عراقيون بالثقافة .. عراقيون بالفيدرالية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

مسامير جاسم المطير 870
أصدر مسعود البارزانى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني اليوم /الخميس 8 نيسان / قرارا باستبدال اسم الجمهورية العراقية في جميع المدن الكردية بشمال العراق ليصبح أسم الوطن هو : الجمهورية العراقية الفيدرالية.
وأكدت مصادر كردية في كركوك أن البارزانى وجه تعليماته إلى كافة المسئولين في المدن الكردية ببدء التعامل بالاسم الجديد. وقد بدأت شبكات تليفزيون كردية من بينها شبكة ( كورد سات ) باستخدام الاسم الجديد للعراق في نشراتها الإخبارية. جاء هذا التطور بعد مرور أقل من 24 ساعة على انتخاب جلال الطالبانى الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كأول كردى فى منصب رئيس العراق.
لقد آذن مسعود البارزاني أن عهد صدام حسين قد ولى إلى الأبد وإننا كارهون ، من دون شك ، جميع الأسماء التي ابتدعها النظام الدكتاتوري لوطننا ( جمهورية العراق ) ولجسوره ومدارسه وجامعاته ومستشفياته وابرز معالمه وقد كانت مبادرة مسعود البارزاني بمثابة حجر ثقيل يلقيه على أجراس جميع الوزارات والمحافظات والبلديات في كل أنحاء العراق وبشكل خاص ليدق رنين أسم ( الجمهورية العراقية الفيدرالية ) في مبنى الجمعية الوطنية ( البرلمان ) لإقراره رسميا كي لا يبقى قرارا فرديا أو إقليميا وبقصد تجديد العراق من حيث الشكل والجوهر والأسماء أيضا ..!..
في إطار تحويل الدولة العراقية نحو الديمقراطية وفي إطار تغيرات النظم والمؤسسات والقوانين العراقية من الضروري جدا رسم ملامح رئيسية جديدة منسجمة مع المسار نحو الديمقراطية و" تجديد " كل القسمات المميزة للعراق الجديد بتغيير كل ما يذكر شعبنا العراقي بالنظام الدكتاتوري البائد ابتداء من ضرورة تغيير أسم مهرجان ( المربد ) وانتهاء بتغيير ما يسمى ( جسر صدام الكبير ) .. فقد غدت أسماء مؤسسات الدولة وأسماء المواقع والمدن والقرى تمر بأزمة عميقة ، بلا شك ، في كلام الناس وأحاديثهم وفي عناوينهم البريدية .. فقد صار لمدينة ( الثورة ) ببغداد على مختلف مراحل تشييدها أسماء عديدة فمرة يسمونها مدينة ( الزعيم ) ومرة يسمونها ( الثورة ) ثم أطلق عليها جلاوزة صدام حسين أسم سيدهم عليها ( مدينة صدام ) ثم أطلق عليها أسم الشهيد ( الصدر ) بعد 9 نيسان 2003 .. وكل هذه الأسماء يتداولها سكانها حتى اليوم مما يستوجب على الهيئات المختصة والمسئولة إجراء دراسة وافية وواسعة في جميع المحافظات والأقضية والنواحي لإعادة تسمية المدن والساحات والشوارع والمؤسسات العراقية بأسماء الشهداء والمبدعين العراقيين من العلماء والأدباء والشعراء ، من الرجال والنساء ، لتحقيق هدف تخليدهم ولتبقى أسماؤهم لامعة في أذهان الناس دائما وإلى الأبد ..!
لابد لنا في هذه التسميات من التخلي عن الانشغال بأصل الجنس والانتماء ألاثني والدوران في حلقه مفرغه من البحث عن " وهم النقاء العرقي " لإطلاق هذا الاسم أو ذاك على هذا المكان أو ذاك من مدن العراق . لماذا لا تستبدل بلدية البصرة أسم ساحة سعد بالبصرة باسم ( ساحة أحمد البارزاني ) فقد كان الشيخ أحمد البارزاني يطل على مكان هذه الساحة من زنزانته في سجن البصرة في ثلاثينات القرن الماضي ‏!‏ كما يمكن تسمية شارع في أربيل أو السليمانية باسم شارع بدر شاكر السياب .. ويمكن لبلدية النجف الأشرف أن تطلق أسم الشاعر عبد الأمير الحصيري على أحد شوارعها الرئيسية ..! ولابد لنا من طرح القضية بمقدماتها الصحيحة وهي‏..‏ هويتنا هي ثقافتنا‏..‏ وثقافتنا هي هويتنا ‏..‏ إذن فنحن جميعا عراقيون بالثقافة‏..‏ .. عراقيون كلنا تحت أسم واحد هو الجمهورية العراقية الفيدرالية ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 8 نيسان 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات