أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - مذاقُ لحومِ الخيل














المزيد.....

مذاقُ لحومِ الخيل


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 00:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


مذاق لحوم الخيل


تفاقمت الازمة القائمة الان بشان قيام الشركات الغذائية بتسويق لحوم الخيول وخلطها مع لحوم الابقار وشمّرت وسائل الاعلام عن سواعدها لمتابعة هذه القضية التي اشغلت الرأي العام مثلما اشغلت الدوائر الاقتصادية ..مع ان لحم الخيول ليس مشينا من الناحية الصحية امام مخاطر مرض جنون البقر وأهواله المخيفة وكثيرا ما كنت ارى في كافة مدن اوروبا التي زرتها محالا صغيرة للجزارة تقوم ببيعه علانية وتدلل عليه ببوستر يوضع امام كتل اللحم المتراصة امام المارّة
وتحدثنا كتب السلف الصالح في تاريخنا بان طعام لحم الخيول كان مألوفا منذ العصر الجاهلي ومازلت اتذكر مبادرة جدنا الاكرم حاتم الطائي حينما ذبح فرسه العزيزة اكراما للضيوف حيث لم يكن لديه غير فرسه ليقدمها طعاما مستساغا لضيوفه كما لم يشر الاسلام الى تحريمه مثلما حرّمت لحوم الخنازير والميتة وغيرها من المحرمات واكتفى بعض الفقهاء وليس كلّهم بان اكله مكروها ليس الاّ.
ومن الطريف ان اذكر انني ذقته مرة في احدى زياراتي الى باريس دون ان ادري اذ عدت متعبا بعد تجوال في اروقة متحف اللوفر ساعات طوال وفي طريق العودة الى غرفتي رأيت ورْكاً من لحم اثار شهيتي كان معلّقا امام محل صغير قريب من سكني ، كان منظر اللحم شهيّا وانا الجائع المتعب وطلبت من الجزّار نصف / كغم دون ان ألمح البوستر الملصق قبالته وعدت ادراجي الى الغرفة وقمت بتقطيعه على شكل "ستيك " قبل ان يجيء صديقي الذي ضيّفني في غرفته اياما وقمت باعداده وقلْيهِ بصورة تبعث على الشهية حتى وصل صديقي وافترشنا المائدة وأكلنا بكل نهم وعافية ومذاق ولهفة وقد اثنى عليّ صديقي هذا الترتيب والكرم وقال لي متسائلا : من اين جئت بهذا اللحم الشهيّ ؟؟ فرددت عليه باني اشتريته من البائع القريب المواجه لمسكننا موضّحا له المكان الذي يعرفه جيدا وإذا به يجفل امامي بكل اندهاش ويصيح بي : ياصديقي هذا الرجل يبيع لحم الحصان !! وقد كنت حقا مصدوما بحقيقة ماجرى ولكنه استدرك قائلا : لاعليك فقد كان صنيعك حسنا ؛ واننا الان اكلنا ستيك أبو النعلچة
والغفلة الثانية انني كنت في زيارة سياحية الى تونس اثناء العطلة الصيفية حيث كنت اعمل تدريسيا في ليبيا ، وبعد جولة ليلية في شوارع تونس وحاراتها وانا في طريق عودتي الى الفندق الذي اقيم فيه شاهدت تجمّعا كثيفا من الناس يتحلّقون حول عربة لبائع متجوّل وهم ينهمون بشهية واضحة على الطعام الذي امامهم وصادف ان مررتُ امام العربة وأثارت شهيتي رائحة الطعام المنبعثة من بخار القدْر ، كانت الرائحة مثيرة تماما مثل رائحة " الباچة " العراقية بزفرتها اللذيذة التي لاتقاوم وطلبت منه صحنا ساخنا ولم يبخل البائع بتقديم قطع من اللحم مع صحن من " السوب " الساخن فبادرت لالتهامه بشهية ملحوظة وبعد ان انتهيت ، سألته عن نوع اللحم اللذيذ الذي قدّمه لي فأجاب مفتخرا : انه لحمة رأس الحصان !!!
وكم كان ذهولي واضحا امام مرأى الزبائن الذين أحسّوا حالة الارتباك التي لازمتني لكنها سرعان مازالت فالوجبتان التي اكلتهما في غفلتي عن غير عمْد ليستا سيئتين اطلاقا بل كانتا وجبتين مازلت اذكر مذاقهما الجيد ، ولاأدري لِمَ تسبب تلك اللحوم مثل هذه الضجة القائمة الان وكأنّ مشاكل العالم والدماء النازفة والحروب القذرة قد وضعت اوزارها ولم يبقَ الاّ طعام لحم الخيول شغلنا الشاغل

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضاؤنا العراقيّ في عيون المنظّمات الانسانية
- عشرُ سنوات من سقوط الدكتاتوريّة
- إنَّ أخفتَ الأصواتِ لصوتُ المثقف
- هل عصا الشهرستاني سحريّةٌ حقاً ؟!
- حديثُ الحبّ للثامن من آذار
- زيارة باهظة الثمن ( شيء من معاناة المرضى في العراق )
- هل تُخيفكم رؤوسُ التماثيل ؟!
- نفاياتُ الإتحاد الاوروبي
- حينما تتحوّل الأسلحةُ الى مصوغات
- كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية
- موتى القوارب
- شبابُنا والمنشّطات الضارّة
- الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي
- قصيدة بعنوان : قاسمٌ مشتركٌ أبكم
- ياوابور ؛ قل لي
- عيادات الدّجل والشعوذة
- لكنّما الريحُ تهاوتْ بنا
- مغامرةٌ أخيرة
- الدراما العربية إلى أين ؟؟
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - مذاقُ لحومِ الخيل