أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية














المزيد.....


زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 08:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عاتبني الزميل(شوكت السعدون) وهو كاتب أردني حصيف ولا يشق له غبار في الدراسات الإستراتيجية,نعم,عاتبني على قلة حضوري لأنشطة رابطة الكُتاب الأردنيين فأرسلت له برسالة قلت فيها:لا يثني عزيمتي شيء عن الحضور وأنا إن لم أحضر بشحمي وبلحمي وبالصوت وبالصورة فهذا لا يعني أنني لا أعرف ما يجري من أمسيات ثقافية فأنا متابع لكم جيدا من قريب ومن بعيد وأعرف كل ما تفعلونه وما تقدمونه من(طُعم) جديد للمثقفين الذين تصطادونهم لتتحول حياتهم إلى جحيم دافق ولكن عندي مشكلة واحدة وهي أنني أبعد بمنزلي عن مقر الرابطة كثيرا وحضوري لأي نشاط يكلفني ما يقرب من 3 دنانير أردنية وأولادي أولى مني ومن الرابطة بالثلاثة دنانير,فالزميل شوكت السعدون عدى أنه زميل سياسي قديم لي فهو أيضا عضو هيئة إدارة في رابطة الكتاب الأردنيين فرع إربد.

والمشكلة ليست هنا بتاتا بل هناك في الرد الذي رد به على رسالتي حيث قال: أتعرف (كُشك الزرعيني)الذي يبيع الكُتب على دوار الساعة؟ فأجبته:نعم وهل يخفى القمر!,فقال لي: كنت منذ صباي أتردد على الكشك أنا وكل الفقراء أمثالي من الناس ,كنت أحيانا أتجادل معه على ثمن الكُتب,فقال لي صاحب الكشك يوماً:أنتم أيها الفقراء لماذا تشترون الكتب وأنتم بأمس الحاجة للنقود؟أنا أستغرب منكم وأعرفكم واحدا واحدا,فكل زبائني من الفقراء ومن النادر أن يدخل مكتبتي(كشكي) أحد الأغنياء فكل زبائني فقراء وقاعدين على الحديدة والبلاطة من شدة الفقرويشكون من البطالة والعازة....ولا أستطيع أن أقول لكم إلا أنكم أنتم زبائني الدائمون ولا أستطيع أن أدعو لكم بشي إلا بكلمة(الله يقويكوا لكي أستفيد منكم أكثر) وأنا يا أستاذ جهاد علاونه بالأصالة عن نفسي وإدارة الرابطة لا أستطيع أن أقول لك إلا:الله يقويك.
فعلا كلامه صحيح فزبائن أصحاب المكتبات كلهم من الفقراء ومن النادر أن يدخل المكتبة أحد الأغنياء إلا في بعض الظروف بهدف الفرجه أي:المشاهدة وليس بهدف شراء الكتب فالفقراء- في وطننا العربي وهذه حقيقة مدروسة- من المؤسف أنهم هم وحدهم من يدعم الكُتب فالأغنياء لا يترددون إلا على الملاهي أو بيوت الدعارة ويدفعون المال عن رضا دون أي مفاصلة أو أي مجادلة,وأنا أقول لهؤلاء الأغنياء:الله يقويكوا لكي تدعموا العاهرات وبيوت الدعارة المنتشرة في البلد بشكل سري للغاية.

كنتُ أظن في بداية مشواري الثقافي بأنني كلما ثقفتُ نفسي أكثر كلما ازداد إعجاب الناس بي أكثر,ولكن الحقيقة تقول لي غير ذلك,وكنت أظن بأنني كلما عرفت أكثر كلما ازداد احترام الناس لي أكثر ,ومضيتُ على هذه السُنة في الحياة مدة ربع قرنٍ مع أنني أدركتُ بأنني مخطئ منذ أكثر من عشرين عامٍ ولكنني لم أستطع الرجوع إلى الخلف وجاملت نفسي كثيرا وعشمتُ نفسي بالمستقبل المفرح الذي سيأتي عليّ ولكن خاب ظني بالناس وخاب ظني بنفسي أكثر ..عش يا صديقي (شوكت السعدون) أكثر تسمع أكثر وتشاهد أكثر وتعرف أكثر وتصطدم بحائق أكثر وتعرف عن الناس أكثر,وتتألم أكثر وتجوع أكثر وتتعرى أكثر,واقرأ أكثر تستكشف أكثر وتستنتج أكثر وتكسب لك أعداء جدد أكثر, فكلما كشفت وعرفت أكثر كلما ازداد أعداؤك أكثر,وكلما أمعنت بالنظر أكثر كلما أصبحت شخصا خطيرا أكثر,خطيرا على نظام الحكم وخطيرا على الشرائح الاجتماعية,وكلما حلقت بخيالك أكثر كلما ازدادت قدرتك في الدخول إلى عالم الناس والبشرية أكثر وكلما استيقظت أكثر كلما هددك الجهلاء أكثر.

ونم في سريرك أكثر وقلل من القراءة أكثر كلما أصبحت ثريا أكثر فهذا العالم الذي نعيش فيه يثري به الأميون والنصابون والدجالون والجهلاء والعاهرين وسيئو السمعة والصيت بين الناس,هذا عالم عدو للعلم وللثقافة وللتنوير وكل الناس تتسلح بالجهل,وكلما ازددت جهلا كلما ازددت ثراء أكثر وكلما ازددت علما كلما ازددت فقرا وكلما ازدادت فترت عطشك أكثر وانتظارك أطول لمن يخلصك من حزنك ومن همك ,وكلما قرأت أكثر كلما أدمنت على التعاسة أكثر وعلى الحزن أكثر وعلى المصائب أكثر,وكلما ترددت على المكتبات أكثر كلما تعرفت على فقراء جدد أكثر.
والله يقوي كل المعلقين على مقالتي هذه أكثر من أي وقتٍ مضى.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المترددون والمتأكدون
- نحن أبناء الشرير والحرام
- سلوكيات غير منطقية
- سلامٌ عليك
- التسامح أفضل من العدالة
- الغشاشون
- عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
- الأشرار جدودنا
- خطبة جمعة متناقضة
- اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
- أشهر جملة العالم
- لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
- صورتي2
- عاري
- أنا إنسان فاشل
- إبرة مخدر
- هذه هي حياتنا
- هل تريد أن تحكم مصر؟
- أنا مثل إسرائيل
- اللعب مع الكلمة


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - زبائن المكتبات والمؤسسات الثقافية