هل فوجئ احد ما بمضمون البيان الذي اصدرته جمعية حقوق الانسان العراقي- فرع السليمانية في 19-9 -2002 حول الجرائم والانتهاكات القانونية والاخلاقية التي مورست ضد بعض المواطنين العرب المقيمين في بعض اجزاء كردستان العراق، وبالتحديد في مدينة السليمانية، المدينة التي عرفت بتعصبها القومي وغطرستها وتعاليها على ابناء قوميتها نفسهم؟. اشك في ذلك، لاسيما اذا عرفنا ان السلطة والهيمنة في ذلك الجزء بيد اوك (الاتحاد الوطني الكردستاني) الذي يتزعمه جلال الطالباني ونوشيروان. وقوة هذا التنظيم في تلك المدينة تؤشر لبعض الدلالة على الترابط بين النزعة المتعصبة عندهما. فهذا التنظيم<اوك> تميز بنزعة متطرفة اقصائية وتصفوية لاحلال نفسه بديلا عن كل التيارات السياسية والحزبية، الامر الذي يذكر بنزوع البعث العراقي في احلاله لنفسه حتى وهو خارج السلطة بديلا عن الجميع موحدا حول نفسه وبطرق ووسائل لاتفارق العنف كل مايمكن ان يفرزه المجتمع والساحة السياسية والفكرية من قوى وتيارات.
<اوك> الذي انشق عن التنظيم الام <حدك> -الحزب الديمقراطي الكردستاني- في ميل واضح لايخلو من تطلعات فردية لنزعة تزعم للحركة الوطنية الكردية لدى ابرز مؤسسيه< جلال الطالباني > والذي كان بالاساس ،وبغض النظر عن الدوافع السياسية والتنظيمية، من اجل الانفراد بالزعامة واحتكار قيادة الحركة الكردية في تحرك مكثف وحثيث لاجل اقصاء تلك القيادة وتنظيمها <حدك>.
المتتبع لنشاط هذا التنظيم القومي سيلاحظ، واذا تجاوزنا المراحل السابقة من الصراع الداخلي وتحوله عام 1966 الى قوات مرتزقة<جاش> لخدمة النظام العراقي القومي الشوفيني المعادي لمصالح الشعب الكردي،وركزنا اهتمامنا على المراحل المتاخرة اي منذ اواخر السبعينات ،لانها مرحلة ترتبط عضويا بمآلات واوضاع حركة المعارضة الحالية، لكنا لاحظنا ان هذا التنظيم لعب دورا تخريبيا كبيرا في عرقلة اية محاولات لنبذ الخلافات وتوحيد الصف المعارض في مواجهة مرحلة خطرة وقاسية وعنيفة واستثنائية في حياة العراق السياسي. فقد قام بافتعال صراعات عديدة، ولدواعي مختلفة، لكن جذرها الاساس هو اقصاء اي من القوى السياسية المتواجدة في محيط العمل العسكري والتنظيمي على الساحة الكردستانية، اما بهدف الغاء وجوده واقصاءه واما لوضعه تحت الوصاية وبالتالي السيطرة لتوطيد النفوذ والانحناء لحق الزعامة المطلق ل<المام والاستاذ>. فهم قد وجهوا ضربات متتالية وباوقات مختلفة وبدوافع تافهة وواهية الى كل القوى السياسية. وجهوا ضربة الى حزب الباسوك< الحزب الاشتراكي الكردي> والى الحزب الاشتراكي الكردستاني والى الحزب الشيوعي العراقي. والضربة التي وجهت الى< حشع> هي ذات دلالة خاصة ترتبط بسياق طرحي هنا عن طبيعة توجهات هذا التنظيم وقيادته، لذا ساعرض لها هنا باختصار.
