الحان الصقر
الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 09:48
المحور:
المجتمع المدني
جمعية المرأة العراقية النيوزلندية الثقافية، جمعية فتية تأسست في عام 2012 و هي نبتة طيبة زرعتها ايادي سيدات عراقيات في جو مثالي لمثل هذه النشاطات , ألا و هي نيوزلندا الدولة الرائدة في اعطاء المرأة حقها الكامل في مشاركة الرجل في إدارة جميع جوانب المجتمع النيوزلندي. ان طموح هذه الجمعية كبير فهي تسعى لأن تكون رائدة في مساندة المرأة العراقية أينما كانت وتأمل ان تكبر هذه النبتة بجهود اعضائها و المساعدة الفعالة من المنظمات العراقية النيوزلندية. وبمناسبة عيد المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من اذار اقامت جمعية المرأة العراقية النيوزلندية حفل شيق و منظم حاز على اعجاب وثناء جميع الحاضرين، كانت الفقرة المضيئة في هذا النشاط هو دعوة طبيبة الاسنان الشابة أسيل رسول من مدينة هاملتون، حيث قدمت عرضا شيقا ومفيدا عن برنامجها ألإنساني الذي حققته بجهودها الخاصة وبمساعدة عدد من أصدقائها وزملائها، والذي يحمل عنوان ( أنا أهتم..هل تهتم؟( I Care… Do You…. هذا الربنامج يعني بعلاج أطفال العراق الفقراء الذين لا يستطيعون العلاج في الداخل أو الخارج. كما أشادت الصحف ووسائل الإعلام المرئية في نيوزلندة بجهود الدكتورة أسيل وبرنامجها الإنساني في رعاية ومعالجة المعوزين في مدينة هاملتون مجانا وحازت على ثناء المسئولين فى المدينة.
دعني عزيزي القاريء أوضح لك كيف أن الدكتورة أسيل هي في الحقيقة نبتة طيبة زرعت في مناخ مثالي: ( جاءت الطفلة أسيل، ذات الخمسة أعوام، مع والديها، مهاجرين من العراق إلى نيوزلندة، ونمت هنا وكبرت ودرست وترعرعت بين أحضان والديها اللذان زرعوا المثل والأخلاق الكريمة في نفسية وسلوك أسيل. ثم تشبعت بالأفكار الجميلة من قصص الأطفال التي كانت تقرأها مع والديها قبل النوم، بالإضافة إلى ما كانت ترى وتسمع عن أعمال الخير والإنسانية الحقة للجميع وبدون مقابل مادي، مما حدا بها الأمر إلى التعرف والإعجاب بالعمل التطوعي، وفهم مردوداته كأي مواطن نيوزلندي ، وليس كما يفهمه المهاجرون الجدد إليه). الكل يتفق على ان الانسان الذي يعمل الخير بدون مقابل لا يتحدد بجنس او عمراو ثقافة اودين او حالة اقتصادية او اجتماعية الا ان المفهوم للعمل التطوعي ( المنظم ) ومسمياته تختلف حسب الثقافات و الدول .
تعتبر نيوزلندة من الدول الرائدة في تنشيط وتشجيع والأستفادة من العمل التطوعي في الحفاظ على نسيج المجتمع. وتدل الإحصاءات على أن 67% من قوى القطاعات المختلفة الغير ربحية Non Profit تأتي من المتطوعين الذين يعملون بدون مقابل مادي. وأستنادا لذلك يُحتفل في يوم 5 كانون الأول من كل عام بيوم التطوع والمتطوعين. ففي مثل هذا اليوم من عام 2012 أحتفل مليون ونصف متطوع من خلال القيام بفعاليات مختلفة في أغلب مدن نيوزلندة. ونتيجة لأهمية فكرة التطوع في بناء إنسانية المجتمع أدرج النقاط المضيئة التالية حول التطوع في نيوزلندة:-
1- في عام 2004 أكثر من مليون متطوع أعطوا أكثر من 270 مليون ساعة عمل مجاناً إلى المنظمات غير الربحية في نيوزلندة. ولقد قدر خبراء الإقتصاد قيمة هذا التطوع حسب الحد الأدنى من أجور العمل آنذاك بمبلغ 6.95 بليون دولار نيوزلندي، وهذا يشكل 4.9% من عموم المدخول العام لنيوزلندة GDP .
2- في عام 2008 كان عدد المتطوعين 1,241,000 متطوعاً ووصل إلى مليون ونصف متطوع عام 2012 كما ذكرنا آنفاً.
3- في عام 2007، أشار المعدل التطوعي إلى أن ما يعمل كل شاب بعمر ( 12-24 سنة ) هو 70 ساعة مجانا في السنة الواحدة.
4- في ذلك العام حصلت نيوزلندة على ما مجموعه 49 مليون ساعة عمل مجانية قام بها المتطوعون.
5- لبعض المتطوعين أهمية كبرى في الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم مثل الذين يتطوعون للعمل في المستشفيات الكبيرة كمرشدين للمرضى عند تنقلهم بين أقسامها المختلفة. كذلك أغلب العاملين في منظمات الدفاع المدني والصليب الأحمر والإسعاف ودوائر إطفاء الحرائق هم من المتطوعين الذين يعملون ويخاطرون بحياتهم بدون مقابل مادي.
6- 82.7% من الناس المعوقين جسديا يساهمون بأعمال تطوعية في مراقبة الأطفال والأشخاص المعوقين .
7- 48% من الشباب النيوزلندي بعمر 15+ يتطوعون للعمل في مجالات الفن المختلفة.
هذا ولقد قدمت وزارتي الداخلية والأقليات العرقية دراسة مستفيضة للإجابة على سؤال محدد ألا وهو لماذا يعزف المهاجرون الجدد لنيوزلندة ومن أعراق مختلفة عن العمل التطوعي، وعدم التفاعل مع الفكرة أصلا. علما بأن في عام 2004 صرحت هلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزلندة آنذاك بأن أزدياد تفاعل أفراد الأقليات المختلفة في نيوزلندة مع فكرة العمل التطوعي، سيفيد الشخص المتطوع، المنظمات المختلفة، الجالية والمجتمع النيوزلندي بكل جوانبه. وهنا ندرج الأسباب التي توصلت إليها الدراسة التي قدمتها مجموعة من الخبراء في وزارة الأقليات إلى الحكومة:
1- عدم المعرفة بمفهوم العمل التطوعي في نيوزلندة.
2- قلة مستوى التواصل باللغة الإنكليزية مع أفراد المجتمع.
3- قلة الثقة في القابلية الفردية للتغلب على مصاعب الحياة.
4- الإلتزامات العائلية العالية تحدد من توفير وقت للعمل التطوعي
5- عدم تقبل فكرة الإنصهار في المجتمع النيوزلندي وتعلم طريقة التفكير النيوزلندية في الحياة عموما.
6- أختلاف المثل العائلية ودور الجنسين في نوعية العمل عند الأقليات العرقية.
7- عدم المعرفة بالمنظمات التي تستقبل متطوعين للعمل فيها .
وعليه على منظمات الجاليات المختلفة والتجمعات الدينية فيها أن تحث منتسبيها على التعلم والأهتمام بزبادة الإختلاط بالمجتمع النيوزلندي.
#الحان_الصقر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