أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غياث نعيسة - حول تسليح المقاومة الشعبية في سوريا














المزيد.....

حول تسليح المقاومة الشعبية في سوريا


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 01:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يمكن النظر الى الوضع في سوريا على انه يقتصر على مأساة كبرى بسقوط اكثر من 70 الف شهيدا وقصف ودمار هائل للمدن "المحررة" بالطائرات وصواريخ سكود، وتشريد اكثر من اربعة ملايين نسمة من النازحين واكثر من مليون نسمة من اللاجئين. لأن ما يفاقم من هذه المأساة العظيمة لواحدة من اعظم ثورات العصر هو معرفة ان الدكتاتورية الحاكمة في سوريا ما تزال تمتلك قوة دمار كبيرة رغم الضعف الشديد الذي بدأ يعتريها، مع التقدم المتواصل لإنجازات الثورة الشعبية.
في حين أن الدعم الموعود من الدول "الصديقة " للشعب السوري للمقاومة الشعبية المسلحة تبقى هزيلة وضحلة مقارنة بالدعم الكبير الذي تقدمه دولتي قطر والسعودية للإسلاميين الذين يسعون الى حرف الثورة من سياقها العام السياسي والديمقراطي والاجتماعي الى مجرد "صراع" طائفي ،وكان نظام الطغمة هو البادئ في محاولة حرف الثورة في هذا الاتجاه الديني والطائفي، ولكن كل هذه المحاولات باءت حتى الآن بالفشل، بفضل مواقف الغالبية العظمى من الحراك الثوري والجيش السوري الحر اللذين يحافظان على المسار الثوري الأصيل. وقد ندد الاخير مرارا بشحة المساعدات المالية والعسكرية التي تقدم له.
هذا في الوقت الذي يمتلك فيه النظام ترسانة اسلحة هائلة ويتلقى مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من حلفائه، وقد اصدر معهد استوكهولم الدولي لدراسات السلام تقريرا مؤخرا اشار فيه الى زيادة كبيرة في "استيراد سوريا للأسلحة التقليدية خلال السنوات الخمس الماضية (2008- 2012) بنسبة 511 بالمئة" وان سوريا(النظام) يتلقى 1°/° من توريدات الاسلحة في العالم " 71 °/° منها يستوردها من روسيا و 14 °/° من ايران و 11 °/° من بيلاروسيا".
في هذا السياق جاءت دعوة كلا من حكومتي فرنسا وبريطانيا الى تسليح "المعارضة المسلحة غير الجهادية"، لكن الاتحاد الاوربي لم يعط بعد موافقته على هذا الطلب، في الوقت الذي اثارت فيه هكذا دعوة للتسليح ضجيجا واحتجاجا في اوساط اليسار.
من النافل التنويه بان دوافع هاتين الحكومتين لا تنبع بالضرورة من اعتبارات انسانية صادقة، فكما سبق ان وصف لينين، وعلى حق، هكذا حكومات فان " اسياد الدولة الرأسمالية يبدون حرصا على العدد الضخم من ضحايا الجوع والأزمة بنفس القدر الذي يبدي فيه قطار ادنى اهتمام بأؤلئك الذين يهرسهم في طريقه".
والحال، فان المقاومة الشعبية المسلحة بحاجة ملحة لأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات من أجل وقف ألة القتل والدمار ولكي تستطيع انجاز اسقاط النظام (مع الحراك الشعبي) باقل ما يمكن من التكلفة الانسانية وبأقصر وقت ، دون ان تتخلى ، في الوقت عينه، عن رفضها المطلق لأي تدخل او وصاية خارجية، وهذا ما توضح من تصريحات معاذ الخطيب الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة يومي 21 و 22 أذار الجاري، بالرغم من أن هذا الائتلاف يحوز على دعم ورعاية الدول الغربية والسعودية وقطر وتركيا، حيث جاءت تصريحاته لتعكس ارادة الاستقلال الشعبية للجماهير الثائرة التي لا يجرؤ احد او قوة سياسية، أيا كانت، على تجاوزها ، باستثناء الجهاديين.
فقد أعلن الخطيب أن "جهات خارجية تمول وتستخدم جماعات متطرفة بما لا يخدم مصلحة البلاد" واشار الى ان " الولايات المتحدة وروسيا ثبت فشلهما في ليبيا وافغانستان والعراق" وطالبهما "بالكف عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية...لأن سوريا والسوريين ليسوا حقل تجارب" ودعا الدول "التي تدعم الارهابيين بمئات الملايين من الدولارات الى سحب مجموعاتهم من البلاد".
لا شك بان تقديم الدعم العسكري اللامشروط للمقاومين الديمقراطيين والعلمانيين، وهم يشكلون الغالبية العظمى من الحراك الشعبي والمسلح، انما هو ضروري ولازم من اجل انتصار ومآل تقدمي وديمقراطي وسريع للثورة الشعبية.
وانه لمفيد استعادة تجارب كفاح الشعوب في عصرنا، والتذكير بان موقف حكومة بلوم الفرنسية بعدم تسليح الجمهوريين خلال الحرب الاهلية الاسبانية في عامي 1936-1939 ساهمت الى حد كبير في تحديد تكلفتها ونتيجتها : 400 ألف قتيل وقيام دكتاتورية فرانكو البشعة. والحال نفسه جرى في الحرب الاهلية اليونانية 1946-1949 بعدم تسليح المقاتلين الشيوعيين ، فكانت التكلفة والنتيجة: 150 ألف قتيل وقيام دكتاتورية الجنرالات الدموية.
الموقف الاشتراكي الثوري هو: نعم للتسليح اللامشروط للقوى التقدمية والديمقراطية في السيرورة الثورية الجارية في سوريا.

26/3/2013



#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية، وضعها الراهن وآفاقها
- حوار حول الثورة السورية بين العمل الشعبي والعمل المسلح
- سوريا: خطاب حرب
- ألف باء الثورة الشعبية السورية، عن الاسلحة الكيماوية والتدخل ...
- بحثا عن ممثل وحيد للمعارضة السورية
- -العدو الداخلي- و مواقف القوى الوسطية في سوريا
- سوريا : حرب ضد الشعب
- سوريا: مقايضات القوى الكبرى
- ملاحظات نقدية حول المعارضة السورية وضرورة بناء قيادة ثورية ج ...
- النظام السوري و علامات الانهيار
- كوفي أنان والمراقبون الدوليون في سوريا
- تحديات الثورة السورية
- غياث نعيسة المناضل الاشتراكي من اليسار الثوري السوري في حوار ...
- أزمة الثورة السورية إلى أين؟
- عاشت الثورة السورية
- عام على الثورة الشعبية السورية
- في المسألة السورية
- الثورة السورية في عاشر أشهرها
- سوريا:تستمر المجزرة بحضور المراقبين
- الثورة السورية... طريق الانتصار: الاضراب العام


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غياث نعيسة - حول تسليح المقاومة الشعبية في سوريا