أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - نحو معيارية اكاديمية للمعرفة الاسلامية














المزيد.....


نحو معيارية اكاديمية للمعرفة الاسلامية


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الحملة المسعورة التي يتعرض لها القران الكريم بشكل خاص، والعلوم الإسلامية بشكل عام هذه الأيام تندرج في إطار فوبيا مزعومة، مستولدة عن نظرة مستعلية، وسلوك متغطرس، ونهج مادي أفرزته الحضارة الغربية المعاصرة، إزاء تعاملها التجريدي مع الحقائق الغيبية، ومنها بالطبع الوحي الإلهي للنص القرآني، وما ترتب على هذه المنهجية المادية التجريدية،من استهجان لمنهج النقل في تناول العلوم والمعارف،باعتباره يعطل حرية المنهج العقلي في الاستدلال.
ويأتي هذا الاستهجان المنفلت،في اطار نشاط معاصر تمارسه نخب حداثوية في الغرب، يؤازره هوس ملحوظ من بعض الدارسين العرب في الغرب، وانبهارهم بما أبدعته الحضارة الغربية من وسائل، وأدوات بحثية تفكيكية، حيث بدأ هذا المنحنى يأخذ مسلك دراسات نقدية هدامة غير منصفة، في محاولة بائسة لأنسنة النص القرآني الكريم،والحديث النبوي الشريف، بتوظيف تلك المنهجيات الحداثوية المعاصرة،التي لا تتفق أصلاً مع منهجية البحث في العلوم الإسلامية، وإقحام العلم المعاصر بكل أدواتياته، وبشكل غير محايد في هذه العملية الاستهدافية، وهو أمر غير مقبول أخلاقياً، ولا مستساغ حضارياً بتاتاً، ويعتبر تعدياً صارخاً على قدسيات النصوص الدينية، ناهيك عن كونه خروجاً مقرفاً على مبدأ الحياد الأخلاقي في البحث العلمي المنصف، حيث يفترض أن تتطابق أداة البحث ومنهجيته، مع غرض البحث، وصولاً إلى الحقيقة المنشودة بسلامة قصد،تمشيا مع ذات القاعدة المعاصرة التي تقول(اذا سمحت لي ان اضع الضوابط، فلا يهمني عندئذ من يتخذ القرار).
على أن من الضروري التصدي لهذا النهج المشبوه، بالتأكيد ابتداءً، على أن الباحث ،او الناقد،هو قارئ نص،وليس مبدعا له،وبالتالي فأن عليه عندما يريد التنقيب في النص الديني القرآني،او الحديث النبوي،او القواعد الاصولية الفقهية،أن يحاول الاقتراب من مرادات تلك النصوص على حقيقة ما اراد منها منشؤها بشكل محايد، توخياً للموضوعية، وذلك بأن يتدبر مغزى تلك النصوص بشيء من التأمل المتطلع،تمشيا مع سياقاتها، ومراعاة لأخلاقيات منهج البحث في المعرفة الاسلامية، حتى قبل أن يلجأ إلى ما بحوزته من أدوات، لا مندوحة له من الرجوع إليها، إن كان لا بد له من ذلك، لاسيما إذا تعسر عليه التدبر، وشق عليه فهم مدلولات النص، بعد أن يكون قد قام بالإطلاع على ما تراكم أمامه من معرفة شاملة متاحة في هذا الجانب، لتوسيع دائرة الإلمام اللازم للتطلع، والتدبر، والاستنتاج الرشيد، وزيادة القدرة على الترجيح إذا لزم الأمر، من دون غرض يعطل طاقاته الذاتية في استكناه مدلولات النص قيد البحث، وما يزخر به من معاني، بالانسياق المتهافت إلى توظيف تكنيك التفكيك المجرد، الذي قد يحول دون الوصول إلى الفهم اللغوي العربي الفصيح للنص الديني الاسلامي بهدم قواعده، مما يفسد على الباحث، والناقد ذائقة التأمل، ويختزل فيهم قدرة التمكن من الفهم الصحيح للنص، واستكشاف الصور الزاخرة، والدلالات الكامنة في ثناياه، التي تنساب رؤى متجددة مع كل قراءة واعية، تتواصل مع تقاليد نهج التدبر المستمر للنص ، المحكوم بضوابطه المعتمدة نقلا وعقلا في منهج المعرفة الاسلامية وبشكل خلاق حتى تقوم الساعة، فيحرم نفسه عندئذ، ويحرم الآخرين معه، من فيض العطاء الإلهي اللامحدود، الذي يختزنه النص المجيد، الذي يفترض أن المخاطب به مستخلف في الأرض ابتداء، لإدامة تفجير مكنوناته بالتدبر المتطلع، المؤطر بما هو متراكم أمام الباحث من معرفة إسلامية كلية، تضمن تأمين تدفق النص بتجليات مستمرة من فيض المعاني الزاخرة، التي تقتضيها متطلبات التطور على الأرض، ملامسة بذلك الاستكناه السليم، اقتراباً متجسداً من مرادات النص الاسلامي على أكمل وجه،وعدم مصادرة سلطة النص، ولي عنقه باستنطاق متعسف،وفقا لغرض الباحث او مارب الناقد،بذريعة وجوب مطاوعة النص لأكثر من قراءة.
ولمواجهة حملات كتابات الإساءة المعاصرة إلى منهج المعرفة الإسلامية، سواءً بالتعرض المتعمد للنص القرآني بالنقد بغير منهجيات علومه، أو بالإساءة إلى ابداعات رموز المعرفة الإسلامية مرة أخرى، فإن المطلوب من المهتمين بالمعرفة الاسلامية، من المؤسسات، والجامعات، ومراكز البحوث،والمجامع الفقهية،ومؤسسات الفتوى، والدعاة والمفكرين،والكتاب المختصين بالعلوم الإسلامية، التصدي الحازم لهذه الإساءة، وفضح مقاصد القائمين بها بالحجة العلمية المقابلة،وذلك من خلال ترسيخ معايير اكاديمية صارمة لمنهجيات التناول للمعرفة الإسلامية، والعلوم الشرعية،واعتمادها كاستراتيجية عامة في الدراسات الاسلامية المعاصرة في الجامعات، والمعاهد الاسلامية،من دون تردد، ورفض أسلوب تناول النصوص الدينية الاسلامية بأدوات غريبة عن علومها، ومنهجيات طارئة في دراستها، لاسيما وان الموروث العلمي للمعرفة الاسلامية زاخر بإبداعات رصينة،لا يقلل من قيمتها العلمية، افتراءات المناهج المادية للعلوم المعاصرة،بأنها منهجيتها غير حركية ،وانها ذات صفحة واحدة في الحساب بزعم ان قاعدتها نقلية،وتحد من ابداعات العقل في الاستنتاج.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن الكريم..حقيقة الوحي الإلهي وتهافت افتراءات التشكيك
- العلوم والمعارف في العراق القديم
- نقل التقنية.. تحديات احتكارالتوريد وضرورات التوطين
- تجليات الموصل في قصيدة الشاعر ابو يعرب..ابت العروبة كفرهم
- تجليات المكان في ذاكرة الثقافة الشعبية
- مدلولات النص القرآني كيف ينبغي ان نفهمها
- قراءة في تجليات جدل العلاقة بين العروبة والإسلام
- تعريب العلوم والتقنيات والمعارف..التحديات والضرورة
- خطل نقد النص القراني بغير منهجيات علومه
- هوس العقلانية الحداثية وحقيقة قدسية القران
- دعاوى أنسنة النص القراني..بين هوس العقلانية الحداثية وحقيقة ...
- التشكيك في ثوابت الدين مدخل للصراع بين المجتمعات
- الحفاظ على التراث..بين مقتضيات الخصوصية وتحديات العصرنة
- نحو بلورة مشروع عربي للنهوض باللغة العربية
- ايقاع العصرنة.. تحديات الاستلاب وضرورات التحديث
- الاعتقاد المؤمن..بين الكتاب المسطور والكون المنظور
- ظاهرة هوس استخدام الهاتف النقال
- اللغة العربية..ومخاطر المسخ بالعامية
- الدين..حاجة وجدانية للانسان
- الوحي الالهي للقران


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - نحو معيارية اكاديمية للمعرفة الاسلامية