أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - لا حياد مع الارهاب














المزيد.....


لا حياد مع الارهاب


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 12:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الم كبير, وحرج اكبر ينتاب المرء وهو يحاول ان يتكلم عن ابناء الشعب الواحد على انهم اطراف او فئات شتى, والاكثر تمزيقا للقلب, وللوطن عنما يضطر للحديث بالـ"نحن"و"الهم" في توصيف مساحات من الذاكرة عرفت وجدنا للارض التي نحب,والتي لانملك سواها.. ويزداد الحرج في هذه الايام التي ينزاح فيها الاختلاف في الرأي فورا الى الاخاديد الطائفية التي تغور وتغور باضطراد في جسد وعافية الوطن,و لكن يبدو ان الخيار الوحيد المتاح للمثقف –فضلا عن الانزواء ودس الراس في رمل الخرس المهين-هو ان نجر الى ذلك الاتون المسعر كراهية ونبذ لايكاد يتوقف من طرف حتى يشعله طرف آخر, خصوصا في هذه الايام التي نلملم فيها اشلاء احبائنا المتناثرة على ارصفة الموت باكياس التسوق..
مضطرين ان نقسم الوطن الى فسطاطين لا اكثر, وان نصنف فيهما الناس وننزلهم منازل, ولكن ليس الى ملل ونحل كما يتمنى بعضهم, ولا الى اعراق وطوائف كما يتشهى آخرون, ولكن الى خندق الشعب العراقي بكل جراحه واماله وعذاباته وبكل عمقه الحضاري مقابل الصلف القاتم لذوي النفوس المريضة من دعاة الطائفية والتشظي والانشطار.
كل الناس, وبكل حبهم للحياة مقابل تلك الجموع من القتلة والمألبين من الكتبة والمشايخ والخطباء والناشطون والسياسيين الذين استمرأوا الولوغ في دم الانسان العراقي العظيم واستسهلوا زرع الحقد بين الناس وايغار القلوب والنفوس وجر احط ما عرفته البشرية من غرائز وبهيمية من اكثر مناطق القاب عتمة في دوائر متناسلة من الزعيق والنداء بكراهية الانسان لاخيه الانسان.
كل العباد, وبكل احلامهم وطموحاتهم بالغد الافضل امام ذلك التكدس المجرم لآلاف الحناجر الضاجة والمقالات المتذاكية والتقارير الملتبسة التي تتقاطر منها سموم التمييز والاقصاء, فلا حياد ولا مهادنة مع من يريد ان يملأ الارض جورا وظلما ويقلق دعة واستقرار مجتمعنا الصغير بذلك الحشد الطائفي الذي أصبحنا نراه ونعيشه ونسمعه ونشاهد فصوله ليل نهار بضجيج مخمور بالطائفية والعصبية التي تقتات على فتاوى القتل اليومي وما تنتجه من فائض موت العراقيين.
لن يخضع الشعب لتلك القسمة الضيزى, ولن تستل امانيه بالشوارع المحترقة, ولن يستسلم امام هذا الموت البواح, ولن يهادن مع الممالئين والمحسوبين على جبهة الموت الأخرى..ولن تكون جثث ابنائه مطية لمشكلات الاخرين وخلافاتهم واطماعهم , فان الواقع..والحس السليم..ومنطق التاريخ..يؤكد ان اشهار سيف الطائفية في وجه الشعوب والتخابئ خلف الشريعة لتبرير التشبث بحكم عضوض تآكلت قوائمه بفعل الافتقار المتقادم للشرعية..لن يكون اكثر جدوى من الممارسات التي سبقته والتي لم تكن اقل دأبا ولا اكثر الحاحا..وان هذه الممارسات لن يكون لها من الحظ اكثر من التصرفات اليائسة التي ترجرجت ما بين فتح بيوت المال او سفح الوعود او سفك الدماء او ممارسة الخداع والتحايل او استجلاب الجيوش واستعداء الآخر المناهض..وان جميع هذه الامور لن تقوى على ايقاف رغبة الشعوب الحية بالحياة..فالارادة الشعبية الحرة المؤمنة بوحدة الشعب وكرامة الانسان لابد وأن تنتصر مهما تكاثرت ضدها المؤامرات..ومهما تعددت الخنادق والجبهات..ومهما تفننت القوى الطائفية في مراوغتها والنيل منها.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقية جون كيري
- جحر واحد وعشرات اللدغات
- القرضاوي..في خريفه
- سيدي رئيس مجلس النواب..لم تكن موفقا
- حديث الاستقالة
- مأزق المثقف تحت ظلال المنابر
- عمائم ملونة..افق كالح
- الشعار..بين الواقعية والتلفيق
- نأمل بالحب..
- اسرائيل العدو..اسرائيل الصديق
- ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف
- الكلمة..مسؤولية
- حادث متوقع..تصرف متعجل
- انتخابات جديدة..وعود قديمة
- حرب الاصفار
- مدينة على شفا قطرات من مطر
- القانون فوق الجميع..القانون للجميع
- الخطباء الغاوون
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - لا حياد مع الارهاب