|
ماذا وراء مساعي السيد مقتدى الصدر لاضعاف طائفته...؟
حسين حامد
الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 22:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ماذا وراء مساعي السيد مقتدى الصدر لاضعاف طائفته...؟ أ . د . حسين حامد على الرغم من كل الجرائم اللانسانية التي لا يزال يتبناها الارهابيون البعثيون مع القاعدة لذبح شعبنا ونشر وتعميق الفوضى وجعل العراقي يحيا رهين التهديدات الارهابية اليومية، نجد الى جانب ذلك أن معطيات المرحلة الجديدة بعد 2003 ، انتجت نماذج غريبة من سياسيي الطائفة الشيعية التي برهنوا على تماديهم في عدم الاتزام بمعايير الطائفة المعروفة بما يتعلق بدقة التزاماتها الوطنية والاخلاقية على الرغم من انتمائات هؤلاء لكتل سياسية اسلامية شيعية. فقد برهن هؤلاء على عدم مبالاتهم في الالتزام بنهج المعايير والقيم المتوارثة لدى الطائفة اجتماعيا وفي التزاماتها الدينية والاخلاقية العميقة سيرا وراء عقيدة وفكر واخلاق ال البيت الاطهار رضوان الله عليهم جميعا. كما وان هؤلاء المعنيين بمقالنا هذا، ليسوا على وفاق حتى مع المرجعية الدينية التي تمثل صمام الامان الوطني وما يخوضه المعترك السياسي من غرائب.
إذ لا نزال منبهرون، لظاهرة سياسية خطيرة وغامضة تتعلق بهذا الانقلاب المفاجئ لدى السيد مقتدى الصدر ضد فكره الفوضوي وماضي مليشياته الدموي ، بعد ان أظهر هذه الايام توجها جديدا يحاول من خلاله قلب الواقع واثبات ان ذئب ألامس الشرس قد استحال الى حمل وديع يدعوا الى السلام والعدالة . وان زعيم جيش المهدي الذي وقف ضد الحكومة بميليشياته وحمل السلاح ضد النظام الجديد ، والمتهم باستخدام العنف وقتل العراقيين في البصرة وبغداد ومحافظات اخرى، والذي اتسمت مواقفه وقراراته السياسية بالتناقضات والتطرف والغموض، انما يبدوا انه قد تخلى عن كل ذلك الماضي الدموي ، ونجده اليوم يدعوا الى نبذ العنف والى الاصلاحات السياسية ، ترى ما الذي يحدث يا ساتر؟؟!!!. فالارهاب القاعدي – البعثي لا يزال يشكل تهديدا خطيرا ضد العراق، وشعبنا لا يزال يخضع الى تفجيرات ومفخخات ذلك الارهاب ويعطي من الشهداء والدماء ما لم تعطه اي دولة عربية من اجل بناء امجادها. وتحت وطأة التدمير الارهابي القاعدي – البعثي، لا تزال العملية السياسية معطلة والسيد رئيس البرلمان والكتل الاخرى منهمكون في حبك مزيدا من المؤامرات ضد الحكومة المنتخبة ودولة القانون، ومع مشاهد الرعب هذه ، كانت "مساهمات" السيد مقتدى الصدر في هذه الفوضى ، هي قيامه في سحب وزرائه من حضور جلسات مجلس الوزراء من اجل مزيدا من الارباك السياسي، فأين الاصلاحات السياسية التي يتحدث عنها؟!! هل يا ترى أن السيد مقتدى، الذي يدعي امتلاكه بعضا من "الكرامات" ، قد طاف عليه طائف جعله يذعن لانطلاقة جديدة ، بعد ان غشت قلبه المفعم "بالاماني والاهداف الكبيرة" بعضا من روائح وعطورالجنة؟ أم هل فرضت عليه "إيحاءاته" نبذ العنف ، ولكن في نفس الوقت ،أملت عليه التعاطف الشديد مع البعثيين السنة في تظاهراتهم الى الدرجة التي يأمر وزراءه في عدم حضور اجتماعات رئاسة الوزراء نكاية بالحكومة المنتخبة؟ وأن ( تعاطفه) مع (مصالح) شعبنا ، أبقى الوزراء ليتواجدوا في وزاراتهم، وكأن هؤلاء الوزراء يعملون بالسخرة ، او انهم يمثلون قطاعا خاصا أو شركات أهلية ، ليس مهما ان حضروا الى العمل او لم يحضروا؟!! اليس هؤلاء وزراء في الحكومة الرسمية المنتخبة من قبل الشعب يا سيد مقتدى؟ وهل تعتقد أن العراق بالنسبة اليك هو وطن وشعب وعلم ودستور وقوانين ، وأن الوزراء موظفون في هذه الدولة ومرتبطون بمجلس الوزراء ومطالبون بالالتزام وحضور الوام الرسمي مثل أي موظف اخر في الدولة ام تراهم في صورة اخرى؟ أم أنك تعتقد ان الوزراء يجب ان لا يعملوا لصالح الشعب ، بل لصالحك و لصالح غيرك من الساسة الفطاحل ممن قاموا بسحب وزرائهم أيضا ؟ أوهل تتولون أنتم دفع رواتبهم ومخصصاتهم وحماياتهم وتقاعدهم ، ام أن الدولة من تفعل ذلك؟
دعني اطرح عليكم سؤال اخر: هل تعتقد يا سيدنا ، أنك تستطيع جعل شعبنا يصدق انك في وقوفك في ساحات التظاهرات مدافعا عن البعثيين وحلفائهم القاعدة ودعم مطالبهم ، في نفس الوقت ، ناكثا عهدك الشخصي بالحفاظ على وحدة التحالف الوطني ، ومسيئا لارادة شعبنا والحكومة وطائفتك بالذات، وتصب الزيت على النار، هل تعتقد بعد كل هذا ان شعبنا سيصدق انك اصبحت حمامة سلام أو رمز وطني، وأن العقلاء في الانبار او غيرها سيمشون خلفك؟ كيف ستستطيع أقناع شعبنا بذلك ؟ وماهي الوسيلة التي ستتبناها لتحقيق ذلك الهدف؟ يا سيدنا ، هناك في الحقيقة اكثر من مشكلة تقف عائقا امام تحقيق سلوكم الجديد الذي تعتقدونه يمثل الخير. فعلى سبيل المثال، ان "داعية السلام او الرمز الوطني"، لا يفترض به ان يسعى على بناء جانبا من الحياة على حساب هدم جانب اخر في الوقت نفسه. فأنتم الان وما تقومون به من عمل محظور معتقدين انكم تفعلوا خيرا كثيرا في ذلك؟! ولكنكم تنسون أن من يطمح ان يكون داعية للسلام ، ينبغي عليه تجنب هدم علاقات اخلاقية ورسمية قائمة تم بنائها على اسس وطنية ومن اجل مصلحة شعبنا. فأنت مثلا ، تنقض العهد مع التحاف الوطني كواحد من الكتل المؤتلفة ، وتساهم في تفتيت الوحدة الشيعية و طعنها في الصميم ، وتقوم بدعم الارهاب البعثي – القاعدي وتزيد في تعميق ونشر الفوضى واضعاف الحكومة المنتخبة ، وتحاول أيضا، لوي عنق الحقيقة من خلال التمادي بنكران ماض قريب كنت فيه يا سيدنا مقتدى ،لا تبالي في سفك دماء الابرياء من شعبنا والذين تدافع عنهم الان؟؟!! فربما تحاولون في سعيكم هذا يا سيد مقتدى الى ترميم صورتكم التي لايعرف سواها شعبنا عنكم . طيب ، هذا شيئ جيد وجميل. ولكن ، ليس بالطريقة التي تنقلبوا فيها كداعية سلام أوكمصلح اجتماعي من خلال التنديد علنيا باستخدام العنف، وتتبنون مطالب المتظاهرين، ولكن أيضا تسيؤون الى شعبنا والحكومة في سحبكم الوزراء وتبقون على نزاعكم القديم مع السيد رئيس الوزراء؟
أن شعبنا يهمه كثيرا اثبات مصداقية ادعاء هذا الانقلاب فيكم ، ولكن ، لكي يطمأن شعبنا انكم لا تفعلون كل ذلك كنوع من دعاية انتخابية، أو ربما من اجل البحث عن طريق او فرصة للضغط على حكومة المالكي من اجل اصدار قانون العفو العام لاطلاق سراح ميليشياتكم من السجون، والعودة الى العنف من جديد ، وهذا ، وكما نعتقده هاجس الشارع الان ، فأن شعبنا بحاجة الى ضمان مصداقيتكم . ولا نعتقد أن مطلبا شعبيا مثل هذا يمكن أن يغضبكم، وخصوصا وانكم تتباهون في مواصفاتكم الجديدة المسالمة الوديعة. فلو افترضنا جدلا أن شعبنا يود ان يصدق كل الذي تدعيه اليوم يا سيد مقتدى، لكنه بحاجة الى ان يرى مصداقيتكم بشكل عملي. فأنتم تعلمون ، أن شعبنا وبعد كل النوائب التي ألمت به ، وبعد أن عانى ماعاناه ولا يزال يعانيه، لم يعد له ثقة بعهود الساسة العراقيين ، خصوصا اؤلئك المخضبة ايديهم بدماءه ، فقد اهتزت ثقته بكم ، وأدرك ان كل وعودكم كساسة انما هي هواء في شبك، وأن تشدقكم بالوطنية من خلال تصريحاتكم امام كامرات الفضائيات هي سبب خراب الوطن ، انتم والاخرين على السواء. فشعبنا في هذه الحالة يطمح فعلا ان يرى السيد مقتدى قد تغير نحو الاحسن. وان الظاهرة الجديدة التي أطلقها، وان كانت أكثر غرابة وغموضا حتى من (أفلام هتشكوك) ، فشعبنا يأخذ بعين الاعتبار ما كان لأراء ومواقف السيد من تقلبات في الماضي القريب مما أضرت بمصالح شعبنا كثيرا، ولكن، في حالة قيام السيد مقتدى بالاعلان امام شعبنا أن أهداف سياسته في صورتها الجديدة ، نابعة من فهم جديد ومعطيات جديدة وتمثل اسهاما منه وبمشاعر حميمة وصادقة من اجل منفعة شعبنا وبعيدة عن كل منفعة شخصية، وأنه لا يسعى من اجل تحقيق هدفه الرئيسي والمعروف للجميع ، وهو اطلاق سراح ميليشياته من السجون؟؟!! وأنه سينهي خصوماته مع حكومة المالكي ودولة القانون والعودة الى احضان التحالف الوطني ، والاعتذار من شعبنا ومن السيد رئيس الوزراء، فاننا سنعتبر سعيه ، هوسعي المؤمن الصادق الحريص الذي يخاف الله تعالى ويقدس تراب وطنه العراق، فسنقوم بالاعتذار له شخصيا عن هواجسنا وظنوننا، وسنشد على يديه ونبارك له سعيه الجليل في تحمله لمسؤوليته الوطنية والتي لا يمكن ان تتحقق، إلا بنبذ العنف، والعودة الى احضان شعبنا وطائفته.
أما في حالة رفض السيد مقتدى اعلان ذلك، فأننا سنعتبر أن انقلابه الجديد ذلك ، مجرد تكتيكا مرحليا من اجل الاستفادة منه كدعاية للانتخابات ومن اجل استعادة نفوذه وقوته من جديد. وهذا سوف لن يدهشنا أكثر مما تدهشنا ارهاصات السيد والايحاءات التي تنزل عليه.
#حسين_حامد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات ... في قراءة في كتاب: إغلاق عقل المسلم
-
رسالة الى ألاخ السيد المالكي ... مقترح لانقاذ العراق من أزما
...
-
لا الديمقراطية ولا العقلانية...حسمت الصراع المصيري مع شراذم
...
-
دروسا من الازمات... هل نتعظ .... ؟
-
لماذا يرفض السيد النجيفي تنفيذ قرار القضاء ؟...
-
القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام
...
-
القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام
...
-
العقل الفوضوي البعثي في انتظار الازمات السياسية...
-
النائب سيد شوان محمد طه لا يثق بالجيش العراقي... يا لحزن شعب
...
-
هل كان نكوص شعبنا وعدم وقوفه ضد فساد الكتل السياسية ، سببا ف
...
-
نعم يا سيادة الرئيس ... لقد كان التحالف بين القوى الإسلامية
...
-
فساد البرلمان ...من خلال مبدأ تمرير الصفقات السياسية بين الك
...
-
ألسيد مقتدى الصدر... والطريق المسدود؟
-
دجل العمائم ... جهل ام أجندات خارجية؟
-
ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....
-
أين الاعلام من مسؤولياته الوطنية...؟
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|