أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - في تغييب الآفاق التاريخية لثورات الربيع العربي














المزيد.....

في تغييب الآفاق التاريخية لثورات الربيع العربي


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 14:57
المحور: المجتمع المدني
    



عام آخر (ثالث) من المراوحة والنكوص عن أهداف ما أسمي ثورات الربيع العربي، بل نحن في مواجهة هجمات مضادة تشنها قوى "الإسلام السياسي" بدعم ذات المحاور الإقليمية والدولية التي كانت الداعم الأساس لأنظمة الاستبداد القديمة، لتحقيق مآرب لها ليست شعبية، ولا هي مدنية بالمطلق، أهدافها النرجسية واضحة وضوح الشمس؛ أهداف لا علاقة لها ببناء الدول الحديثة، ومشاريع دساتيرها لا علاقة لها بأي شكل من أشكال الدساتير المدنية؛ هي الثورة المضادة إذن تلك التي تتربع على عرش السلطة الاستبدادية الجديدة التي ورثت تلك القديمة؛ إلى حد إقامة تحالفات بين الطرفين، في مواجهة القوى الشعبية وأحزابها، والطبقات الفقيرة وعششها وتجمعاتها.

لقد افترضنا منذ البداية، كون انتفاضات وثورات الربيع العربي على اختلافها، إنما هي شرارات أولية تمهد لبروفات، يمكن أن تفتح على معارك قادمة، تؤسس لانتفاضات وثورات أوسع وأشمل، وأكثر جذرية، في هذا البلد أو ذاك، على أن تقوم الدروس المستفادة مقام الدوافع الأساس الهادفة لتصليب عود القوى الشبابية والشعبية واليسارية والديمقراطية، بما قد يدفعها إلى تبني أشكال عليا من تنظيم صفوفها، ورصها أكثر في جبهات وطنية محلية، تأخذ صيغا أكثر مرونة في توحيد قواها من أجل أهداف النضال السياسي والطبقي، والتوافق على تكتيكات هذا النضال، ووضع تصورات إستراتيجية أوضح، تُفصح أكثر مما تضمر من أهداف ومآلات الكفاح السياسي والوطني لشعوبنا العربية، دونما خجل أو وجل من قوى قد تصطف اليوم مع الثورة، لكنها في الغد قد تنقلب إلى الضد، فتنضم إلى قوى الثورة المضادة، أو حتى تصبح قائدتها من قبيل بيروقراطية عسكرية أو قوى إسلاموية، يسعى كل منها منفردا أو مجتمعا، أو متواطئا، إلى وراثة أو امتلاك السلطة القديمة بأي ثمن؛ على ما هو الحال اليوم في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا وغدا في سورية بالتأكيد.

ولئن شرّعت ثورات الربيع العربي الأبواب أمام نوع من التغيير، إلا أنها لم تحققه في أي من بلدان هذه الثورات، فهي جميعها بدت وتبدو عاجزة عن إنجاز خطوات التغيير الحقيقية المطلوبة؛ برغم أنها ما فتئت تحاول إنهاء ذاك النظام القديم؛ وتلك المحاور التي بناها وتبناها دفاعا عن كينونته ومصالح أطرافه، من دون خدمة مصالح وتطلعات شعوبه، فإنه وإذ لم يتبلور جراء هذه العملية حتى الآن أي شكل جديد لنظام أكثر جدة، فلأن النظام القديم لم يسقط بركائزه السياسية والاجتماعية الطبقية، ولا الاقتصادية الطفيلية حتى، وما زال النظام القديم يعمل، ولكن في ظروف ومعطيات غير مهيأة تماما لاستمرار هيمنته السلطوية المطلقة، وفق ما كانت تعمل سابقا، وعلى الرغم من فقدانه لكل شرعية ومشروعية اتصاله وتواصله مع أسياده من مشغّلي النظام الدولي.


هنا ربما يكمن منبع عجز الثورات عن إحداث التغيير الجذري المنشود، لأسباب لها علاقة بغياب قيادة متبلورة ومتماسكة لتلك الثورات، وغياب التحديد الواضح للبرامج السياسية، وضرورة إقامة تحالفات تكتيكية وإستراتيجية محلية، من دون التطلع إلى الخارج كحام ومساند وراع لثورات تتناقض أهدافها وأهداف ذاك الخارج بالكامل، وإن اتفقت في جزئيات هنا أو هناك، أبرزها نقطة التخلص من أنظمة الاستبداد الطغيانية المحلية، وهي مهمة شعوب ومجتمعات هذه البلاد؛ بغض النظر عن اتفاقها أو اختلافها مع قوى الخارج الإقليمي و/أو الدولي.

إن التحدي الراهن المطروح اليوم أمام شعوبنا ومجتمعاتنا؛ يحتّم توسيع آفاق العمل والقوى والأدوات الصانعة للتغيير، وإندراجها جميعا في أتون كفاح ثقافي مدني ومجتمعي، إضافة إلى ما هو سياسي، بمعنى التهيئة لبناء نظام سياسي جديد لدولة مدنية حديثة، طالما أننا لسنا في صدد إعادة بناء النظام القديم وسلطته الجديدة، بوجوه أخرى غير تلك القديمة ممن كانت تُحسب على النظام القديم؛ وطالما أن هدف التغيير المنشود يتجاوز بناء دولة تقليدية موروثة مفاهيمها وبناها الهيكلية من تاريخ غابر، من قبيل "دولة الخلافة" أو "دولة دينية" أو "دولة مدنية ذات مرجعيات دينية".. إلخ من صيغ يتفنن "العقل" النقلي في ابتداعها إزاء بناء الدولة.

وما يجري اليوم في تونس ومصر واليمن وليبيا، ليس مراوحة في ذات المكان، بل هو النكوص بعينه عما كان قبل الإطاحة بعدد من أعمدة النظام القديم، وها هو "النظام الجديد" يبدو أكثر تخلفا، وأكثر استعدادا للبقاء عند حد النكوص والمراوحة التاريخية؛ وفي مواجهة كل أولئك الذين يحملون همّ الثورة، ومن يعملون فعليا على استمرار وتواصل التحضيرات الجدية لأجل ثورات ميادين جديدة أكثر تنظيما، وصياغة برامج سياسية أكثر جذرية، ويهيئون لاصطفاف جبهوي تتشارك فيه قوى شعبية وشبابية وقوى سياسية وحزبية مدنية أوسع.. علّ خبرة وتجربة العامين الفائتين يكونا علامة فارقة في مجرى ثورات لم تحقق أي من أهدافها الأساس؛ ولذا يلزمها تصليب عودها في أتون مواصلة معاركها الراديكالية ذات الطابع التاريخي، لا التكتيكي الذي يهتم بما يجري على السطح من قشور سياسية واجتماعية؛ على ما رأينا ونرى حتى الآن.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الفلسطينيون.. ليست الرغبات والأماني فواعل سياسية
- سلفيو اليسار وعقدة المرجعية والسلطة المُضاعة
- الاستبداد الديني يرث الاستبداد السياسي
- إلى متى هذا العجز عن الثورة الكاملة؟
- الدولة المؤقتة بلا هوية.. لا قضية لها
- دبلوماسية الرسائل التفاوضية ونصيحة يوسي بيلين
- في بؤس اعتقاد الاستبداد الجماعي
- التباعد الفلسطيني بين مخططات الانقسام ومخطط برافر
- عن امتهان السلطة وامتهانها
- أثمان سياسية مزدوجة لكمين إسرائيلي مدبر
- الهوية وحدها لا تصنع النماذج أو الأشباه
- الدولة الفلسطينية .. سجينة الجدار
- ثورات السيادات الشعبية كنماذج تحررية
- المصالحة الفلسطينية هل تصلح ما أفسدت المفاوضات؟
- لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة
- خيارات الأزمة الفلسطينية ومأزق الإرادة
- السلطة.. -هبة سماوية- أم -غنيمة دنيوية-؟
- لئلا يتحول الربيع العربي إلى -خريف إسلاموي-
- الاستبداد العربي.. قضية من لا قضية له
- بؤس البدايات ومأساة النهايات


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - في تغييب الآفاق التاريخية لثورات الربيع العربي