فجاة في عام 1983، وبدون مقدمات ذات معنى، ابدا< اوك> استعداده للتفاوض مع النظام الفاشي في بغداد محاولا استغلال ماتوهم من انه ضعف للنظام يمكنه استغلاله للمساومة على تحقيق بعض المكاسب المتعلقة بحقوق الشعب الكردي. وبديهي ان <اوك> لاتهمه مصالح وحقوق الشعب الكردي بقدر ماتهمه الامتيازات والثمار التي سيجنيها ويحققها من خلال اي اتفاق مع النظام، اذ لو كانت المصالح والحقوق هي مايشغل قيادة <اوك> لما ذهبوا الى المفاوضات منفردين ولنسقوا مع اطراف المعارضة الاخرى ولتوجهوا يدا واحدة لتحقيق تاثير اكبرونتائج اكبر لصالح النضال العام وحقوق الشعب الكردي وهي بالمناسبة حقوق لاتتحقق بمعزل عن النضال والعمل المشترك للشعب العراقي بمجمله، وسياق الاحداث اللاحقة يؤكد هذا الاستنتاج.
كان ضيق افق قيادة <اوك> ومطامحها الانتهازية دفعاها لعقد هذه الصفقة المشبوهة مع النظام وكان الثمن المطلوب والمتناغم تماما مع مطامح ورغبات هذه القيادة هو توجيه ضربة للحزب الشيوعي العراقي تستهدف شل حركته واقصاءه. وتعزز نفوذ <اوك> اكثر في مناطقه بعدما قبل مرغما باقتسام مناطق النفوذ مع <حدك>، القوى السياسية الاكبر في المنطقة الكردية، بعد الضربة التاديبية التي تلقاها <اوك> على يد< حدك> في معركة حكاري عام 79 بعدما حاول ابعاد حدك عن مناطق عمله في قاطع بهدينان .
هكذا، وبما ان الغاية والغاية فقط هي التي تبرر الوسيلة، هو المبدا الوحيد الذي تسترشد وتعمل به قيادة <اوك> فقد لجأت الى ابشع الوسائل في توجيه الضربة الى< حشع> متوسلين الغدر كطريقة تتماشى تماما مع القيم والمبادئ التي يحملونها، واؤكد هنا على الغدر<1> وليس المباغتة باعتبارها العنصر الاساس في العمل العسكري وليس كذلك الخدعة باعتبارها من اوليات الحرب. لان العلاقات بين الحزبين كانت انذاك طبيعية، رغم بعض التشنج ، وكان الحزبان متحالفين ضمن اطار الجبهة الوطنية<جوقد> والتعاون والتنسيق قائما بينهما،والاجواء العامة تبين ان اي اعتداء عسكري على اي فصيل سياسي معارض يدلل على انحطاط سياسي، لاسيما اذا كان بدفع واغراء من النظام. وهكذا قام اوك بضرب مقرات القيادة < لحشع> وبدعم لوجستي من النظام وامدادات كمية ونوعية من الاسلحة والمعدات الحديثة. وكان معظم القتلى في ذلك الاعتداء هم من العرب حيث كان القتل على الهوية، فمن المعروف ان للحزب الشيوعي العراقي عدد كبير من العرب المسلحين في صفوف انصاره في كردستان وهؤلاء كانوا الهدف المركزي للاعدامات الميدانية والقتل الفوري بعد الاسر على يد مقاتلي اوك الهمج لالشيء الا لكونهم عربا. والمخزي والمعيب ان بعض من الانصار الاكراد الشيوعيين من اهالي السليمانية لم يبتأسوا، ان لم يكونوا قد ابتهجوا، لان العدد الاكبر من القتلى هم من العرب!!. هذه الواقعة لها دلالة كبيرة في ايضاح النزعة العرقية الحاقدة لهذا التنظيم ذي النزوع الفاشي .
لعبت قيادة اوك ادوارا غير مشرفة كثيرة خلال تاريخها كانت مليئة بالمؤامرات والدسائس والنزعات لاجل التزعم والحصول على المكاسب والامتيازات والاستحواذ على السلطة اي كان شكلها ومحتواها. ففي بداية انتفاضة اذار عام 1991 وبينما كانت الانتفاضة مشتعلة في الجنوب لجأ<المام والاستاذ> جلال الطالباني وبخطوة منفردة وغير مبررة وبدون اي تنسيق مع اي طرف سياسي الى التفاوض مع النظام بوهم الضعف الذي اصاب النظام جراء الضربة العسكرية التي تلقاها انذاك لاجل تحقيق بعض المكاسب على حساب القضية العراقية وعلى حساب ادوار ومكانة القوى المعارضة الاخرى. وقد استغل النظام هذه الفرصة الذهبية والمجانية التي قدمت اليه فساوم الطالباني ليتفرغ كليا الى الجنوب المشتعل لسحق الانتفاضة وقد نجح في ذلك ليعود مرة اخرى ويوجه ضربة مركزة الى الشمال . كذلك ليس مخفيا امر الابتزاز الذي لجأ اليه <اوك> بعد انتخابات 1992 في الاقليم حين لم يحقق الاغلبية ففرض التساوي في المقاعد من خلال التهديد بتفجير الاوضاع واشعال الحرب ،لان المناصفة التي فرضها القدر والتوازن السياسي في المنطقة على الطالباني وتنظيمه، والتي خفضت سقف طموحاته في التزعم المطلق، سوف لن يتنازل عنها على الاطلاق ومهما يكن الثمن، وسوف لن يتوانى عن استخدام مابحوزته وماليس بحوزته من وسائل لاجل الحفاظ على الامتيازات، اي كانت، وتعزيزها... واخيرا وليس اخرا المحاولة الانقلابية التي حاول ان يقوم بها بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني في صيف عام 1996 لتوجيه ضربة الى <حدك> والغاء او تقليص نفوذه ومكانته. ولم يكن الدافع وراء تلك المحاولة هو الملايين التي اراد الحصول عليها من عائدات الكمارك وحسب، والتي بسببها اطلق فقراء الاكراد تسمية <ام الكمارك> الساخرة والمعبرة على تلك الاحداث، وانما لاجل السعي المحموم وراء الحلم المستحيل الذي ماانفك الطالباني يهجس به ، حلم الزعامة المطلقة والزعيم الاوحد .. طبعا هناك علاقة هذا التنظيم المتذبذبة والمتقلبة مع الدول الاقليمية ومع الاحزاب الكردية في كردستاناتها والتي بحاجة الى وقفات طويلة لامجال لها هنا في هذه العجالة.
لقد كلفت ممارسات <اوك> الحركة الوطنية العراقية العاملة في كردستان من ضحايا وارباكات سياسية تفوق بكثير ماخسرته في صراعها مع النظام. ومانحن بصدده الان من انتهاك لحقوق انسان على اساس عرقي ليس امرا فرديا او عابرا يمارسه افراد يستهترون ويستغلون السلطة التي بحوزتهم، وانما هو يتعدى ذلك، انه سلوك ذو دوافع عنصرية تعصبية يجد له ارضا خصبة، فكرية واجتماعية ونفسية، داخل هذا التنظيم المتطرف والمعادي للجميع.
بعد كل هذا هل يمكن استغراب او استبعاد امكانية اي افعال رديئة يقوم بها هذا التنظيم وعناصره لاسيما وانهم الان يمتلكون سلطة..
التاريخ والوقائع ستجيب على تلك التساؤلات..
هامش(1)
في طريقهم لحشد قواتهم من اجل ضرب مقرات القيادة< لحشع> كان مقاتلوا <اوك> يحلون ضيوفا على احد مقرات الحزب الشيوعي للاستراحة وتناول الطعام، والغريب والدراماتيكي ان قيادة الحزب الشيوعي حين ابلغها مسؤولوا هذا المقر عن شكوكهم حول هذه التحركات المكثفة لم يكترثوا ولم يستنتجوا اي شئ .. فوقعت الكارثة.
هل فوجئ احد ما بمضمون البيان الذي اصدرته جمعية حقوق الانسان العراقي- فرع السليمانية في 19-9 -2002 حول الجرائم والانتهاكات القانونية والاخلاقية التي مورست ضد بعض المواطنين العرب المقيمين في بعض اجزاء كردستان العراق ، وبالتحديد في مدينة السليمانية، المدينة التي عرفت بتعصبها القومي وغطرستها وتعاليها على ابناء قوميتها نفسهم ؟. اشك في ذلك، لاسيما اذا عرفنا ان السلطة والهيمنة في ذلك الجزء بيد اوك (الاتحاد الوطني الكردستاني) الذي يتزعمه جلال الطالباني وناوشيروان . وقوة هذا التنظيم في تلك المدينة تؤشر لبعض الدلالة على الترابط بين النزعة المتعصبة عندهما. فهذا التنظيم<اوك> تميز بنزعة متطرفة اقصائية وتصفوية لاحلال نفسه بديلا عن كل التيارات السياسية والحزبية ، الامر الذي يذكر بنزوع البعث العراقي في احلال نفسه حتى وهو خارج السلطة بديلا عن الجميع موحدا حول نفسه وبطرق ووسائل لاتفارق العنف كل مايمكن ان يفرزه المجتمع والساحة السياسية والفكرية من قوى وتيارات.
<اوك> الذي انشق عن التنظيم الام <حدك> -الحزب الديمقراطي الكردستاني- في ميل واضح لايخلو من تطلعات فردية لنزعة تزعم للحركة الوطنية الكردية لدى ابرز مؤسسيه< جلال الطالباني > والذي كان بالاساس ،وبغض النظر عن الدوافع السياسية والتنظيمية، من اجل الانفراد بالزعامة واحتكار قيادة الحركة الكردية في تحرك مكثف وحثيث لاجل اقصاء تلك القيادة وتنظيمها <حدك>.
المتتبع لنشاط هذا التنظيم القومي سيلاحظ، واذا تجاوزنا المراحل السابقة من الصراع الداخلي وتحوله عام 1966 الى قوات مرتزقة<جاش> لخدمة النظام العراقي القومي الشوفيني المعادي لمصالح الشعب الكردي،وركزنا اهتمامنا على المراحل المتاخرة اي منذ اواخر السبعينات لانها مرحلة ترتبط عضويا بمآلات واوضاع حركة المعارضة الحالية، لكنا لاحظنا ان هذا التنظيم لعب دورا تخريبيا كبيرا في عرقلة اية محاولات لنبذ الخلافات وتوحيد الصف المعارض في مواجهة مرحلة خطرة وقاسية وعنيفة واستثنائية في حياة العراق السياسي ، فقد قام بافتعال صراعات عديدة، ولدواعي مختلفة، لكن جذرها الاساس هو اقصاء اي من القوى السياسية المتواجدة في محيط العمل العسكري والتنظيمي على الساحة الكردستانية اما بهدف الغاء وجوده واقصاءه واما لوضعه تحت الوصاية وبالتالي السيطرة لتوطيد النفوذ والانحناء لحق الزعامة المطلق ل<المام والاستاذ>.. فقد وجهوا ضربات متتالية وباوقات مختلفة وبدوافع تافهة وواهية الى كل القوى السياسية .. وجهوا ضربة الى حزب الباسوك< الحزب الاشتراكي الكردي> والى الحزب الاشتراكي الكردستاني والى الحزب الشيوعي العراقي.. والضربة التي وجهت الى< حشع> هي ذات دلالة خاصة ترتبط بسياق طرحي هنا عن طبيعة توجهات هذا التنظيم وقيادته ،لذا ساعرضها هنا باختصار.
فجاة في عام 1983 وبدون مقدمات ذات معنى ابدا< اوك> استعداده للتفاوض مع النظام الفاشي في بغداد محاولا استغلال ماتوهم من انه ضعف للنظام يمكنه استغلاله للمساومة على تحقيق بعض المكاسب المتعلقة بحقوق الشعب الكردي ، وبديهي ان <اوك> لاتهمه مصالح وحقوق الشعب الكردي بقدر ماتهمه الامتيازات والثمار التي سيجنيها ويحققها من خلال اي اتفاق مع النظام، اذ لو كانت المصالح والحقوق هي مايشغل قيادة <اوك> لما ذهبوا الى المفاوضات منفردين ولنسقوا مع اطراف المعارضة الاخرى ولتوجهوا يدا واحدة لتحقيق تاثير اكبرونتائج اكبر لصالح النضال العام وحقوق الشعب الكردي وهي بالمناسبة حقوق لاتتحقق بمعزل عن النضال والعمل المشترك للشعب العراقي بمجمله، وسياق الاحداث اللاحقة يؤكد هذا الاستنتاج. فضيق افق قيادة <اوك> ومطامحها الانتهازية دفعاها لعقد هذه الصفقة المشبوهة مع النظام وكان الثمن المطلوب والمتناغم تماما مع مطامح ورغبات هذه القيادة هو توجيه ضربة للحزب الشيوعي العراقي تستهدف شل حركته واقصاءه. وتعزز نفوذ <اوك> اكثر في مناطقه بعدما قبل مرغما باقتسام مناطق النفوذ مع <حدك>، القوى السياسية الاكبر في المنطقة الكردية، بعد الضربة التاديبية التي تلقاها <اوك> على يد< حدك> في معركة حكاري عام 79 بعدما حاول ابعاد حدك عن مناطق عمله في قاطع بهدينان .. هكذا، وبما ان الغاية والغاية فقط هي التي تبرر الوسيلة، هو المبدا الوحيد الذي تسترشد وتعمل به قيادة <اوك> فقد لجأت الى ابشع الوسائل في توجيه الضربة الى< حشع> متوسلين الغدر كطريقة تتماشى تماما مع القيم والمبادئ التي يحملونها، واؤكد هنا على الغدر<1> وليس المباغتة باعتبارها العنصر الاساس في العمل العسكري وليس كذلك الخدعة باعتبارها من اوليات الحرب. لان العلاقات بين الحزبين كانت انذاك طبيعية، رغم بعض التشنج ، وكان الحزبان متحالفين ضمن اطار الجبهة الوطنية<جوقد> والتعاون والتنسيق قائما بينهما،والاجواء العامة تبين ان اي اعتداء عسكري على اي فصيل سياسي معارض يدلل على انحطاط سياسي، لاسيما اذا كان بدفع واغراء من النظام. وهكذا قام اوك بضرب مقرات القيادة < لحشع> وبدعم لوجستي من النظام وامدادات كمية ونوعية من الاسلحة والمعدات الحديثة .. وكان معظم القتلى في ذلك الاعتداء هم من العرب حيث كان القتل على الهوية ، فمن المعروف ان للحزب الشيوعي العراقي عدد كبير من العرب المسلحين في صفوف انصاره في كردستان وهؤلاء كانوا الهدف المركزي للاعدامات الميدانية والقتل الفوري بعد الاسر على يد مقاتلي اوك الهمج لالشئ الا لكونهم عربا، والمخزي والمعيب ان بعض من الانصار الاكراد الشيوعيين من اهالي السليمانية لم يبتأسوا، ان لم يكونوا قد ابتهجوا ، لان العدد الاكبر من القتلى هم من العرب.. هذه الواقعة لها دلالة كبيرة في ايضاح النزعة العرقية الحاقدة لهذا التنظيم ذي النزوع الفاشي .
لعبت قيادة اوك ادوارا غير مشرفة كثيرة خلال تاريخها كانت مليئة بالمؤامرات والدسائس والنزعات لاجل التزعم والحصول على المكاسب والامتيازات والاستحواذ على السلطة اي كان شكلها ومحتواها، ففي بداية انتفاضة اذار عام 1991 وبينما كانت الانتفاضة مشتعلة في الجنوب لجأ<المام والاستاذ> جلال الطالباني وبخطوة منفردة وغير مبررة وبدون اي تنسيق مع اي طرف سياسي الى التفاوض مع النظام بوهم الضعف الذي اصاب النظام جراء الضربة العسكرية التي تلقاها انذاك لاجل تحقيق بعض المكاسب على حساب القضية العراقية وعلى حساب ادوار ومكانة القوى المعارضة الاخرى. وقد استغل النظام هذه الفرصة الذهبية والمجانية التي قدمت اليه فساوم الطالباني ليتفرغ كليا الى الجنوب المشتعل لسحق الانتفاضة وقد نجح في ذلك ليعود مرة اخرى ويوجه ضربة مركزة الى الشمال .. كذلك ليس مخفيا امر الابتزاز الذي لجأ اليه <اوك> بعد انتخابات 1992 في الاقليم حين لم يحقق الاغلبية ففرض التساوي في المقاعد من خلال التهديد بتفجير الاوضاع واشعال الحرب ،لان المناصفة التي فرضها القدر والتوازن السياسي في المنطقة على الطالباني وتنظيمه. والتي خفضت سقف طموحاته في التزعم المطلق، سوف لن يتنازل عنها على الاطلاق ومهما يكن الثمن، وسوف لن يتوانى عن استخدام مابحوزته وماليس بحوزته من وسائل لاجل الحفاظ على الامتيازات، اي كانت، وتعزيزها... واخيرا وليس اخرا المحاولة الانقلابية التي حاول ان يقوم بها بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني في صيف عام 1996 لتوجيه ضربة الى <حدك> والغاء او تقليص نفوذه ومكانته. ولم يكن الدافع وراء تلك المحاولة هو الملايين التي اراد الحصول عليها من عائدات الكمارك وحسب، والتي بسببها اطلق فقراء الاكراد تسمية <ام الكمارك> الساخرة والمعبرة على تلك الاحداث، وانما لاجل السعي المحموم وراء الحلم المستحيل الذي ماانفك الطالباني يهجس به ، حلم الزعامة المطلقة والزعيم الاوحد .. طبعا هناك علاقة هذا التنظيم المتذبذبة والمتقلبة مع الدول الاقليمية ومع الاحزاب الكردية في كردستاناتها والتي بحاجة الى وقفات طويلة لامجال لها هنا في هذه العجالة.
لقد كلفت ممارسات <اوك> الحركة الوطنية العراقية العاملة في كردستان من ضحايا وارباكات سياسية تفوق بكثير ماخسرته في صراعها مع النظام. ومانحن بصدده الان من انتهاك لحقوق انسان على اساس عرقي ليس امرا فرديا او عابرا يمارسه افراد يستهترون ويستغلون السلطة التي بحوزتهم، وانما هو يتعدى ذلك، انه سلوك ذو دوافع عنصرية تعصبية يجد له ارضا خصبة، فكرية واجتماعية ونفسية، داخل هذا التنظيم المتطرف والمعادي للجميع.
بعد كل هذا هل يمكن استغراب او استبعاد امكانية اي افعال رديئة يقوم بها هذا التنظيم وعناصره لاسيما وانهم الان يمتلكون سلطة..
التاريخ والوقائع ستجيب على تلك التساؤلات..
هامش(1)
في طريقهم لحشد قواتهم من اجل ضرب مقرات القيادة< لحشع> كان مقاتلوا <اوك> يحلون ضيوفا على احد مقرات الحزب الشيوعي للاستراحة وتناول الطعام، والغريب والدراماتيكي ان قيادة الحزب الشيوعي حين ابلغها مسؤولوا هذا المقر عن شكوكهم حول هذه التحركات المكثفة لم يكترثوا ولم يستنتجوا اي شئ .. فوقعت الكارثة.