|
المرأة عورة عقولهم العوراء
لينة محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 04:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال الرحمن "كرمنى بني أدم" التكريم لبني أدم من ذكر وأنثى ..ولم يستفرد فيه الذكر هذا التكريم هل يعقلون؟؟ قال الرحمن "فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين " طالما تعجبت وصدمت وفوجعت من هول ما أسمع وأرى حول أضطهاد الأنثى وكأنها اللعنة الأبدية التي حلت على الأرض منذ أن وسوس الشيطان لهما بالأكل من الشجرة واللعنة تحاصرها بل ألتصقت بها وكانها هي من حرضته وأغوته ليأكل منها لتظهر سوأتهما ولو عقلوا تكملة الآية لما ظلموها هذا الظلم المخيف الذي أوقعها في مصيدة الجهل والتعصب بل جعل منها كائن ملعون في كل الطوائف والمذاهب لدرجة انها اصبحت العورة والفتنة المنبوذة منذ الأزل . قال الرحمن "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" تكملة الأية الكريمة تؤكد ان التوبة كانت لأدم عليه السلام فتلقى أدم من ربه كلمات فتاب عليه وكان توابا رحيما .فلم تكن هي السبب لأغواء أدم بل وسوسة الشيطان لهما ليكونا من الخالدين وعصى أدم ربه فغوى . كم ظلمت الأنثى في مجتمعات قبلية وجاهلية لم يصلها الأسلام ولم تتحرر من عقدة الذكورة و التى جعلت من الرجل العربي رجل الأنفصامات الأبدية يبرر لنفسه كل جنوح وكل معصية لانه المتفرد والمتحكم صاحب القوامة والذي بيده مصير الأنثى منذ المهد الى اللحد . الأنثى في مجتمعات تعاني منذ ان تكون جنين لم يتشكل بعد تلعن آلاف المرات وتخرج الى دنيا تراقب خطواتها مراقبة حثيثة حتى لا تخدش فهي الجوهرة المصونة والمخبأة خلف أغطية عديدة هذا الوهم الأبدي الذي جعل منها كائن يسعى إلى أستكشاف المحيط الخارجي بنفسها وتتلذذ وتفنن في لباس يغطي منها شعر الرأس فقط والبافي معروض بلا سعر يذكر وبأستكشاف مفاتنها فهي المغطاة من الرأس حتى أخمص القدمين وما المانع ان تظهر شيء من كعب القدم الذي يحير عقل الذكر كم هو جاهل ذاك الرجل؟ للأسف الشديد جعلوا منها إنسانة تعمل ضمن أوامر محددة فهي آلة مبرمجة بكثير من الممنوعات منها الحرام والعيب وما نتج عنهما من أستغلال عقلها وتقييده بعادات وتقاليد أن خرجت عليها تخرج عن الأجماع الذي جعل منها ألعوبة بيد الرجل يفعل بها ما يشاء فهي عاجزة ولن تستطيع أن تختار ما تكون عليه ولا تملك القدرة على إعالة نفسها فالكل ينظر لها أنها فريسة سهلة للأصطياد وهو الراعي دوماً يراقب خطواتها ويعمل على حمايتها من الوحوش العديدة .. كم هو مجتمع مستذأب يأكل كل ما يظهر منها بعيون تخرق أغطية عدة . وأتسائل كيف زرعوا فيه هذا العجز والضعف أمام شعر مكشوف أو قدم مكشوفة عند الركبة , أي مجتمع هذا الذي شوه عقل الذكر ليراها عارية دوماً عارية جسداً ولا يهتم أن كانت عارية أخلاقاً أو فكراً ؟؟؟؟ هي المأساة الحقيقية عندما نجعل المضمون على الهامش ونلتفت للمظاهر التي تغطي القشرة الخارجية فقط . مجتمعات عربية تحتاج الى جهود كثيرة كل المتنورين المخلصين والعاملين في مجالات إنسانية عديدة حتى تحارب كل تلك المسميات التي لم ينزل الله بها من سلطان أنما أسماء سميتموها أنتم وأبائكم . ما زالت مجتمعات تقاتل وتحارب من أجل شرف ألتصق بجسد الأنثى وغفلت شرف الكلمة وشرف العمل ،، أي مجتمعات هذه التي طالما قتلت الأنثى بأسم العار وبأسم الشرف . ماذا يعقلون من هذين المصطلحين سوى أسقاطهما على جسد الأنثى الموصومة بالفتنة الأبدية . أي عالم هذا لا ينظر إلى أجساد أطفال عارية يقتلها الجوع والعوز وينظرون الى جسد أنثى مكشوف منه شعر الرأس فقط . عالم مهووس بالرذيلة يعاني أمراض عقلية وأزمات نفسية تتداخل في تركيب العقلية العربية التي تربي الذكر على انه المعصوم من الخطأ والأنثى المشبوهة بالرذيلة ، هو الكامل عقلاً وهي الناقصة والتابعة دوماً . مجتمعات مفلسة حقاً تعاني من الحرمان والكبت وما تفكر به هو أشباع غريزة حيوانية وشهوة خلقت مع الدواب كما البشر ، فالمرأة لها وظيفة محددة هي الحمل والولادة وخدمة الذكر فقط لا عقل ولا كيان ولا كينونة لها أنماهي من مستلزمات المنزل العديدة تعمل ضمن كتالوج المخصص لتأثيث المنزل فقط. التربية المشبعة بثقافة العيب والحرام لأنثى لم تفقد عذريتها بعد ولم تمارس الفاحشة بل منبوذة منذ الصغر انها الفتنة وعليها اللعنة ويجب ان تغطى بأغطية كي لا تلام بأنحراف الذكر المفتون والمسحور دوماً لأي جزء متروك من غير غطاء . أي عقل يستوعب جهل وتخلف هذه العقلية المتحجرة التي تقتل الضحية آلاف المرات ليعيش المذنب دوماً ، المبرر جاهز وحاضر دوماً . القاتل لا عقاب له يذكر ولا حساب يواجهه فهو الذكر المفضل منذ الأزل الى الأزل كم عدد النساء اللاتي قتلن بلا ذنب يذكر من أجل الذكر المتحكم بالبشر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#لينة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن نفسي !
-
الذاكرة
-
الموت الحاضر الغائب
-
عبادة الأصنام
-
أسرانا البواسل هل تسمحون لي ؟؟؟؟؟؟
-
العقدة الأبدية
-
أخبار المساء و Arab Idol
-
ثورات الربيع العربي وخريف سقوط الأقنعة
-
أنا المرتدة
-
شهادة الطبيبة نصف شهادة الطبيب
-
هي وهو وآخر
-
روايات بخاري وكرسي الحكم لهما فعل السحر
-
غطاء الرأس عادة أم موضة
-
شاليط اسم يستحق ان يذكر في تاريخ العرب بلا فخر
-
توأم روحي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|