أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - الأهمية الديمقراطية لتجربة -النَّشْر الإلكتروني-














المزيد.....

الأهمية الديمقراطية لتجربة -النَّشْر الإلكتروني-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 10:36
المحور: الصحافة والاعلام
    


من تجربتي الشخصية في النَّشْر الإلكتروني، مع عواقبه، بخَيْرها وشَرِّها، تعلَّمْتُ وعَرَفْت وتَعَوَّدتُّ أشياء كثيرة؛ وإنِّي لأعتقد أنَّها تجربة ينبغي للمرء خوضها، بكل ما في شخصيته وتربيته وثقافته من نقاط قوَّة ونقاط ضعف، إذا ما أراد لـ "الديمقراطي" الكامن فيه، ومهما كان "نقيضه (الظَّاهِر)" قويِّاً، مهيمناً، أنْ يَظْهَر، وأنْ ينمو ويقوى؛ فتجربة النَّشْر الإلكتروني، مع ما تستدعيه، وتقتضيه، من جهد ووقت يَبْذله الكاتِب، أو الناشِر، لـ "التفاعُل (الإلكتروني)" مع معارضيه ومؤيِّديه، هي التي فيها، وبها، نتعلَّم الديمقراطية، بقيمها ومبادئها كافَّة، ونُروِّض أنفسنا الشرقية (العربية) المُفْتَرِسة لهذه القِيَم والمبادئ، ونَجْعَل كَفَّة المَيْل إلى الديمقراطية فينا تَرْجَح، في استمرار، على كَفَّة المَيْل إلى نقيض الديمقراطية، بأوجهه كافَّة.
إنَّ تجربة النَّشْر الإلكتروني (الحُر، والذي يرتفع منسوب الحرِّيَّة فيه مع كل انخفاض في منسوب السيادة الإعلامية، الأمنية في كثير من أدواتها وأساليبها، للدول والحكومات) تَتَحَدَّاك، في استمرار، أنْ تكون، أو أنْ تغدو، ابْنَاً لهذا العصر الإعلامي (الثوري) الجديد، فتَطْرُد، أوَّلاً، من داخلك، ذاك الدَّركيِّ اللعين، الذي طالما استبدَّ بكَ بالأمْر "قُلْ، ولا تَقُلْ"، لتتمكَّن، من ثمَّ، من أنْ تُعبِّر بحرِّيَّة متزايدة (سقفها السماء التي لا سقف لها) عن كل ما يُوْلَد وينمو في ذهنكَ من آراء وأفكار، اعْتَدتَّ، زمناً طويلاً، أنْ تُعبِّر عنها بحرِّيَّة تامَّة لشخصٍ واحدٍ فحسب، هو أنتَ؛ ولقد حان لكَ أنْ تقول وداعاً لزمنٍ عَرَف فيه العالَم العربي كله من حرِّيَّة التعبير ما يكفي فحسب كاتِباً واحداً عَزَمَ على التعبير (كِتابَةً) بحرِّيَّة تامَّة عن كل ما في رأسه من أفكار وآراء.
تَتَحَدَّاك التجربة نفسها أنْ تَجْعَل قَلَمك الآن على هيئة سِكِّين؛ فتُطلِّق ثلاثاً الكِتابة التي هي بخواصِّها كالماء الصالح للشرب؛ فالكِتابة، في هذا العصر الإعلامي (الثوري) الجديد، لن تكون بخواص تشبهه إذا لم تَسْتَفِزَّ العقل فينا، وتُخْرِجه عن طوره، تَوَصُّلاً إلى "الشَّرِّ الثوري"، أيْ الشَّر بالمعنى الذي شرحه وبسطه هيجل؛ وهذا "الشَّر المستطير" إنَّما هو أنْ يشرع العقل فينا يثور على نفسه، مُحطِّماً أوثانه الفكرية، التي طالما سَجَد لها، واستخذى؛ فلا "مُسلَّمة"، في هذا العصر، الذي ما عاد يسمح لكَ بخداع غيركَ، وإنْ أبقى لكَ الحق في خداع نفسك، إلاَّ مُسَلَّمة واحدة، هي "لا وجود للمُسَلَّمات"؛ ولا وجود، على وجه الخصوص، لـ "المُسَلَّمة" التي نتَّخِذها دليل إثبات، أو نفي، لفكرةٍ ما، وهي نفسها (أيْ تلك المُسَلَّمة) يَعوزها الإثبات.
إنَّ أوَّل شيء تُعَلِّمكَ إيَّاه تجربة النَّشْر الإلكتروني (الحُر، التَّفاعلي) أنَّ "الآخر" موجود؛ وموجود بكثرة، وأنَّ تعصُّبكَ عليه، أو إنكارك وجوده، لا يعني أبداً أنَّه غير موجود، أو ما عاد موجوداً؛ ولا خيار لكَ، من ثمَّ، إلاَّ أنْ تتعلَّم، وتعتاد، قبوله، والتعايش معه، ومجادلته بالتي هي أحسن؛ وأنْ تعي، في الوقت نفسه، أمْراً في غاية الأهمية، هو أنَّ وجودكَ مِنْ وجوده؛ فكيف لكَ أنْ تكون على ما أنتَ عليه إذا لم يكن من وجود لـ "الآخر"؛ لا بَلْ كيف لكَ أنْ تَصْعَد في معارِج الفكر، وأنْ تأتي بالجديد منه، إذا لم تُحاوِر "الآخر"، بأوجهه وأنماطه المختلفة؟!
ويكفي أنْ تتعلَّم هذا حتى تتعلَّم ما لا يقل عنه أهميةً، ألا وهو "نسبية الحقيقة"؛ ولنْ تَقِف على معنى "نسبية الحقيقة"، وتتمثَّله، إلاَّ من طريق "مثالٍ بسيط"، هو الآتي:
جَلَسَ اثنان إلى طاولةٍ، كلاهما إزاء الآخر؛ وكان على الطاولة فنجان وإبريق متلاصقين. أحدهما قال جازِماً إنَّ الفنجان على يمين الإبريق؛ أمَّا الآخر فقال جازِماً إنَّ الفنجان على يسار الإبريق؛ فهل لكَ أنتَ الثالث أنْ تقول بما يمكن اعتباره "الحقيقة الثالثة المُطْلَقَة"؟!
كلاهما على صواب؛ كلاهما نطق بالحقيقة؛ لأنَّ الحقيقة "نسبية"؛ وإذا كان لا بدَّ من "رأي ثالث" فإنَّ هذا الرأي هو "إنَّ الفنجان على يمين الإبريق، وعلى يساره، في الوقت نفسه".
هذا هو معنى "الحقيقة"، الذي يكفي أنْ نتمثَّله حتى نكُفَّ عن الاعتقاد بوجود "المُطْلَق" من الحقائق، وبضرورة وجود سَدَنَة لـ "الحقائق المُطْلَقة"، وحتى ننأى بعقولنا عن وَهْمَيْن: الوَهْم الكامن في قَوْلٍ من قبيل "إنَّ الحقيقة هي ما يُفكِّر فيه بشَّار الأسد الآن"، والوَهْم الذي أسَّس له كيسينجر إذْ قال إنَّ ما نعرفه ليس "الحقيقة" وإنَّما ما "يشبهها".
خوضوا تجربة النَّشْر الإلكتروني (الحُر، التفاعلي) لتكتشفوا، مع مرور الوقت، أنَّها خَيْر تجربة لتعلُّم وتَعَوُّد قِيَم ومبادئ الديمقراطية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السَّرِقَة
- أوباما إذْ جاء سائحاً!
- بشَّار مجاهِداً!
- نظرية -فائض القيمة- تُجيبكم الآن..!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنْكري فَضْل ماركس!
- لهذه الأسباب ما زال ماركس حيَّاً وعلى صواب!
- أربع سنوات ونَلِد -حكومة برلمانية-!
- متى تتفتَّح -زهرة الآخر- في -الربيع العربي-؟!
- شيءٌ من -الديمقراطية التوافقية- يُنْقِذ ثورة مصر!
- المرأة العربية ما زالت للعبيد عَبْدة!
- القصة الحقيقية ل -العجز في الموازنة-!
- مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ضوء مأساة مخيَّم اليرموك!
- فضائيات لبثِّ السُّموم الطائفية!
- -جبهة الإنقاذ- ولعبة -المُنْقِذ البونابرتي-!
- ما ينبغي للمعلِّم أنْ يَعْلَمه!
- -إخوان الدولة- و-دولة الإخوان-!
- هذا الاحتلال الإسرائيلي للرواتب الفلسطينية!
- طلاسم عهد حكومي أردني جديد!
- لهذه الأسباب لا يُسلِّح الغرب المعارَضَة السورية
- ضَعْفٌ يعتري -قوَّة المثال- في -الربيع العربي-


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - الأهمية الديمقراطية لتجربة -النَّشْر الإلكتروني-