلا ويكون قد مر على عشرات الفتاوى وربما المئات في كتب صفراء، ومجلات للمتخلفين ذهنيا، وفهارس لا نهائية لفتاوى ( كبار ) العلماء، تجعله سجينا فيها، مكبل العقل في أحكامها، مسيرا بتوجيهات فضيلة الشيخ.
قرأت مؤخرا سؤالا من مسلم يسأل عن حكم الدين في تعويض صيام شهر رمضان الذي فاته، وهو يحب أن يصومه بالطريقة المثلي!
حتى الآن فالسؤال وجيه ومن صلب الدين، لكن صاحبنا يقول بأن الأيام التي فاتته من شهر رمضان المعظم كانت منذ حوالي ثلاثة وأربعين عاما!
ثلاث وأربعون سنة وهذا المسلم لا يعرف أن الله غفور رحيم، وينتظر كل هذه السنوات والعمر الطويل ليدخل في سباق المزايدة الدينية فيقدم شهادة حسن سير وسلوك للمجتمع، ويريد فقط أن يشاركه الآخرون هذا السباق المسيء تماما لديننا الحنيف. صناعة الإرهابي تكتمل بالبديل، وهو بيت في الجنة طوله ألف عام، ومكان قريب من مصب أنهارها، وثلاث وسبعون حورية تعود لكل واحدة عذريتها بعد الجماع، وعندما يؤكد الفقهاء وسحرة الفتاوى أن المسلم في الجنة في حالة انتصاب دائم، فلك أن تتصور كيفية قضاء الوقت. ولكن هل في كل كل منا شيء من الإرهاب لم يكتمل بعد؟ الواقع يؤكد أننا جميعا إرهابيون بدرجات متفاوتة، منا الرقيب، وضابط الشرطة السادي، والسجان، والمخبر، والذي يطلق الفتاوى المعادية للحياة، والصامت على مضض، والذي يتمنى أن يحكمنا هؤلاء الناس، وحتى الذي سيتهمني الآن أنني أعني
المقاومة الفلسطينية والعراقية فهو يمارس صناعة الإرهاب لأن قلمي يكره الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والأمريكي للعراق وأفغانستان، والعراقي للكويت (سابقا) كما يكره نار جهنم

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www tearalshmal1984.com
[email protected]
Fax:0047+22492563
Oslo Norway



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي