أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - يوم دامي اخر















المزيد.....

يوم دامي اخر


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


19 /3/2013 يوم دامي أخر


سألت نفسي ...متى كنا غير مختلفين ...نحن في العراق مختلفين على الشيء واللاشيء ......وإذا صادف ان اتفقنا فسيكون اتفاق توزيع الحصص وكل فريق يعتقد ان هذا هو حقه وإلا احرق الأرض ومن عليها .....
فهناك جهات تحب العراق لأنه مثل النخلة ... يوميا هزي تمر......والأخر يحب العراق اذا كان هو على رأس السلطة وبعكسه ..علي وعلى أعدائي ...والأخر يحب العراق لأنه يسمح له وللآخرين ان يعبثوا دون اي حساب وكتاب ...وفريق رابع من يطالب بالكثلكة وفريق يدعو إلى اللبننة وأخر يرفع شعار تسنن العراق وتنظيفه من الصفويين ... والصفوي ... يقاتل ليثبت شرعيته في وطنه ... ويعاني من تعدد مرجعياته ....وهكذا .
البارحة لم أجد الجرأة لأكتب ...كنت ابكي بشكل مستمر...وانأ أشاهد صور الأطفال المقطعة أشلائهم ...مناظر محزنة لا يتحملها قلبي الضعيف .. تثير كم هائل من التساؤلات ...... لم انم الا بعد ان فقدت القدرة على البقاء يقضا ...وما هي الا ساعتين وقفزت من السرير ... تبادر الى ذهني ...غدا ان سألونا هؤلاء الأطفال باي سبب قطعت أطرافهم ....فمن يملك الجواب ...ومن له الشجاعة ليبرر ما يحصل للعراقيين من قتل وسفك دماء ...وأيام دامية تتوالى دونما فسحة زمن بسيطة تتيح للثكالى ان يتمتعوا بنعمة النسيان مع القليل من الوقت ..... حتى مع تكرار الحزن وتفاقمه .... لم يخرج علينا من يعطينا الأمل ... إن هي إلا أيام امتصاص الغضب والنقمة ليبرزوا الي الفضائيات فرسان الكلام المعد لاجترار التبريرات المعدة سلفا في تجويف أفواههم النتنة ...وكأن الدماء الزكية التي أريقت ...كانت قرابين لسلامة العملية الديمقراطية ...
في الحرب العالمية الثانية وبعد اشتداد القصف للمدن البريطانية المكتظة بالسكان ...عمدت الحكومة البريطانية الى تهيئة معسكرات بعيدة عن مدى الطائرات الألمانية وفي أماكن نائية... معسكرات لسلامة الأطفال الانكليز من القتل نتيجة القصف الألماني العنيف ... ومواصلة تلقيهم تعليمهم .... لأن هؤلاء الأطفال هم ثروة انكلترا...التي ستعيد بناء ما دمرته الحرب .
لا اطلب من الحكومة العراقية ان تفعل ما فعلته بريطانيا .اذ ثبت ان الإرهاب يصل الى كل شبر في العراق ...إلا حواضنه فهي هادئة ودفيئة شتاءا, وباردة مريحة صيفا .ولكن الإنسان الطبيعي ,عندما يصادف مشكلة ويعجز عن حلها , يفكر بالبدائل التي تقلل من خسارته او ليتفادى الخسارة ....مثلا كانت الدولة تستطيع ان تبني مجمعا لكل الوزارات والدوائر المهمة في منطقة معينة ويتم تحصين هذه المنطقة وحمايتها من الاختراقات ... وضواحي بغداد تكاد تكون خالية من زراعة وصناعة ... ومن جهة أخرى يرفعون هذه الجدران الكونكريتية والتي كلفت العراق مليارات الدولارات ...لتتشكل مدننا البغدادية كما كانت سابقا مختلطة بشكل عشوائي بين المكونات فالسني جار للكردي ألفيلي واليهودي جار الشيعي والصابئي مقابل اليزيدي والاثوري مجاور للحسينية ...والكل تلطم على الحسين وتأكل هريسة وشوربة الشيخ عبد القادر الكيلاني .اما الذي فعلوه فهو استدعاء العدو وتسهيل مهمته ليفعل ما يشاء في مناطق ذات صفة طائفية ...وبديهي جدا لما يكون هناك جدران عازلة تحجب رؤية الآخرين ...فالإرهابي في تحضيراته أمن وفي تحركاته امن بل بالعكس الحكومة وفرت له محيط أمن من البشر ومن العين المراقبة الراصدة له ....وجميعنا يعلم ان ثقافة خيانة الصديق او الأقارب او ابن المنطقة تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا وتكاد ان تكون مستحيلة في مثل الظرف الحالي الا من بعض الاستثناءات ... وهناك الكثير من الإجراءات والدروس والخبرات العالمية المستعدة لتقديم ارقى خدمة أمنية وبأحدث ما وصل إليه العلم ...ودولة الإمارات خير دليل ....واذا يتعلل البعض بان بغداد اكبر من الإمارات بكذا مرة ....فهذه أيضا محلولة ...تقسم بغداد الى دوائر ويتم السيطرة على الأمن والاختراق ...وسيتم منح فرصة للعراقيين ان يتعلموا على كيفية استخدام التقنيات الحديثة في حفظ الامن واختراق الجماعات الارهابية وغيرها من الخبرات ..
كما ان هناك أمر مهم وهو ان اغلب التفجيرات تتم بالسيارات لإحداث اكبر قدر من الدمار .. مما يستدعي الاستعانة بالدول او الشركات المتطورة في هذا المجال..وإقامة نظام مرور ألكتروني متقدم يسيطر فيه على استيراد وبيع وشراء السيارات وسن قوانين صارمة على هذه العملية ... ليمنع فيها منعا باتا البيع خارج المعارض ..كما يتم ترحيل المعلومات من المعرض الى مركز المعلومات للتعرف على البائع والمشتري ويتم كذلك السيطرة على استيراد السيارات التي قد تفخخ خارج العراق وتشحن اليه لتفجر ....هناك الكثير الكثير من الأفكار وطالما عند أموال فانك تستطيع ان تجلب كل خبرات العالم أليك .إن صدقت النيات .....للحفاظ على أبنائنا ونساؤنا ورجالنا من مسلسل القتل الوحشي الهمجي ...
الحقيقة هو اننا يجب ان نحدد أي أمن نريد ...هل نريد تحقيق الأمن للحكومة والسياسيين ام الأمن للمنطقة الخضراء والوزارات ام لإفراد المجتمع .اعتقد ان الأولوية يجب ان تعطى لأمن الإفراد والمجتمع ...لأنه هو مصدر الأمن للبقية الباقية .وهو الأساس الذي تستند عليه شرعية اية حكومة .واي حكومة تفشل في حماية الشعب تفقد شرعيتها ....حتى وان كانت منتخبة .....فقد يحمل لنا صندوق الانتخاب الجاهل والمزور والطائفي .
وعودة الى الإحداث الأخيرة فأن الإرادة الدولية والإقليمية يبدو قد اتجهت الى ان يلتحق العراق بدول الربيع العربي السني ... في المناطق الغربية من العراق بعدما وصل الاقتتال في سوريا الى مراحل خطيرة وجديدة باستخدام المعارضة الأسلحة الكيماوية في قصف منطقة باب العسل في حلب ...مما يضع سوريا أمام التقسيم بما يسمى بتوازن الرعب .....وهي رسالة أيضا الى الحكومة العراقية من ان القتال على الأرض سيكون قاسيا ومهما امتلكت من أسلحة فيمكن تحيدها بالتهديد باستخدام السلاح الكيمياوي ....ويبدو ان الدول الإقليمية (قطر والسعودية وتركيا ) المتعهدة بتنفيذ مشروع التقسيم ...تلوح بأنها مستعدة للذهاب الى ابعد نقطة في الصراع ...كما ان مقاومة الجيش السوري لمدة سنتين قد أحرجتهم أمام إسرائيل وأمريكا .... في حين ان غالبية العالم يتجاهل الثورة الباسلة للشعب البحراني والتي قاربت على الدخول في عامها الثالث ..... لا يمكن التفكير بالعراق دون الآخرين .... ان جغرافية المنطقة تتحرك لتتشكل بما يرضي إسرائيل بالدرجة الأساس .... ومن هنا فالعراق يسحب من إذنه ويعاقب كما الطفل المشاغب الذي لا يعرف الخطأ من الصواب ...ويدفع الثمن الأطفال والنساء والرجال ....في أيام دامية منها هو يوم الثلاثاء 19/3/2013 .



حـــــامـــد الـــــزبيــــدي
20/3/2013



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الشيطانية
- السنة والخيارات الصعبة
- الكتاب الازرق
- الشام شامك اذا الدهر ضامك
- 55
- تونس .... في حضن الجماعة
- فشل امريكا في عبور اسوار دمشق
- فيروس الاخونة...يهاجم مصر
- سوريا ...والتحدي الكبير
- حديث الساعة المتأخر
- اللهم فاشهد اني حلمت
- جيكا
- سقوط القناع التركي
- لماذا الان ....وما الذي يحدث في الانبار ...؟
- جحوش الاخوان
- مصر ...تتأهل ..للدخول في مرحلة الفوضى الخلاقة
- عمر ... ورط ....مرسي
- حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟
- السيانيم
- عبد العظيم ....اشوكت اتحج.....؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - يوم دامي اخر