أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - الخوف من الحب















المزيد.....


الخوف من الحب


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 11:35
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الخوف من الحب

لماذا يفضل أغلب البشر, وفي معظم مراحل حياتهم وأكثر قراراتهم موقف الكراهية والعداء؟
لا يكفي عذر الموقف الدفاعي لتفسير ذلك الخيار, اللاعقلاني_ بسهولة نرى لا عقلانيته عندما ننتقل إلى الجهة الثانية ونرى المشهد من القطبين. توجه المجتمع وصانعو القرار مع أصحاب السلطات الدينية والأخلاقية والاقتصادية _الاجتماعية وأخيرا السياسية, مجتمعين يقدمون نصف التفسيرات والأجوبة, وتتكثف بقية عناصر واتجاهات الموقف في كلمة :خوف.
*
معالجة أية مشكلة من موقف العداء والكراهية, سوف تكون النتيجة بالضرورة أكثر ملائمة منها_ لو تكون الاستجابة من موقف الفهم والتبصّر, أهم من ذلك الأثر الذاتي: البهجة والفرح
*
لم تكن المشكلة يوما, عمق أو وفرة في مشاعر الحب
*
كلنا نخلط بين الحب وشوائبه وحتى نقائضه في الكذب والخداع والنرجسية, أستطيع الكلام بوضوح حول ما اختبرته باليدين والنفس والنبض والكلمة.
كنت أظن الحب فتاة جميلة ذكية وناجحة وحساسة, ومرة بعد أخرى كان الفراغ طريقي.
كنت أظن الحب امرأة ناضجة وذات شخصية متحققة في المجتمع,عشقت كثيرا أحلامي.
كنت أظن المشكلة هناك, وما علي سوى الزينة وتجميل وجهي وجسدي بالعطور, والانتظار.
كنت أظن الحب ضربة حظ, دائما تقع في الجهة الأخرى, صرت كثير التنقل أهوج, ومتعجل.
ما الذي أعرفه اليوم, ولم أكن أعرفه في الماضي_ ولا يخطر على بالي, ما الذي سوف أندم عليه اليوم من مشاعر وأفكار وسلوك,
ماذا ستكتب غدا, بعد عام, خمسة, بعد عشر سنين!
أعتقد أن المشكلة في نقص مشاعر الحب ومحدوديتها, أعتقد المشكلة في الوصول إلى موقف الحب. الطريق الوعر والصاعد أغلب الأوقات, وحده طريق الحب وعنوانه_ما أعرف اليوم
*
الحب ! آه من الحبّ. اعتقد أن قصص الحياة( المشخصنة) أجمل وأعمق من قصص الأدب.
*
لو اكتشفت أن صديقك يكذب عليك, سوف تقطع علاقتك به, أو جار لك أو زميل في العمل . ولو اكتشفت أن صديقك يخدعك ويخونك, لربما لا تستطيع التسامح بدون صراع, وقبل أن نصل الصفات الأكثر قسوة وبشاعة أتوقف. مهلا.
من يستطيع أن يحب أو يحترم شخصا صفاته: الكذب والخداع والخيانة والغدر؟
أليست تلخيصا لصفات (العشق) في الأدب العربي وفنونه وخصوصا الغناء؟
كيف يمكن تفسير ذلك؟
_ بسهولة كبرى
هي الصفات البارزة في الأب والأم والأساتذة والزعماء والمشاهير, وكلنا نعرف أنهم جميعا يكذبون بسهولة كما يتنفسون. تقول طيب, موافق. ولكن الصفات الأخرى الغدر والخيانة....
*
وضع فرويد الصدق( بمعناه الواقعي ,الشامل) الشرط الأساسي لنجاح العمل العلاجي.
في العلاقة التحليلية شروط ثلاثة أساسية
_ الصدق, بمعنى التعبير الملائم عن الحوادث الشعورية, والمكبوتة بمساعدة المحلل
_عدم الاسترسال العاطفي, الشروح الزائدة والغرق في التفاصيل
_ تجنب مصيدة الأهواء وتحريفاتها, المعتقدات والتوقعات والأوهام
بعد ذلك
العلاقة التحليلية ربما تنجح وربما لا تنجح_ قد يستمر الشقاء أو ربما ينفتح طريق الحب
*
بعض الأهل والسلطات أيضا, لا يسمحون للأبناء _الرعايا بارتكاب أدنى الأخطاء.
ويحل العدم واللون الواحد, الصوت الواحد,الملل والضجر الموحّد....أين اللهو والمتعة؟
*
الجنس القضية المركزية في الحب. يؤكد فرويد, وكل الاعتراضات, فقط على وجود عوامل ثانية تؤثر في الحياة اللاشعورية مثل إرادة السلطة والتملك وغيرها. لكن يتفق الجميع أن المركز الجنس. أعتقد أننا نحتاج دائما لتعديل حدود المفاهيم الأساسية كالجنس والعدالة والقيم.
أعتقد أننا ننسى دوما أن الحياة بمجملها في حركة مستمرة. وهذه أل نا_ تدل على الجنس البشري بمجمله.
