|
العملية الابداعية في تصميم المنتجات الصناعية
قيس والي عباس
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 21:27
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
العملية الابداعية في تصميم المنتج الصناعي
مقدمــة: تمر العملية الإبداعية المرتبطة بالإختراع والمجالات الهندسية والتطبيقية الأخرى بعدة حلقات في دورة حياتها حيث يمثل التصنيع ووصولها الى حيز التطبيق آخر هذه الحلقات وإن بدأ الكثير من هذه الأنشطة الهندسية والتطبيقة في أول الأمر نظرية رياضية أو مكتوبة أو مرسومة إلا أنها سرعان ما تتطلب كياناً مجسماً لتخرج به إلى الناس حيث تكون الفكرة أو الإختراع في متناول أيديهم وفي خدمتهم، فهي تتطلب ثوباً تتدثر به، يبهج النظر، ويسر الخاطر، ويمتَع النفس، ولذلك تخرج هذه التكنولوجيا ويخرج هذا العلم في نوع من التزاوج مع الفن حيث تتدثر بالثوب الجمالي الملائم- فيستخدم الانسان الأدوات مثل الثلاجة والمكواة والراديو والتلفزيون والسيارة والقطار والطائرة على أن لكل شكل شخصية وظيفية يتميز بها عن الآخر. لقد أصبح للفن التطبيقي في القرن العشرين لغة ارتباط بالعالم التكنولوجي والإختراعات اليومية التي توظف تيسيير خدمة الإنسان ورفاهيته. والفلسفة التي تقوم عليها تلك السلع هي إعطاء الكثير مقابل القليل من المال وهو مبدأ مطبق في منتجات الكثير من الدول الحديثة حيث التنافس يؤدي الى زيادة الجودة في السلعه المنتجة يؤدي ذلك الى رخص ثمنها نتيجة المضاربة، وبين أوجه المضاربة، جمال الشكل المرتبط بوظيفة السلعة المنتجة بوجة عام نجد يتم له إقتناء السلعة المنتجة إذا كان بها من الأداء الوظيفي الجيد والتنسيق في اشكالها وألوانها– وأن الصناعة الحديثة التي شكلتها الآله أو صاغتها يد الإنسان تأثرت أيما تأثير بالفن التشكيلي بل ومازالت تطبيقاً حياً منظوراً لنظرياته، تخدم الحاجات الإنسانية اليومية، بذوق وجمال وحس أضفى على الحياة بهجة وسعادة.
تعريف التصميم: التصميم بالمفهوم الفعلي الذي نعنيه في هذا الموضوع هو النشاط الإبداعي للإنسان المرتبط بالعمل الخلاق المبتكر الغير مسبوق، والذي يؤدي غرضاً ويحقق شيئاً مادياً ومعنوياً للإنسان. من جانب آخر التصميم هو نتاج لتأليف الفن والعلم والتكنولوجي حيث يجسد الفن الجانب الإبداعي الجمالي في التصميم وتجسد العلوم الجانب التعليمي والوظيفي بينما تجسد التكنولوجيا الجانب التطبيقي الانتاجي. وتشارك في عملية التصميم الأنشطة التالية: 1. التكنولوجيا 2. الفنون 3. الاتصالات 4. المهن التجارية تتدخل هذه الأنشطة مجتمعة وتشارك في إخراج التصميم الذي يلائم البيئة شكلاً ومضموناً ويكون استخدامه نافعاً ومفيداً مادياً ومعنوياً. فالتكنولوجيا تشمل الهندسة والإنتاج الصناعي لتلقي بالفنون في المهارات وفي شكل المنتج المعبر من خلال إتصاله البصري الذي يعكس بدروه هوية الجهة التي تقوم بالإنتاج لتكتمل الحلقة بالإدارة التجارية والتسويق الذي يضمن وصول السلعة الى المستهلك وبالسعر المناسب.
الصفة الإبتكارية وأسباب التصميم: إن عملية الإبتكار لاتولد من فراغ وهي جزء من السلوك الإنساني فردياً كان أو جماعياً وبقدر مايحتاج الإنسان الى شيء فإنه يقوم بإبتكار حل لتوفيره وليس لديه خياراً سوى ذلك، فهو إما أن يضغط إحتياجاته ورغباته لكي تتناسب مع ما تقدمه الظروف أو أن يستخدم كل ما لديه من خيال ومعرفة ومهارة في إبتكار كل ما يحقق له إحتياجاته. وبقدر ما تكون الحاجة مادية في القيمة الإبتكارية للإنسان فهي تكون أيضا عاطفية وروحية لذلك نجد أن هناك ارتباطاً قوياً للإنسان وبكثير من المصنوعات حتى عند استنفاد الغرض الوظيفي في الزمان الذي صممت فيه ذلك لأنها كانت ومازلت تلبي حاجة إنسانية بشترك فيها جميع البشرية وهي الحاجة الى المتعه بالجمال والأمانة في العمل. ومن طبيعة الإبتكار أنه عملية الإكتشاف ثم التعبير عن تلك الهيئة بصورة مادية علية فإننا نعالج العملية الإبتكارية في هيئة التصميم سابقاً فإنه لابد أن تكون هنالك عدة أسباب للتصميم. السبب الأول هو وجود غرض تحتمة الضرورة الإنسانية وهو بمثابة البذرة التي ينمو منها التصميم، وهذا ما يدعو لتقويم الأشياء، بأن يكون لها سبباً مقناعاً. السبب الثاني شكلي ويبدأ بتخيل هيئة ذهنية معينة لإيجاد الحل تتطور فكرتها عندما تتحول الى رسومات على الورق تتحدد من خلالها المعالم الشكلية والإنشائية والهيئة المعبرة. السبب الثالث مادي يتم تحقيقه عندما تتحول الرسومات ومكوناتها الى مقترحات للأنسب من الخامات المتاحة والتي يمكن بها تحقيق الفكرة فالمواد لها صفات فردية متنوعة يمكن استغلالها في مختلف الاشياء ولكن عن طريق التوفيق لا عن طريق الاجبار حيث يتعين علينا قبل البدء بعملية التصميم فهم طبيعته وخواصها والعمل في حدود ذلك وكلما كانت المعلومات عن الخامات كبيرة كلما زادت فرص الافكار والتخيلات الواقعية. السبب الرابع هو السبب التكنيكي ويشمل الناحية التطبيقية التي من خلالها يتم إنجاز الأفكار بالمواد التي تم اختيارها وفق مواصفاتها – وهذا السبب يوحي بل يلزم على استخدام معدات واساليب انتاج معينه لتحقيق التصميم.
مميزات القيمة الشكلية في التصميم: كما أشرنا سابقأ أن لكل تصميم قيم شكلية يتصف بها وتجعله يختلف تماماً عن غيرة من المنتجات ذات الوظيفة الواحدة أو المختلفة ونورد هنا بالتحديد تلك المميزات التي نستطيع من خلالها التعرف على المنتج. 1 – نوع الخامة المستخدمة في التنفيذ (material) حيث يتم تحديد هذه الخامة وفق الخيارات للصفات والخواص الهندسية التي تتميز بها وعليه فإننا مثلاً نجد أن شكل الكرسي الذي ينفذ بأسطح خشبية أو كتل اسفنجية يختلف تماماً عن الكرسي الذي ينفذ بمواسير معدنية ذات طابع خطي ويشتمل علي فراغات عديدة بين مكوناته. 2 – الهيكل الإنساني في التصميم (structure) ويتحدد هذا هندسياً وفق الوظيفة ونوع التحميل والمقاومات المطلوبة. ويتم التوفيق في إقرار الشكل النهائي للإنشاء عادة بين الوظيفة والقيمة الجمالية بدقة وحرص شديدين. 3 – الأبعاد (Dimensions): تعتبر الأبعاد ( المقاسات) والنسب التي تحدد الحيز الفراغي الذي يشغله التصميم، ذات حجمية تختلف عن سابقيتها من المبررات فهي أي الأبعاد- يمكن ايضاً أن تحددها بجانب الوظيفة علاقة ومقاسات جسم الانسان سواء أن كان طفلاً أو بالغاً ومدى ملائمة وضعه الجسماني في الظرف الإستخدامي المعين للمنتج. 