أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(1)














المزيد.....

رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(1)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 13:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"ابحث عن الحقيقة ولم اجد غير السراب وقطرات من الماء المالح"....رامبو

كنت قد اشرت في مقال نشرته في الحوار المتمدن بتاريخ13/1/2013 وبثلاث حلقات بعنوان(فلسفة الانتحار)-النهلستية السافرة-الى رامبو كأحد الشعراء"المنتحرين الاحياء"!الذين كان انتحارهم معنويا ورمزيا:ادبيا وفكريا وسايكولوجيا.اي ان تدمير الذات لم يكن فعليا ومباشرا،بل عاشوا حياتهم بكاملها،ولكن اي حياة؟!..
يبرز رامبو كنموذج متفرد لشاعر انتحر ادبيا!وكف عن الوجود كشاعر اي مات رامبو الشاعر وولد رامبو اخر المغامر والتاجر!.اثار صخبا وضجيجا لخمسة اعوام،ثم صمت كالقبر!.واختفى عن الاضواء في عتمة الصحراء...اي قدر من الانهيار والهزيمة يحتاجها المبدع كشاعر او مفكر او فنان،لينسحب الى الظل،ويطوي ماضيه بكل مافيه ويبدأكنكرة؟!اي مقدار من اليأس او انهيار المعنى والاندحار الروحي يقوده الى الاضمحلال والافول ليبتلعه ثقب العقم والنسيان الاسود؟!.ما الذي يدفع شاعرا في بداية عمره الزمني والابداعي،لينبذحاضره ويقلب صفحته،بل يمزقها،ويتجه صوب المجهول؟!.ذلك هو السؤال القديم المتجدد الذي طرح ويعاد طرحه من قبل الكثير ممن كتبوا عن رامبو:
مؤرخو ادب،ونقاد،وكتاب سيرة،وباحثون في اوربا وامريكا..السؤال الابتر الجواب!لماذا هجر رامبو الادب ووطنه ايضا؟!.وحتى بعد مرور اكثر من قرن ونصف على ولادته،لازال السؤال حائرا يبحث عن جواب دون حسم لدى مؤرخي الادب وكتاب سيرته،لانارة الجانب المظلم من حياته في افريقيا.السؤال الكلاسيكي العصي على الاجابه المعاصرة له والحديثة!تخلي رامبو عن الكتابة بعد سن العشرين؟!ابدع لخمس سنوات وتوقف،وكأنه اصبح شخصا آخر!ولكنك مهما حاولت بتتبع محطات حياته،وحللت شخصيته،وعلاقته بمن عايشهم او ارتبطوا به،لاتجد جوابا ولن تجد عن السؤال الحائر،والذي ظل دون اجابة قاطعة لحد الان!فكل ما كتب عنه هو مجرد افتراضات وتصورات وتأويلات وانطباعات وغير ذلك مما تنتجه مخيلة من كتب عنه!..لماذا سلك رامبو هذا المنحى لاغيره؟!.نحر ماضيه الشعري وتألقه الادبي!.لماذا شطب الجزء الفرنسي من حياته وانكره وكأنه لم يكن،العقدان اللذان عاشهما هناك؟!.لم تخلى عن عالم الادب كله والذي اقتحمه كعاصفة،وفي سن مبكرة،وانطفأ فجأة كنيزك في رمال عدن والصومال والحبشة؟!.لن نتعمق بحفرية الجانب السلوكي والسايكولجي لرامبو،فهذا ليس مجال مقال قصير.بل سنحاول تلمس مجرد علامات تؤشر،وليس اجابات! وهي ايضا لاتغطي السؤال المترامي،الا في جزء ضئيل وبسيط منه.اي اضائة نقطة معتمة من لوحة سوداء!ومن الصعب انارتها!.لذا تبقى مجرد اشارات لااكثر،لاحتمالات ظنية كثيرة لن تبلغ الحسم واليقين في دوافع رامبو للهروب من كل شيء:وطنه..شعره..اسرته..اصدقائه الشعراء!.والرحيل الى ارض منسية بصحرائها المحترقة بشمس سوداء-افريقيا-
ولد ارثور رامبوعام1854ومات عام1891-اي عاش سبعة وثلاثون عاما-في شارلفيل ولد وبالجزء الريفي الاوسط من شمال شرقي فرنسا،مقاطعة الاردين،وكان الثاني ترتيبافي الاسرة من الابناء،وكان ابيه فردريك رامبو ضابطا في جيش المستعمرات الفرنسي،وامه ماي كاترين كيف من اسرة ريفية محافظة.رزح رامبو تحت سطوة امه الكاملة،بعد ان هجرهم الاب الى الابد ملتحقا بفرقته،وكان رامبو في الخامسة من عمره.كانت الام ملتزمة دينيا ومستبدة في علاقتها بابناءها،وبسبب خلفيتها الكاثولوكية المتشددة تربويا،وبعد ان اعلنت عن نفسها(الارملة رامبو).ربت رامبو تربية دينية صارمة،وانفردت بالسيطرة عليه بعد ان فقد الاب.بدأ رامبو تمرده وخروجه عن الطاعة،
اثناء تلمذته على يد معلمه"ايزامبار"والذي كان له الاثر الكبير في حياة وتوجه رامبو الادبي:قراءة وكتابة!قام بمحاولات عديدة للهروب من المنزل،والعودة من جديد بصحبة الشرطة احيانا!."تعال ايتها الروح العظيمة العزيزة،نحن نفتقدك ونشتهيك"!هذه هي الرسالة التي بعث بها بول فيرلين الى رامبو،وارفقها بثمن تذكرة القطار الى باريس.دعته لمغادرة منزل الاسرة والهروب الى باريس حاملا قصيدته الغنائية(المركب السكران)او(الزورق النشوان).تلك القصيدة التي عرضها على فيرلين ونالت اعجابه.ذلك الشاعر الرجيم ذو السابعة والعشرين عاما،السكير والشاذجنسيا،الرجل العنيف ذو الطبع الحاد والمضطرب،والذي لم يكن يتردد بضرب زوجته المسكينة من وفت لاخر.وقد ارتبط رامبو بفيرلين في علاقة حميمة جدا وشاذة!1وقد عمق وجود رامبو في بيت فيرلين توتر علاقته بزوجته،فأضطر الى ايجاد مكان يقيم فيه بين اصدقاءه،الا ان سلوك رامبو الشاذ(وجدته مضيفته عاريا على سطح المنزل،وهو يرمي ملابسه الى الشارع)وعاداته التي اصبحت نموذجا يحتذيه الشعراء الذين اطلقوا على انفسهم(الشعراء الاشرار)!
وقد علق احدهم على ظهور رامبو بينهم في باريس بقوله"ما لم يكن هذا احد حيل القدر الخبيثة،فنحن نشهد مولد عبقرية".هجر رامبو فيرلين،وغادر الى المانيا،ولحف به فيرلين واطلق عليه النار بعد ان تشاجرا في بروكسل،سجن على اثرها فيرلين لعامين.نبذ رامبو الادب،وعبر المانش الى انكلترا،ليدرس الانكليزية،ليصبح رحالة وتاجرا!عاد الى فرنسا وانضم الى الجيش الاستعماري الهولندي المتوجه الى جاوا،والتحق به بعد وصوله الى باتافيا،ثم فر منه عائدا الى فرنسا،ولم يمض وقتا طويلا على عودته حتى رحل الى الشرق رحلته الاخيرة.عمل في شركة بتاء في قبرص،ثم انتقل الى الصومال وشمال شرق افريقيا.عمل بتهريب السلاح لحساب ملك شلوا"اثيوبيا الوسطى".وفي سنيه الاخيرة عمل بمكتب تجاري في هرر شرق اديس ابابا،حيث كان يصدر البن والبخور والجلود ويستورد البنادق!اصيب بورم خبيث بركبته،وعاد الى فرنسا بعد ستة عشر عاما،حيث بترت ساقه قي مستشفى مرسيليا،وانشر المرض-السرطان او الزهري-في جسده وتوفى بعد ذلك...هذا باختصار وايجاز عصارة سيرته-ولسنا بصدد البحث فيها.....
.....................................................
يتبع في المقال القادم.....

وعلى الاخاء نلتقي.....



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيامة المعطلة!!!
- يانساء الشرق...انهضن..(البيان النسوي)الثاني
- يانساء الشرق..انهضن..(البيان النسوي)_الاول
- من انا؟!..من انتم؟!..ديالوج زرادشتي!!
- وداعا كانتونات(طسم وجديس)!زوال قريب!!
- مقطع من سفر التعذيب/انقلاب شباط الاسود
- بغي شباط...عروس الزناة!!!
- الشلة والشلل والشللية واشياء اخرى!!!
- فلسفة الانتحار/النهلستية السافرة(3-3)
- فلسفة الانتحار/النهلستية السافرة(2-3)
- فلسفة الانتحار/النهلستية السافرة(1-3)
- انتباه!/نبي اللومانتيه ومتراسه الاخير!!!
- الوجود المدقع
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي3-3
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي2-3
- مصائر الافكار بين الصعود والسقوط!/سارتر...جارودي
- رد على الاستاذ سنان احمد حقي/عودة الى الشيوعية والاديان!!!
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(5-الاخير)
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(4)
- (شتان مابين الشيوعية والاديان)!!!(3)


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الشمري - رامبو المنفصم!/من متاريس الكومون الى حضن التجارة المصون!!!(1)