|
ماذا يريد منا مخططوا تفجيرات الامس الدامي؟؟
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 12:49
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بالامس مرت ببغداد واهلها يوم دموي ورعب جديد ...بيوم دموي اعتادت ان تمر به بين اونة واخرى ...تسيل فيها دماء الابرياء من الفقراء والكادحين والكسبة ...وليعم الحزن والبكاء والعويل وتتعالى صرخات الاستنكار والادانة وكيل الاتهامات كالعادة ...الى درجة بدأ المواطن يسب ويشتم بالعلن ولا يبالي من يسب من المسؤليين ...سواء كان في اعلى الهرم السياسي والسلطة أو اصغر شرطي يقف في نقاط التفتيش .. ويعقب ذلك اختناقات مرورية تنسي المواطن صوت الانفجارات ومصائبها لانه يفكر في كيفية الوصول الى بيته وعائلته ليطمأن عليهم ...ولكن الاختناقات يوم امس تجاوزت كل حدود المعتاد والمعقول ...اربع ساعات حشر احدهم في احد الاختناقات كمثل من الاف الامثال للمواقف المحرجة ...الى درجة اضطر معها المسكين ان يتبول في سيارته لانه فقد السيطرة على نفسه...وبنفس الوقت نجد مسؤولي الحكومة خائفين وقابعين في المنطقة الغبراء ..ولا يحسون بما يعانيه المريض والشايب والحامل والطفل الرضيع ... وقفت طويلا عند سؤال ..ماذا يريد ان يخبرنا المخطط والقاتل المنفذ من وراء هذه التفجيرات التي قارب عددها العشرين في يوم واحد وفي مختلف انحاء بغداد خاصة والعراق عامة ... لانه وكما يعلم الجميع ...وراء كل يوم دموي يوجد مخطط وهدف غير معلن ..فدعونا نخمن من وراء التفجيرات وما ذا يريد اخبارنا من وراء هذه الجريمة ؟؟؟ اولا --- يوم البارحة يصادف يوم 19 /3 وهو ذكرى مرور عشرة سنوات على العدوان الامريكي واحتلال وتدمير العراق وتمزيق شعبه ..وهنا نسأل ...هل من المعقول قتل العراقيين الفقراء بهذه التفجيرات ...احتجاج على الاحتلال الامريكي ؟؟ او نوع من أنواع المقاومة للاحتلال ؟؟ بالتأكيد الجواب ...لا ...وانما هذه الجريمة تؤكد ان الاحتلال وعملاءه موجودين وعندهم الامكانية في التوقيت والمكان الذي يختارونه ...وعلى الشعب العراقي ان ينفذ كل ما يرسمه المحتل وعملاءه .. ثانيا --- من الضحالة والغباء ان نفصل ما جرى ويجري في العراق عما يحدث في منطقة الشرق الاوسط ولاسيما في سوريا ... فمنذ سنتين ومخططات الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باشروا بتدمير سوريا الدولة والوطن والشعب ...بحجة ازاحة نظام بشار الاسد (الذي تربى في احضان بريطانيا) ...والتدمير والقتل مستمر ...ولن يتوقف الا بعد ان يعيدو سوريا الى ما قبل اكتشاف الصناعة ( كما فعلو بالعراق ) وتقسيمها الى دويلات تستجدي الحماية من اسرائيل !!!.. وبالامس أستخدمت ما يسمونها المعارضة السورية صاروخ برأس كيمياوي ( وبنغس توقيت أستخدام السلاح الكيمياوي في جريمة حلبجة بالعراق ) ... وكلنا نتذكر ...كيف اثار الاعلام الامريكي – البريطاني موضوع وضجة الاسلحة الكيمياوية السورية ...وكانهم كانوا يهيئون لاستخدام الصاروخ الكيمياوي يوم امس واتهام النظام برمي الصاروخ هذا ...كي يستخدم كمبرر للتدخل العسكري المباشر من قبل حلفاء امريكا مثل تركيا وبريطانيا وفرنسا مثلا ...وكل المؤشرات تشير الى قرب ذلك ...كنصب بطاريات باتريوت الصاروخية على الحدود التركية ...وتحت ذريعة الخوف من هجوم سوريا على تركيا ...علما انهم خلال السنتين الماضية استنزفوا سوريا عسكريا وأقتصاديا ومزقوها الى شلاء خربة...فمن يعقل او يصدق ان سوريا ليس لها القدرة العسكرية حتى على مهاجمة لبنان الضعيف جيشا وشعبا...فكيف تهاجم تركيا القوية عسكريا ؟؟؟ هذا منطق مفلوج لمروجي ودعاة الحروب ... ولم يكتفوا بذلك ..بل أصدروا الموافقة الاوربية على تزويد المعارضة السورية بالسلاح ...ولم يكتفوا بذلك وانما فتحوا الدورات العسكرية في تركيا والاردن لتدريب من يسمونهم بلمعارضة السورية ....ولم يكتفي القطريين بذلك وانما طالبوا الجامعة العربية لارسال الجيوش للقضاء على بشار الاسد ونظامه .. لاحظ اخي القاريء ...نفس سيناريو تدمير العراق ينفذ بحق الشعب السوري...اكاذيب واتهامات ومبررات ...أستعدادات وتحشدات ثم هجوم وتدمير وطن وشعب وبالتالي تدمير امة بايدي أبناءها الخونة من العملاء... ثالثا --- الاكراد ولعبة الغرب التقسيمية القذرة بالرغم من مرور اكثر من 20 سنة على أنسحاب الجيش العراقي من الكويت ..