4 – الهيئة (form): والمقصود هنا مجمل القيمة الشكلية والطرازية لروح المنتج والتي يمكن ان تحمل بين طياتها بجانب القيم الجمالية- قيماً ثقافية وتراثية أو عقائدية – كما يمكن من خلالها إيصال العديد من المفاهيم والمضامين ذات الاتصال البصري والتي يمكن أن تعتبر عن ماهية المنتج وكيفية إستخدامه دون ترك مجال للتخمين الذي يؤدي بدوره في كثير من الأحيان الى سوء الاستخدام مما يترتب عليه مشاكل قد لا تحمد عقباها تضر بصحة حياة الانسان. 5 – معالجة السطح (Surface finishing) لا يكتمل المظهر النهائي للمنتج ألا بما يسمى بعملية التشطيب وتعتمد هذه العملية على الآتي: 1. نوع الخامة المصنع منها المنتج وما ينبغي أن يعالج به سطحها حتىتعطي رونقاً يعبر عن طبيعة الخامة نفسها ومميزاتها الجمالية، كأن يتم تنعيم قطعة أثاث مصنوعة من خشب التيك أو الماهوجين ثم تدهن بـ(ورنيش) زجاجي تجعلها تحافظ على صفاة الخشب الطبيعية وتحمي سطحه من الرطوبة والخدوش. 2. القيمة الوظيفية للسطح وما عليه حتى من يؤدي دوره كاملاً متكاملاً من الوظائف الاخرى، كأن تطلي أسطح المعدات والاواني الطينية بالنيكل تجنباً للصدأ أو التلوث الجرثومي، أو أن تستخدم الاقمشة القطنية الماصة للعرق في كسوة الكراسي المكتبية بدلاً من البلاستيكي. 3. إختيار اللون الذي تتناسب مدلولاته مع نوعية الموضوع المصمم وسايكلوجية الإنسان المستخدم له حتى تكمل دائرة الإنتظام بجانبها النفعي والمعنوي.
العوامل التي تؤثر في قيمة التصميم: هنالك عدد من العوامل التي تؤثر سلباً أو إيجاباً في تحديد الشكل النهائي الذي يكون عليه التصميم، وهذه العوامل غالباً ما تنتج من القوة الإنفعالية في العملية الإبداعية بسبب واقعيتها ووجدها بشكل ملحوظ في حياة الإنسان اليومية كما نجد بعضاً من هذه العوامل تشكل محور إنطلاق نحو آفاق جمالية ذات مضامين وقيم فلسفية تفوق تصورات الإنسان العادي وفهمه البسيط. وتتمثل هذه العوالم في خمس محاور رئيسية: 1. يتعلق بالتقييم نفسه ما يحمله من قيم جمالية وثقافية وإجتماعية وإتصالية بحريته ويشتمل هذا المحور على ثلاث مؤثرات: أ- المصمم نفسه – وما لديه من قدرات إبداعية وخيال ومعرفته بالعلوم المختلفة تمكنه من سرعة التفكير – وكذلك حالاته المزاجية وذوقه الخاص وإحساسه تجاه الفلسفه الجمالية وإمكانياته في التعبير عم الموضوعات المختلفة بوسائل التشكيل ثلاثية الأبعاد. ب- المجتمع : حيث يؤثر بما يفرضه من قيود قانونية ونظم تسجيل الحقوق الفكرية وضبط الجودة والمواصفات وكذلك قيم العادات والتقاليد التي تسبب في كثير من الاحيان في إضعاف القوة الشرائية اذا لم يتم وضع الإعتبار لها في التصميم . ت- الشركة المنتجه وما ترسمه وتخطط له من سياسات واحداث وإتناج سلع ذات طابع خاص يتم ترجمتها من خلال شكل المنتج، وكذلك ما تمتكله الشركة من قدرة اقتصادية تجعل انتاجها في تطور مستمر مضاف اليه ما تقدمه من خدمة ما بعد البيع . 2. محور الاستخدام وتؤثر عليه ايضاً ثلاث عوامل هامه : أ- المستخدم وكل ما يتطلب توفره له من عوامل بشريه تجعل الاداء يتوافق مع ملكاته الجسمانية وابعاده وكذلك تفاعلاته النفسيه للشكل واللون وكذلك مقدرته الاقتصادية كمشتري ومستهلك. ب- عملية الاستخدام والاداء السلس للمنتج وامكانية تحقيقه للأغراض أو الغرض الذي من اجله توفير السلامه . ت- البيئة واثرها المتبادل بينها وبين المنتج حيث تؤثر البيئة بالحرارة والبروده والرياح والامطار ...