مبروك للبابا الجديد ..

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مبروك للبابا الجديد .. من أميركا اللاتينية الثورة والشعوب المتمرّدة على جلاديها ,
من بلد الثائرالأممي تشي غيفارا جاء البابا الجديد , بابا الفاتيكان ,
ليقدم للشعوب نموذج الثائرعلى التحنيط والجمود الديني , إلى الحركة والتفاعل الإيجابي مع تطور البشرية في القرن الجديد , وخادم للعدالة والمساواة , واحترام الإنسان وخدمة الرعية بتواضع وإخلاص ومحبة ونكران الذات .
أطلّ البابا الجديد على العالم بإبهار ساطع , وبمنتهى البساطة , من الشرفة إلى أقاصي الأرض , حيّا جمهور المؤمنين الذين شاهدوا المنظر بدمعة الفرح وطلب منهم الصلاة له وللبابا قبله .. ولمدينة روما و للعالم .. وبارك الحضور بكلمة مقتضبة جداً .
أتى البابا الجديد جورجيو بيرخيخوليو ( فرانسيس الأول ) بابا الفاتيكان , حاملاً مشعل الحرية والتطوير , تطوير العلاقة بين الكنيسة والشعب وبين الرعية والبابا , والمراتب الروحية الدينية الأدنى , مفتتحاً نشاطه بلقاء رؤساء الأديان الخطوة الأولى لوحدة الكنائس الشرقية والغربية , وبين الكنيسة والجامع والمسجد والمعابد وكافة الأديان الأخرى في العالم , وقطع الطريق على الطائفية والعنصرية البغيضة الذي استغلها المستبدّون الطغاة والمتمسكون بالعنصرية والطائفية والتقوقع والجمود وحرفية النصّ التي ذهب ضحيتها الملايين من البشر .

قدّم رؤى وإرتباط وتعاقد جديد عنوانه البساطة والزهد ونبذ الأنا والتعالي , وعدم إستغلال الوظيفة والمركز للثراء والمظاهر على حساب المبادئ والقيم والتعاليم الجوهرية للدين ,, وهذا باعتقادي سيدشّن تشكيل وتكوين نمط وخط ومدرسة ومنهج مغاير للسابق , لخلق علاقات جديدة بين الشعب والقادة والمرؤوسين .. " لم يأت السيد المسيح - إبن الإنسان - ليُخدَم بل ليَخدُم " .
مبروك للفاتيكان وللكنيسة المسيحية عامة والكاثوليكية بصورة خاصة لهذا الحدث والمشهد العالمي الجليل والمؤثر .
إن انتخاب البابا مار فرنسيس يوم الأحد في 13 – 3 – 2013 .. حدث له دلالاته ومغزاه ,
وأثارَ إنتباهي تكرار الأعداد في التاريخ !؟
.. فالرقم ( 3 ) يتكرر ثلاث مرات , والعدد ( 2 ) أيضاً يتكرر مرتين والعدد 1 واحد مرة – وإذا جمعنا 2 + 1 = 3 أيضاً –
الرقم 3 هو رقم التقديس والتثليث والكمال ومعاني أخرى
هل هناك تفسير لهذه الصدف !؟

طوبى , هنيئاً للبابا الجديد فرنسيس الأول .. برئاسته لهذه المسؤولية ( الخدمة ) , للكرسي الرسولي لكنيسة روما البطرسية التاريخية -
أحيي فيه روح التواضع والبساطة وعمق الإيمان , لأن الإيمان العميق الحقيقي هو أعمال وسلوك وممارسة يومية وفعل يومي ميداني على خطى المعلم لخدمة البشرية والبسطاء والفقراء أينما كانوا ووجدوا لبناء عالم الأخوة والمساواة وإلغاء التمييز والطبقية .. للسير نحو مستقبل أكثر سلاماً ومحبة ورفاه .
طوبى لك أيها التلميذ النجيب والأمين لتعاليم (( المعلم الاول ) ) السيد المسيح ..


كلنا أمل أن يساعد سيادة البابا مار فرنسيس .. شعبنا السوري الذبيح , ووطننا المنكوب بأعتى نظام ديكتاتوري فاشي وحكومة إستبدادية في العصر الحديث , بالعمل لرحيل الطاغية بشار وتجار الحروب التي تقتل الإنسان أثمن شئ في الوجود , هذه الحروب الوحشية التي أسقطت الإنسان من مرتبته إلى مراتب الوحوش الكاسرة وأبشع ..!
كلنا أمل بخطوة عملية بهذا المجال ضمن موقعه ورسالته الإنسانية لوقف انهيار العالم إلى الهاوية والقضاء على الحضارة البشرية , بصراعهم المجنون والمحموم بالسلاح وإشعال الحروب العبثية والإحتلال والغزو والفتن وتغذية حركات التطرف والعنف للإنفراد بالهيمنة والنفوذ والجشع واللصوصية ..
مبروك مرة ثانية... مع التوفيق والنجاح في مسيرة التغيير وتطوير الكنيسة ورسالتها العصرية لتتماشى مع متغيرات ومعطيات عصرالعولمة وثورة العلم والمعلومات المذهلة والإتصالات , وانفتاح العالم على مصراعيه , وتلاقي الأفكار والشعوب والثقافات دون حواجز وموانع وجدران فصل عنصري ..


