أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الدولة العربية في خطر














المزيد.....

الدولة العربية في خطر


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جدير بالذكر بداية أن كل الدول العربية بلا استثناء قد نشأت ككيانات سياسية مستقلة وذات سيادة من رحم أيديولوجيا قومية عربية واحدة سواء حقيقية أو متخيلة، وهي التي قد نشأت بدورها كفكرة نظرية وحركة فعلية مضادة ومقاومة للمستعمر الأجنبي بكل درجاته وأنواعه وساعية للتحرر منه، وفي نهاية المطاف قد جسدتها على أرض الواقع ولا تزال، سواء عن إخفاق أو نجاح، منظمة جامعة الدول العربية. العراق، سوريا، السعودية، الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، اليمن، مصر، السودان، الصومال، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا...الخ جميعها دول مستقلة سياسياً تقف لقوميات وثقافات وطنية مختلفة وتعددية وفي الوقت نفسه تنسب نفسها جميعاً لقومية وثقافة عربية كبرى واحدة سواء معنوياً في الذهن الجمعي لشعوبها جميعاً أو مادياً تحت قبة مؤسسة الجامعة بالعاصمة المصرية، القاهرة، أو في مكان آخر. هذا الوضع كان ولا يزال يمثل النموذج النظري النقي، لكن لم يكن ولا يمثل أبداً الواقع الفعلي، الذي في حالات عديدة قد دخل في خلاف حاد مع هذا النموذج المثالي، وحتى في صراع مرير ودموي للفكاك منه.

بعد أن رحل المستعمر الأجنبي واستقلت الدول العربية بالفعل، فقدت أيديولوجيا القومية العربية السبب والمحرك الأول لوجودها ذاته وأخذت تبحث عن آخر. على الطريق، دخلت في مواجهة غير محسوبة وخاسرة حتى الآن ضد الدولة اليهودية في فلسطين التاريخية المحتلة عرت للكافة داخلياً وخارجياً سوءاتها البنيوية ونواحي الضعف الكثيرة الكامنة فيها. أكثر من ذلك، منذ النشأة الأولى قد ظلت أيديولوجيا وتطبيق القومية العربية تنزف ببطء جراء طعنات تسددها باستمرار ومن وقت لآخر أقليات ناقمة عديدة لها حقوق تاريخية وثقافية ودينية وإنسانية مشروعة ولم تجد تحت أيديولوجيا القومية العربية سوى القهر والبخس والظلم. على سبيل المثال لا الحصر، كانت ولا تزال أقليات قومية ومذهبية مختلفة مثل الأكراد والشيعة تفتك بلحمة دولة القومية العربية في العراق وسوريا، وفي لبنان والسعودية واليمن وسائر دول الخليج. بل حتى قد وصل الأمر بأقليات دينية وعرقية أخرى إلى تجزئة دولة القومية العربية في السودان، وتمزيقها إلى أشلاء في الصومال. إضافة إلى المشرق، هذا النخر في عظام دولة قومية العربية يسري أيضاً منذ زمن في دول المغرب العربي، خاصة الجزائر وموريتانيا. وأكثر من ذلك، باتت مشكلة الأقليات- بالأخص الدينية والمذهبية والطائفية- تضرب اليوم تحت إعصار الربيع العربي أعمدة دول عريقة كان لا يشتبه أبداً في تجانسها ووحدتها العضوية في الماضي، الذي قد يرجع آلاف السنين في القدم، مثل مصر وتونس.

بسبب ذلك، من جملة أخطاء وخطايا أخرى كثيرة، أخذت أيديولوجيا القومية العربية تخبو وتحتضر منذ هزيمة/نكسة 1967 فصاعداً، ودولها الآن تتفكك في العراق وسوريا واليمن، وتفككت في السودان، وماتت بالفعل في الصومال. أكثر من ذلك، العدوى انتشرت إلى دول ما كان أحد يشكك أبداً في وحدتها ومركزيتها كوعاء أصيل لفكرة وممارسة القومية العربية بجوار سوريا والعراق- مصر. حتى مصر قد أصبحت اليوم في أتون ذات الصراع السياسي ذو الخلفية الدينية والعرقية والمذهبية والثقافية الذي تعاني منه جميع دول المنطقة الأخرى من المحيط إلى الخليج، سواء بين أقلية مسيحية وأكثرية مسلمة أو حتى داخل نفس الجماعات والفرق والمدارس الإسلامية المختلفة، أو بين كل هذه الأخيرة من جهة والتيارات العلمانية واللادينية في المقابل.

على صديد جروح أيديولوجيا وتطبيقات القومية العربية المتقيحة والنازفة منذ زمن نمت وترعرعت جراثيم طفيلية اجتمعت في ما يسمى "الصحوة الإسلامية" أو "الإسلام السياسي"، التي استغلت هذا الهزال الدولي العربي البالغ لتملئ الفراغ وتوسع نطاق نفوذها فوق القواعد الفقيرة وغير المتعلمة سواء في الأرياف أو الأحياء الشعبية المهملة داخل وعلى تخوم المدن الكبرى. ومن منطلق أيديولوجي وعملياتي مختلف تماماً، يعمل الآن هذا "الإسلام السياسي" المهيمن على تفكيك ما بقي من بنيان دولة القومية العربية، ليشيد من ذات لبناتها القديمة صرح مشروعه الإسلامي المفترض.

لكن رغم ما لا يحصى من خطايا وكوارث أيديولوجيا القومية العربية وتطبيقاتها العملية على الأرض، لا أحد يستطيع أن ينكر- خاصة الأقليات- أن هي قامت في الأساس على مبادئ الدولة الوطنية وقيم التحرر والاستقلال والمساواة والمواطنة للجميع بصرف النظر عن اختلافات الدين أو العرق أو الجنس أو اللغة...الخ، حتى لو لم تحقق فعلياً شيئاً يذكر من هذه المبادئ المعلنة. على النقيض، في أدبيات دولة الإسلام السياسي تنعدم المساواة والمواطنة، وحتى يجوز التضحية بتراب الوطن ذاته في سبيل مشروع ديني.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الدولة العربية في خطر