الخ، ويؤثر المنتج بما يمكن أن يصدر أو ينبعث منه من ضوضاء أو دخان أو شعاع ...الخ، مما يتوجب على التصميم الحفاظ على هذه العلاقة بشكل متزن. 3. محور الانتاج : ويشتمل على التقنيات الانتاجية المتاحة ونوع المواد الخام التي يمكن أن تستخدم في الانتاج كما يشتمل على الجانب الاقتصادي في العملية الانتاجية نفسها والاحتياجات وضبط الجوده. 4. المحور التجاري: يضم هذا المحور عدد من الانشطة ترتيط ببعضها ارتاباط مهنياً ويؤثر أى منها في تصميم المنتج وهي التسويق بسياساته المختلفه مثل التغليف والتعليب، التوزيع، التخزين، الاعلان والدعايه. 5. محور التخلص من المنتج: ويهتم يتحديد العمر الإفتراضي للمنتج ووضع الترتيبات للتخلص من مخلفاته أو إدخاله ضمن عمليات إعاده التشغيل والتصنيع للمواد. درجة الأهمية الجمالية في التصميم المنتجات المختلفة : الجدول أدناه يوضح درجة التركيز على أهمية القيمة الجمالية في مظهر التصميمات للمنتجات الصناعية بمختلف أنواعها واستخدامها. ونلاحظ أن هذه الأهمية تتعاظم كلما زاد قرب المنتج من جسم الإنسان أو زادت فترة إستخدامه له ونجدها بنسبة عالية جداً ومتفردة في التصميم الحلى والمجوهرات حيث لا وظيفة لها سوى التحلي والإهتمام بتطوير المظهر العام للإنسان تليها الملابس ذات الإستخدامات اليومية بنسبة مقدرة في الوظيفة وعالية أيضاً في الجمال بإعتبار أن الملابس أيضاً مكملة لزينة الإنسان. كما نلاحظ أنه أيضاً كلما زادت القيمة وخصوصاً في الاجهزة والمعدات والادوات كلما قل الإهتمام بالقيمة الجمالية ومنطقياً بالقيمة الجمالية ومنطقياً يبدو ذلك طبيعي جداً لأن الإنسان لن يحفظ بشئ ليس له قيمة مادية ولا يخدمه في شئ مهما كبرت قيمته الجمالية وخصوصاً في عصرنا هذا الذي توظف فيه كل مساحة من المبني توظيفاً مثالياً. ونجد من قبل نهاية المعدات الحربية حيث يتركز الجهد الأعظم على القيمة الوظيفية والتي تعني هنا صد العدو والحفاظ على الارواح أو كسب مواقع ميدانية، ونجد في نهاية القائمة المسامير والصواميل والتي لا عمل لها سوى التثبيت وتأمين الربط، فهي دائماً في أماكن يصعب رؤيتها، تماماً عكس الحلى والمجوهرات.
التدريب على الإبداع والإبتكار: تأتي أهمية التدريب على الإبتكار وبالأخص في أوساط النشئ (رجال وعلماء ومبدعي المستقبل) بدرجة من الأهمية قد توازي أو تفوق أهمية العديد من أنواع التعليم المختلفة بإعتبار أن تنمية القدرات الذهنية والحرفية التي تنتظم هذا النوع من التدريب تساهم مساهمه كبيرة في ربط الخيال بالواقع وتساهم أيضاً في دعم وتأكيد الكثير من المعلومات والقوانين التي قد يصعب فهمها. يرى التربويون أن يبدأ التدريب على الإبداع والإبتكار في مراحل الأوليه من حياة الطفل بالمدرسة ويبدأ بمستويات تتطور وتتقدم مع تقدم سنه ونموه العقلي والعاطفي، يبدأ بتدريس مواد الفنون والأعمال اليدوية حيث تتحقق في هذه الفترة من العمر ومن خلال هذه الانشطة ثلاثة أغراض وهي: 1. غرض جمالي: والمقصود منه تقدير الجمال في الطبيعة حيث التلوين واللون والإنسجام مع تربية الذوق السليم بوجه عام. 2. غرض تعليمي: ويهدف الى تنمية خيال وتقوية الذاكرة والملاحظة مع ما يتبع ذلك من تنمية للمواهب الشخصية والقدرة على الإبتكار مقرونه بدقه الحكم وسرعة البت في الأمور. 3. غرض نفسي: ويؤدي للترجمة عن النزعات المختلفة والتنفس عن الرغبات المكبوتة. كما تأتي أهمية التدريب على الأعمال اليدوية وليس للإعداد لصناعة أو حرفه بقدر ما هو كسب للمهرة وتدريب على العمل وإنما ايضاً لتنمية قوى الطفل الجسمانية والعقلية والروحية- ففي العمل اليدوي نشاط ذاتي هو أهم مميزات الحياة الإنسانية فتظهر وتعبر عن نفسها وتثبت وجودها بالعمل- وفي هذا الميدان العملي الطليق تنبسط أسارير النفس عن دخيلتها فتهذب وترقى. لا يجب أن تأبه هنا للنتائج المادية لهذا النشاط أي ناتج العمل بقدر ما نهتم بالأثر الذي قد لا يراه ولا يلمسه من العامل وهو الطفل بصرف النظر عما ذلك النشاط. والطفل حين يعمل يتخيل ويبدع ويحاول تحقيق خياله وإبداعة فيخفق حيناً وينجح حيناً آخر وفي هذا ما يشعره بقدرة الخالق المبدع جل شأنه. وبذلك يكون العمل اليدوي قد يكون لنا من الطفل شخصية ممتازة مرنه مرتبطة القوى متوافقة التركيب. وهذا النوع من التأسيس إذا ما تم بالصورة التي يراها الكثير من المهتمين في مجال التربية سوف يؤدي الى خلق جيل واعٍ له لاقدرة بالحد الأدنى على الإستيعاب والتفاعل مع الحياة بكل ما فيها من جمال في الطبيعة وتعايش سلمي وتسامي في النفس والروح. وأنه إذا ما اردنا تطوير المزيد من قدرات أولائك الصبية في مراحل دراساتهم اللاحقة. فإنه يتوجب على الدوله الإهتمام بهم بتوفير أدوات المعمل والإختبارات في تلك المراحل للمجالات العلمية والفنية المختلفة والتي تساعد كثيراً في تشجيع وتطوير الملكات الإبداعية وتزرع الثقة في القدرات الذهنية وتدفع للمزيد من الإبتكار. وأنه لمن المؤسف ألا نجد مثل هذا الإهتمام الذي ينشده التربويون ولو القليل منه حتى في مراحل الدراسة الجامعية ومن الكليات الهندسية والتقنية المعنية بالأمر. لذلك من البديهي أن نلاحظ ضعف الإسهامات في ميادين الإبداع والإبتكار على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي، وكما نلاحظ أن الإسهامات في هذه المجالات غالباً ما تكون من ذوي الخبرة العلمية الطويلة في القطاعين العام والخاص حيث تساعدهم موقعهم المهنية وإمكانياتهم المتواضعة من توفير بعض الإحتياجات من المواد والأساليب التقنية لبناء النماذج التجريبية والتحقق بالإختبار ثم التطوير. كما نلاحظ أن ذلك أعداداً مقدرةمن ذوي الإبداع الذهني الذي تمكن من تسخير التقنيات الحديثة وعبر الكليات المتخصصة فأبدع فيها وابتكر العديد من البامج في مجال الحاسوب لمختلف القطاعات والأنشطة العلمية والإعلامية والتعليمية والتجارية.
الخلاصة: "أننا ننظر دائماً الى العالم فعلية عملية ولكن بالإضافة الى ذلك ينبغي لنا أن ننظر الى العالم والموجودات نظرة استمتاع بوجودها في حد ذاته (ولن تكون حياتنا كاملة إذا ظل كل شئ بالنسبة لنا مجرد أداة) بل لا تستحق الحياة الحديثة قد إختل فيها التوازن بين الجانب العقلي والجانب التطبيقي ومن هنا فقد ظهرت الحاجة في التربية الى العناية بتقوية هذا الجانب الذي اصبح الإنسان في المجتماعات الصناعية يفتقده، وهو جانب الذوق الفني وتنمية الخيال والقدرة على تقييم الجمال.
#قيس_والي_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خصائص النظام في تصميم المنتج الصناعي
-
مفهوم النظام في التصميم الصناعي
-
المنتج الصناعي .. اللغة ، العلم و الثقافة
-
التقنيات في تصميم المنتج الصناعي.. وجهة نظر فلسفية (الحركة و
...
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|