أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بودريس درهمان - زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة















المزيد.....

زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 02:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ⴱⴻⴷⵔⵉⵙ ⴷⵔⵃⵎⴰⵏ

حينما تقترب القارات في ما بينها تتزحزح أخرى، انه قانون نظرية زحزحة القارات التي أثبت صلاحيته على أرضية العلاقات الدولية. تقارب القارة الأوروبية و القارة الأمريكية بعد سنة 2008ساهم بشكل كبير في زحزحة هوامش القارة الإفريقية الواقعة غلى ضفة البحر الأبيض المتوسط و هوامش القارة الأسيوية الواقعة على خليج عدن. الرئيس أوباما ربما لديه نصيب الأسد في إحياء نظرية زحزحة القارات. تقارب القارة الأوروبية بالقارة الأمريكية سياسيا و جيوستراتيجيا أدى إلى زحزحة هوامش القارة الإفريقية و القارة الأسيوية.
القارتين الأوروبية و الأمريكية لوحدهما يمثلان نصف الناتج الداخلي الخام لكل دول القارات الأخرى مجتمعة و حينما يلتحمان و يندمجان فهوامش القارات الأخرى ستظهر عليها علامات و مخلفات نظرية زحزحة القارات.
ما يسمى بالربيع العربي هو في واقع الأمر من مخلفات التكتل الإندماجي ما بين اكبر تكتل دولي قاري بداخل القارة الأوروبية الذي يمثله تكتل الاتحاد الأوروبي و أكبر تكتل اندماجي بالقارة الأمريكية الذي تمثله الولايات الخمسون للولايات المتحدة الأمريكية. هذا التكتل الاندماجي هو نظام دولي جديد لديه أخلاقه و لديه إكراهاته السياسية و الاقتصادية و المعرفية.
حتى نعطي المثال هنا لمثل هذه الإكراهات السياسية الاقتصادية و المعرفية الجديدة التي يجب أخذها بعين الاعتبارسنقدم كنموذج طبيعة محاور صياغة ميزانية المملكة المغربية و محاور صياغة ميزانية الاتحاد الأوروبي لسنتي 2012/2013
محاور صياغة ميزانية المملكة المغربية قامت على أساس خمسة محاور هي:
المحور الاول هو "تعزيز الهوية الوطنية الموحدة و صيانة تلاحم و تنوع مكوناتها و الانفتاح على الثقافات و الحضارات".
المحور الثاني هو "ترسيخ دولة القانون و الجهوية المتقدمة و الحكامة الرشيدة الضامنة للكرامة و الحقوق و الحريات و الامن و القائمة على المواطنة الحقة وربط المسؤولية بالمحاسبة و الحقوق بالواجبات".
المحور الثالث هو "مواصلة بناء اقتصاد وطني قوي متنوع الروافد القطاعية و الجهوية و تنافسي و منتج للثروة و للشغل اللائق و سياسة اقتصادية ضامنة للتوزيع العادل لثمار النمو".
المحور الرابع هو "تطوير و تفعيل البرامج الاجتماعية بما يضمن الولوج العادل الى الخدمات الاساسية خصوصا التعليم الصحة و السكن، و يكرس التضامن و تكافؤ الفرص بين الأفراد و الفئات و الأجيال و الجهات.
المحور الخامس هو "تعزيز التفاعل الايجابي مع المحيط الجهوي و العالمي و تقوية الاداء العمومي لخدمة المغاربة المقيمين في الخارج".

أما ميزانية الاتحاد الأوروبي للسنتين المقبلتين 2012-2013 فقد تم تهيئها على اساس ثلاثة محاور فقط هي كالتالي:
المحور الاول يتعلق بمحور حقوق الإنسان.
المحور الثاني يخص دولة الحق و الديمقراطية.
المحور الثالث يتعلق بالمحاور الاستراتيجية الستة التي تم تقديمها خلال شهر فبراير 2011
المحاور الثلاثة المحددة لميزانية الاتحاد الأوروبي التي هي ثاني أو ثالث ميزانية في العالم، واضحة و تنتمي الى مجال النصوص التشريعية الاوروبية و ليست تعبيرات لغوية فقط كما هو الامر في بعض محتويات المحاور الخمسة المحددة لميزانية المملكة المغربية.
فحينما يصرح منطوق المحور الاول من ميزانية الاتحاد الاوروبي بأن هذا المحور هو مخصص لحقوق الإنسان؛ فحقوق الانسان هي محددة اجرائيا و مسطريا بالنصوص التشريعية و المساطر الدقيقة التي صاغها البرلمان الاوروبي و الحكومات الاوروبية و صادقوا عليها بالمناقشة و التصويت.
لكن حينما يصرح محتوى المحور الاول المحدد لميزانية المملكة المغربية بـ"تعزيز الهوية الوطنية الموحدة و صيانة تلاحم و تنوع مكوناتها و الانفتاح على الثقافات و الحضارات". بربكم كيف سيفهم البرلمانيون المغاربة و الحكومة المغربية كلمات "الهوية الوطنية الموحدة"؟ "صيانة تلاحم و تنوع مكوناتها"؟ "الانفتاح على الثقافات و الحضارات"؟ هذه الكلمات التي تم اعتمدها هي فقط كلمات و ليست مرجعيات تشريعية، هي تنتمي الى مجال اللغة فقط و لا تنتمي بتاتا الى مجال التشريع المحدد بالقوانين و الظهائر و المساطر. هل هنالك نصوص تشريعية تحدد هذه الهوية؟ هل هنالك نصوص تشريعية تحدد كيفية صيانة و تلاحم مكونات هذه الهوية؟
هذه "الهوية الوطنية الموحدة" لا وجود لها في النصوص التشريعية المصادق عليها من طرف الحكومات و البرلمانات المغربية السابقة، و لا أعرف كيف استطاع البرلمانيون المغاربة و الامانة العامة للحكومة تمرير هذه الكلمات اللغوية و اعتبارها اساس لتحديد و توزيع الحصص بداخل الميزانية؟
نفس الشيء بالنسبة للمحور الثاني المحدد كأساس لصياغة الميزانية العامة للحكومة و الذي هو:"ترسيخ دولة القانون و الجهوية المتقدمة و الحكامة الرشيدة الضامنة للكرامة و الحقوق و الحريات و الامن و القائمة على المواطنة الحقة وربط المسؤولية بالمحاسبة و الحقوق بالواجبات".
الضوابط اللغوية المعتمدة لصياغة هذا المحدد لم تحترم حتى ضوابط اللغة فما ادراك بضوابط الفكر و التشريع: هذه الجملة التراكمية المعتمدة استعملت ثماني واوات للربط ما بين مجالات تشريعية و مفاهيم و مصطلحات لا يمكن التكهن بدلالاتها و معانيها و كيفية أجرأتها من طرف المشرعين.
"ترسيخ دولة القانون" و "ترسيخ الجهوية المتقدمة" لديها مرجعية تشريعية في المجال التشريعي الوطني المغربي، لكن "الحكامة الرشيدة الضامنة للكرامة... و الما تبقى من الصياغة هي فقط تعبيرات انشائية فارغة و بدون أي اساس فكري و تشريعي مرجعي.
المحاور المحددة لميزانيات المملكة المغربية و المحاور المحددة لميزانية الاتحاد الاوروبي تجعل القارئ النبيه يقتنع بأن تشريعات المملكة المغربية هي غابة متشعبة من الكلمات الفارغة و المصطلحات الفضفاضة في حين المحاور المحددة لميزانية الاتحاد الاوروبي بدوله و شعوبه الفسيفسائية هو فقط شجرة واحدة متناسقة و بثلاثة أغصان فقط. هذه الحقيقة البسيطة تساهم في فهم حقيقة عودة نظرية زحزحة القارات في العلاقات الدولية الحالية.





#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آليات الخطاب في المجتمعات الغير ديمقراطية و كيفية تحويل اليس ...
- التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين
- المجتمع التاريخي و السوسيولوجيا الأمريكية
- زيارة ثغر تلمسان و الحدود المغاربية مغلقة!
- المغاربيون و الدولة المارقة
- فشل كريستوفر روس هو فشل العقيدة الصلبة للأمم المتحدة.
- لماذا سحب الثقة من كرستوفر روس؟
- دستور الوعد و الوعيد
- مفهوم -التنزيل- و الدستور المغربي الجديد
- النظام التربوي الريعي و نقطة 20/20
- أيهما أسبق التقسيم العصبي للدماغ أم التقسيم السياسي للتراب؟
- الذكاءات الدولية بين الجغرافية و التاريخ.
- جغرافية المناطق و تاريخ الدول.
- الموروث الخرائطي الفرنسي و السيناريوهات الممكنة لشمال افريقي ...
- حصة المواطنين النعاج من ميزانية حكومة...
- ميزانية سنة 2012 و مؤشرات تصريح باريس لسنة 2005؟
- المدرس و الأستاذ و الأعيان التربويون
- بيداغوجيا الإدماج والاستهانة بالالتزامات الدولية للمملكة الم ...
- النمذجة و التنميط لمنطقة شمال إفريقيا
- فيوداليو الجهات و -العوالم الممكنة-


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بودريس درهمان - زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة