|
من الأمريكية الأشهر في غزة إلى الرئيس أوباما (رسالة موقعة بالدم)
عوني زنون أبوالسعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 02:20
المحور:
القضية الفلسطينية
السيد باراك حسين أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هل تعرف و أنت في ضيافة رئيس دولة فلسطين ، أن أرض فلسطين و شعب فلسطين هم من آووا السيدة العذراء مريم البتول و نبي الله عيسى يسوع المسيح عليه السلام و الحواريين فرسان الحق . أنت الآن تسير على الأرض التي عاش فيها كوكبة الإيمان الأولى ، و التي شهدت رسالة السماء و أهدت بشارة الديانة المسيحية و من قبلها اليهودية و من بعدهما الإسلامية . أنت الآن في الأرض المقدسة الطاهرة التي تعمد فيها المسيح و أصحابه ، و استظلوا بشجرها المبارك و أكلوا من خيرها ، و أحبوها و عشقوا ترابها و شعبها الطيب المضياف . الأرض التي أودعوا فيها رسالة السلام لتكون من بعدهم أمانة في رقاب كل الأحرار إفشاء السلام في أرض السلام . في فلسطين مهبط الأنبياء و أرض الرسالات التي أرادها الله مهوى الأفئدة . هل تعلم أن آلام المسيح و الظلم الفادح الذي تعرض له و العذابات الوحشية لايزال يُنفذ ضد شعب فلسطين بواسطة المحتلين الذين فضلوا القوة على الحق ، و الكراهية على المحبة ، و نشر ظلمات القتل والموت بدل إشاعة نور الحياة ، و ضربوا بعرض الحائط كل نداءات السلام ليغرقوا أرض السلام بدماء الضحايا البريئة . شعب فلسطين منذ ما يقارب القرن و هو ينزف دماءً على درب الجلجلة ، يصلبون آماله ، و يغتالون حلمه بالسلام و التحرر و الحصول على حقوقه المشروعة التي كفلتها له كل المواثيق الدولية . هل خطر ببالك يا سيد أوباما و أنت قبل أن تكون رئيساً تحمل شهادة حقوقية و إجازة المحاماة ، و المستشار للحقوق المدنية و القانون الدستوري ، هل خطر في بالك أو حدثتك نفسك أن تحصي عدد جرائم الحرب البشعة ، و عدد القتلى من الأطفال و النساء و الشيوخ الذين قتلهم أصدقاؤك و حلفاؤك المحتلون الإسرائيليون بواسطة الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً التي تستخدم ضد المدنيين العزل بعد استيرادها على شكل هبات و هدايا و مساعداتٍ عسكرية من بلادنا أمريكا و من إدارتكم و ما سبقها من إدارات أمريكية متعاقبة ، و تدفع من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين . تخيل الحجم الهائل للدعم الأمريكي المادي و اللوجستي لإسرائيل و الذي بلغ منذ عام 1949م وحتى نهاية 2012م 860 مليار شيكل أو ما يعادل112 مليار دولار أمريكي إضافة للمليارات العائدة من سندات ضمانات القروض أمريكية و توريدات فائض السلاح و السلاح الأمريكي المخزن في إسرائيل وما ضخ الأموال من اللوبي الصهيوني في أمريكا و غيرها ، تخيل كل هذا الدعم منقطع النظير و الدعم غير المحدود أين يذهب ؟!! و في أي المجالات يستخدم ؟!! هل تعلم يا سيد أوباما و أنت الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية أن إسرائيل التي تدعي حقها التاريخي و تناصر احتلالها لأرض فلسطين لا يتجاوز عمرها أصغر شجرة زيتون معمرة في فلسطين . ألم تخبرك أمك أن نكبة احتلال فلسطين و إقامة إسرائيل كان و أنت بعمر ثلاثة عشر سنة و في فترة ولاية هاري ترومان الرئيس الثالث والثلاثين لأمريكا ، فيم يمتد تاريخ فلسطين و شعب فلسطين إلى نحو 600 ألف سنة قبل الميلاد ، أي قبل اكتشاف أمريكيا بآلاف السنين ؟. ألا تعلم يا سيد أوباما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحررت من الاستعمار البريطاني و النفوذ الأجنبي بواسطة ثورة مسلحة و كان أول دولة في العالم تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية دولة مستقلة هي دولة عربية ، وهي المملكة المغربية ، وأنت الآن تعادي العرب بانحيازك للمحتل الإسرائيلي ؟ ألا تعلم يا سيد البيت الأبيض أن بيت لحم و القدس و الأرض المقدسة التي تزورها الآن يحرم من السكن فيها و زيارتها الملايين من أبنائها الأصليين المهجرين اللاجئين ، و تقسم الآن و تمزق بأسوار الفصل العنصري و تنهب الأرض و المقدرات بالمصادرة و إقامة المستوطنات لقتل أي أمل لإقامة دولة فلسطينية متصلة الأوصال قابلة للحياة ؟ . ثم ماذا يا من تدعي بالحقوق العالمية عن حق تقرير المصير لأكثر من أثنى عشر مليون من البشر الذين يحرمهم الاحتلال و تسانده إدارتكم من الحصول على دولة رغم اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة ؟ و إلى متى يعميكم الانحياز المطلق للاحتلال الإسرائيلي عن آلام و معاناة أكثر من ثمانية آلاف أسير و أسيرة في سجون الظلم و القمع الاسرائلية ، بلا ذنب إلا أنهم يطالبون بحرية واستقلال شعبهم ، تماماً كما ناضل من أجلها الشعب الأمريكي في ثورته ضد الاحتلال . هذه مناشدتي لك باعتبارك الرئيس الأمريكي و بصفتي مواطنة أمريكية يعرفها أهل غزة و شعب فلسطين و يعرفون قصتي الأليمة التي ربما أغلق اللوبي الصهيوني عينيك و أذنيك حتى لا تعرف ما حدث لي ، و إن عرفت فلم تحرك ساكناً للقصاص من المجرمين الذين أجهزوا على براءتي . فأنا يا سيد أوباما إحدى ضحايا الدعم الأمريكي لإسرائيل و المجني عليها بواسطة الآلة الحربية الأمريكية التي أعدمت آلاف الفلسطينيين . أنا روح ريتشيل كوري التي دهسها الجنود الاسرائليين و سووا جسدي بالأرض بواسطة الجراف البلدوزر كاتربيلر المصنوع في أمريكيا . و لأني مثل شعب فلسطين طالبت بالسلام و كنس الاحتلال تم إعدامي بدم بارد و عن سبق عمدٍ و في ضوء النهار أمام أنظار الإعلام و العالم . لم يكن في يدي سلاحاً و لا ما يؤذي أحداً ، و لم أكن أملك إلا صوتي و رفضي للاحتلال و الظلم ، تماماً مثل آلاف الفلسطينيين الذين يُقتلون و يُسجنون و تُهدم بيوتهم و تصادر حقوقهم . كما توقعت يكتب عني و يتحدث بلسان حالي أحد أبناء شعب فلسطين لأنهم أوفياء لدمي .
#عوني_زنون_أبوالسعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
درسٌ رِئَاسِيٌّ
-
حكاية فلسطينية في يوم المرأة العالمي -
-
صباح الخير حبيبتي - عوني زنون أبوالسعيد
-
لَيْسُوا سَوَاءً - عوني زنون أبوالسعيد
-
انصاف المنصف المرزوقي - عوني زنون أبوالسعيد
-
قناديل الثورة / عوني زنون أبوالسعيد
-
حورية - عوني زنون أبوالسعيد
-
زُوَّارُ غزة - عوني زنون أبوالسعيد
-
يا غزة اشتدِّي - عوني زنون أبوالسعيد
-
فَنُّ الخَدَر - عوني زنون أبوالسعيد
-
طقوس الفضة -عوني زنون أبوالسعيد
-
رحاب - عوني زنون أبوالسعيد
-
آثَام ٍ شَهِيَّة - عوني زنون أبوالسعيد
-
كُفْرٌ - عوني زنون أبوالسعيد
-
أبوعمَّار
-
فرحانه زوجة أبوالدبعي المُكَهْرَبة - عوني زنون أبوالسعيد
-
و لو إنه - عوني زنون أبوالسعيد
-
الكذب الصادق
-
ورطة أبوالدِبْعِي - عوني زنون أبوالسعيد
-
لُغَة العِيُون العَسَلِيَّة - عوني زنون أبوالسعيد
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|