و10 سنوات على الاحتلال الامريكي للعراق ...و2سنة على بدأ الحرب التدميرية على سوريا ...نجد الغرب الاستعماري يدغدغ ويغازل الاكراد في طموحاتهم القومية في انشاء الدولة الكردية الموحدة تضم كل اكراد المنطقة ( وانا شخصيا اعتقد ن الشعب الكردي سيصبح ضحية لاكذوبة تاريخية وكما فعلوا مع العرب في الحرب العالمية الاولى ) ... كلنا نتابع الجهود التي تبذل لاعلان الدولة الكردية في شمال العراق (وحسب وعود بايدن المعروفة ) .. نلاحظ مايلي --- قبل يومين انتخب رئيس وزراء للمعارضة السورية ...من القومية الكردية ويحمل الجنسية الامريكية !!!! --- اعلن في الاعلام ان عبد الله اوجلان ...الزعيم الكردي التركي والمسند سوريا ...والمسجون حاليا في سجون تركيا ...قد عقد صفقة لوقف الاقتتال بين الجناح العسكري لحزبه ب .ك .ك والجيش التركي ...بخطاب يلقيه بنفسه بمناسبة اعياد نوروز ...هذه الخطوة لها ابعادها الخطيرة على الصراع الجاري بين المعارضة والنظام في سوريا والعراق ...وبالتاكيد ستصب في صالح مشروع بايدن لتقسيم سوريا والعراق كمرحلة اولى ... --- من هنا يمكننا ان نستنتج ان تقسيم سوريا سيفرض بالتدخل العسكري المباشر مع تحييد للاكراد بوعد تحقيق دولتهم القومية المستقلة لاكراد سوريا والعراق .. رابعا --- من الملاحظ في الاونة الاخيرة ... تركيز الاتهامات على حزب الله وسلاح المقاومة الموجه الى اسرائيل ...فهم يبذلون المستحيل لجر الحزب المذكور وسلاحه بمختلف الحجج والذرائع ...ولاسيما بالتدخل الطائفي في الصراع الطائفي في العراق وسوريا ولكنهم وكما يبدوا لي يخططون لجر لبنان الى المشاركة في صراع الفوضى والحرب الاهلية الطائفية ...ويلاحظ ذلك من خلال اعتداءات مفتعلة بالضرب من عناصر لبناانية مندسة على رجال دين لبنانين سنة ...واتهام حركة امل وحزب الله وراء الاحداث ...والمفرح لكل عربي ان اللبنانين المخلصيين للبنان والسلم الاهلي ...نراهم يتصدون للفتنة ومشعليها ... ولكن سؤالي ...الى متى ستسلم الجرة من الكسر ؟؟؟وتنجح جهود المخلصين اللبنانين ؟؟؟ خامسا --- الاستنتاجات ...اعتقد ان التفجيرات الاجرامية تنفذ ضمن مخطط شامل تقسيمي للمنطقة كلها ( مرحليا تشمل العراق وسوريا ولبنان ) من خلال حرب طائفية ...سنية – شيعية .... عربية – كردية .... وربما أسلامية – مسيحية ...اي حرب وفوضى قذرة ...لاتبقي ولا تذر ...الكل خاسر ...والرابح الوحيد هي اسرائيل ...محققة هدفها بالتخلص من الشعب الفلسطيني واسكانه في الدول الجديدة والضعيفة ...وأن تحقيق حلمها باسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ... أما الرابح الثاني فهم شركات النفط والسلاح الامريكية ...وستستمر معاناة شعبنا الى ان تنهار شعوب العراق وسوريا ولبنان ...وان شاء الله سيخيب ظن اعداء الامة العربية في تحقيق حلمهم هذا بحق لا اله الا لله ...وسينتصر الحق الوطني على الباطل الاجنبي بعونه تعالى ...ولنرفع ايدينا بالدعاء على كل من يريد بشعبنا الشر ...بالويل والثبور ... اللهم اسكن شهداء شعبنا في العراق وسوريا فسيح جناتك وشافي مرضانا ...واللهم أحفظ اهلنا ووطننا من كل سوء ... ورد كيد أعداءنا الى نحورهم .. انك قادر على كل شيء وقدير .. اللهم العراق واهله ...اينما حلوا و ارتحلوا ...
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غياب الحس الوطني يضيع الوطن
-
جواب لسؤال ...ما الحل ؟؟
-
الطائفية سلاح دمار شامل فحاربوه
-
عناوين طنانه ..والمواطنين حيرانة
-
الطائفية الملعونة في خدمة السياسة
-
لاتلوموني ان تظاهرت و اعتصمت و حتى ان بكيت ..
-
من سيربح معركة الجمعة القادمة ؟؟
-
من لايمتلك سكن لايمتلك وطن
-
القزم يرقص بطرا على صدر العملاق
-
انت الخصم وانت الحكم .وهذا ما نرفضه وندينه
-
ما سبب النأي بالنفس عن قيادة انتفاضة الانبار ؟؟؟
-
قبل اليد التي لا تستطيع قطعها
-
ما حدث بالفلوجة هو البداية ..فاين ستكون النهاية ؟؟؟
-
أيقظة ضمير ؟؟ ام تكتيك انتخابي ؟؟؟
-
اللهم لاتحير عبادك العراقيين
-
الطائفيون خسروا معركة فكيف سينهون الحرب ؟؟
-
الطيبة والاصالة العراقية
-
من يصدق ؟؟ الفتنة الطائفية طرقت بابي
-
الطائفيون والعملاء ينفذون مخططات الاحتلال ...فأ نتبهوا وقاوم
...
-
خذوه هسه..وبعدين يثبت نفسه حصيني
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|