**************

كلمة وملاحظة لا بد منها ..
خلال هذه الأعوام : 2011 – 2012 – 2013 أعوام الثورات العربية التي اجتاحت المنطقة وقد أسقطت أنظمة فاشية عديدة , وما زالت شعوبنا تصارع وتناضل لإستكمال ثوراتها وحرياتها وحقوقها المسروقة بفصول دامية ويومية , وقد خلقت وأثّرت هذه الثورات تغييراً عميقاً في الفكر والأداء والمشهد العربي والعالمي
نرى أيضاً وبموازاة ذلك التغيير السياسي الشعبي والفكري والثقافي , حصلت تبدلات وتغيرات في الجوانب الدينية والروحية وحدثت تبدلات في جسم الكنيسة المسيحية العربية المشرقية في المنطقة وعلى مستوى القمة والقيادة ..
- فقد استقال البطريرك مار نصرالله صفير من منصب البطريركية المارونية , في خطوة جريئة ورائدة ولأول مرة تحدت في الكنيسة وهذه بادرة وتقليد جديد ثمينة ومحترمة . وتمّ انتخاب مار بطرس بشارة الراعي بطريركاً جديداً للكنيسة المارونية في لبنان في 15 أذار 2011 –

- وفي مصر أثناء الثورة الشعبية المصرية الديمقراطية , توفي البابا شنودة الثالث بابا الأقباط 17 اذار – 2012 .
وقد انتخب بابا جديداً للاقباط الارثوذوكس في مصر والمهجر , هو البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقصية لأقباط مصر الأرثوذوكس ونصّب في احتفال ديني الأحد 4 نوفمبر 2012 -

- وقد رافق ذلك وفاة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم 5 كانون أول – 2012 - بطريرك الكنيسة الارثوذوكسية في سوريا وسائر المشرق للكرسي الأنطاكي ,, وقد انتخب بطريركاً جديدا للكنيسة الارثوذوكسية الأنطاكية .. البابا يوحنا العاشر اليازجي واحتفل بتنصيبه في 10 شباط – 2013 .
جميع هؤلاء البطاركة والباباوات يحملون الشهادات الجامعية العالية ولهم تجارب ميدانية ومهنية عديدة وهمة نشيطة لمواكبة وتطوير الكنائس , ولهم رؤى عصرية يؤمنون بالتغيير واحترام حقوق الإنسان والإهتمام بالشباب وطاقاتهم واّرائهم والإنفتاح على الأديان جميعهاً , نأمل لهم بصمات عميقة تقدمية في مسيرة الكنيسة ورسالتها السامية ..

إذا ,, نحن نكون أمام تغيير جوهري في المشهد المسيحي في لبنان وسوريا ومصر
واليوم في روما الفاتيكان , في الكنيسة العالمية بابا جديد .. وبعقلية وفكرمنفتح جديد كلياً ..
السيد المسيح أول ثائر على شيوخ ورؤساء الدين وممارسته وتطبيقه الخطأ . ثار ضد التجار واللصوص واستخدام الدين للتجارة والعبودية والتعصب والتمييز العنصري والطائفي والقومي والطبقية والممنوعات والتحريم الذي لا يتماشى مع الحياة وتطور الإنسان ووعيه وثقافته وانفتاحه على البشرية ,,

كذلك ,, هل هذه المتغيرات صدفة أيضاً ؟ أم رافقت العملية التغييرية الجذرية في منطقتنا منطقة الهزات والإنفجارات السياسية والفكرية والدينية والإقتصادية التي أتت ايضاً عفوية ودون تخطيط مسبق ؟

أحداث تاريخية كبرى حصلت في منطقتنا العربية والشرق الأوسط , فمن الواجب علينا قراءتها بتمعن وهدوء وأخذ العبر والدروس منها , والإضاءة عليها ونقد كل الأخطاء التي وقعت فيها , إن ساسية أم روحية دينية , لبناء مرحلة جديدة تتوافق وتنسجم مع المتغيرات الديمقراطية , مع تصحيح العلاقات , والفصل بين الديني والدنيوي , واحترام الراي والعقيدة والحريات العامة وعدم ممالأة السلطات الإستبدادية وتغطية جرائمها واستبدادها أياً كانت , بمعزل عن التدخل والتداخل بين السياسي والديني – والفصل دستورياً بين الدين والدولة – ليبقى الدين لله والوطن للجميع .

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات