أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم عامر - رسالة إلى أمينة والى المدافعين الزائفين عن حقوق الإنسان !














المزيد.....

رسالة إلى أمينة والى المدافعين الزائفين عن حقوق الإنسان !


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 17:17
المحور: حقوق الانسان
    


أصبحت على يقين تام من أن أغلب العاملين فى مجال حقوق الإنسان فى الشرق الأوسط ليسوا سوى حفنة من المنافقين المنتفعين من عملهم ، لا تعنيهم حقوق الإنسان فى شىء قدر ما يعنيهم أن تضيف القضايا التى يتعاملون معها شيئا إلى رصيدهم السياسى والإجتماعى والمهنى ، ربما أستثنى أشخاصا قلائل أنا على يقين من أنهم مختلفون تماما ويؤمنون من أعماقهم بقيم حقوق الإنسان والحريات ، لكن كوب من الماء النظيف لن يغير رائحة بحيرة من الصرف الصحى !!
أقول هذا ويعتصرنى الألم والحزن على مصير الناشطة النسوية التونسية “ أمينة “ الذى بات مجهولا لدينا بعد نشرها صورتها العارية كتعبير عن إمتلاكها لجسدها ورفضها سيطرة ذكور العائلة والقبيلة والمجتمع عليه وتطويعهم له ، تعرضت “ أمينة “ لهجوم بشع من الجميع من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار ، تارة يتهمونها بالجنون وأخرى بالتهور وثالثة بالعهر ورابعة بهدم ثوابت المجتمع ، ولم يبذل الحقوقيون فى بلدها ، ولا فى أى بلد عربى آخر أى مجهود لحمايتها والدفاع عن حقها ، بل إنبروا يتهمونها هم الآخرون بالجنون وإستبعدوا التدخل لحمايتها من التهديدات التى طالت حياتها عندما طالب أحد رجال الدين فى تونس برجمها حتى الموت .
واليوم إختفت أمينة ، نشر فيديو على الانترنت يقال أنه يحتوى على عملية إختطافها من قبل عائلتها بالتعاون مع بعض عناصر الأمن التونسى ، أمينة الآن فى خطر ، وإن تقاعستم أيها الحقوقيون عن مساعدتها فعليكم أن تغيروا أسماء مقراتكم التى لم يعد لنشاطها أدنى علاقة بمفاهيم حقوق الإنسان بشكلها الشامل ، الدفاع عن حقوق الإنسان لا ينبغى أن يخضع لموائماتكم وأعتباراتكم السياسية والإجتماعية ، فارق كبير بين أن تكون حقوقيا مدافعا عن الناس وحاميا لحقوقهم الأساسية وبين أن تأخذ الوضع السياسى فى بلدك بعين الإعتبار وانت تنظر فى القضايا التى من المحتمل ان تتعامل معها فحينها تصبح سياسيا يهمك فى المقام الأول عدم إغضاب السلطة وإثارة حفيظة المجتمع حتى تحقق رصيدا شعبيا وسياسيا قد يساعدك إن فكرت فى خوض الإنتخابات مثلا ، وعليك عندها أن تبحث عن وظيفة أخرى لك ، فلا يوجد حقوقى يمتلك تطلعات سياسية وإن وجد فهو إما نقى إلى درجة أنه لا يدرك مدى قذارة الحقل الذى ولج لتوه فيه أو قذر إلى أقصى الحدود .
أمينة شئتم أم أبيتم مارست حقها فى التعبير عن رأيها وعليكم أن تدركوا ذالك وتدافعوا عن هذا الحق ، وإلا فلا تتصدوا مرة أخرى للحديث عن حقوق الإنسان فأنتم لستم أهلا لذالك .
إنتهاكات حقوق الإنسان لا تتم فقط بأيدى السلطة ، بل إن الإنتهاكات التى تمارسها السلطة تمثل نسبة ضئيلة من تلك التى يمارسها أفراد المجتمع وبالطبع تصنعون عندها أذنا من طين وأخرى من عجين ولا تعطون الأمر أى إهتمام يذكر لأنكم لستم أحرارا ، أنتم تقدسون المجتمع وتحسبون له ألف حساب بينما تعارضون السلطة التى رغم كل ما قد يصدر عنها من قمع وقهر للمختلفين سياسيا ، إلا أن هذا القمع وذالك القهر يمثل نقطة فى بحر القمع والقهر المجتمعى الذى يقع على النساء والمثليين ومن يختلفون عقائديا مع افكار المجتمع وثوابته .
كفوا عن هذا النفاق أو الزموا منازلكم ، فلم أعد أشعر تجاهكم بذرة إحترام بعد أن كشف ذالك الخريف العربى الأسود كل الأقنعة عن الوجوه العفنة ، وأرانا إياكم على حقيقتكم .
دافعوا عن حق أمينة وإلا فلا تنتظروا أن تخلد أسمائكم ، فنحن نمتلك ذاكرة قوية ، وذاكرتنا تلك لن ترحم أسمائكم ، بل ستلعن نفاقكم وإزدواجيتكم فى كل كتاب وفى كل موقف ، ولن تسمح لكم بإستغلال القيم النبيلة لتحقيق أغراضكم الدنيئة .
وإلى أمينة : أنا وحفنة ممن لا يزالون يحملون فى أعماقهم ايمانا راسخا بعدالة قضيتك نتألم من أجلك ، لكننا جبناء أيضا ، كثيرون منا يعيشون هاربين خارج بلادهم بعيدا عن المعاناة والقهر التى تتعرضين انت وغيرك من النساء الأحرار لها ، لا نملك سوى أن نكتب من أجلك بضع كلمات ، أرجو أن تسامحيننا على جبننا وضعفنا!!



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -محمد- هو داعية العنف .. وليس محمود شعبان !!
- الحرية الغائبة فى عصر الإخوان
- ألبير صابر .. ضحية جديدة للغباء الثورى !
- من أوراق سجين سابق
- إلى الثوار الأغبياء: الجزاء من جنس العمل !
- كلمتى عن الربيع -الزائف- فى استوكهولم
- حتى لا نبكى على وطن أضاعته سذاجتنا وغفلتنا
- شخصيات إلتقيتها فى السجن:محمد عبد المجيد (شرقية)
- شخصيات إلتقيتها فى السجن : مجدى أنور توفيق
- شخصيات إلتقيتها فى السجن : محمد إبراهيم الفيشاوى
- حتى نتجنب الهاوية
- زيارة إلى أوشفيتز
- شخصيات إلتقيتها فى السجن : عادل اليمنى
- كلمتى فى مؤتمر يوم المرأة العالمى بالسويد - المرأة المصرية و ...
- كراكوف ومقارنات مغلفة بالألم
- محاكمة مبارك وذكريات أليمة
- إحذروا هؤلاء .. فهم خطر على مصر
- قائمتى السوداء بأشباه الكلب العقور مجدى الشاعر
- طريقنا الوحيد لنجاح الثورة : إسقاط المجلس العسكرى
- سجن مايكل نبيل إجهاض عسكرى لأحلام الثوار


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم عامر - رسالة إلى أمينة والى المدافعين الزائفين عن حقوق الإنسان !