*
قراءة ألف كتاب في الحب لا تعادل أثر قبلة
*
أن تتعامل مع ما يعتبره الكثيرون ضمن قطّاع السحر ومملكته الخاصة, على اعتبار أنه مجرد مواد طبيعية يمكن دراستها واختبارها واستخلاص القوانين, ذلك هو النهج العلمي كما أفهمه.
أحاول التعامل مع عواطفي وأفكاري أيضا بنفس المنهج, هذا صعب ومؤلم أحيانا, لكنه مثير ويحقق أعلى المراتب في الإثارة, كما أنه حين ينجح( وهذا يحصل نادرا), يحقق درجة نوعية من الإرضاء الذاتي. هذا ما أحاول فهمه من الحب, والجنس تحديدا, في هذا الطور المتأخر من حياتي. تجربة الثرثرة عدّلت من حيائي الطبيعي_ لقد أدخلت القارئ إلى غرفة نومي أجل, وأنا مسرور لأنني فعلت ذلك, والتجربة نفسها تركت آثارها العميقة في حياتي, وربما يطول زمن اكتشافها كلها.
" العدو للأسوأ أيضا الجيد"
*
الحياة السهلة ليست هي الحياة السعيدة
*
الرجولة مفهوم ثقافي يتأسس على الذكورة كجنس محدد للفرد أولا. الرجولة هي الوجود الذي يتحقق بالفعل عبر أعمال ومنجزات تتطلب صفات ومهارات خاصة ونوعية_خلقية ومعرفية.
من أفدح الأخطاء الشائعة اختزال الرجولة في البعد الجنسي_ الفحولة, ثم مساواة الرجل بذكر الماعز أو النحل أو الذئب. بعدها تنحدر الرجولة كمفهوم وطور إلى القسوة_ المدار الأخير من الشجاعة والأساسي في صفات الجبن والخسّة.
الأنوثة مفهوم ثقافي مركزي لم يأخذ حقه في الثقافة السائدة, محاولات حصره في الجنس وفي الدور الثاني مستمرة, وما يزال يختلط بالكثير من العادات والأعراف الخاطئة, أكثرها شيوعا الخنوع والمذلة _ أهواء الفرد الانفعالي (لا فرق بين امرأة ورجل) خصوصا في طريقه وخطواته الأولى لتحقيق مآربه( الغاية تبرر الوسيلة) أكثر التعبيرات تطابقا مع هذا الانحراف النفسي_ الجنسي الشائع والشهير. بعدها تنحدر الأنوثة كتحقق وهبة وجود, وتنزلق أكثر في البرودة الجنسية إلى صيغتها الشائعة في التملك وهوس السيطرة والحيازة.
*
ما علاقة كل ما سبق بالسؤال الرئيس: الخوف من الحبّ؟
في الحب ينكشف الفرد, ويتعرى بسرعة من مختلف الأقنعة الاجتماعية, ومن دفاعاته النفسية العزيزة أيضا_ وتلك المقاومات بدورها التي احتلت الصدارة من الاهتمام والتركيز طويلا: ليس من السهل خلعها ومغادرتها....يشبه الأمر حلم التعري النمطي, التخلص من آخر رداء
وهذا ما فاجأ الربيع العربي به العالم
وما تزال الهزّات الارتدادية في البداية
ومن يعش يرى ويخبر...
*
لكن ما يجري خصوصا في مصر مخيف, والعالم كله _الذي راقب ساحة التحرير بافتتان, يرقب بذعر إلى أين يأخذ المهووسون بالتسلّط, أم الدنيا, وخلفها بلاد العرب والمسلمين ...
اسمعي. اسمع
لا أحد يتألم لأجل الحب
هي آلام الغيرة والشك والحسد والشره, الحب لا يؤلم ولا يشقي أحدا أبدا
_ تعرف أنك لا تملك حياتك, اليقين الوحيد في فقدها كل ساعة, ومع كل نفس.
الحب يعني المخاطرة بكل ما أنت عليه, مشاعرك, عاداتك, أفكارك, المكان والزمان والتوجه
أي مجنون يترك كل هذا الأمان, ويقفز إلى المجهول!
أية مجنونة تترك كل هذا الأمان, وتقفز إلى المجهول!

*
سرعة اختفاء الماضي سؤال أول مستمر
من يخاف من الحب
*



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل النسيان أفضل من التسامح؟
- كما تراني تجدني
- نحن حكامنا
- هامش الربح القليل- أو الحياة المفرغة من المعنى
- فلسفة الخوف
- سوريا الثورة بين الديماغوجيا والشعبوية
- التقدير الذاتي
- الغضب رداء الجاهل
- هل تعرف ين نفسك
- كتاب اليأس
- سؤال آخر
- الأجوبة ثانيا
- الأجوبة! لا تغير شيئا
- باقة زهر لوز لسوزان
- السوري الكاذب_نحليل ذاتي
- ثلاث اسئلة للأستاذ ميشيل كيلو
- لماذا سوف تفشل خطة الابراهيمي إلا بحدوث شبه معجزة
- 2011 سنة البوعزيزي_ نحن نتبادل الكلام
- 2011 سنة البوعزيزي11
- تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - الخوف من الحب