أحمد الناجي
الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مرحى لبشائر عهد الديمقراطية الجديد الذي تتجلى فيه على أرض الواقع لأول مرة في تاريخ العراق المعاصر، سلطة تشريعية اكتسبت شرعيتها من الشعب، وبعد أيام من التئامها حققت فعلياً عبر التوافق الوطني، انتخاب هيئة رئاسية لها، ومجلس رئاسي للبلد بطريقة ديمقراطية غير معهودة من قبل، وهي بذلك قد أنجزت أولى الإجراءات الكفيلة بخروج البلد من نفق الاحتلال، نأمل أن تنبثق من أروقتها سريعاً حكومة قوية تكون ممثلة لجميع مكونات الشعب العراقي، لتأخذ على عاتقها وضع الحلول الناجعة لمعضلة الأمن والاستقرار، ومحاربة الفساد، ومعالجة البطالة، وتأمين المستلزمات والخدمات المعيشية الضرورية التي تؤرق المواطن العراقي، مما سيوفر مناخات ملائمة لإنجاز استحقاقات العملية السياسية في المرحلة الانتقالية الثانية.
شكلت انطلاقة أعمال الجمعية الوطنية نقلة نوعية في مسار العملية السياسية وخصوصاً بعدما تكللت مهماتها بالنجاح في أولى المهمات، وهي لا ريب نقطة انطلاق حقيقية لسفينة العراق الديمقراطية في لجة بحر الاستثناء المتلاطم على إيقاعات توافق شركاء الوطن، محروسة بهمم المخلصين، وبدعوات الطيبين، متطلعة نحو مرافئ الغد المشرق، محملة بالآمال العريضة، حياة كريمة، وسيادة كاملة، واستقلال ناجز.
إن أعضاء الجمعية الوطنية أمام مسؤولية تاريخية للارتقاء بالأداء البرلماني الى مستوى طموحات وآمال الشعب العراقي الذي وضع ثقته فيهم، ولتحقيق ما يصبوا له بعيداً عن الانجرار وراء توازنات القوى والمصالح الفئوية أو الفردية، ولسن دستور عصري تقدمي يفصل بين السلطات الثلاثة ويحترم استقلالية القضاء، بعيداً عن تكريس الطائفية والمحاصصة، يضمن حقوق جميع أطياف ومكونات الشعب، ويكون العراق الموحد خيمة لكل العراقيين وليس حكراً لطائفة أو قومية.
العراقيون اليوم يتطلعون بشغف الى قبة البرلمان العراقي أملاً برؤية تجسيداً حقيقياً للحرص الوطني في تداول شؤون البلد عبر سياقات العمل الديمقراطي المقترن بالشفافية، ضمانتنا الأكيدة لدرء المخاطر الجمة المحدقة بمسيرة بناء عراق مستقل ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد، أمن ومستقر.
تبقى النفوس متلهفة، والعيون مترقبة الى دور فاعل للجمعية الوطنية في تحقيق الطموحات المشروعة لشعب نازف متطلع لإعداد الدستور الدائم، ولرؤية انعكاسات الجهد الفاعل للقضاء على الإرهاب والفساد، وكنس غبار الماضي المرير الذي ما زالت بقاياه خيوطاً تتنفس من دخان الحرائق والبارود، وتشرب من دماء العراقيين، متشبثةً تنسج نفسها على رقبة الحاضر، لترمي المستقبل في متاهات الظلام وغياهب المجهول، محاولة تبديد خيباتها بإيقاف زحف الشمس نحو ربوع الأرض الطيبة بلاد وادي الرافدين.
#أحمد_الناجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