|
ظاهرة: -باسم يوسف-
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 22:18
المحور:
الصحافة والاعلام
ظاهرة: "باسم يوسف" د/ نصار عبدالله كم يبلغ عدد الذين يحرصون على متابعة برنامج: "البرنامج " لباسم يوسف ويستمتعون به بلا حدود أو تحفظات، وهو يسخر من كل الذين يسخر منهم، وبوجه خاص عندما يوجه سخريته اللاذعة للرئيس الحالى: الدكتور محمد مرسى؟ ، وكم يبلغ أيضا عدد الذين يستمتعون به لكنهم ـ بينهم وبين أنفسهم ـ لديهم تحفظات معينة على مستوى السخرية وطبيعة الأداء؟ ...كذلك كم هو فى المقابل عدد الذين يستاءون من هذا البرنامج من حيث المبدأ ولا يتحملون مشاهدته إلى النهاية ، وكلما قدر لهم أن يشاهدوا جانبا منه تحولوا بعد فترة ـ طالت أو قصرت ـ إلى قناة أخرى؟؟ ...تلك كلها أسئلة لا نملك إجابة دقيقة عليها فى ظل افتقادنا إلى مؤسسة ذات مصداقية تقوم باستطلاع وقياس اتجاهات المشاهد المصرى والعربى ، بل اتجاهات الرأى العام فى مجمله بطريقة علمية موثقة، وإذا كان لى أن أعتمد على الإنطباعات الأولية المؤسسة على استطلاعى لوجهة نظر عدد كبير ممن التقيت بهم من المعارف والأصدقاء، (وهى انطباعات قد تتطابق تماما مع الحقيقة أو قد تبتعد عنها بدرجة أو بأخرى)، إذا جاز لى أن أعتمد على مثل هذه الإنطباعات فإننى فى حدودها، أستطيع القول بأن عدد مشاهدى برنامج البرنامج لباسم يوسف أكبر بكثير جدا من عدد الذين منحوا أصواتهم للرئيس مرسى نفسه فى انتخابات الرئاسة سواء فى الجولة الأولى أو الثانية ، بل وربما أكثر من مجمل الذين شاركوا فى الإنتخابات أصلا !!، وأستطيع القول أيضا بأن الغالبية الغالبة من المشاهدين يستمتعون به وينصهرون فى أغلب الأحيان مع وجهة النظر التى يقدمها، ويشعرون بأنها تعبر عن وجهة نظرهم الشخصية ، وإن كان هذا لا ينفى أن جانبا منهم يأخذون عليه أنه كثيرا ما يشتد فى السخرية والنقد إلى درجة تخرج به أحيانا عن مقتضيات العدالة والإنصاف، كما أن جانبا آخر منهم لا يستريح إلى الإيماءات الجنسية التى كثيرا ما يتكىء عليها ، خاصة عندما تبدو هذه الإيماءات وكأنها مقحمة إقحاما من أجل انتزاع الضحكات، وعلى نحو لا يستوجبه سياق البناء الفنى بالضرورة ،... أما الذين يستاءون من البرنامج فى مجمله من حيث المبدأ ولا يتحملون مشاهدته إلى النهاية فهم نسبة منعدمة تقريبا ( إذ أننى لم أجد بين من استطلعت آراءهم من قال لى إنه يتحول إلى قناة أخرى إذا ما قدر له أن يشاهد جانبا من البرنامج لباسم يوسف! ) .... وبالطبع ليس بوسعى أن أستبعد تماما إمكانية وجود هؤلاء المستائين من حيث المبدأ ، فليس من المنطقى مثلا أن أتوقع أن غلاة السلفيين سوف يبتهجون به أو يستمتعون بمشاهدته، ولا أن أتوقع أنهم سوف يقدرون ما ينطوى عليه من الموهبة والفن بغض النظر عن كونه يتوجه إليهم شخصيا بسهام النقد ، ليس من المنطقى أن نتوقع أن مستواه الفنى سوف يشفع له عندهم وأنهم سوف يتقبلونه من ثم بروح رياضية، ذلك أنهم من حيث التكوين النفسى يكرهون الإبداع الفنى فى جملته ( أيضا من حيث المبدأ) ، فكيف إذن إذا كان هذا الإبداع يتعرض لهم ولتوجهاتهم بالسخرية اللاذعة ،.. الخلاصة أن برنامج: "البرنامج" قد تحول إلى ظاهرة حقيقية تعبر عن شىء ما فى وجدان الناس أو على الأقل وجدان الغالبية الغالبة منهم، وهم جميعا يستمتعون به سواء كان استمتاعهم به مطلقا بلا حدود ، أو كان استمتاعا مشوبا بالتحفظات والمآخذ ، لا يستثنى من ذلك إلا قلة قليلة من غلاة السلفيين والمتشددين الذين هم ينفرون من الفن بوجه عام ، ومن الطبيعى أن ينفروا بعد ذلك من باسم يوسف بوجه خاص ، والسؤال الآن الذى يطرح نفسه هو: لماذا يستمتع المشاهدون كل هذه المتعة بما ينطوى عليه هذا البرنامج من السخرية بوجه عام ، ومن السخرية برئيس الجمهورية بوجه خاص ؟؟، رغم أن جانبا من هؤلاء المشاهدين أنفسهم قد ساهموا فى إنجاح الرئيس مرسى من خلال إعطائه أصواتهم فى انتخابات الرئاسة... الجواب على ذلك يكمن أولا فى المستوى الفنى الرفيع لبرنامج: "البرنامج" الذى يبرع فى إبراز المفارقة بين الأقوال والأفعال من خلال لقطات ومشاهد توثيقية حية بالغة الدلالة ، ثم يكمن ثانيا فى خيبة الأمل الكبيرة التى يشعر بها الكثيرون من المصريين الذين تبين لهم بعد انتخابهم للرئيس مرسى أنه ليس منتميا إليهم بالقدر الذى ينتمى به إلى أهله وعشيرته ( أى إلى الجماعة التى هو عضو فيها ) ، ومن ثم فهم يجدون فى توحدهم مع وجهة النظر التى يطرحها باسم يوسف بكل ما فيها من السخرية، يجدون فيها نوعا من المقاومة لما يحيق بهم ، وشكلا من أشكال التكفير عما فعلته أيديهم عندما اختارته رئيسا للجمهورية . [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يتيمة ابن زريق
-
فواصل مصرية
-
مصر تمضى إلى الهاوية
-
عن تعيين نجل الرئييس
-
الإسلاميون فى مصر
-
ليلى الجبالى
-
شبيب وغزالة
-
كم عدد المصدّقين ؟
-
تساؤلات حول الإعلان الجديد
-
الطائفية والدستور المصرى
-
قراءة فى مسودة الدستور
-
حتى يكتب عند الله كذابا !
-
مرة أخرى: تحية إلى البديل
-
28سبتمبر1970
-
عن انحسار الأمن والعدالة
-
عن الضابط ذى اللحية
-
مسئولية الأنثى عن التحرش
-
نقيصة أعمال كمال
-
عن جريمة رفح
-
موسى يتحول إلى محمد
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|