شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي
(Shakir Kitab)
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 14:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصبحت علاقة الكثير من الأحزاب السياسية بدول أجنبية أو عربية سمة ملازمة للواقع السياسي العراقي. وبصعوبة بالغة يمكننا أن نستثني حزبا أو منظمة. والتبريرات التي يقدمها قادة هذه الأحزاب لعلاقاتهم هذه كثيرة. وبقدر كثرتها يكون ضعف مصداقيتها أو لنقل إمكانية إقناعها للمواطن العراقي أو لقواعد الأحزاب نفسها ولا حتى لكوادرها. من هذه التبريرات الوحدة المذهبية أو العنصرية أو الدعم الإنساني أو غير ذلك. في حين أن الحزب القوي قوي بنفسه وقوي بجمهوره وقوة تنظيمه وصدق التزامه وبوطنيته وتنفيذه للمبادئ والشعارات التي يرفعها والتي يفترض هي الأخرى أن تكون نابعة من حاجات واقعنا وتطلعات شعبنا. إن الثمن الذي تدفعه القوى المتورطة بعلاقات خاصة مع بعض الدول باهظ جدا. لكن هذه القوى تدفع الجزء اليسير منه. فهي تحصل على الدعم المادي متمثلا بالملايين من الدولارات وبالأسلحة وربما بالفضائيات ووسائل الإعلام السياسي في مقابل تمثيلها لمصالح تلك الدول والدفاع عنها. وهذا التمثيل والدفاع لا يتوقف عند حد. فقد يصل إلى حد التعاون مع هذه الدول ضد أبناء الوطن الآخرين بسبب ظاهري يتمثل بخلاف سياسي مع الخصوم. لكن في الحقيقة أن الدولة المقصودة هي التي ترى مصالحها مهددة من قبل الطرف السياسي الذي حليفها يعاديه باسمها ويختصم معه. والجزء الأكبر من ثمن ارتباط هذه القوى بالخارج يدفعه الشعب العراقي بأكمله فهنا يقع الخلاف وبالتالي الصراع الطائفي نيابة عن قادة الكتل السياسية مشبوهة الارتباط بالخارج وهنا الشعب نفسه سيكون المتضرر لأن الدولة كلها ستكون مغتربة عن أناسها وتوظف بالكامل للصراع السياسي الذي سينعكس حتما على أداء كل مؤسسات الدولة وبالأخص على أداء الدوائر الأمنية. إن هذه القوى ستكون حتما طابورا خامسا داخل العراق – شعبا ودولة يعمل لصالح دول الدعم المشبوه. وإذا اقتضت المصالح المتناقضة لهذه الدول أن تقع الحرب بينها فستقع في العراق حصرا وسيقتل بعضنا بعضا في الشوارع والمدن ما عدا حصون وقلاع القادة الذين حصنوا أنفسهم منذ زمن تحسبا لهذه اللحظة. وطريقنا للتصدي لكل هذا هو مكافحة الطائفية وتعزيز دور القوى الوطنية المخلصة لتراب العراق والمنبثقة من جراح شعبنا وآلامه وتمثل تطلعاته وحاجاته.
#شاكر_كتاب (هاشتاغ)
Shakir_Kitab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