أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم














المزيد.....

لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حذّر ويحذّر الديمقراطيّون من تبعات إقرار قانون القوميّة الأساس الذي سيقترحه "البيت اليهودي" و "الليكود بيتنا" على البرلمان/الكنيست الإسرائيليّ.
في الماضي،كان أثار كبح جماح بنيامين نتنياهو-بيبي، رئيس حكومة إسرائيل، الدافع إلى تغيير التوازن الحاصل من تعريف دولة إسرائيل كدولة يهوديّة-ديمقراطيّة، ارتياحا في الأوساط المعرّفة بالليبراليّة الصهيونيّة، ليعيشوا ردحا آخر من الزمن على وهم من الديمقراطيّة الزائفة.
لقد حذّرنا الصهيونيّة "الليبراليّة" من نتيجة فكرها الحاضن والمنمّي والداعم من حيث لا تدري (وكثيرا ما كانت تدري) للفكر الفاشيّ الذي برز وأخذ يطفو على سطح حكومة بيبي-بينيت الجديدة، قلنا لن يؤول قانون تعريف دولة إسرائيل بالدولة اليهوديّة الديمقراطيّة! إلاّ إلى دولة أكثر عنصريّة وتنكّرًا إلى أبسط حقوق الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة.
منذ تأسّست دولة إسرائيل، كانت حكوماتها تمارس التمييز القوميّ في توزيع موارد الدولة؛ فتأخذ من الأقليّة العربيّة وتحرمها لتخنق تطوّرها وتعيق تقدّمها، وتعطي الأكثريّة اليهوديّة وتدفع لتقدّمها في شتّى المجالات، فيما اقتصرت تلميحات المعاهد الديمقراطيّة والمؤسّسات القضائيّة على الإشارة إلى التمييز ضدّ "المواطنين العرب"، وخير دليل على ذلك: توصيات تقرير "لجنة أور"، الذي أشار إلى جملة من سياسات التمييز المتّبعة، وطالب برفع الغبن مع وقف التنفيذ.
أساسًا، لم تعترف المؤسّسات القضائيّة واللجان الحكوميّة بوجود أزمة الهويّة القوميّة لدولة إسرائيل، فكيف لها أن تعالجها؟!
تعقيدات أزمة هويّة الدولة تنهش بحقوق الأقليّة العربيّة القوميّة والمدنيّة في كلّ جوانبها ومناحي حياتها، كما تقلّص الهامش الديمقراطيّ الممنوح للأكثريّة؛ ما يؤدّى إلى تقييد حلّ قضيّة التمييز بأزمة تعريف الدولة، بحيث بتنا لا نستطيع أن نتخلّص من سياسة التمييز العنصريّ إلاّ إذا تخلّصنا وعدنا إلى حلّ أزمة هويّة الدولة.
تَشَكّل المجتمع اليهوديّ في إسرائيل بشكل مناوئ، وفي بعض المراحل معادٍ، لتاريخه ولمراحل تكوّنه وتطوّره وعيشه في أوروبا ( الشرقيّة أكثر من الغربيّة، حيث عاش 75% من اليهود) وفي الدول العربيّة، ففي البداية عرّف نفسه بالمجتمع "العبري" ليتميّز عن المجتمع "اليهودي"، الذي بقي يعيش وينمو خارج دولة إسرائيل، ثمّ أسقط عنه تعريف المجتمع العبريّ وتكنّى بالمجتمع اليهوديّ.
انتصر اصطلاح اليهوديّة على العبريّة في إسرائيل، وتغلّبت العنصريّة على الديمقراطيّة، وتغيّرت معالم وقوانين الدولة الأساس التي تعرّفها وتعتبرها "دولة يهوديّة وديمقراطيّة" إمعانا في إنكار حقّ الأقليّة القوميّة العربيّة وفي منع اندماجها في المجتمع الإسرائيليّ المشوّه الهيئة.
لا شكّ بأن ّ تعريف الدولة أثّر في تربيّة وثقافة ونفسيّة وعلاقات المواطنين في هذه البلاد، وشجّع الأكثريّة اليهوديّة على العدوان والعنف وتصعيد سياسة القوّة والسيطرة والاستيطان والتوسّع على حساب الفلسطينيّين، داخل الخطّ الأخضر وخارجه، وبالتالي أدّى إلى بروز بعض التيارات السياسيّة العربيّة الداعية إلى الانفصال الإداريّ والثقافيّ والحكم الذاتيّ و... وبالتالي إلى تشكيل هيئات ولجان و... على أساس قوميّ، لتحمي وتدافع عن الأقليّة القوميّة العربيّة من هجوم واعتداءات الدولة وسلطاتها التنفيذيّة والتشريعيّة، ولاحقا القضائيّة.
تتصرّف الأحزاب اليهوديّة والصهيونيّة في دولة إسرائيل "اليهوديّة والديمقراطيّة" وكأنّ الدولة هي ملك خاصّ لها، لذلك تقتصر الزيادة الطبيعيّة على الأكثريّة اليهوديّة، ومن حقّها، هي وفقط هي، أن تبني وتتوسّع وتتطوّر و...
برزت ثقافة دولة إسرائيل الكبرى العنصريّة ورسخت، قبل ولادة ائتلاف بيبي-بينيت من رحم ثقافة الهويّة القوميّة لدولة إسرائيل وخصائصها المثيرة للصراع والصدام.
في الماضي، فشلت الحكومات الإسرائيليّة في حلّ أيّ من أسباب الصراع السياسيّة والوجوديّة، واليوم ستفشل حكومة بيبي-بيننيت في تفادي نتائج الصراع المدمّرة! وغدا ستنتصر ثقافة الديمقراطيّة والسلام والتعاون والعيش المشترك وتوزيع الموارد وتقاسم المكاسب والخيرات قبل الأعباء.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا إذا بيبي لم يعد يصدّق أحدًا؟
- شيخ العشائر
- المطلوب الآن تحديث وتطوير القوى
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبّاس
- القيادة الفلسطينيّة تعرف الطريق
- دمشقغراد بلد المعجزات
- هو حذاء ضيّق
- نحن مَن سيدفع الثمن الأكبر
- مَن يستطيع أن ينزع الجُلجُل مِن عنق نتنياهو؟
- كلّ سُلالة تحمل في ذاتها بذور انحطاطها
- الهجوم على بيرس، هو دليل آخر على الفاشيّة
- الحرب المدمّرة القادمة
- خطاب العاقل في وجه خطابَي التطرّف!
- نَحمِل المسؤوليّة ونحمِّلها
- لو أغلقت إسرائيل باب الفضيحة
- لا نحتاج لإثباتات غولدستونيّة جديدة
- للتاريخ حُكمهُ
- هي فرصة للحلّ السلميّ!
- كيف للفلسطينيّ أن يقاطع؟
- إدارة الحوار والحلّ السياسيّ


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم